هل تبصر مذكرات عبد المنعم مدبولي النور في الذكرى الـ17 لرحيله؟

كتبها في 7 أجندات تضمنت تفاصيل حياته الإنسانية

الفنان المصري عبد المنعم مدبولي
الفنان المصري عبد المنعم مدبولي
TT

هل تبصر مذكرات عبد المنعم مدبولي النور في الذكرى الـ17 لرحيله؟

الفنان المصري عبد المنعم مدبولي
الفنان المصري عبد المنعم مدبولي

​رغم المشوار الفني الطويل للفنان المصري الراحل عبد المنعم مدبولي، فإن جوانب متعددة من تفاصيل حياته تعد مفقودة، مع عدم نشر مذكراته التي كتبها بخط يده عبر 7 أجندات.

وبينما أُعلن في بداية العام الحالي عن استعداد مؤسسة «دار المعارف للطبع والنشر» المصرية عن نشر مذكراته، فإنها لم تبصر النور في ذكرى رحيله الـ17.

مدبولي الذي يعد واحداً من أعمدة المسرح المصري، وصاحب مدرسة «المدبوليزم»، الملقب باسم «بابا عبده»، رحل عن عالمنا في 9 يوليو (تموز) 2006، عن عمر ناهز 85 عاماً، بعد معاناة مع مرض القلب.

مدبولي مع عدد من الفنانين (أرشيفية)

كان مدبولي «أباً حنوناً وخفيف الدم، لا يختلف في تصرفاته أباً بالواقع عن إطلالته على الشاشة. وعلى المستوى العملي كان فناناً مختلفاً ومتجدداً؛ إذ عمل مخرجاً ومؤلفاً وممثلاً، ونحاتاً ورساماً أيضاً»؛ حسب حديث ابنته أمل.

وكتب مدبولي مذكراته الخاصة عبر 7 أجندات، تضمنت أسراراً خاصة عن حياته الفنية والشخصية، وفق أمل التي قالت إن مذكرات والدها استعيدت من كاتب اعتمد عليه مدبولي في صياغتها؛ إذ لم يحرز أي تقدم في صياغتها على الرغم من احتفاظه بها لمدة 10 سنوات؛ مشيرة إلى أن المذكرات كتبها والدها حتى مرحلة السبعينات من القرن الماضي في مشواره، ولم يكملها بعد ذلك.

وعن تطورات نشر مذكرات مدبولي، قال سعيد عبده، رئيس «دار المعارف»، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يتسلم المادة التي ستُعدّ للنشر، «بسبب سفر أسرة الفنان الراحل وانشغالها الدائم»، على حد تعبيره.

وأوضح عبده أن «اجتماع الورثة أمر ضروري ليُتّفق على كتابة عقد ورقي موثق»؛ مشيراً إلى أن «الاتفاق السابق كان شفوياً فقط». كما نوّه إلى أن «الأجندات السبع التي تحدثت عنها ابنة الفنان الراحل ستُصدر في كتاب واحد، مع الاستعانة بالناقد الفني المصري طارق الشناوي لاستكمال فراغ المرحلة غير الموثقة، وهي الفترة من نهاية السبعينات حتى رحيله عام 2006».

وترفض ابنة مدبولي تجسيد سيرة والدها الراحل في عمل درامي يتضمن سيرته الذاتية، موضحة: «أفضِّل تقديم سلسلة أفلام وثائقية عنه»، وتعد هذا المقترح أفضل من تقديم عمل فني يظلم الشخصية الحقيقية للفنان، مثلما حدث مع شخصيات قُدّمت في أعمال درامية، مثل تحية كاريوكا، وليلى مراد، وإسماعيل ياسين، بسبب تركيز الحبكة الدرامية على نقاط بعينها، وتسليط الضوء عليها وتضخيمها، من أجل جذب المشاهد أكثر، مع تجاهل أمور وتفاصيل أخرى متشعبة ومؤثرة وواقعية في حياة الفنان.

الفنان المصري عبد المنعم مدبولي (أرشيفية)

وخلال مشوار فني بدأ مطلع الخمسينات من القرن الماضي، قدم مدبولي عدداً من الأعمال الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون، من بينها أفلام: «الحفيد»، و«إحنا بتوع الأتوبيس»، و«أهلاً يا كابتن»، و«مولد يا دنيا»، و«مطاردة غرامية»، ومسرحيات: «بين القصرين»، و«السكرتير الفني»، و«الناس اللي تحت»، و«زقاق المدق»، و«ريا وسكينة»، ومسلسلات: «لا يا ابنتي العزيزة»، و«أبنائي الأعزاء شكراً»، و«لعبة الفنجري»، و«كسبنا القضية»، حتى رحل في اليوم الذي وافق تكريمه من المهرجان القومي للمسرح المصري؛ حسب ابنته.


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
TT

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، «تشريفاً تعتز به»، ومسؤولية في الوقت نفسه، مؤكدة أن «السينما العربية حققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية». وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنها تنحاز للأفلام التي تُعبر عن أصالة الفكرة وروح المغامرة، منوهة بعملها على فيلمها الطويل الأول منذ 3 سنوات، لكنها لا تتعجّل تصويره؛ كون الأفلام الطويلة تتطلّب وقتاً، ولا سيما الأفلام الأولى التي تحمل تحديات على صُعُد القصة والإنتاج والممثلين، مُشيدة بالخطوات التي قطعتها السينما السعودية عبر أفلام حقّقت صدى محلياً ودولياً على غرار «نورة» و«مندوب الليل».

بدأت هند الفهاد عملها عام 2012، فأخرجت 4 أفلام قصيرة شاركت في مهرجانات عدة وهي: «بسطة» الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي» 2015، و«مقعد خلفي»، و«ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، و«المرخ الأخير» الذي جاء ضمن فيلم «بلوغ»، وتضمّن 5 أفلام قصيرة لـ5 مخرجات سعوديات، وشارك قبل 3 أعوام في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وبين حضورها المهرجان في أحد أفلامها قبل سنوات، ومشاركتها بلجنة تحكيم العام الحالي، ترى هند الفهاد فرقاً كبيراً، موضحة: «أن أكون مشاركة في فيلم ويعتريني القلق والترقب شيء، وأن أكون أحد الأعضاء الذين يُسمّون هذه المشروعات شيء آخر، هذا تشريف ومسؤولية، إذ أشاهد الأفلام بمنظور البحث عن الاختلاف والتميز وأساليب جديدة لصناع أفلام في تناول موضوعاتهم، وأجدني أنحاز للأفلام التي تعبّر عن أصالة الفكرة وتقدم حكاية لا تشبه أي حكاية، وتنطوي على قدر من المغامرة الفنية، هذه من الأشياء المحفزة في التحكيم، وقد ترأستُ قبل ذلك لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية».

لا تتعجل الفهاد فيلمها الطويل الأول (الشرق الأوسط)

وعن رؤيتها للسينما العربية بعد مشاهدتها أحدث إنتاجاتها في «مهرجان القاهرة»، تقول هند الفهاد: «لا شك في أنها قطعت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة بحضورها في المهرجانات الكبرى؛ لأن لدينا حكايات تخصّنا، وهناك مخرجون ومخرجات أثبتوا حضورهم القوي عبر أفكار وأساليب متباينة، وأنا أقول دائماً إن الفكرة ليست في القصة، وإنما في كيف تروي هذه القصة ليتفاعل معها الجمهور في كل مكان».

وتكشف المخرجة السعودية عن استعدادها لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول الذي تعمل عليه منذ سنوات، قائلة: «كتبته المخرجة هناء العمير، ووصلنا أخيراً لنسخة السيناريو المناسبة، لكن الأفلام الطويلة، ولا سيما الأولى تحتاج إلى وقت للتحضير، خصوصاً إذا كان في المشروع تحديات على صُعُد القصة والممثلين والإنتاج».

وتتابع هند: «لم أحدّد بعدُ توقيت التصوير. وعلى الرغم من أنه مشروعي الأساسي، لكن هناك مشروعات أخرى أشتغل عليها، وفي تعدّدها أضمن استمرارية العمل لأكون حاضرة في المجال، فقد تكون هناك فكرة رائعة، لكن حين تُكتب نكتشف أنه من الصعب تنفيذها، لأسباب عدة».

وعن نوعية الفيلم تقول: «اجتماعيّ دراميّ، تدور أحداثه في غير الزمن الحالي. وانتهت مرحلة تطوير النص لفيلمي القصير، ووصل إلى النسخة المناسبة، وأنا، الآن، أختار أبطاله، وهو يروي حكاية تبدو في ظاهرها بسيطة، وتحمل أوجهاً عدّة، فأنا لا أُعدّ الأفلام القصيرة مرحلة وانتهت، بل أحب العمل عليها بشغف كبير في ظل ما أريده، والمعطيات من حولي وكيف أتقاطع مع هذه الأشياء».

وحاز مشروع فيلمها الطويل «شرشف» على منحة إنتاج من معمل البحر الأحمر، وترى هند الفهاد أن التّحدي الحقيقي ليس في التمويل؛ لأن النص الجيد والسيناريو المكتمل يجلبان التمويل، مُشيدة بتعدّد جهات الدعم في المملكة من منطلق الاهتمام الجاد بالسينما السعودية لتأسيس بنية قوية لصناعة السينما أوجدت صناديق تمويل متعددة.

وعلى الرغم من عمل هند الفهاد مستشارة في تطوير المحتوى والنصوص الدرامية، فإنها تواصل بجدية الانضمام إلى ورش السيناريو؛ بهدف اكتساب مزيد من الخبرات التي تُضيف لها بصفتها صانعة أفلام، وفق تأكيدها.

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

بدأت هند الفهاد مشوارها قبل القفزة التي حققتها صناعة السينما السعودية. وعن ذلك تقول: «كنا نحلم بخطوة صغيرة فجاءنا بحرٌ من الطموحات، لذا نعيش لحظة عظيمة لتمكين المرأة ورعاية المواهب المحلية بشكل عام، وقد كنّا نتطلع لهذا التّحول، وأذكر في بداياتي أنه كان وجود السينما أَشبه بالحلم، لا شك في أن نقلة كبيرة تحقّقت، لكن لا تزال التجربة في طور التشكيل وتتطلّب وقتاً، ونحن مهتمون بتطوير المواهب من خلال مشاركتها في مشروعات عربية وعالمية لاكتساب الخبرات، وقد حقّقت أعمالٌ مهمة نجاحاً دولياً لافتاً على غرار (نورة) و(مندوب الليل)».

وتُعبر هند الفهاد عن طموحاتها قائلة: «أتطلع لأحكي قصصنا للعالم، فالسينما هي الصوت الذي يخترق جميع الحواجز».