توقيف وكيل عقاري في إيران لبيعه شقة إلى كلب

بات عدد متزايد من الإيرانيين يحتفظون بحيوانات أليفة معظمها من الكلاب والقطط (أرشيفية - رويترز)
بات عدد متزايد من الإيرانيين يحتفظون بحيوانات أليفة معظمها من الكلاب والقطط (أرشيفية - رويترز)
TT

توقيف وكيل عقاري في إيران لبيعه شقة إلى كلب

بات عدد متزايد من الإيرانيين يحتفظون بحيوانات أليفة معظمها من الكلاب والقطط (أرشيفية - رويترز)
بات عدد متزايد من الإيرانيين يحتفظون بحيوانات أليفة معظمها من الكلاب والقطط (أرشيفية - رويترز)

أوقفت الشرطة الإيرانية، اليوم (الأحد)، مدير وكالة عقارية بتهمة «تقويض القيم الأخلاقية» لبيعه شقة لكلب، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضحت الشرطة في بيان نشرته وكالة الأنباء المحلية «إسنا» أنها فتحت تحقيقاً «بعد نشر مقطع فيديو يُظهر توقيع وكالة عقارية في غرب طهران عقد بيع شقة لكلب».

ويُظهر مقطع الفيديو، الذي سرعان ما انتشر على الشبكات الاجتماعية، زوجين يعلنان بيع شقة لكلبهما تشيستر لعدم وجود وريث لهما.

وبدا الكلب الأبيض الصغير الذي كان واقفاً على مكتب الوكيل العقاري، يوقع العقد بمساعدة المرأة من خلال البصم عليه بمخلبه.

ونقل موقع «ميزان أونلاين» التابع للقضاء عن نائب المدعي العام في طهران رضا طبر قوله إن «الشرطة أوقفت صباح السبت رئيس الوكالة وأغلق مكتبه بأمر من السلطة القضائية». وأضاف أن «لا سند قانونياً للفعل الذي ارتكبته هذه الوكالة العقارية»، متهماً رئيسها بـ«الرغبة في تقويض القيم الأخلاقية للمجتمع».

ويعتبر الكلب حيواناً نجساً في إيران، لكنّ القانون لا يحظر امتلاكه. وبات عدد متزايد من الإيرانيين من الطبقتين المتوسطة والميسورة يحتفظون بحيوانات أليفة معظمها من الكلاب والقطط.



مشاهد احتفالات المولد النبوي في مصر تخطف الأنظار

احتفالات مصرية في المولد النبوي (رويترز)
احتفالات مصرية في المولد النبوي (رويترز)
TT

مشاهد احتفالات المولد النبوي في مصر تخطف الأنظار

احتفالات مصرية في المولد النبوي (رويترز)
احتفالات مصرية في المولد النبوي (رويترز)

الأضواء تتلألأ، والأناشيد والابتهالات الدينية تملأ الأجواء، وسباق في توزيع المشروبات والمأكولات على المارة في الشارع، لوحة فنية مبهجة تختلط ألوانها وتتعدد تفاصيلها في الشارع المصري كل عام، مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، مما يجعل الاحتفال المصري بهذه المناسبة العظيمة يخطف الأنظار ويتصدر الاهتمام.

وتعد حلوى المولد و«الحصان والعروسة الحلاوة» سمة مشتركة بين جميع المصريين الذين يحتفلون بالمولد النبوي، وكذلك تنظيم مسيرات احتفالية بالأعلام والطبول «الزفة»، إلا أنه لكل محافظة مصرية طريقتها الخاصة في الاحتفال بيوم وليلة المولد أو «الليلة الكبيرة»، بل تختلف طريقة الاحتفال داخل المحافظة الواحدة، ما يبرز التنوع الثقافي والتراثي الغني للمحافظات المصرية.

وأبرز ملامح الاحتفال شهدتها محافظة الإسكندرية (شمال مصر)، التي اعتاد أهلها على توزيع أكواب عصير «شربات الورد بالموز»، ذي اللون الأحمر المميز، على المارة والسيارات في مختلف الشوارع.

أهالي في الإسكندرية يوزعون أكواب عصير «شربات الورد بالموز» على المارة (صفحة إسكندرية الجديدة على «فيسبوك»)

وقالت سارة جمال، التي تعمل موظفة بشركة للسياحة بالإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»: «أنتظر يوم المولد النبوي كل عام باشتياق شديد، لكي أتذوق شربات الورد بالموز، ففي كل شارع وميدان يستوقفني الشباب والأطفال لتوزيعه، كما يستوقفون الحافلات وسيارات الأجرة لتوزيع المشروب الاحتفالي عليهم، وجميع أهالي الإسكندرية يروق لهم ذلك الطقس، الذي توارثناه جيلاً وراء آخر احتفالاً بالمولد النبوي، وهذا العام كان ملاحظاً اشتراك محلات العصائر الشهيرة بالإسكندرية في توزيع كميات مجانية من الشربات».

وفي محافظة البحيرة، احتفلت قرية أريمون التابعة لمركز المحمودية بالمولد النبوي الشريف عن طريق تنظيم مسيرة احتفالية بالأعلام والطبول، وحرص العشرات من مختلف الفئات العمرية على المشاركة في المسيرة، التي جابت القرية وسط تفاعل الأهالي الذين خرجوا من منازلهم للمشاركة في الاحتفال.

وفي أنحاء أخرى من المحافظة توافد الأهالي على محلات الجزارة لشراء اللحم الجملي الصغير، الذي يعتبر وجبة أساسية على موائد الأهالي في يوم المولد.

وفي مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية (دلتا مصر)، خرجت المواكب التي تحمل مجسمات للمساجد بأنوار وإضاءات ملونة مبهجة، وبمكبرات صوت تخرج منها الأدعية والأذكار الدينية، فيما خرج الناس من منازلهم للمشاركة في تلك الطقوس الروحانية بحماس وسعادة.

مواكب ومسيرات للاحتفال بالمولد النبوي في مصر (رويترز)

في حين جاء احتفال أهالي محافظة كفر الشيخ بذكرى المولد النبوي الشريف بتوزيع الفول النابت، والأرز باللبن، والحلوى، إلى جانب جلسات الذكر والإنشاد.

في صعيد البلاد، وفي مركز نقادة بمحافظة قنا (جنوب مصر)، انطلقت مسيرة كبيرة من المدينة حمل خلالها المشاركون الأعلام. كما تم تنظيم احتفال «الدورة» بمشاركة كبار السن والشباب، الذين يحملون الشوم والعصا والسير بالجمال والخيول في مظهر احتفالي اعتاد عليه الأهالي كل عام، مع ترديد عبارات: «يا حبيبي يا رسول الله».

وأقصى الجنوب، احتفلت مدن محافظة أسوان بتناول «الفتة» (اللحم والأرز والخبز المحمص). وفي الأقصر تم تنظيم حلقات التحطيب وسباقات الخيول بمشاركة الخيالة وكبار العائلات في القرى والنجوع، بينما كانت المدائح النبوية السمة الغالبة على غالبية الاحتفالات.

الباحث المتخصص في التراث الشعبي، الدكتور نبيل بهجت، أستاذ المسرح بجامعة حلوان المصرية، ومدير ومؤسس فرقة ومضة لعروض خيال الظل والأراجوز، قال إن «هناك حرصاً من مختلف فئات المصريين على الاحتفال بالمولد النبوي، وأكبر مظهر لذلك هو (الزفة)، أو المواكب الاحتفالية التي تجوب الشوارع، ويشارك فيها الأطفال والشباب، حاملين الرايات واللافتات التي تحمل عبارات دينية، وتردد الأناشيد والأهازيج الدينية، وهو طقس قمت بتوثيقه بين عامي 2004 و2014، راصداً دلالاته».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «الزفة بمثابة كرنفال مسرحي، يتخذ من الشارع مسرحاً له في شكل فطري، فهي من أشكال مسرح الجمهور، فالمُشارك يعبر عن ذاته، رغبة في رفع الصوت والإفصاح، كما أن هذا العرض يتضمن فلسفة التحرر بامتلاك الفضاء العام، مستلهماً رسالة الإسلام الذي جاء ليحرر الناس».

ويشير «بهجت» إلى أن «الزفة» أيضاً تمثل لوحة تشكيلية طبيعية، تتضمن تناغماً منتظماً فطرياً، «لذا كنت طالبت أن يتم الترويج لها سياحياً والإعلان عنها كثروة فنية مصرية. كذلك تأتي مظاهر الاحتفال الأخرى بتوزيع الطعام والمشروبات لتحمل عمقاً آخر وهو (التوسعة)، فالإسلام يحث على الإطعام، وليس هناك أفضل من مولد النبي للتعبير عن ذلك المعنى».