لم تثنِ انتقادات عدد من الخبراء، حكومة ولاية ساو باولو، الأكبر في البرازيل لناحية عدد السكان، عن قرارها استبدال نسخ رقمية بعدد كبير من الكتب المدرسية.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أعلنت السلطات المحلية أنه اعتباراً من العام الدراسي المقبل، سيتعين على طلاب المدارس الإعدادية والثانوية من 5300 مدرسة استخدام الوسائط الرقمية في دراسة المنهج، باستثناء حصص المواد الأدبية.
وإذ تأتي هذه الخطوة وسط إصلاحات لنظام التعليم المحلي من جانب حاكم ساو باولو تارسيسيو دي فريتاس، الوزير السابق في حكومة الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو، دافع وزير التعليم ريناتو فيدر عنها في مقابلة مع صحيفة «فوليا دي ساو باولو»، قائلاً إن الكتب المدرسية التقليدية «فقدت جودتها».
لكن خبراء التعليم شككوا في جدوى هذا التحول الرقمي في ولاية يقطنها 44 مليون نسمة وتسجل تفاوتات كبيرة بين السكان، خصوصاً في ظل حرمان طلاب كثيرين من النفاذ إلى شبكة الإنترنت.
وأوضح المدير التنفيذي لمنظمة «تودوس بييلا إديوكاساو» (الكل للتعليم) غير الحكومية أولافو نوغيرا فيليو، أن «نقص البنية التحتية التكنولوجية ظهر بوضوح خلال جائحة (كوفيد)، مع صعوبات في الوصول» إلى الإنترنت للتعلم عن بُعد.
وأطلقت منظمة «اليونيسكو»، مؤخراً، دعوة للاستخدام الحكيم للتكنولوجيا في التعليم، وأوصت بـ«اليقظة» الكبيرة لعدم الإضرار بالتعلم.
بدورها، رأت دور النشر أن الاستخدام المكثف للكتب المدرسية الرقمية يمكن أن يُسبب ضرراً «لا يمكن إصلاحه» للقطاع. أما سلطات ولاية ساو باولو، فأكدت أن جميع الطلاب الذين لن تتاح لهم إمكانية الوصول إلى الكتب الرقمية على الإنترنت يمكنهم الوصول إلى النصوص المطبوعة على أوراق من جانب المدارس.
لكن، وفق أولافو نوغيرا فيليو، فإن هذا السيناريو «لن يكون استثناء».