مصر تجذب سائحي كوريا الجنوبية والأنظار على استقطاب 15 مليوناً

رهان على موسم الشتاء لزيادة الحركة الوافدة

معبد الأقصر محطّ جذب للسياح من مختلف أنحاء العالم (وزارة السياحة والآثار)
معبد الأقصر محطّ جذب للسياح من مختلف أنحاء العالم (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تجذب سائحي كوريا الجنوبية والأنظار على استقطاب 15 مليوناً

معبد الأقصر محطّ جذب للسياح من مختلف أنحاء العالم (وزارة السياحة والآثار)
معبد الأقصر محطّ جذب للسياح من مختلف أنحاء العالم (وزارة السياحة والآثار)

تستهدف مصر جذب مزيد من سائحي كوريا الجنوبية خلال موسم الشتاء المقبل، ضمن خطتها لزيادة أعداد السائحين. وقال سفير كوريا الجنوبية الجديد في القاهرة كيم يونغ هيون، خلال لقائه مع وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى، إنّ «المقصد السياحي المصري يُعدّ واعداً بالنسبة إلى السائحين الكوريين لما يتمتّع به من مقوّمات سياحية وأثرية متنوّعة وفريدة»، متوقّعاً أن تشهد الحركة السياحية الوافدة من كوريا الجنوبية زيادة خلال الشتاء المقبل.

وأشار الجانبان، وفق بيان وزارة السياحة والآثار المصرية، إلى «النمو الذي حقّقته الحركة السياحية الوافدة من كوريا الجنوبية إلى مصر، خصوصاً بعد أزمة فيروس (كورونا)، حيث تُعدّ السوق الكورية إحدى الأسواق السياحية المستهدفة لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة منها إلى مصر».

مصر تتوقّع زيادة حركة السياحة الوافدة (وزارة السياحة والآثار)

وتستعدّ الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي المصرية، للمشاركة في المعرض السياحي (SITF) الذي تستضيفه كوريا الجنوبية في أبريل (نيسان) المقبل، ويُعدّ فرصة جيدة للقاء منظّمي الرحلات لمناقشة تعزيز التعاون لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة من السوق الكورية إلى المقصد السياحي المصري.

وناقش عيسى مع السفير الكوري سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال العمل الأثري، وتطرّقا لمشروعات تنصّ عليها بنود مذكرة التفاهم التي وُقِّعت بين المجلس الأعلى للآثار وهيئة التراث الثقافي الكورية لترميم صرح معبدَي الرامسيوم وتحتمس الرابع في الأقصر، إلى تزويد متحف الأقصر بالتقنيات التكنولوجية الحديثة، وإنشاء مركز للتوثيق الرقمي للتراث في قصر محمد علي بالمنيل.

ويأمل مسؤولون مصريون استمرار معدّلات التعافي في قطاع السياحة، إذ كشف «مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» في مجلس الوزراء بتقريره نهاية الشهر الماضي، أنّ «قطاع السياحة المصري يستمر في التعافي الشديد من تبعات الوباء وتأثيرها الهائل في القطاع، مدعومة بحجم الطلب العالمي الكبير على خدمات السياحة والسفر».

ولفت تقرير «مركز المعلومات» إلى زيادة في عدد الليالي السياحية خلال أول 9 أشهر، مسجّلة 110.5 مليون ليلة، لافتاً إلى أنّ الإيرادات في 2022 كانت 8.2 مليار دولار ووصلت هذا العام إلى 10.3 مليار دولار.

ويتوقّع موقع «Travel off Path» المتخصّص في السياحة والسفر، استقبال مصر 15 مليون سائح في حلول نهاية العام الحالي، بما يمثل زيادة كبيرة عن الأرقام التي تحقّقت في عام 2022 الذي شهد استقبال نحو 11.7 مليون سائح، وفق الإحصاءات الرسمية.

يأتي ذلك وسط تفاؤل مسؤولي قطاع السياحة حول العالم بانتعاش مجال السياحة والسفر خلال الأشهر المقبلة، مع رفع الصين الحظر عن رحلات السفر الجماعي لأكثر من 70 دولة إضافية.

ويرى الخبراء أنّ الصين تُعدّ أهم سوق مُصدِّرة للسياحة في العالم بفضل الطبقة الوسطى الصاعدة، وزيادة الدخل المتاح، واهتمام الصينيين المتزايد بالسفر الدولي.

ودشّنت مصر حملات ترويجية عدة لجذب السائحين الأجانب خلال الأشهر الماضية، وتعوّل على موسم الشتاء في زيادة الحركة الوافدة إليها.


مقالات ذات صلة

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

شمال افريقيا ناجون من غرق المركب في مقهى بمرسى علم أمس (أ.ب)

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

عملت فرق الإنقاذ المصرية، على مدار الساعة، على إنقاذ العدد الأكبر من 45 شخصاً كانوا على متن «لنش» سياحي، تعرض للغرق بمنطقة سطايح شمال مدينة «مرسى علم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اللنش السياحي «سي ستوري» (محافظة البحر الأحمر - فيسبوك)

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم (الاثنين)، بغرق أحد اللنشات السياحية بأحد مناطق الشعاب المرجانية بمرسي علم بالبحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.