دراسة: الناس يمكنهم سماع الصمت

بالطريقة نفسها التي يسمعون بها الأصوات

 لا يصم الصمت الآذان، ولكن يمكن سماعه (شاترستوك)
لا يصم الصمت الآذان، ولكن يمكن سماعه (شاترستوك)
TT

دراسة: الناس يمكنهم سماع الصمت

 لا يصم الصمت الآذان، ولكن يمكن سماعه (شاترستوك)
لا يصم الصمت الآذان، ولكن يمكن سماعه (شاترستوك)

تتطرق نتائج دراسة جديدة إلى الجدل الدائر حول ما إذا كان الناس يمكنهم سماع ما هو أكثر من الأصوات، حسبما يقترح الخبراء.

وقد لا يصم الصمت الآذان، ولكن يمكن سماعه، كما تشير دراسة جديدة. استخدم الباحثون الأوهام السمعية للكشف عن كيف أن لحظات الصمت تشوه إدراك الناس للوقت، حسب «سينس نيوز».

وتتناول النتائج الجدل الدائر حول ما إذا كان الناس يستطيعون سماع ما هو أكثر من الأصوات، وهو ما أثار حيرة الفلاسفة لقرون، كما يقولون. وتشير النتائج إلى أن الناس قد يسمعون الصمت بالطريقة نفسها التي يسمعون بها الأصوات.

ويقول روي تشي غوه، المؤلف الرئيسي للدراسة، وهو طالب الدراسات العليا في الفلسفة وعلم النفس بجامعة جونز هوبكنز: «عادة ما نفكر في حاسة السمع لدينا بوصفها معنية بالأصوات، لكن الصمت، أياً كان، ليس صوتاً، وإنما هو غياب الصوت. من المدهش أن ما يوحي به عملنا أن اللاشيء (الصمت المطبق) أيضاً يمكننا أن نسمعه».

وفي الأوهام السمعية، يعتقد الدماغ أنه يمكنه سماع شيء إما غير موجود أو أنه موجود بشكل مختلف عن الطريقة التي ندركه بها.

وعلى غرار الأوهام البصرية التي تخدع ما يراه الناس، الأوهام السمعية يمكن أن تجعل الناس يسمعون فترات من الزمن كأنها أطول أو أقصر مما هي عليه في الواقع. يُعرف أحد الأمثلة بالوهم «الواحد هو المزيد»، حيث يبدو الصفير الطويل أطول من صفارين قصيرين متتاليين حتى عندما يكون التسلسلان طويلين بنفس الطول.

وفي الاختبارات التي شارك فيها نحو 1000 شخص، تبادل الباحثون الأصوات في وهم «الواحد هو المزيد» بلحظات من الصمت.



قردة البونوبو تتغلب على الصدمات الاجتماعية

قردان من البونوبو في حالة تواصل اجتماعي ودّي (جامعة دورهام)
قردان من البونوبو في حالة تواصل اجتماعي ودّي (جامعة دورهام)
TT

قردة البونوبو تتغلب على الصدمات الاجتماعية

قردان من البونوبو في حالة تواصل اجتماعي ودّي (جامعة دورهام)
قردان من البونوبو في حالة تواصل اجتماعي ودّي (جامعة دورهام)

أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة «دورهام» في بريطانيا، أنّ قردة البونوبو التي تيتّمت بسبب التجارة غير المشروعة، يُمكنها التغلُّب على الصدمات وتطوير القدرات الاجتماعية مثل أقرانها التي ترعرعت على يد أمهاتها.

وبحثت الدراسة المنشورة، الأربعاء، في دورية «رويال سوسيتي أوبن ساينس» في تأثيرات إعادة التأهيل التي تقودها المحمية الوحيدة في العالم للبونوبو، في التطوّر الاجتماعي والعاطفي للقردة اليتيمة على مدى 10 سنوات.

ووفق نتائج الدراسة التي شملت أيضاً باحثين من جامعتَي «هارفارد» و«إيموري» الأميركيتين، «يمكن أن تكون للصدمة المبكرة للحياة بسبب فقدان الأم والحرمان من الوقوع في قبضة البشر آثار سلبية طويلة الأمد على القدرات الاجتماعية للبونوبو».

ورغم أنّ قردة البونوبو اليتيمة التي جرت دراستها أظهرت مهارات اجتماعية منخفضة، فإنها لا تزال تظهر درجة من السلوكيات الاجتماعية النموذجية، مقارنة بالأنواع التي شوهدت في القِرَدة الناشئة على يد أمهاتها.

من هنا، قالت المؤلِّفة الرئيسية ستيفاني كوردون، الباحثة الحاصلة على درجة الدكتوراه في قسم علم النفس بجامعة «دورهام»: «تؤدّي محمية (لولا يا بونوبو) عملاً حيوياً في حماية هذا النوع المعرَّض للخطر. في حين أنّ التطور الاجتماعي للأيتام لا يعادل نظيره لدى تلك التي ترعرعت على يد أمهاتها، فإنها تتقدَّم في التطوّر والسلوكيات التي تُظهرها».

وأوضحت، في بيان، أنه «من خلال فهم أفضل للتطوُّر الاجتماعي الصحّي للبونوبو، نهدف إلى مساعدة جهود إعادة التأهيل والمحافظة المهمّة على هذا النوع الفريد».

وحقّق الباحثون في كيفية تطوّر التعاطف والمهارات الاجتماعية وسلوكيات العدوان لدى البونوبو عبر أعمارها، وكذلك بين الجنسين؛ إذ رصدوا سلوك 83 فرداً من قردة بونوبو وتفاعلها في نقاط مختلفة من حياتها على مدار 10 سنوات في محمية «لولا يا بونوبو».

وأرادوا معرفة تأثير إعادة التأهيل داخل المحمية في المهارات الاجتماعية والعاطفية للبونوبو اليتيمة، مقارنةً بتلك التي نشأت على يد أمهاتها.

ورأى الباحثون أنّ المهارات الاجتماعية ازدادت لدى إناث البونوبو وانخفضت لدى الذكور مع تقدُّم العمر، وهو ما يتّفق مع كيفية تفاعلها في البرّية، حيث إنّ البونوبو مجتمع تقوده الإناث. ومع ذلك، كانت هذه المهارات أقل لدى الأيتام، مقارنةً بتلك التي نشأت على يد أمهاتها.

وبينما كانت قرود البونوبو اليتيمة أقل ميلاً باستمرار إلى إظهار التعاطف - مثل مواساة قرد بونوبو آخر - فإنّ هذه القدرة لم تكن غائبة تماماً. وهذا يشير إلى أنّ الأيتام تستمر في إظهار الرعاية تجاه قرود البونوبو الأخرى، حتى وإن كانت على الطرف الأدنى من المقياس.

ووفق الدراسة، تشير هذه النتائج إلى أنها قد تتمتّع بمهارات كافية للتكيُّف داخل المجموعات الاجتماعية. وهذا مهمّ؛ لأن بعض هذه القرود يستمر في العودة إلى البرّية، حيث تكون المهارات الاجتماعية بالغة الأهمية للبقاء.

وفي هذا السياق، قالت المؤلّفة الرئيسية للبحث، بقسم علم النفس في جامعة «دورهام»، البروفسورة زانا كلاي: «بينما لا يمكننا القول إنّ البونوبو اليتامى أُعيد تأهيلها تماماً، فإنّ نتائجنا تظهر اتجاهاً جيداً لوظيفتها الاجتماعية؛ إذ نراها تُظهر سلوكيات نموذجية ضمن نطاقات منخفضة، ولكن طبيعية».

وأضافت: «مقارنةُ الأيتام بالبونوبو التي تربّيها أمهاتها، يمنحنا أيضاً نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير تجارب الحياة المبكرة في تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى أقرب أقربائنا، وأهمية المحميات الطبيعية في دعم هذا التطوُّر».