«المهن الموسيقية» التونسية «ترد اعتبار» أحمد سعد وتمنحه بطاقة شرفية

عقب إحيائه حفلاً ضخماً بقرطاج والحديث لوسائل الإعلام  

أحمد سعد أثناء إحياء حفله في مهرجان قرطاج (إدارة المهرجان)
أحمد سعد أثناء إحياء حفله في مهرجان قرطاج (إدارة المهرجان)
TT

«المهن الموسيقية» التونسية «ترد اعتبار» أحمد سعد وتمنحه بطاقة شرفية

أحمد سعد أثناء إحياء حفله في مهرجان قرطاج (إدارة المهرجان)
أحمد سعد أثناء إحياء حفله في مهرجان قرطاج (إدارة المهرجان)

منحت النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة، برئاسة الفنان ماهر همامي، بطاقة شرفيّة للفنان المصري أحمد سعد، إثر مشاركته في مهرجان قرطاج الدولي للموسيقى والغناء الذي تقام فعالياته في العاصمة التونسية حتى الأسبوع الثالث من شهر أغسطس (آب) المقبل.

وكان الفنان أحمد سعد قد تسبب في حدوث أزمة عنيفة في الأوساط الفنية والثقافية بين مصر وتونس مطلع الشهر الحالي، بعد أن اتهمته مديرة المهرجان الدولي للتخييم والفنون والرياضة في مدينة بنزرت بـ«إهانة المرأة التونسية»، بعد مشاركته في حفل ختام المهرجان، التي على إثرها طلبت نقابة المهن الموسيقية المصرية برئاسة الفنان مصطفى كامل، من سعد تقديم اعتذار مصور للسيدات في تونس، إلى أن تداركت مديرة مهرجان التخييم في بنزرت موقفها، ونفت إساءة سعد للمرأة التونسية عقب شروع الفنان المصري بمقاضاتها.

تحدث الفنان ماهر همامي، رئيس النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة، عن استقبال وتكريم سعد، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «استقبلنا صباح الأحد الفنان أحمد سعد في مقر النقابة بتونس، بحضور أعضاء المكتب التنفيذي». مؤكداً أن «استقباله كان بمنزلة ردّ اعتبار له، وتقديراً عن حبنا لفنّه، ولجميع الفنانين المصريين، إذ قررنا منحه البطاقة الشرفية للنقابة وتكريمه عن مجهوداته في إعلاء الفن العربي».

أحمد سعد يتسلم بطاقة النقابة التونسية من ماهر همامي (الشرق الأوسط)

وأشار همامي إلى أن أزمة حفله الماضية في مدينة بنزرت انتهت: «المشكلة الماضية انتهت، لا نحبّذ الحديث عنها، خصوصاً بعد أن أحيا الفنان أحمد سعد حفلاً كبيراً وضخماً في قرطاج وسط حضور آلافٍ من عشاقه من الجمهور التونسي، وقدم قصيدة مدح وثناء في المرأة التونسية».

وشدّد النقيب التونسي على أن علاقة أحمد سعد بالإعلام التونسي جيدة للغاية، مؤكداً عقد مؤتمر صحافي موسع عقب الحفل.

وكشف همامي عن تدوين سعد كلمة في سجل النقابة التونسية قبل رحيله، قال فيها: «إلى الجمهور العظيم شكراً على كل الحب والدعم، وإلى النقابة التونسية كل الشكر على الحكمة والفن في إدارة الأمور».

يُذكر أن أحمد سعد كان قد افتتح المشاركة المصرية في مهرجان قرطاج الغنائي، بإحياء حفل غنائي كبير، حضره آلاف من الجمهور التونسي، وفضل في بداية حفله الاحتفاء بالمرأة التونسية قائلاً: «زمان كنت بحلم أني أقف على مسرح قرطاج، وسط الناس الحلوة دي، أنتم أحلى جمهور في العالم، للعلم قالوا عني كلام أنا نفسي مش مصدقه، بيقولوا إني بغلط في المرأة التونسية، دي هي أحلى حاجة في الكون»، ومن ثَمّ قدم لأول مرة موالاً غنائياً من تأليفه للإشادة بالمرأة التونسية.

قدم سعد خلال وصلته الغنائية مجموعة من أهم وأشهر أعماله. منها؛ «عليكي عيون»، و«إيه اليوم الحلو ده»، و«اشكي لمين»، و«وسع وسع»، و«يا ليالي»، و«الملوك»، و«يا عراف»، وعقب انتهاء الحفل عقد سعد مؤتمراً صحافياً موسعاً مع وسائل الإعلام التونسية، أكد فيه على حبه واحترامه الشديدين للإعلام التونسي، نافياً كل الأخبار التي جرى تداولها عن رفضه الحديث معهم، التي رُوّج لها أثناء مشاركته في حفل مدينة بنزرت.


مقالات ذات صلة

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

يوميات الشرق المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

ودّعت المغنية البريطانية جمهورها بالدموع من دون تحديد موعد العودة إلى الغناء والمسرح. وتشير مصادر مقرّبة منها إلى أنها قد تتّجه إلى التمثيل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مطرب المهرجانات مجدي شطة (صفحته على فيسبوك)

إدانات متجددة لمطربي «المهرجانات» بتعاطي المخدرات

تواصلت إدانات مطربي «المهرجانات» أمام القضاء بتهمة تعاطي المخدرات أو حيازتها، وكان أحدثها واقعة المطرب مجدي شطة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق المطرب المصري بهاء سلطان (صفحته على «فيسبوك»)

بهاء سلطان يعود لساحة الطرب بميني ألبوم «كإنك مسكّن»

بعد عدة أغانٍ فردية طرحها على مدى العام، عاد المطرب المصري بهاء سلطان إلى ساحة الطرب بـ«ميني ألبوم» بعنوان «كإنك مسكّن»، يتضمن 3 أغانٍ.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي الأمل فوق ركام البيوت التي دمّرتها الحرب

تهدّم بيت والدَيه، وخسر أحد عناصر فريقه، واختبر تجربة النزوح... الفنان اللبناني نادر الأتات قرر تخطّي الجراح بالغناء لوطنه وللأمل بغدٍ أفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

«مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل».

فاطمة عبد الله (بيروت)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».