برنامج دولي تستضيفه السعودية لدعم التراث وتعزيز عالم يقدّر الطبيعة

دعوة للمهتمّين إلى التسجيل... والأولوية لمستوفيي المعايير

انطلاق رحلة نوعية لتطوير مهارات الكوادر السعودية في مجال التراث الثقافي (هيئة التراث)
انطلاق رحلة نوعية لتطوير مهارات الكوادر السعودية في مجال التراث الثقافي (هيئة التراث)
TT

برنامج دولي تستضيفه السعودية لدعم التراث وتعزيز عالم يقدّر الطبيعة

انطلاق رحلة نوعية لتطوير مهارات الكوادر السعودية في مجال التراث الثقافي (هيئة التراث)
انطلاق رحلة نوعية لتطوير مهارات الكوادر السعودية في مجال التراث الثقافي (هيئة التراث)

تنطلق رحلة نوعية لتعزيز مهارات الكوادر السعودية في مجال إدارة التراث وصونه؛ تأكيداً لخطوات المملكة المهمّة على صعيد تطوير قطاع التراث ودعم ممارسيه؛ مما يعكس حجم ما تزخر به أرضها من تراث غنيّ ومتنوّع عبر التاريخ.

وتشارك نخبة من المتخصّصين في تبادل الخبرات وتطوير مهارات العاملين ضمن برنامج «المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية»؛ الذي يركز على «إدارة التراث العالمي: الناس، الطبيعة، والثقافة»، ويساعد في فهم كيفية الحفاظ على القيم المتعدّدة للأماكن التراثية وتعزيزها في سياقاتها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية. ويشمل برنامج التدريب، تطبيق النهج القائم على المكان، والمرتكز على الناس للعمل مع مجتمعات متنوّعة، لتبادل الخبرات بين المشاركين، والتعلم من المدرّبين، وتطوير الممارسة في مجال التراث.

تشارك نخبة من المتخصصين في تبادل الخبرات وتطوير مهارات العاملين (هيئة التراث)

بناء القدرات ضرورة لتطوير قطاع التراث

وأطلقت «هيئة التراث السعودية» مبادرة متخصّصة في بناء قدرات الأفراد والمؤسسات، وتقديم دورات نوعية وبرامج تدريبية حضورية لتطوير مهارات العاملين في مجال التراث الثقافي، من خلال خبراء معتمدين وذوي خبرة واسعة في التدريب؛ استناداً إلى منهجية منظمة «اليونيسكو»، أو من خلال معاهد عالمية مرموقة ذات صلة.

كما أطلقت الهيئة برنامج «بصمة التراث» الافتراضي، لتنمية قدرات الكوادر الوطنية للحفاظ على الإرث الثقافي والقيم الاجتماعية، من خلال توفير المناخ الملائم للإبداع والتشجيع عليه، إلى زيادة المحتوى السعودي ودعم جهود تنمية التراث الوطني ورفع مستوى الاهتمام والوعي به، وذلك من خلال تقديم دورات تدريبية وورش عمل توعوية وتثقيفية للطلاب والممارسين المتخصّصين في المجال.

منتدى دولي يتطلّع إلى مستقبل القطاع وتحدياته

من المنتظر أن تستضيف الرياض، لعشرة أيام، «منتدى التراث العالمي للمهنيين الشباب 2023»، في سبتمبر (أيلول) المقبل، ضمن برنامج «اليونيسكو» لتعليم التراث العالمي. وهو يبحث في التحدّيات المتعلّقة بالقطاع وتأثير التغيّر المناخي والبُعد الرقمي، وتعزيز التنوّع والسياحة المستدامة التي تتقاطع مع تراث الإنسان حول العالم.

ويتطلّع المنتدى الدولي، أيضاً، إلى مستقبل الخمسين سنة المقبلة لحماية التراث الطبيعي والثقافي العالمي، وفهم إنجازات العقود الخمسة الماضية وتقييمها؛ إلى النظر في الاتفاقات المبرمة ضمن القطاع. كما يضيء على دور الشباب المهم في النظام المتكامل للتراث، وتمهيد الطريق للجيل القادم من المتخصّصين في هذا المجال.

تستضيف السعودية «منتدى التراث العالمي للمهنيين الشباب 2023» الشهر المقبل (هيئة التراث)

معايير لتحقيق إفادة نوعية

ودعت «هيئة التراث»، المهتمّين، إلى التسجيل في البرنامج الذي يتمحور حول أساسيات اتفاقية التراث العالمي والعوامل المؤثرة في الأماكن التراثية وتقييمات الأثر في التراث العالمي، وموضوعات أخرى تركز على المكان والحدود والمناطق العازلة والسياق الأوسع للأماكن التراثية، ونتائج البحث عن التراث والمجتمعات.

وأوضحت أنّ عملية الاختيار ستُعطي الأولوية للمرشّحين الذين يستوفون عدداً من المعايير الضرورية لتحقيق الإفادة الكاملة من البرنامج، الذي تُنتَظر منه المساهمة في تعزيز شبكة المشاركين مع المتخصصين وتوسيعها بغرض التعلّم المستدام، من خلال تعزيز بناء القدرات في قطاع التراث على المستوى الوطني. كما يهدف البرنامج كذلك إلى أن يكتسب المشاركون المعرفة والمهارات والوعي اللازم لإدارة أماكن التراث، بما فيها ممتلكات التراث العالمي، وتطوير الدور الديناميكي للأماكن التراثية في المستقبل.

وتُقدَّم الدورة من «المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (ICCROM)»، وهي منظّمة حكومية دولية مكرّسة للحفاظ على التراث الثقافي، بالإضافة إلى «الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)» بدعم من وزارة المناخ والبيئة النرويجية؛ وهو اتحاد عضوية يتألّف من الحكومة ومنظّمات المجتمع المدني التي تركز على النهوض بالتنمية المستدامة وخلق عالم عادل يقدّر الطبيعة ويحافظ عليها، وذلك بالتعاون مع «مركز التراث العالمي لليونيسكو والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS)».


مقالات ذات صلة

«كايرو كوميكس»... أحلام الشباب تُجسِّدها القصص المصوَّرة

يوميات الشرق مشهد من معرض «من قتل أسمهان» (الشرق الأوسط)

«كايرو كوميكس»... أحلام الشباب تُجسِّدها القصص المصوَّرة

يقدّم المهرجان - الذي اختار أيقونة مجلة «ماجد» الإماراتية «كسلان جداً»، للفنان المصري مصطفى رحمة، شخصية هذا العام - أعمال فنانين من الأردن وسويسرا والأرجنتين.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق وائل مرقص وعلاقة حب مع الخطّ العربي (صور الفنان)

وائل مرقص لـ«الشرق الأوسط»: الخطّ العربي مفتاح الهوية العربية الواحدة

حقّق وائل مرقص شهرته من خلال علاقته بالخطّ العربي. إقامته في أميركا منذ نحو 12 عاماً زادت من توطيدها. فالغربة، كما يقول، «توقظ عندنا مشاعر الحنين لأوطاننا».

فيفيان حداد (بيروت)
شمال افريقيا شبان تونسيون يتظاهرون في تونس العاصمة يوم 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

شباب محبط من السياسة في تونس يرى الحلّ في الهجرة

بحسب دراسة أجراها «الباروميتر العربي» صدرت قبل أكثر من شهر، فإن 7 من كل 10 شباب تونسيين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يريدون الهجرة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة سعودية تزايد عدد المستخدمين للألعاب الإلكترونية في المنطقة يتطلب استراتيجية مثالية لتلبية رغباتهم (الشرق الأوسط)

«الاتحاد السعودي» و«نيكو بارتنرز» يقودان استراتيجية توطين الألعاب بالمنطقة

تعاونت شركة «نيكو بارتنرز» مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية لمساعدة الشركات على فهم خصوصية منطقة الشرق الأوسط في مجال توطين الألعاب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق شيرين عبد الوهاب

«بيلبورد عربية» تطلق 4 قوائم جديدة وتحتفي باللهجات

أعلنت «بيلبورد عربية» عن إطلاقها 4 قوائم جديدة خاصة باللهجات الخليجية، والمصرية، والشامية، والمغاربية، للإضاءة على تنوّع اللغة العربية.


«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
TT

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)
لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة»، ووصل الأمر إلى تقدم نائبة مصرية ببيان عاجل، طالبت خلاله بوقف عرض المسلسل.

وأثار العمل منذ بداية بثه على قنوات «ON» جدلاً واسعاً؛ بسبب تناوله قضايا اجتماعية عدّها مراقبون ومتابعون «شائكة»، مثل الخيانة الزوجية، والعلاقات العائلية المشوهة، وطالت التعليقات السلبية صناع العمل وأداء بطلاته.

وقالت النائبة مي رشدي، في البيان العاجل: «إن الدراما تعدّ إحدى أدوات القوة الناعمة في العصر الحديث، لما لها من دور كبير ومؤثر في رسم الصورة الذهنية للمجتمعات والشعوب سلباً أو إيجاباً لسرعة انتشارها، وهي انعكاس ومرآة للمجتمع».

وأضافت: «هناك عمل درامي (وتر حساس) يُعرَض هذه الأيام على شاشات القنوات التلفزيونية، يحتاج من المهمومين بالمجتمع المصري إلى تدخل عاجل بمنع عرض باقي حلقات هذا المسلسل؛ لما يتضمّنه من أحداث تسيء للمجتمع المصري بأسره؛ فهو حافل بالعلاقات غير المشروعة والأفكار غير السوية، ويخالف عاداتنا وتقاليدنا بوصفنا مجتمعاً شرقياً له قيمه الدينية».

وتدور أحداث المسلسل، المكون من 45 حلقة، حول 3 صديقات هن «كاميليا» إنجي المقدم، وابنة خالتها «سلمى» صبا مبارك، و«رغدة» هيدي كرم، وتقوم الأخيرة بإرسال صورة إلى كاميليا يظهر فيها زوجها «رشيد»، محمد علاء، وهو برفقة مجموعة فتيات في إحدى السهرات، في حين كانت «كاميليا» تشك في زوجها في ظل فتور العلاقة بينهما في الفترة الأخيرة.

صبا مبارك ومحمد علاء في مشهد من المسلسل (قناة ON)

بينما تغضب «سلمى» من تصرف «رغدة» وتؤكد أنها ستكون سبباً في «خراب بيت صديقتهما»، وعند مواجهة كاميليا لزوجها بالصورة ينكر خيانته لها، ويؤكد لها أنها سهرة عادية بين الأصدقاء.

وتتصاعد الأحداث حين يعترف رشيد بحبه لسلمى، ابنة خالة زوجته وصديقتها، وتتوالى الأحداث، ويتبدل موقف سلمى إلى النقيض، فتبلغه بحبها، وتوافق على الزواج منه؛ وذلك بعد أن تكتشف أن كاميليا كانت سبباً في تدبير مؤامرة ضدها في الماضي تسببت في موت زوجها الأول، الذي تزوجت بعده شخصاً مدمناً يدعى «علي»، وأنجبت منه ابنتها «غالية».

وتعرف كاميليا بزواج سلمى ورشيد، وتخوض الصديقتان حرباً شرسة للفوز به، بينما يتضح أن الزوج الثاني لسلمى لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان قد سافر للخارج للعلاج من الإدمان، ويعود للمطالبة بابنته وأمواله.

ويتعمّق المسلسل، الذي يشارك في بطولته لطيفة فهمي، ومحمد على رزق، وأحمد طارق نور، ولبنى ونس، وتميم عبده، وإخراج وائل فرج، في خبايا النفس الإنسانية، وينتقل بالمشاهدين إلى قضايا اجتماعية مثل فكرة الانتقام، والتفريط في الشرف، وتدهور العلاقات بين الأقارب، وصراع امرأتين على رجل واحد.

وتعليقاً على التحرك البرلماني ضد المسلسل، عدّ الناقد المصري محمد كمال أن «الأمر لا يستدعي هذه الدرجة من التصعيد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن العمل بالفعل مليء بالعلاقات المشوهة، التي لا تقتصر على الخيانة الزوجية، وإنما تمتد إلى خيانة علاقة الأقارب والأصدقاء فيما بينهم؛ فيظهر معظم أبطال العمل غير أسوياء، فالشخصية الرئيسة الثالثة في العمل (رغدة) تخون أيضاً صديقتيها سلمى وكاميليا، وكل ما تسعى وراءه هو جني المال، والإساءة إليهما!».

ويتابع كمال: «فاجأتنا الأحداث كذلك بأن طليق سلمى، ووالد ابنتها كان ولا يزال مدمناً، وكان قد عقد اتفاقاً معها في الماضي بتزوير أوراق تفيد بوفاته؛ كي يثير شفقة والده، ويكتب ثروته بالكامل لابنته غالية، ويسافر هو للعلاج، مع وعدٍ بأنه لن يرجع، وهو جانب آخر من الأفعال المنحرفة».

كاميليا وسلمى... الخيانة داخل العائلة الواحدة (قناة ON)

ويتابع: «وهكذا كل شخوص المسلسل باستثناءات قليلة للغاية، فهناك مَن اغتصب، وسرق، وخان، وقتل، وانتحر، لكن على الرغم من ذلك فإني أرفض فكرة وقف عمل درامي؛ لأن المجتمعات كلها بها نماذج مشوهة، والمجتمع المصري أكبر مِن أن يمسه أي عمل فني، كما أن الجمهور بات على وعي بأن ما يراه عملٌ من خيال المؤلف».

ويرى مؤلف العمل أمين جمال أن «المسلسل انعكاس للواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضية احتدام الصراع أصبحت سمة غالبة على علاقات البشر عموماً، وموجودة في العالم كله، ولا يمكن أن تنفصل الدراما عن الواقع».

وتابع: «المسلسل يأتي في إطار درامي اجتماعي مشوق، لذلك نجح في أن يجتذب الجمهور، الذي ينتظر بعد عرض كل حلقة، الحلقة الجديدة في شغف، ويظهر ذلك في تعليقات المشاهدين على (السوشيال ميديا)».

وأشار إلى أنه «بالإضافة لتقديم الدراما المشوقة، في الوقت نفسه أحرص على تقديم رسائل مهمة بين السطور، مثل عدم الانخداع بالمظهر الخارجي للعلاقات؛ فقد تكون في واقع الأمر علاقات زائفة، على الرغم من بريقها، مثل تلك العلاقات التي تجمع بين أفراد العائلة في المسلسل، أو العلاقة بين الصديقات».

من جهتها، هاجمت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل، وتساءلت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الحشد لذلك الكم الكبير من الخيانات بين الأزواج والأصدقاء والأقارب؟»، وقالت: «لست ضد أن تعرض الدراما أي موضوع أو قضية من قضايا المجتمع، على أن تقدم معالجة فنية بها قدر من التوازن بين الأبعاد المختلفة، لا أن تقتصر على جانب واحد فقط».

وعن القول إن العمل يقدم الواقع، تساءلت ماجدة: «هل هذا هو الواقع بالفعل؟ أم أن الواقع مليء بأشياء كثيرة بخلاف الخيانات وانهيار العلاقات بين الناس، التي تستحق مناقشتها في أعمالنا الدرامية، فلماذا يختار العمل تقديم زاوية واحدة فقط من الواقع؟».

وعدّت «التركيز على التشوهات في هذا العمل مزعجاً للغاية، وجعل منه مسلسلاً مظلماً».