خبيرة نفسية بـ«هارفارد» تكشف «ما يعوق الناس عن النجاح»

امرأة تعمل على مكتبها خلف شاشات الكمبيوتر (رويترز)
امرأة تعمل على مكتبها خلف شاشات الكمبيوتر (رويترز)
TT

خبيرة نفسية بـ«هارفارد» تكشف «ما يعوق الناس عن النجاح»

امرأة تعمل على مكتبها خلف شاشات الكمبيوتر (رويترز)
امرأة تعمل على مكتبها خلف شاشات الكمبيوتر (رويترز)

تُعد عوامل مثل القلق والانزعاج والتغيير كلها جزءاً من الحياة، لكنها ليست من المعايير التي تُعد عدوة النجاح، إلا إن المُخرّب الصامت الأول للنجاح هو «كيفية تفاعلنا مع هذه الأمور»، وفقاً للخبيرة بعلم النفس في جامعة هارفارد، الدكتورة لوانا ماركيز.

تقول ماركيز إنه «بوصفي عالمة نفسية في جامعة هارفارد، لاحظت هذا الصراع بنفسي». وصاغت الخبيرة مفهوماً حول هذا الموضوع، هو «التجنب النفسي»، استناداً إلى 20 عاماً من البحث والعمل السريري.

التجنب النفسي هو أي استجابة لتهديد متصور تجلب راحة عاطفية فورية، ولكن تأتي مع عواقب طويلة المدى.

وتشرح ماركيز، وهي أستاذة في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، والرئيسة السابقة لجمعية القلق والاكتئاب الأميركية: «لكي نعيش حياة مُرضية يجب أن نتعلم مواجهة تحدياتنا ومخاوفنا وجهاً لوجه». فيما يلي ثلاث علامات شائعة للتجنب النفسي، وكيفية التعامل معها، وفقاً للتقرير المنشور في موقع «سي إن بي سي»:

التراجع

إذا واجهت أسداً وجهاً لوجه، فقد تكون غريزتك الأولى هي الهروب، لكن في حياتنا اليومية التراجع أكثر دقة.

قد تحاول التراجع عن القلق عن طريق تناول مشروب معين، أو التوقف عن العمل بسبب المرض عندما يحين موعد مشروع أو عرض تقديمي كبير، أو تفويت فرصة عمل تتضمن التحدث أمام الجمهور.

ما يجب فعله بدلاً من ذلك: في كثير من الأحيان نقوم بتبرير سلوكنا التراجعي. قد نقول: «أنا لا أخاف المرتفعات، أنا فقط لا أحب الأفعوانية»، أو «لن يلاحظ أحد ما إذا كنت سأحضر أم لا»، وفق ماركيز.

وتضيف: «لتغيير تفكيرك، حدد فكرة أو خوفاً واحداً، ثم اسأل نفسك: ما البيانات التي أملكها لدعم هذا الأمر؟ أو ماذا سيقول صديقي المفضل في هذه الحالة؟ يمكن للأدلة التجريبية التي تتوصل إليها أن تساعد على إخراجك من تلك العقلية الضارة».

ردة الفعل

قد تظهر ردة الفعل عبر إرسال سلسلة من الرسائل النصية للحصول على الكلمة الأخيرة، أو الحصول على رأي عاشر حتى تأخذ رأياً يتوافق مع وجهة نظرك، أو الصراخ لتوصيل فكرتك.

ما يجب فعله بدلاً من ذلك: الخطوة الأولى هي التوقف مؤقتاً، ثم التعامل مع الانزعاج الذي تشعر به بدلاً من محاولة التخلص منه.

وتوضح ماركيز: «إذا تلقيت تشخيصاً مقلقاً من طبيبك، على سبيل المثال، وكان لديك عادة قضاء ساعات في البحث عن تفسيرات بديلة على الإنترنت، فحاول قضاء دقيقة أو دقيقتين في الجلوس مع انزعاجك».

وتتابع: «خذ أنفاساً عميقة قليلة، وحاول تسمية الأحاسيس الموجودة في جسمك. ربما لا تزال المشكلة موجودة، ولكن سيكون لديك دماغ وأفكار أكثر وضوحاً للتعامل معها».

البقاء مكاننا

البقاء مكاننا وعدم الميل إلى التغيير هو نوع من التجنب: إنه الميل إلى البقاء في مواقف غير مريحة، مثل علاقة غير صحية أو وظيفة تستنزفنا عقلياً وجسدياً.

نقول لأنفسنا إن الوضع الحالي ليس «بهذا السوء» أو إن «الأمر سينتهي». عادة، نبقى مكاننا عندما نتجنب عدم اليقين بشأن التغيير.

ما يجب فعله بدلاً من ذلك: حدد ما يهمك حقاً، واتخذ خطوة صغيرة كل يوم للتحرك في هذا الاتجاه.

وتشير ماركيز إلى أنه «إذا كنت تقدر العائلة، فحدد وقتاً للتواصل مع أحبائك كل يوم. إذا كان لديك حلم إبداعي، فقم بتخصيص جزء صغير من جدولك الزمني لتحقيقه».

وتؤكد الخبيرة أنه حتى 5 دقائق قبل التوجه إلى العمل قد تحدث فرقاً كبيراً، وتكون حافزاً للنمو والنجاح على المدى الطويل.


مقالات ذات صلة

خبير من «هارفارد»: صفة «نادرة ومطلوبة» تُميّز الأشخاص الأكثر نجاحاً

يوميات الشرق القدرة على التكيّف هي مهارة شخصية «يتزايد الطلب عليها» في مجموعة واسعة من الصناعات (رويترز)

خبير من «هارفارد»: صفة «نادرة ومطلوبة» تُميّز الأشخاص الأكثر نجاحاً

اكتشف فولر أن ما يميّز أصحاب الإنجازات العالية عن أي شخص آخر، ليس ثقتهم أو فطنتهم التجارية، وإنما قدرتهم على التكيف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بالنسبة لأولئك الذين يتلقون المئات من الرسائل الإلكترونية يومياً من الضروري تجربة استراتيجيات فعالة لإدارة البريد الوارد (رويترز)

ما أهم نصيحة لتواصل أفضل عبر البريد الإلكتروني؟

إذا كنت تريد أن تتحسن في إتقان لعبة البريد الإلكتروني فيجب عليك إعطاء الأولوية لشيء واحد، كما يقول أحد خبراء اللغة: حسن التوقيت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق كيفية تحسين العلاقات في مكان العمل (رويترز)

الموظفون يعيشون «أزمة ثقة» برؤسائهم... ما السبب برأي علم النفس؟

إذا كنت تواجه أزمة ثقة بمديرك في الوقت الحالي، فأنت لست وحدك، حسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يهدف التدريب لتزويد المديرين بالمهارات اللازمة لدعم الصحة العقلية للأشخاص الذين يديرونهم (جامعة نوتنغهام )

تدريبات الصحة العقلية تحسن أداء المديرين

يرتبط التدريب على الصحة العقلية للمديرين التنفيذيين ارتباطاً وثيقاً بأداء أفضل للأعمال داخل مؤسساتهم، كما يمكن أن يوفر للشركات أموالاً كبيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
لمسات الموضة كيف يختار الرجال ملابس العمل بشكل أنيق؟

كيف يختار الرجال ملابس العمل بشكل أنيق؟

شارك ديريك جاي، خبير الموضة ببعض نصائح للرجال لاختيار الملابس المناسبة للمكتب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
TT

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان الأميركية، أنّ الوصول إلى مستوى عين المريض عند التحدُّث معه حول تشخيصه أو رعايته، يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً في العلاج.

وأظهرت النتائج أنّ الجلوس أو القرفصاء بجانب سرير المريض في المستشفى، كان مرتبطاً بمزيد من الثقة والرضا لديه، كما ارتبط بنتائج سريرية أفضل مقارنة بوضعية الوقوف.

وأفادت الدراسة المنشورة في دورية «الطبّ الباطني العام»، بأنّ شيئاً بسيطاً مثل توفير الكراسي والمقاعد القابلة للطي في غرف المرضى أو بالقرب منها، قد يساعد في تحقيق هذا الغرض.

يقول الدكتور ناثان هوتشينز، من كلية الطبّ بجامعة ميشيغان، وطبيب مستشفيات المحاربين القدامى الذي عمل مع طلاب كلية الطبّ بالجامعة، لمراجعة الأدلة حول هذا الموضوع، إنهم ركزوا على وضعية الطبيب بسبب ديناميكيات القوة والتسلسل الهرمي للرعاية القائمة في المستشفى.

وأضاف في بيان نُشر الجمعة في موقع الجامعة: «يلاحظ أنّ الطبيب المعالج أو المقيم يمكنه تحسين العلاقة مع المريض، من خلال النزول إلى مستوى العين، بدلاً من الوقوف في وضعية تعلو مستوى المريض».

وتضمَّنت الدراسة الجديدة التي أطلقتها الجامعة مع إدارة المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، وضعية الطبيب بوصفها جزءاً من مجموعة من التدخلات الهادفة إلى جعل بيئات المستشفيات أكثر ملاءمة للشفاء، وتكوين روابط بين المريض ومُقدِّم الخدمة العلاجية.

وبالفعل، ثبَّتت إدارة شؤون المحاربين القدامى في مدينة آن أربور بولاية ميشيغان، كراسي قابلة للطي في غرف عدّة بمستشفيات، في مركز «المُقدّم تشارلز إس كيتلز» الطبي.

وكانت دراسات سابقة قد قيَّمت عدداً من النقاط الأخرى المختلفة، من طول لقاء المريض وانطباعاته عن التعاطف والرحمة من مُقدِّمي الرعاية، إلى درجات تقييم «المرضى» الإجمالية للمستشفيات، كما قيست من خلال استطلاعات موحَّدة.

تتضمّن التوصيات التشجيع على التحية الحارّة للمريض (الكلية الملكية في لندن)

ويقول الباحثون إنّ مراجعتهم المنهجية يجب أن تحضّ الأطباء ومديري المستشفيات على تشجيع مزيد من الجلوس بجانب سرير المريض، كما تتضمّن التوصيات أيضاً التشجيع على التحية الحارّة عندما يدخل مُقدّمو الخدمات غرف المرضى، وطرح أسئلة عليهم حول أولوياتهم وخلفياتهم المرضية خلال المحادثات.

وكان الباحثون قد درسوا هذا الأمر بوصفه جزءاً من تقييمهم الأوسع لكيفية تأثير العوامل غير اللفظية في الرعاية الصحّية، والانطباعات التي تتولّد لدى المريض، وانعكاس ذلك على النتائج.

وشدَّد هوتشينز على أنّ البيانات ترسم بشكل عام صورة مفادها أنّ المرضى يفضّلون الأطباء الذين يجلسون أو يكونون على مستوى العين. في حين أقرّت دراسات سابقة عدّة أنه حتى عندما كُلِّف الأطباء بالجلوس مع مرضاهم، فإنهم لم يفعلوا ذلك دائماً؛ خصوصاً إذا لم تكن المقاعد المخصَّصة لذلك متاحة.

ويدرك هوتشينز -عبر إشرافه على طلاب الطبّ والمقيمين في جامعة ميشيغان في إدارة المحاربين القدامى- أنّ الأطباء قد يشعرون بالقلق من أن الجلوس قد يطيل التفاعل عندما يكون لديهم مرضى آخرون، وواجبات يجب عليهم الوصول إليها. لكن الأدلة البحثية التي راجعها الفريق تشير إلى أنّ هذه ليست هي الحال.

وهو ما علق عليه: «نأمل أن يجلب عملنا مزيداً من الاعتراف بأهمية الجلوس، والاستنتاج العام بأنّ المرضى يقدّرون ذلك».

وأضاف أن توفير المقاعد وتشجيع الأطباء على الوصول إلى مستوى عين المريض، وحرص الكبار منهم على الجلوس ليشكّلوا قدوة لطلابهم، يمكن أن يساعد أيضاً.