السياحة في السعودية بين التنوع الجغرافي والمناخ الفريد

تعد الطائف مزاراً أساسياً للسياح من داخل السعودية وخارجها (الشرق الأوسط)
تعد الطائف مزاراً أساسياً للسياح من داخل السعودية وخارجها (الشرق الأوسط)
TT

السياحة في السعودية بين التنوع الجغرافي والمناخ الفريد

تعد الطائف مزاراً أساسياً للسياح من داخل السعودية وخارجها (الشرق الأوسط)
تعد الطائف مزاراً أساسياً للسياح من داخل السعودية وخارجها (الشرق الأوسط)

تحظى السعودية بمساحة شاسعة أتاحت لها تنوعاً جغرافياً ومناخياً فريداً، حيث تزخر بالعديد من الشواطئ على ساحل البحر الأحمر والخليج العربي، ومرتفعات جبلية بجوها البارد وطبيعتها الخلابة، إلى جانب السهول والصحاري والغابات والواحات.

وتتميز السعودية بعشرات الوجهات السياحية التي تستقطب الزوار من الداخل والخارج، حيث تتمتع بالطبيعة البكر والمناظر الخلابة، وتتوفر فيها المرافق والمنشآت والخدمات السياحية المختلفة، علاوة على توفر شبكة طرق عملاقة ووسائل تنقل مختلفة.

تنعش الأمطار بعض الأودية التي تصنف بأنها الأقدم على سطح الأرض (الشرق الأوسط)

وجهات سياحية

وأوضح عبد الله الدخيل، المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للسياحة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «صيف المملكة» يضم هذا العام 5 وجهات رئيسية تقدم كل منها عشرات المنتجعات السياحية؛ هي جدة، والطائف، والشرقية، والباحة، وعسير، مشيراً أيضاً إلى توفر العديد من البرامج والأنشطة السياحية والعروض من القطاع الخاص السياحي.

ويضيف الدخيل أن السعودية تتمتع بتنوع جغرافي وبيئي ومناخي كبير، نظراً إلى مساحتها الشاسعة التي تزيد على مليوني كيلومتر مربع، وهو ما أتاح لها تنوعاً في الوجهات الصيفية والشتوية والمعتدلة طوال العام، ويستطيع السياح والزوار اختيار الوجهات والأجواء التي تناسبهم من بين هذا التنوع السياحي والمناخي الكبير الذي تشهده على مدار العام في مناطقها المختلفة، من الأجواء المعتدلة اللطيفة، إلى الباردة، وشديدة البرودة التي تصل إلى درجة الصفر المئوي في بعض المدن والمناطق شتاءً، لتتحول إلى 26 درجة مئوية صيفاً، فتمنح السياح والزوار تجربة رائعة، وتفتح أمامهم الخيارات بين المناطق والأجواء عبر فصول السنة المختلفة.

تشجع التضاريس المتنوعة والطبيعة الخلابة على ممارسة رياضة الهايكنغ (الشرق الأوسط)

برامج وتسهيلات

وعن كيفية حصول السياح القادمين من الخارج على البرنامج والتسهيلات المقدمة له، بيّن الدخيل أن الهيئة توفر جميع المعلومات والخدمات لهم من خلال موقعها الإلكتروني «روح السعودية»، ومنصاتها المختلفة على مدار الساعة وبثماني لغات، ما يساعدهم على ترتيب أجندتهم السياحية في جميع البرامج والمواسم والفعاليات وفق ما يلبي تطلعاتهم، وبما يناسب كل الفئات والأعمار، منوهاً بأن الموقع يضم الأنشطة السياحية والترفيهية في البلاد على مدار العام، بالإضافة إلى العديد من الباقات والعروض التي يوفرها مقدمو الخدمات السياحية، وذلك لتسهيل مهمة السياح والزوار في تخطيط رحلاتهم واختيار أفضل الفعاليات التي تناسب جميع الأذواق، فضلاً عن إنشاء مركز متكامل للعناية بالسائح من خلال الاتصال بالرقم (930).

وشدد على أن السعودية تفتح أبوابها للسياح والزوار من مختلف أنحاء العالم، سواء للزيارات السياحية والترفيهية، أو لأداء العمرة، أو زيارة الوجهات السياحية الفريدة في مدنها المختلفة، لافتاً إلى أنها أتاحت عدداً من التأشيرات التي تناسب السياح القادمين من دول مختلفة، والتي تتوفر جميعها عبر المنصة الوطنية الموحدة للتأشيرات، وموقع الهيئة السعودية للسياحة، ومن خلال ممثليات المملكة في الخارج، وأيضاً عند الوصول إلى البلاد.

يتميز ساحل البحر الأحمر بتنوع الأنشطة والرياضات البحرية الممتعة (الشرق الأوسط)

السياحة و«مستهدفات 2030»

وتهدف الهيئة إلى تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في قطاع السياحة، ومنها أن تصل مساهمته في الناتج المحلي للمملكة إلى ما يزيد على 10 في المائة بحلول عام 2030، وتحقيق مليون فرصة وظيفية فيه، والوصول إلى أكثر من 100 مليون زيارة سنوياً.

كما تسعى إلى ترسيخ مكانة السعودية بوصفها واحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى المنطقة والعالم، وإيجاد آليات مبتكرة ومستدامة لتنشيط القطاع وتنميته، وتأهيله للمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال تعزيز وترسيخ الهوية الوطنية، وإبراز ما تتمتع به المملكة من مقومات وطنية للجذب السياحي، بالإضافة إلى تكريس المفاهيم السياحية في المجتمع السعودي، وتيسير مشاركة أفراده في صناعة السياحة بوصفها إحدى أهم صناعات المستقبل، من أجل دعم الاقتصاد المحلي والتنمية المستدامة، وتوفير مصادر دخل للمجتمعات المحلية، وخلق فرص عمل للشباب السعودي، وجذب الاستثمارات في القطاع، ما يساهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني.


مقالات ذات صلة

الخطيب: 5 % نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد السعودي

الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «ملتقى ميزانية 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

الخطيب: 5 % نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد السعودي

قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إن القطاع السياحي حقق تقدماً كبيراً حيث ارتفعت مساهمته في الاقتصاد إلى 5 % بنهاية العام الماضي

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» بندر الخريف (واس)

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

ركزت السعودية على تحفيز الفئات المستهدفة في تبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية، إلى جانب تحسين حوكمة عمليات الشراء الحكومية، ورفع كفاءة الأداء في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى المكعب ضمن وجهة المربع الجديد (الشرق الأوسط)

رئيس «المربع الجديد»: توظيف مبادئ الاقتصاد الدائري في تطوير الداون تاون

أكد الرئيس التنفيذي لشركة «المربع الجديد»، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، مايكل دايك، على التزام الوجهة بتوظيف مبادئ الاقتصاد الدائري.

بندر مسلم (الرياض)

«مُستعد للرحيل»... سردية تشكيلية عن الهجرة ونوستالجيا القاهرة

ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)
ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)
TT

«مُستعد للرحيل»... سردية تشكيلية عن الهجرة ونوستالجيا القاهرة

ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)
ثيمات مسرحية وأغراض متنوعة في العمل التركيبي (الشرق الأوسط)

تستقبل زائر معهد جوته الألماني بالقاهرة سيارة حمراء قديمة، فوق سقفها أغراض ومتعلقات شخصية متراصة بصورة تدعوك للتوقف وتأملها في محاولة لاستكشاف مغزى ما يطرحه الفنان المصري - الألماني سامح الطويل، بهذا التكوين في معرضه «مُستعد للرحيل»، الذي يستمر حتى 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

تبدو السيارة القديمة كما يشي عنوان المعرض مُتأهبة للرحيل والمغادرة، لتكون بما يعلوها من أغراض تشبه المنحوتة أو أعمال التشكيل في الفراغ، ليصنع الفنان حالة تتقاطع مع تجربته الشخصية وانفعالاته بقرار الهجرة الذي اتخذه منذ سنوات، وكأن المشروع الفني ينطلق من سؤال: «ما الذي أريد أن أصطحبه معي من وطني وأنا أرحل بعيداً عنه؟»

يشير فنان الوسائط المتعددة سامح الطويل إلى السيارة التي تم اختيارها بموديل شركة نصر «128» التي تعد أكثر سيارة شعبية في تاريخ مصر، ويقول إنها تُعادل سنوات عمره، فهي تنتمي لفترة السبعينات التي وُلد فيها، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «السيارة تُعادل الانتقال الذي قمت به، والأغراض التي أحملها معي تُمثل هُويتي وتاريخي الشخصي الذي أريد أن أحمله معي وأنا أنتقل إلى بلد جديد بثقافة جديدة مُغايرة تماماً لما تربيت عليه».

مفردات شعبية وأغراض قديمة في العمل التركيبي «مستعد للرحيل» (الشرق الأوسط)

تبدو التفاصيل التي تحملها السيارة مُنتزعة من سياقات شخصية متعددة، بداية من أصابع البيانو، إلى قطعة خشب الأرابيسك، وهناك قماش الخيامية الشهير الذي يقول الفنان إنه «في مفارقة لافتة يُستخدم في مصر خلال مناسبات الفرح والعزاء على السواء، بالإضافة إلى استخدام مصابيح الإضاءة، في عملي التركيبي لتكسبه انفعالات لونية متباينة»، كما يشير إلى كرسي خشبي يرتبط عادة بالمقاهي الشعبية في مصر تحمله السيارة على سطحها، ويقول: «أردت لو أنني أصطحب معي القهوة البلدي التي لا يشبهها شيء، كما اصطحبت معي تفاصيل شرقية كالتي ارتبطت بها منذ سنوات طفولتي في منطقة الإمام الشافعي»، وصولاً إلى استخدام مُكبرات صوت، تبدو وكأنها تبعث نداءات المؤذنين، أو ربما الصوت الخاص للفنان الذي يحمله معه أينما ارتحل.

وتنتشر مفردات الطفولة في تفاصيل عديدة في العرض، منها الدُمى القطنية، وحتى لعبة «الديناصور» التي تحوّلت إلى أيقونة فنية يوظفها الفنان المصري الألماني في أعماله، ومن اللافت أيضاً استخدامه أقنعة مُجردة تستعيد روح المسرح، وكذلك «مانيكان» بشري مُفكك أعلى سطح السيارة، الذي يقول إنه «كان يريد توظيفه بوصفه عنصراً بشرياً في العمل التركيبي»، فيما تظل دلالة كل عنصر في العمل متروكة للمتلقي الذي يمكنه تفسير العمل بوصفه تجربة سفر أو هجرة أو حتى انتقال للعالم الآخر: «رغم ذاتية الفكرة فإنها تظل لها تأويلاتها الخاصة عند كل متلقٍ، فبمجرد أن انتهيت منه صار مفتوحاً للتلقي الفني الخاص بكل متفرج على حدة». هكذا يقول الفنان الذي حصل على دبلوم عالٍ من أكاديمية الفنون الجميلة فى ميونيخ بألمانيا، وتابع دراسات الماجستير الحرة فى تاريخ فنون الوسائط في جامعة الدانوب كرمس في النمسا.

وسائط جديدة في معرض «مستعد للرحيل» (الشرق الأوسط)

ويضفي عرض العمل التركيبي «مستعد للرحيل» داخل الساحة المفتوحة لمعهد جوته (وسط القاهرة) ملامح عرض مسرحية على العمل الذي يتحاور مع المحيط المفتوح من عمارات قديمة تحيط بالمعهد الألماني العريق، لتبدو السيارة بوصفها جزءاً من هذا السياق الثقافي المُتسع.

ويبحث الفنان عن طرق متعددة للتعبير عن فلسفته الفنية عبر وسائط مختلفة، منها النحت والرسم والتصوير والقوالب الفنية التجريبية، وكذلك تقنيات الفيديو، ومنها مشروعه الذي يتم عرضه بعنوان «باتجاه عقارب الساعة» الذي يطرح من خلاله أفكاراً حول الوجود والموت والحياة بوصفها دائرة غامضة متصلة، دون أن يستخدم حواراً منطوقاً في فيلمه القصير، فيما يعتمد على لغة الجسد ودراما أشخاص الفيلم الذين يجسدون مرادفات أخرى لثيمة الرحيل.