«مهرجان الصيف» يجذب زوّار الإسكندرية... تنوّع فنّي ولفتة نسائية

ترقُّب حفلات عمر خيرت وعلي الحجار وهشام عباس

أعضاء فرقة «طبلة الست» (مكتبة الإسكندرية)
أعضاء فرقة «طبلة الست» (مكتبة الإسكندرية)
TT

«مهرجان الصيف» يجذب زوّار الإسكندرية... تنوّع فنّي ولفتة نسائية

أعضاء فرقة «طبلة الست» (مكتبة الإسكندرية)
أعضاء فرقة «طبلة الست» (مكتبة الإسكندرية)

جذبت الفعاليات الموسيقية والغنائية المتنوّعة لـ«مهرجان الصيف الدولي»، جمهور مدينة الإسكندرية وزوّارها من المصطافين. فالمهرجان (تنظمه «مكتبة الإسكندرية») الذي يستمر طوال شهر أغسطس (آب) الحالي، افتتحه فريق «مسار إجباري» الغنائي، قبل أن يستضيف العرض المسرحي «فريق كابتن يحيى الناشد»، من ثَم حفل فرقة «طبلة الست» التي حظيت بتفاعل جماهيري كبير مع أغنياتها الفلكلورية، من بينها «يا جريد النخل العالي»، و«بص على الحلاوة»، و«لا حد خالي من الهم»، و«ياما حمامي سرح».

وتنوّعت العروض ما بين الموسيقى والغناء والأفلام والمسرحيات والورش الإبداعية، و«الستاند آب» كوميدي، بمشاركة فنانين من مصر والبرتغال وإيطاليا والأردن وألمانيا.

في هذا السياق، يؤكد مدير «مكتبة الإسكندرية»، أحمد زايد، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «الهدف هو السعي لاستعادة (عروس البحر المتوسط) مكانتها مصيفاً يحظى بموقع خاص في وجدان المصريين، لتكون المدينة قبلة للفن والثقافة، وسط تشجيع المزيد من الجمهور على الاستمتاع بأعمال فنانين كبار أمثال عمر خيرت وهاني شنودة، وعلي الحجار».

لقطة من «مسار إجباري» (مكتبة الإسكندرية)

وإذ يشير إلى أنّ هدف المكتبة «تفريح أهل الإسكندرية وضيوفها»، يضيف: «ثمة أسماء كثيرة سيلتقي جمهور المهرجان بها خلال شهر كامل، مما يتيح فرصة لكثير من الفنانين الشباب للظهور وتقديم أنفسهم لعشاق الفن والجمال».

ويكشف عن سعيه إلى زيادة عدد مسارح المكتبة خلال الفترة المقبلة، لتكون نافذة جديدة يطلّ من خلالها الفنانون على الجمهور، وتنتقّل من خلالها المكتبة إلى مناطق جديدة داخل الإسكندرية، وعلى أطرافها، لافتاً إلى أنّ «أسعار التذاكر تتفاوت من فرقة إلى أخرى، إذ تبدأ بـ100 جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 30.9 جنيه مصري)، فيما تراوح أسعار حفلات عمر خيرت وعلي الحجار وهشام عباس ما بين 250 جنيهاً و900 جنيه».

ولا تحصل المكتبة، وفق مديرها، على عائدات مالية من التذاكر: «لسنا جهة تبغى الربح، وهدفنا مساندة الفن. لذا، وفي كثير من الأحيان، نقدّم دعماً للفنانين والفرق المختلفة، لإتاحة الفرصة أمام الجمهور الضخم للاستمتاع وتذوّق الجمال طوال فصول السنة، بما فيها الصيف الذي يشهد نشاطات فنية مكثّفة».

«طبلة الست» أثناء تقديمها أغنياتها في المهرجان (مكتبة الإسكندرية)

بدوره، يؤكد مدير مركز الفنون في المكتبة، راجح داود، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «المهرجان يهدف إلى جذب الشباب للفن والحفلات من جديد في الإسكندرية، بما نقدّمه من ليالٍ غنائية وموسيقية لفنانين كبار. كما تحتفي الدورة الحالية بالإبداع النسائي وفرق السيدات، مثل (طبلة الست) ودينا الوديدي، ورنا حجاج، و(فريق سيمونا سيفيريني) الإيطالي، و(نور بروجيكت) و(فريق البالونا البرتغالي)».

وعن المسرحيات، يتابع: «إنها خلاصة ورش عدّة تشهد تعاوناً بين الشباب من خلال التأليف الجماعي على مستوى الغناء أو الموسيقى أو الحوار بين الممثلين. وهي لا تقتصر على مصر، بل ثمة فرق من الأردن والبرتغال وغيرها من الدول الأوروبية، بهدف تعزيز الحوار الثقافي بين الشباب المصري والقادمين من الخارج».

مشهد من مسرحية «فريق كابتن يحيى الناشد» (مكتبة الإسكندرية)

ويلفت إلى أنّ «حفلات المهرجان تشهد حضوراً كبيراً تجلّى في حفل الافتتاح بفرقتي (مسار إجباري)، وحفل فرقة (طبلة الست) التي أضفت بهجة بأغنياتها الفلكلورية في ثاني الفعاليات»، مؤكداً أنّ ثمة ورشاً فنية عدّة تهتم بالسينما، إلى أمسيات شعرية ولقاءات مع كتّاب ومبدعين في مجالَي القصة القصيرة والرواية.


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.