بعد غلاء الأسعار... مواقف لا تدفع فيها «بقشيشاً»

تقول إيلين سوان، خبيرة الإتيكيت، في حالة المطاعم يكون دفع بقشيش بنسبة 20 % هو المعتاد (أ.ب)
تقول إيلين سوان، خبيرة الإتيكيت، في حالة المطاعم يكون دفع بقشيش بنسبة 20 % هو المعتاد (أ.ب)
TT

بعد غلاء الأسعار... مواقف لا تدفع فيها «بقشيشاً»

تقول إيلين سوان، خبيرة الإتيكيت، في حالة المطاعم يكون دفع بقشيش بنسبة 20 % هو المعتاد (أ.ب)
تقول إيلين سوان، خبيرة الإتيكيت، في حالة المطاعم يكون دفع بقشيش بنسبة 20 % هو المعتاد (أ.ب)

إذا شعرت أنه أصبح مطلوباً منك دفع كثير من البقشيش، ليس في المطاعم والتاكسي ومحلات الحلاقة فقط، بل في كل مكان، فأنت على حق.

خبير الإتيكيت توماس فارلي أطلق على هذه الظاهرة «تضخم البقشيش»، وفقاً لموقع «سي إن بي سي» الأميركي.

يوضح فارلي: «الناس تشعر أنها مجبرة على دفع البقشيش. نحن نعيش بالفعل في زمن التضخم، والأسعار أصبحت جنونية، وعلاوة على ذلك يطلب منهم كل مرة دفع البقشيش».

يقول خبراء الإتيكيت إن هناك عدة مواقف لا تتطلب دفع البقشيش...

1- المحترفون

كقاعدة عامة لا يجب عليك دفع بقشيش لمن يتلقى راتباً أو يعمل تاجراً، فمثلاً لا يجب عليك دفع بقشيش للأطباء والمحامين والمدرسين والسباكين.

2- من يعمل خلف كاونتر

كقاعدة أي شخص يعمل خلف كاونتر فهو يتلقى راتباً، أما من يوصلون الطعام لطاولتك أو لمنزلك فهؤلاء يعتمدون على البقشيش كجزء أساسي من دخلهم.

هذا لا يعني أن منح بقشيش لمن يعملون خلف كاونتر هو ممنوع تماماً. تقول إيلين سوان، خبيرة الإتيكيت: «ستكون لافتة لطيفة أن تدفع بقشيشاً لمن يتولون خدمتك بشكل متكرر، على سبيل المثال من يحفظون طلبك المعتاد عن ظهر قلب».

3- دفع البقشيش مرتين

تقول سوان أيضاً إنه لا يجب عليك دفع البقشيش مرتين للخدمة نفسها، فإحدى السيدات حكت أنها دفعت بقشيشاً لمن قلمت أظافرها في صالون تجميل، ثم طلب منها دفع بقشيش عند الكاشير.

يبدو الأمر أصعب في المدن التي تفرض ضريبة خدمة، فمثلاً بعض المطاعم تضع ضريبة خدمة 20 في المائة على فاتورتك، في هذه الحالة يفضل أن تسأل النادل بسرية لمن تذهب هذه الضريبة، فلو كانت تذهب للطهاة ومقدمي الطعام، فإذن انتهى الأمر، أما لو كانت تذهب لإدارة المطعم فيجب عليك أن تمنح بقشيشاً لمن يقوم على خدمتك في المطعم.

يقول فارلي، الذي دفع 20 في المائة بقشيشاً إلى جانب 20 في المائة خدمة في أحد مطاعم مدينة دنفر: «من وجهة نظر الإتيكيت، سندفع بقشيشاً لمن يقدم لنا الطعام».

4- خدمة ضعيفة

أنت لست مضطراً لدفع بقشيش إذا كانت الخدمة التي حصلت عليها ضعيفة، أو تعامل معك أحد مقدمي الخدمة بوقاحة.

تقول سوان إنه في حالة المطاعم يكون دفع بقشيش بنسبة 20 في المائة هو المعتاد، ويمكن دفع أكثر إذا كانت الخدمة ممتازة، وإذا كانت الخدمة سيئة فلن تدفع أقل من 10 في المائة.

وتوضح: «يجب أن نسأل أنفسنا ما الخطأ؟ هل تطلب تحضير الطعام وقتاً طويلاً؟ إذا هي مشكلة المطبخ. هل جاء الطعام بشكل غير جيد؟ إذن هي مشكلة المطبخ أيضاً. هل الجو العام في المطعم غير مناسب؟ مثلاً، الصوت عالٍ جداً. هذا كله ليست له علاقة بالخدمة».

وتتابع: «إذا واجهت موقفاً سيئاً مع مقدم الطعام، وقتها يمكن ألا تدفع بقشيشاً، ويجب أن تناقش الموضوع مع الإدارة أيضاً».



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».