علي الحجار يُطرب جمهور «القلعة» بالقاهرة

قال لـ«الشرق الأوسط»: أستعد لأغنية جديدة مع محمد منير

علي الحجار خلال «مهرجان القلعة»  (دار الأوبرا المصرية)
علي الحجار خلال «مهرجان القلعة» (دار الأوبرا المصرية)
TT

علي الحجار يُطرب جمهور «القلعة» بالقاهرة

علي الحجار خلال «مهرجان القلعة»  (دار الأوبرا المصرية)
علي الحجار خلال «مهرجان القلعة» (دار الأوبرا المصرية)

أطرب الفنان المصري علي الحجار، جمهور «مهرجان القلعة للموسيقى والغناء» في القاهرة خلال حفله الذي أقيم (مساء الخميس). وصعد الحجار إلى المسرح على نغمات أغنيته الشهيرة «ما تمنعوش الصادقين»، وسط تفاعل كبير من الحاضرين، التي أتبعها بتقديم عدد من أهم أغانيه التي اشتهر بها في مصر والعالم العربي، منها «على قد ما حبينا»، و«ريشة»، و«من غير ما تتكلمي»، و«زي الهوى»، و«عم بطاطا»، و«لما الشتا يدق البيبان». وأهدى الحجار لوالده الراحل أغنية «عزيز على القلب».

كما قدم الحجار خلال الحفل عدداً من أشهر أغاني تترات المسلسلات من بينها: «الليل وآخره»، و«بوابة الحلواني»، و«ذئاب الجبل»، و«جزيرة غمام»، و«مسألة مبدأ». واختتم حفله بتقديم «ميدلي غنائي» لعدد من أهم وأشهر الأغاني الوطنية من بينها «بسم الله.. الله أكبر»، و«خلي السلاح صاحي».

وأعرب الحجار عن سعادته لتصدر حفله بمهرجان «القلعة» قائمة الموضوعات الأكثر رواجاً عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً). وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «تصدر الحفل قوائم التداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دليل على أن الغناء (الهادف) ما زالت له مكانة كبيرة لدى الجمهور».

وأشار الحجار إلى أن جدول أغنياته في «مهرجان القلعة» يختلف تماماً عن باقي حفلاته سواء في دار الأوبرا المصرية، أو ساقية الصاوي، أو الجامعة الأميركية، مضيفاً أن «مهرجان القلعة» يتضمن جميع طوائف الشعب المصري، لذلك أحرص في «حفلات القلعة» على أن تكون جميع الأغاني متداولة بين الجمهور، ولها رصيد في الشارع المصري كي يتفاعلوا معها».

الفنان المصري علي الحجار يطرب جمهور «مهرجان القلعة» (دار الأوبرا المصرية)

حول سبب تقديمه «ميدلي» وطنياً في نهاية الحفل. قال الحجار: «اعتدت منذ سنوات أن تكون آخر أغنياتي في حفلاتي أغنية وطنية، وأحياناً أختتم الحفل بتقديم تتر مسلسل (بوابة الحلواني)، وأحياناً أخرى أقدم (ميدلي) لأشهر الأغاني الوطنية، وهذه المرة فضلت أن يكون (الميدلي)، هو الختام مع توزيع علم مصر على الحاضرين كافة».

الحجار أعلن استعداده لطرح أغنية جديدة مع الفنان محمد منير، بقوله: «انتهيت أخيراً من تسجيل وتصوير أغنية مع الفنان محمد منير، ولا يُسمح لي في الوقت الراهن الكشف عن اسمها، لكنها أغنية وطنية، من كلمات الشاعر أيمن بهجت قمر، وألحان عزيز الشافعي، ومن المتوقع أن يتم إطلاقها خلال الأيام المقبلة مع اقتراب الاحتفال بذكرى نصر 6 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973».

يذكر أن حفل علي الحجار في القلعة كان قد شهد عدداً من الفقرات الفنية والاستعراضية، حيث قدمت فرقة الرقص السريلانكية أعمالاً غنائية وتابلوهات استعراضية، في حين قدمت فرقة «أندرو ميلاد» فقرة غنائية.


مقالات ذات صلة

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

خاص عدد كبير من المصريين يفضل المأكولات السورية (الشرق الأوسط)

كيف أرضى السوريون ذائقة المصريين... وأثاروا قلقهم

تسبب الوجود السوري المتنامي بمصر في إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر تنتقد مشروعاتهم الاستثمارية.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)

السيسي: الأوضاع المضطربة في المنطقة تفرض بناء قدرات شاملة لحماية مصر

أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالجهود التي تبذلها القوات المسلحة لـ«حماية الحدود المصرية من أي تهديدات محتملة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من قطاع الاتصالات في مصر (وزارة الاتصالات)

زيادة مرتقبة لأسعار خدمات الاتصالات تعمق أزمة الغلاء بمصر

أثار حديث مسؤول حكومي مصري عن زيادة مرتقبة في أسعار خدمات الاتصالات مخاوف لدى المصريين من موجة غلاء جديدة.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من المحادثات المصرية - الإيطالية للتعاون في مجال المياه (الري المصرية)

تعاون مصري - إيطالي لمجابهة «الفقر المائي»

تعاني مصر من «عجز مائي» بنحو 30 مليار متر مكعب سنوياً، حيث «تبلغ حصتها من مياه نهر النيل 55.5 مليار متر مكعب سنوياً».

عصام فضل (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
TT

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

في كل مرة يُعلن فيها عن الإفراج عن دفعة من المعتقلين السوريين، تتزيّن بطلة فيلم «سلمى» وتهرع مع والد زوجها، علّها تعثر على زوجها «سجين الرأي» الذي اختفى قبل سنوات في ظروف غامضة، متمسكة بأمل عودته، رافضة إصدار شهادة وفاته، ومواصلة حياتها مع نجلها ونجل شقيقتها المتوفاة.

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» في هذا الإطار، وقد جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» في «مهرجان القاهرة السينمائي» في دورته الـ45، وتلعب الفنانة السورية سلاف فواخرجي دور البطولة فيه إلى جانب المخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد الذي يؤدي دور والد زوجها. وقد أُهدي الفيلم لروحه.

تتعرض «سلمى» للاستغلال من أحد أثرياء الحرب سيئ السمعة، لتبدأ بنشر معلومات دعائية لشقيقه في الانتخابات على خلفية ثقة السوريين بها للعبها دوراً بطوليّاً حين ضرب زلزال قوي سوريا عام 2023، ونجحت في إنقاذ عشرات المواطنين من تحت الأنقاض، وتناقلت بطولتها مقاطع فيديو صورها كثيرون. وتجد «سلمى» نفسها أمام خيارين إما أن تتابع المواجهة حتى النهاية، وإما أن تختار خلاصها مع عائلتها.

ويشارك في بطولة الفيلم كلٌ من باسم ياخور، وحسين عباس، والفيلم من إخراج جود سعيد الذي يُعدّه نقاد «أحد أهم المخرجين الواعدين في السينما السورية»، بعدما حازت أفلامه جوائز في مهرجانات عدة، على غرار «مطر حمص»، و«بانتظار الخريف».

سُلاف تحتفل بفيلمها في مهرجان القاهرة (القاهرة السينمائي)

قدّمت سُلاف فواخرجي أداءً لافتاً لشخصية «سلمى» التي تنتصر لكرامتها، وتتعرّض لضربٍ مُبرح ضمن مشاهد الفيلم، وتتجاوز ضعفها لتتصدّى لأثرياء الحرب الذين استفادوا على حساب المواطن السوري. وتكشف أحداث الفيلم كثيراً عن معاناة السوريين في حياتهم اليومية، واصطفافهم في طوابير طويلة للحصول على بعضِ السلع الغذائية، وسط دمار المباني جراء الحرب والزلزال.

خلال المؤتمر الصحافي الذي نُظّم عقب عرض الفيلم، تقول سُلاف فواخرجي، إنه من الصّعب أن ينفصل الفنان عن الإنسان، وإنّ أحلام «سلمى» البسيطة في البيت والأسرة والكرامة باتت أحلاماً كبيرة وصعبة. مؤكدة أن هذا الأمر ليس موجوداً في سوريا فقط، بل في كثيرٍ من المجتمعات، حيث باتت تُسرق أحلام الإنسان وذكرياته. لافتة إلى أنها واحدة من فريق كبير في الفيلم عمل بشغف لتقديم هذه القصة. وأضافت أنها «ممثلة شغوفة بالسينما وتحب المشاركة في أعمال قوية»، مشيرة إلى أن «شخصية (سلمى) تُشبهها في بعض الصّفات، وأن المرأة تظل كائناً عظيماً».

من جانبه، قال المخرج جود سعيد، إن هذا الفيلم كان صعباً في مرحلة المونتاج، خصوصاً في ظل غياب عبد اللطيف عبد الحميد الذي وصفه بـ«الحاضر الغائب».

مشيراً إلى أن قصة «سلمى» تُمثّل الكرامة، «وبعد العشرية السّوداء لم يبقَ للسوريين سوى الكرامة، ومن دونها لن نستطيع أن نقف مجدداً»، وأن الفيلم يطرح إعادة بناء الهوية السورية على أساسٍ مختلفٍ، أوّله كرامة الفرد. ولفت المخرج السوري إلى أن شهادته مجروحة في أداء بطلة الفيلم لأنه من المغرمين بأدائها.

الفنان السوري باسم ياخور أحد أبطال فيلم «سلمى» (القاهرة السينمائي)

ووصف الناقد الأردني، رسمي محاسنة، الفيلم بـ«الجريء» لطرحه ما يقع على المسالمين من ظلمٍ في أي مكان بالعالم؛ مؤكداً على أن كرامة الإنسان والوطن تستحق أن يُجازف المرء من أجلها بأمور كثيرة، وتابع: «لذا لاحظنا رفض (سلمى) بطلة الفيلم، أن تكون بوقاً لشخصية تمثّل نموذجاً للفساد والفاسدين رغم كل الضغوط».

وأوضح رسمي محاسنة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الفيلم قدّم شخصياته على خلفية الحرب، عبر نماذج إنسانية متباينة، من بينها تُجار الحرب الذين استغلوا ظروف المجتمع، ومن بقي مُحتفّظاً بإنسانيته ووطنيته، قائلاً إن «السيناريو كُتب بشكل دقيق، وعلى الرغم من دورانه حول شخصية مركزية فإن المونتاج حافظ على إيقاع الشخصيات الأخرى، وكذلك الإيقاع العام للفيلم الذي لم نشعر لدى متابعته بالملل أو بالرتابة».

سُلاف والمخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد في لقطة من الفيلم (القاهرة السينمائي)

وأشاد محاسنة بنهاية الفيلم مؤكداً أن «المشهد الختامي لم يجنح نحو الميلودراما، بل اختار نهاية قوية. كما جاء الفيلم دقيقاً في تصوير البيئة السورية»؛ مشيراً إلى أن «المخرج جود سعيد استطاع أن يُخرِج أفضل ما لدى أبطاله من أداء، فقدموا شخصيات الفيلم بأبعادها النفسية. كما وفُّق في إدارته للمجاميع».

واختتم محاسنة قائلاً: «تُدهشنا السينما السورية باستمرار، وتقدّم أجيالاً جديدة مثل جود سعيد الذي يتطوّر بشكل ممتاز، وفي رأيي هو مكسبٌ للسينما العربية».