الجفاف يتسبب في أكبر هجرة للأفيال من زيمبابوي منذ 2019https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4553926-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%81%D8%A7%D9%81-%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%B2%D9%8A%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%88%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B0-2019
الجفاف يتسبب في أكبر هجرة للأفيال من زيمبابوي منذ 2019
أفيال (أرشيفية - رويترز)
هراري :«الشرق الأوسط»
TT
هراري :«الشرق الأوسط»
TT
الجفاف يتسبب في أكبر هجرة للأفيال من زيمبابوي منذ 2019
أفيال (أرشيفية - رويترز)
سجل أكبر متنزه وطني في زيمبابوي أكبر هجرة للحيوانات البرية إلى بوتسوانا المجاورة في خلال 4 سنوات إثر جفاف البحيرات.
وقال تيانشي فاراو، الناطق باسم الهيئة الزيمبابوية لإدارة المتنزهات والحياة البرية: «يمكننا أن نؤكد حركة الكثير من الحيوانات من متنزه هوانجي الوطني إلى بوتسوانا»، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وأضاف: «الأمر لا يشتمل على الجاموس والأفيال فحسب، بل أغلب الحيوانات؛ لأننا نواجه نقصاً في الكثير من المياه داخل المتنزه. وأغلب برك المياه الطبيعية جفت الآن».
وأوضح فاراو أن نسبة متدنية من الأمطار هطلت من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مارس (آذار) في منطقة ماتابيليلاند، حيث يوجد المتنزه البالغة مساحته 656 ميلاً مربعاً.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن الأحوال الجوية الجافة سوف تستمر على الأرجح بسبب ظاهرة «النينيو» المناخية التي يمكن أن تتسبب في تدني هطول الأمطار في نهاية العام.
وقال فاراو إن حركة الحيوانات سوف تتسبب على الأرجح في زيادة الصراع ما بين الإنسان والحياة البرية؛ حيث إنها تمر عبر مناطق يسكنها البشر.
ولدى بوتسوانا أكثر من 130 ألف فيل، وهي أكبر نسبة في العالم، تليها زيمبابوي بوجود أكثر من 65 ألف فيل.
مصر: الغلاء يجعل من «العزومات العائلية» عبئاً و«هماً ثقيلاً»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5166085-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%AC%D8%B9%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%A8%D8%A6%D8%A7%D9%8B-%D9%88%D9%87%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D8%AB%D9%82%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%8B
مصر: الغلاء يجعل من «العزومات العائلية» عبئاً و«هماً ثقيلاً»
المسلسلات الدرامية وأفلام السينما المصرية جسدت العزومات العائلية (مشهد من فيلم «الحفيد» على «يوتيوب»)
اعتادت آية عوض (36 عاماً) أن تجتمع بشقيقاتها السبع كل يوم جمعة في منزل العائلة بمنطقة الجيزة، بعدما باعدت بينهن المسافات، حيث تقطن في مدينة 6 أكتوبر (جنوب القاهرة)، فيما يسكن الباقون مناطق أخرى متفرقة. في هذا اليوم تعدّ الأم أصنافاً متنوعةً من الطعام تلبي أذواق بناتها وأحفادها المختلفة، ومن مائدة الطعام تمتد جلسات السمر. كان ذلك قبل نحو 3 أعوام، قبل أن تتبدل الأحوال بفعل الغلاء.
تنعكس الأزمة الاقتصادية في مصر منذ عام 2016 على أسعار السلع والخدمات، حتى قفزت نسبة التضخم على أساس سنوي في يونيو (حزيران) من عام 2023 إلى 41 في المائة، فيما سجلت نسبته الشهر الماضي 14.9 في المائة، دون أن تؤدي النسبة إلى تراجع في الأسعار.
تقول آية لـ«الشرق الأوسط»: «ميزانية والديّ بسيطة، تعتمد على المعاش، ولأن عددنا كبير، كانت هذه التجمعات تفوق قدرتهما». بدأت آية كلامها لـ«الشرق الأوسط» موضحة أنها كانت تلاحظ كيف تقل أصناف الطعام على المائدة، فتكتفي الأم بصنفٍ واحدٍ يحبه الجميع مع اللحوم، وبعد فترة تقل اللحوم وتختفي أحياناً.
حاولت الشقيقات التخفيف عن حمل لقائهن على والديهما، دون أن يقطعن العادة، فاقترحن أن تشتري كل واحدة لأبنائها طعاماً جاهزاً، بحجة عدم تضييع الوقت في الطبخ وادخاره للحديث، وتعلق آية: «كان ذلك حلاً لكنه ليس جذرياً، فانتقل إلينا عبء شراء الطعام، ومن النادر أن نجتمع كلنا مثل السابق؛ كل مرة تعتذر من لا تتحمل ميزانيتها عبء شرائه».
العزومة هم ثقيل
أما هويدا عبد المعبود (54 عاماً)، فتنتظر يوم الجمعة بلهفة، حتى ترى نجلها الأكبر وحفيدها خلال زيارتهما الاعتيادية، حتى وإن كانت هذه الزيارة تكلفها تقليل جودة الطعام طيلة 4 أيام قبل «العزومة»، إذ تقول لـ«الشرق الأوسط»: «ندخر إعداد اللحم والطعام المميز ليوم الجمعة خلال زيارة نجلي، وباقي الأيام نأكل أي شيء، سواء طعاماً دون لحوم أو أكلاً سريع التحضير غير مكلف».
أظهرت دراسة تراجع استهلاك أسر مصرية للحوم (الشرق الأوسط)
ووفق دراسة أجراها معهد السياسات الغذائية الدولي (IFPRI) عام 2022 على 6 آلاف أسرة فقيرة وشبه فقيرة في مصر، لقياس تأثيرات ارتفاع الأسعار على النمط الغذائي، اتضح أن 85 في المائة من هذه الأسر قلصت استهلاك اللحوم، و75 في المائة منها خفّضت استهلاك الدجاج والبيض منذ مارس (آذار) 2022 بسبب ارتفاع الأسعار.
تقطن هويدا منطقة العمرانية الشعبية (في محافظة الجيزة)، ويقتصر دخل عائلتها على معاش زوجها، وبعض المدخرات، موضحةً أن «عبء العزومات يزداد كل يوم عن سابقه بسبب ارتفاع الأسعار، خصوصاً لو كان المدعوون ليسوا من المقربين ممن لا تتحرج معهم من إعداد أنواع محدودة»؛ توضح: «بعض العزومات تتطلب التنوع في الأصناف، وهذا هم ثقيل».
«الأزمة الاقتصادية تضرب قلب الحياة الاجتماعية المصرية، والمتمثلة في المائدة بما تحمله من دلالات اجتماعية وثقافية عميقة»، وفق الباحث الإنثربولوجي، وليد محمود، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «عزومات الطعام ليست مجرد تناول وجبة، بل نسيج اجتماعي معقد يحمل معاني الكرم والضيافة والتواصل الاجتماعي».
وأضاف: «في الماضي كانت العزومات تُقام في المناسبات الدينية والاجتماعية لتعبّر عن مكانة الأسرة، لكن التضخم الحالي يعيد تشكيل العادة، فتجد الأسر نفسها مضطرةً لتقليل عدد العزومات، وتغيير نوعية الطعام المقدم، وتقليل عدد المدعوين، في تغيير يحمل تداعيات اجتماعية ونفسية عميقة».
عزومة لأسرة مصرية توازن بين لمة العائلة والتوفير (الشرق الأوسط)
حيل للتعايش
تبحث الأسر المصرية عن حيلٍ للتعامل مع عبء الأسعار، دون الحرمان من «بهجة التجمعات»، فالبعض لجأ إلى إعداد وجبات تتداخل في تكوينها اللحوم مع الخضروات مثل «الطاجن»، وتقسيم اللحوم أو الدواجن لقطع أصغر، فتبدو الكميةُ أكبر.
آخرون ابتكروا طرقاً أفضل لتعويض الأسرة صاحبة العزومة عما أنفقته خلالها، الذي قد يكلفها طعام باقي الشهر، واحدة من هؤلاء رحاب إدريس (34 عاماً) مسؤولة كتابة محتوى في إحدى شركات «السوشيال ميديا» تقول لـ«الشرق الأوسط»: «الآن أي عزومة لأسرة مكونة من 3 أفراد فقط تتكلف نحو 1000 جنيه (الدولار يساوي نحو 50 جنيهاً) وهو مبلغ (ثقيل) على أي ميزانية، لذا لا نتحرج أنا ودوائري الصغيرة التي أتبادل معها العزومات في استبدال المواد الغذائية أو الملابس أو الأحذية بالحلويات أو الفواكه التي كنا نحضرها في السابق».
وتوضح أن «المعاناة المشتركة من الأسعار تجعلنا نحاول تخفيف آثارها على بعضنا البعض»، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي جنباً إلى جنب مع «تقليل العزومات بشكل عام واختلاف أشكالها؛ فقبل سنوات كانت عزومةً لعيد ميلاد أو فرح تعني ضمنياً فقرة للطعام، الآن نكتفي بالحلوى».
زيادات مستمرة في الأسعار بأسواق مصرية (الشرق الأوسط)
ويُبدي الباحث الإنثربولوجي قلقاً من أن تؤدي الأزمة الاقتصادية على المدى البعيد إلى «تفكك تدريجي في النسيج المجتمعي»، قائلاً إن «العزومات كانت تلعب دوراً حيوياً في تقوية العلاقات وبناء الشبكات الاجتماعية. وتراجع هذه العادة قد يؤدي إلى تفكك تدريجي في النسيج الاجتماعي، حيث تقل فرص التواصل المباشر بين العائلات، وزيادة الشعور بالعزلة الاجتماعية، خصوصاً بين كبار السن الذين يعتمدون على هذه التجمعات للحصول على الدعم الاجتماعي والنفسي».
ولفت إلى تغير ملحوظ في «سلم القيم الاجتماعية»، «حيث تصبح القيم المادية أكثر أهمية من القيم الاجتماعية التقليدية، فقيم مثل الكرم والضيافة، تتراجع لصالح التوفير والادخار».
لكن آية، التي حُرمت من تجمع عائلتها الكرنفالي كل جمعة، تقاوم حتى لا تفقد وهج عزومات أخرى محدودة في منزلها، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إنها تعتمد على «حصالة» نجليها الصغيرين في ذلك.
تخصص الأم، وهي ربة منزل، كل شهر مبلغاً من الميزانية في الحصالة، لشراء حاجات أبنائها، وخلال العزومات كلما نقصت ميزانيتها، اقترضت أموالاً من الحصالة وتعدّه ديناً عليها أن ترده فيما بعد، وفق تعبيرها. ومع ذلك لا تُخفي قلقها من ألا تصمد حيلتها البسيطة أمام القفزات المتتالية في الأسعار.