أعمال كاريكاتيرية تُحاكي «كاريزما» نجيب محفوظ في ذكرى رحيله

معرض يضمّ 50 لوحة لفنانين من 17 دولة

من أعمال المعرض (الجمعية المصرية للكاريكاتير)
من أعمال المعرض (الجمعية المصرية للكاريكاتير)
TT

أعمال كاريكاتيرية تُحاكي «كاريزما» نجيب محفوظ في ذكرى رحيله

من أعمال المعرض (الجمعية المصرية للكاريكاتير)
من أعمال المعرض (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

يستعيد متحف الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ (1911 - 2006) بريقه مع حلول ذكرى رحيل صاحبه الـ17 هذا العام، التي توافق اليوم، 30 أغسطس (آب)، فيجتمع عدد من فناني الكاريكاتير من العالم للمشاركة في احتفاء تتجدّد معه أصداء النتاج الثقافي والأدبي والفني الضخم الذي ارتبط باسم «أديب نوبل» عبر تاريخه.

نظّارة محفوظ من زاوية كاريكاتيرية للفنان الإندونيسي ديدي رونغو (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

ليست الذاكرة العربية فحسب، ما نسجت التفاصيل الفنية لـ«بورتريهات» محفوظ، بل يشارك في المعرض الذي تنظّمه «الجمعية المصرية للكاريكاتير» فنانون من العالم، تحمّسوا للحدث لارتباطهم بنتاج محفوظ الأدبي الذي طالعوه بلغتهم الأجنبية، كما يقول الفنان فوزي مرسي، مفوَّض معرض الكاريكاتير الذي يحمل اسم «في حب نجيب محفوظ»، ويستضيفه «متحف نجيب محفوظ» حتى 5 سبتمبر (أيلول) المقبل.

محفوظ والكتابة في عمل للفنان الصيني كوانغ زوهاي (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

ويتحدّث المفوّض لـ«الشرق الأوسط» عن نحو 50 عملاً تصوّر وجوهاً كاريكاتيرية مختلفة للأديب المصري الراحل: «عندما أعلنت (الجمعية المصرية للكاريكاتير) عن تنظيم المعرض، تقدّم عدد كبير من المشاركين من مصر والعالم، من مختلف الأجيال الفنية، ومن دول لم نتوقّع تواصلها مع الأدب العربي مثل الصين».

تراوح الأعمال المعروضة ما بين البورتريه الذي تفنَّن في صياغات جديدة لملامح محفوظ، فيعلّق مرسي: «يتفاعل الفنان عادة مع كاريزما وجه محفوظ وشخصيته الأدبية، من خلال التركيز على علاماته المميزة كالملامح والتعابير، أو النظّارة والشامة المميزة في وجهه، وابتسامته المألوفة، أو علاقته الخاصة بالقلم، ونهمه للقراءة، وقلادة نوبل الشهيرة والعصا التي يتكئ عليها، وعلاقته بالقاهرة التاريخية التي تُعدّ مسرح أعماله، وذلك عبر رؤية مختلفة لجهتَي الأساليب والمدارس الفنية للكاريكاتير».

قلادة نوبل وعمله الشهير «أولاد حارتنا» (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

تتفاعل بعض الأعمال المشاركة مع أفلام سينمائية مأخوذة عن أعمال محفوظ، مثل لوحة تُحاكي «بين السماء والأرض»، الذي يبدو فيه الأخير وهو يتوسّط أبطال الفيلم الكوميدي الشهير، المأخوذ عن قصته، أبرزهم هند رستم وعبد المنعم إبراهيم، وعبد المنعم مدبولي، وعبد السلام النابلسي.

ومن الدول المشاركة: مصر، والسعودية، والإمارات، ولبنان، والمغرب، وإسبانيا، وأستراليا، ونيبال، وروسيا، والصين، وماليزيا، وأوكرانيا، وبيرو، وإندونيسيا، ومقدونيا، والمكسيك، وأورغواي.

محفوظ محاطاً بمعالم القاهرة التاريخية للفنان المصري أحمد علوي (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

وافتُتح «متحف نجيب محفوظ» عام 2019، في منطقة «الغورية» بقلب العاصمة المصرية، وخصّصت وزارة الثقافة المصرية مبنى أثرياً وهو تكية «محمد بك أبو الدهب»، الذي يعود تاريخه إلى عام 1774، لاحتضان المتحف، نظراً لقربه من البيت حيث وُلد محفوظ بحي «الجمالية» في القاهرة، إضافة إلى أنه يقع في قلب منطقة القاهرة التاريخية التي استوحى منها أشهر شخصيات رواياته وأماكنها.

محفوظ في واحدة من إطلالات المعرض (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

ويضمّ المتحف العديد من المقتنيات والجوائز والتكريمات التي حصل عليها الأديب العالمي، إلى مكتبة تحتضن مؤلّفاته ومكتبته الشخصية، مع قاعة بصرية تعرض بانورامياً أعماله الشهيرة التي تحوّلت أفلاماً سينمائية.

ومن المنتظر أن تفتتح وزارة الثقافة المصرية، خلال العام الحالي، الطابق الثالث في المتحف باسم «مركز إبداع نجيب محفوظ». ووفق مرسي، فإنّ التنسيق قائم مع «صندوق التنمية الثقافية» التابع للوزارة لإقامة ورشة مشتركة بين فناني الكاريكاتير والأطفال لرسم بورتريهات لأديب نوبل، كأحد أنشطة المتحف المُواكبة للاحتفالات بذكراه.


مقالات ذات صلة

الأراجوز والماريونت والحرف اليدوية في يوم مصري - نيبالي

يوميات الشرق جانب من الأعمال المشاركة في اليوم المصري - النيبالي (وزارة الثقافة المصرية)

الأراجوز والماريونت والحرف اليدوية في يوم مصري - نيبالي

بفنون استعراضية متنوعة وأزياء تقليدية شعبية، وعروض لمسرح العرائس من الأراجوز والماريونت، أطلقت مصر احتفالية بعنوان «يوم مصري - نيبالي».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إقبال كبير شهده معرض جدة للكتاب طوال عشرة أيام (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة

أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق من لوحات معرض «المسافر» للفنان وائل نور (الشرق الأوسط)

«المسافر»... رؤية المصري وائل نور التشكيلية لفلسفة الترحال

لا يتيح السفر مَشاهد وأصواتاً وثقافات جديدة للفنانين فحسب، وإنما يوفّر أيضاً لحظات من التأمّل والعزلة، وثروة من اللحظات ما بين عظمة الطبيعة والتفاعل بين البشر.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق يحمل عمال «سوذبيز» أقدم لوح حجري منقوش عليه الوصايا العشر في نيويورك (أ.ف.ب)

بيع أقدم لوح حجري منقوش عليه الوصايا العشر بأكثر من 5 ملايين دولار

بيع أقدم لوح حجري معروف منقوش عليه الوصايا العشر في مزاد علني بأكثر من 5 ملايين دولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «جدة تقرأ» عنوان معرض الكتاب 2024 (المركز الإعلامي)

الكتاب الورقي ينتصر على الأجهزة الرقمية في معرض جدة

في ظل التطور التقني والاعتماد المتزايد على الكتب الإلكترونية، حسم زوار معرض جدة للكتاب 2024 الجدل لصالح الكتاب الورقي

أسماء الغابري (جدة)

علماء آثار هولنديون يكتشفون قبقاباً نادراً عمره 500 عام

القبقاب الذي تم العثور عليه عمره 500 عام (رويترز)
القبقاب الذي تم العثور عليه عمره 500 عام (رويترز)
TT

علماء آثار هولنديون يكتشفون قبقاباً نادراً عمره 500 عام

القبقاب الذي تم العثور عليه عمره 500 عام (رويترز)
القبقاب الذي تم العثور عليه عمره 500 عام (رويترز)

تشتهر هولندا عالمياً بأحذيتها الخشبية، لكن الاكتشاف النادر في الآونة الأخيرة لقبقاب عمره 500 عام في مدينة ألكمار أظهر مدى انتشار استخدام مثل هذه الأحذية في الماضي.

وقالت عالمة الآثار سيلكه لانجه لـ«رويترز»: «عُثر عليه في خزان للصرف الصحي في محيط حضري. لذا؛ فإن هذا أمر خاص للغاية لأنه عندما يتعلق الأمر بالأحذية الخشبية، فإننا نفكر دائماً في المزارعين (القرويين) الذين يستخدمونها في أثناء عملهم».

وأضافت: «لكن في الواقع عُثر على هذا في سياق حضري. كانوا ينتعلون هذا النوع من الأحذية في الاستخدام اليومي».

وعُثر على القبقاب في خزان صرف صحي اكتُشف الشهر الماضي خلال بناء حاوية نفايات تحت الأرض في ألكمار على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال غربي أمستردام.

وقال علماء الآثار إن خزان الصرف الصحي كان يُستخدم مرحاضاً، وكذلك للتخلص من المخلفات من نحو عام 1450 إلى 1558.

وتشير التقديرات إلى أن هذا القبقاب الذي يبلغ قياسه بالمواصفات الأوروبية 36 (3.5 بالمواصفات البريطانية) صُنع في نهاية القرن الخامس عشر أو أوائل القرن السادس عشر.

وهو أول قبقاب مصنوع من خشب البتولا يُعثر عليه في هولندا على الإطلاق، وكذلك هو واحد من 44 قبقاباً فقط عُثر عليها خلال أعمال تنقيب في هولندا وبلجيكا.