مسلسلات الصيف تتحدّى الحرّ وإضراب الكتّاب

المنصات العالمية تعرض أعمالاً جديدة وتستكمل أخرى قديمة

تتنوّع مسلسلات صيف 2023 ما بين الكوميديا والخيال العلمي والوثائقيات
تتنوّع مسلسلات صيف 2023 ما بين الكوميديا والخيال العلمي والوثائقيات
TT

مسلسلات الصيف تتحدّى الحرّ وإضراب الكتّاب

تتنوّع مسلسلات صيف 2023 ما بين الكوميديا والخيال العلمي والوثائقيات
تتنوّع مسلسلات صيف 2023 ما بين الكوميديا والخيال العلمي والوثائقيات

مع دخول إضراب كتّاب التلفزيون والسينما في الولايات المتحدة الأميركية شهره الثالث، تباطأت عجلة صناعة المسلسلات وبدأت منصات البث الكبرى تبحث جدياً عن محتوى جديد تغذّي به شاشاتها، وتسدّ جوع المشاهدين.

ورغم الاعتقاد السائد منذ عقود بأن فصل الصيف هو موسم ركود بالنسبة للاستهلاك التلفزيوني، فإن العلاقة الوطيدة التي باتت تجمع الناس بمنصات البث ومحتواها من مسلسلات وأفلام قد تلغي قريباً ذلك الاعتقاد. إذ يجد عدد كبير من مستهلكي التلفزيون في إجازة الصيف فرصةً لمتابعة ما فاتهم من مواسم وحلقات، متجنّبين حرّ الخارج بالجلوس في بيوتهم المبرّدة وأمام مسلسلاتهم المفضّلة.

صحيح أن المنصات تعتمد استراتيجية تأجيل الإنتاجات الكبرى والمنتظَرة إلى مطلع الخريف، غير أنها استطاعت ملء الفراغ بأعمال من المرجّح أن تشقّ طريقها إلى قلوب المشاهدين. ومن بين تلك الأعمال ما هو جديد، ومن بينها ما هو استكمال لمواسم سابقة من مسلسلات جماهيرية.

صيف حارّ على «نتفليكس»

افتتحت «نتفليكس» عروض الصيف بطرح الموسم الرابع والأخير من السلسلة المحبّبة إلى قلوب المشاهدين «Never Have I Ever». ويبدو أن المنصة العالمية اختارت التوقيت المناسب، بما أن عرض المسلسل الذي تدور أحداثه في مدرسة ثانوية تزامن مع اختتام السنة الدراسية حول العالم. ويشهد هذا الموسم نهاية مغامرات الطالبة الهندية - الأميركية «ديفي» وتخرّجها، وسط تطوّرات في حياتها العاطفية ومسيرتها الدراسية. وقد لاقت الحلقات الأخيرة استحسان الجمهور والنقّاد على حدّ سواء.

ضمن 3 حلقات وثائقية تحمل اسمَه، يستعرض الممثل الأميركي أرنولد شوارزنيجر حياته الحافلة رياضياً وفنياً وسياسياً. يفتح النجم قلبه أمام الكاميرا من دون تمثيل هذه المرة، ليتحدث عن بداياته في رفع الأثقال، وانتقالاً إلى نجاحه غير المسبوق في عالم السينما، وصولاً إلى حاكميّته لولاية كاليفورنيا، من دون أن يتستّر على الفضائح التي هزّت حياته الشخصية. ويضمّ الوثائقي شهادات من شخصيات معروفة، كالمخرج جيمس كاميرون، والممثلين سيلفستر ستالون، وداني دي فيتو، وجايمي لي كورتيس، وغيرهم.

ملصق مسلسل «أرنولد» الوثائقي على «نتفليكس» (إنستغرام)

لمحبّي خلطة الرعب والخيال العلمي، تُهدي «نتفليكس» الموسم السادس من «Black Mirror». وبعد انقضاء 3 أسابيع على بدء بث الحلقات، يحافظ العمل على مراتبه المتقدمة في قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدةً. «Black Mirror» في عرض متواصل منذ عام 2011، وهو يعود إلى الشاشة بعد غياب 4 سنوات. لكن ذلك لم يُفقد العمل وهجه في عيون عشّاق السيناريوهات الافتراضية، التي تمزج العنف مع التكنولوجيا. ومن عناصر الجذب في الموسم الجديد، مرور لافت للممثلة سلمى حايك.

بعيداً عن السرديّات والديكورات المركّبة، عودة إلى الطبيعة ببساطتها وحقيقتها المجرّدة في الجزء الثاني من وثائقي «Our Planet» أو «كوكبنا». لا تكتفي الحلقات الأربع بتصوير الحيوانات وعناصر الكوكب بكامل بهائها، بل تتوقف مطوّلاً عند المخاطر التي تهدّد تلك الطبيعة بفعل اليد البشريّة. الوثائقي الذي يحمل كثيراً من التوعية البيئية وبعض الحكايات التي تبعث الأمل، ينجح في تظهير الشرخ الحاصل بين عالم الحيوان الساحر والسلوكيات البشرية المعادية للطبيعة.

من بين المسلسلات التي راهنت «نتفليكس» على بثّها صيفاً، الموسم الثالث من «The Witcher». تزخر هذه المغامرة الطالعة من القرون الوسطى بالمعارك بين الوحوش، وباستعراض السحر والقوى الخارقة. لكن الموسم الجديد لم يفلح في إقناع المشاهدين والنقّاد، وأحد أهم أسباب مقاطعة المسلسل هو إعلان البطل الممثل هنري كافيل أنه لن يعود إلى الموسم المقبل. كما اشتكى المتابعون من تحريف الجهة المنتجة للرواية الأصلية، المقتبسة من مجموعة قصصية خيالية بولنديّة.

انطلق الموسم الثالث من «The Witcher» وسط تراجع نسبة المشاهدة (نتفليكس)

ومن بين الأعمال التلفزيونية المرتقبة على «نتفليكس» هذا الصيف، سلسلة قصيرة وجريئة بعنوان «Painkiller». تغوص الحلقات الـ6 في أزمة إدمان الأميركيين على المسكّنات التي تحتوي مادة الأفيون. تضيء السلسلة على بداية تلك الأزمة وعلى دور الشركات المتورّطة فيها، من دون إهمال الشق الإنساني المتمثل في حكايات ضحايا تلك الظاهرة.

يعالج مسلسل «Painkiller» ظاهرة الإدمان على المسكّنات الأفيونية (نتفليكس)

ماذا على باقي المنصات؟

متسلّحةً بقامة سامويل ل. جاكسون التمثيلية وبميزانيةٍ ضخمة، تعاملت «ديزني بلاس» مع مسلسل «Secret Invasion» على أنه رهانها الأكبر لهذا الصيف. ومع أن العمل مقتبس من رسوم متحركة من مجموعة «مارفيل» المحبوبة، فإن أعداد المشاهَدات لم تتوافق ورؤية المنصة. في المقابل، أجمعت الآراء على أن جاكسون، وإلى جانبه الممثلة البريطانية أوليفيا كولمان، يقدّمان أداءً مميّزاً.

لجأت منصة «باراماونت» كذلك إلى الخيال العلمي، فأطلقت الموسم الثاني من مسلسل «Star Trek: Strange New Worlds». وقد لاقى العمل استحسان النقّاد والمشاهدين الذين رأوا أنه أيقظ فيهم الحنين إلى سلسلة Star Trek الأصلية، كما أنه استند إلى إنتاج صلب، وإلى نص مقنِع.

أما منصة «Apple TV+» فأفردت شاشتها هذا الصيف لدراما الإثارة النفسية «The Crowded Room». السيناريو مقتبس من رواية واقعية صادرة عام 1981، تتداخل فيها الجريمة والأجواء البوليسية مع تعقيدات النفس البشرية. وبعد بثّ 3 حلقات من السلسلة القصيرة، تستكمل المنصة عرض الحلقات السبع المتبقية نهاية هذا الشهر.

صرّح الممثل توم هولاند بأن دوره في «The Crowded Room» أتعبه نفسياً (تويتر)

أكثر المسلسلات تماشياً ومزاج الصيف، يُعرض على منصة HBO، وهو الموسم الثاني من «And Just Like That». أما القصة فهي استكمال لسلسلة «Sex & the City» مع النجمة سارة جسيكا باركر وصديقاتها. وتحاول «كاري برادشو» في هذا الجزء أن تشفى من وفاة زوجها من خلال البحث عن الحب إلى جانب معجب قديم.


مقالات ذات صلة

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

الاقتصاد نائبة الرئيس كامالا هاريس على اليسار والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

بينما بات المناخ السياسي أكثر استقطابا من أي وقت مضى في أميركا، تجد الشركات الكبرى نفسها في مرمى نيران الانتقادات والاتهامات بدعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المسلسل الجديد مقتبس من قصة كُتبت في القرن الـ14 (نتفليكس)

«ذا ديكاميرون» على «نتفليكس»... حفلةُ جنون عبثيّ وضياعٌ في الهويّة الدراميّة

من بين أغرب إنتاجات «نتفليكس»، مسلسل «ذا ديكاميرون» يقتبس قصته من القرون الوسطى ويدخل في متاهاتٍ كثيرة شكلاً ومضموناً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق منشأة نتفليكس في العاصمة الإسبانية مدريد (الشرق الأوسط)

«نتفليكس» تتطلع لمد الجسور بين الثقافات وتمكين رواة القصص المحلية نحو العالمية

تأمل شبكة «نتفليكس»، من خلال مساعيها في تطوير صناعة الأفلام والمحتوى، في دمج القصص من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والترويج لها نحو العالمية، وذلك من خلال…

مساعد الزياني (مدريد)
إعلام عرض برنامج «عقول مظلمة» على منصة «نتفليكس»

عرض برنامج «عقول مظلمة» على منصة «نتفليكس»

يعُرض برنامج «عقول مظلمة»، أول برنامج تلفزيوني عن الجريمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من إنتاج «SRMG Studios» للمرة الأولى على منصة «نتفليكس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مشهد من مسلسل «ذا بويز» (برايم فيديو)

محاولة اغتيال ترمب تلقي بظلالها على مسلسل أميركي

تأتي المرحلة الأخيرة من الموسم الرابع لمسلسل «ذا بويز» (الفتيان)، مع تحذير بعد محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، السبت الماضي، في بنسلفانيا. …

«الشرق الأوسط» (لندن)

بطاقة بريدية وصلت بعد مرور 121 عاماً أعادت لمّ شمل عائلة

البطاقة البريدية موجهة إلى الآنسة ليديا ديفيس (SWNS)
البطاقة البريدية موجهة إلى الآنسة ليديا ديفيس (SWNS)
TT

بطاقة بريدية وصلت بعد مرور 121 عاماً أعادت لمّ شمل عائلة

البطاقة البريدية موجهة إلى الآنسة ليديا ديفيس (SWNS)
البطاقة البريدية موجهة إلى الآنسة ليديا ديفيس (SWNS)

وصلت البطاقة البريدية، التي تحمل تاريخ 3 أغسطس (آب) 1903، إلى مقر جمعية «سوانسي للبناء» في ويلز البريطانية في 16 أغسطس 2024، وكانت موجهة إلى الآنسة ليديا ديفيس، التي كانت تعيش في السابق في مقر المكتب الرئيسي للجمعية.

يذكر أن البطاقة التي كتبها صبي يُدعى إيوارت، إلى شقيقته، وصلت متأخرة 121 عامًا. وبعد نشر القصة، تعرفت عائلتان على بعضهما، بعد أن اكتشفتا صلة القرابة بينهما، وفق صحيفة «ميترو» اللندنية.

والتقى عدد من أحفاد ليديا وإيوارت للمرة الأولى في مقر أرشيف غرب غلامورغان. وانضم إلى نيك ديفيس، حفيد إيوارت، أبناء إخوة ليديا، وهما هيلين روبرتس، ومارغريت سبونر، إضافة إلى فيث رينولدز، حفيدة ليديا.

وشعر الأقارب، الذين سافروا من أجزاء مختلفة من المملكة المتحدة، بحماسة شديدة للقاء بعضهم واكتشاف أسلافهم المشتركين.

ووصف نيك، البالغ من العمر 65 عاماً من غرب ساسكس، التجربة بـ«الاستثنائية». وقال: «إنها بمثابة لمّ شمل العائلة، التي تتمثل فيها الرابطة الوحيدة في سلف مشترك عاش منذ أكثر من مائة عام».

وكان قد أرسل إيوارت، الذي كان في الثالثة عشرة من عمره وقت كتابة البطاقة، ويقضي عطلة الصيف في منزل جده الأكبر في بلدة فيشغارد، البطاقة إلى شقيقته، التي كانت معروفة بجمعها البطاقات البريدية. وتتضمن البطاقة رسالة يعتذر فيها عن عدم القدرة على «إحضار اثنتين من هذه»، وقد فسرتها العائلة بأنها تشير إلى اثنتين من البطاقات البريدية.

كذلك ذكر إيوارت في البطاقة أنه كان بحوزته نحو 10 شلنات، مشيراً إلى أنها «مصروف جيب، دون احتساب أجرة القطار، لذا أنا على ما يرام».

وكان إيوارت وليديا من بين 6 أطفال ولدوا لجون إف. ديفيس، وماريا ديفيس، وكان والدهما يدير متجر حياكة في 11 شارع كرادوك.