حذَّر العلماء من أن البركان الإيطالي، الذي كان سبباً في انقراض إنسان «نياندرتال» البدائي، هناك «احتمال واقعي» بأن يثور ثانية.
وكشفت أبحاث جديدة، نُشرت في مجلة «اتصالات الأرض والبيئة»، أن بركان «كامي فليغري»، الذي انفجر آخِر مرة منذ ما يقرب من 500 عام، ظل «مضطرباً» منذ عام 1950، حيث سجل آلاف الزلازل في تلك الفترة.
الآن، أصبحت قشرته أضعف، و«يقترب أكثر من التمزق»، كما حذَّرت الدراسة، التي أجرتها «كلية لندن الجامعية»، و«معهد البحوث الوطني للفيزياء الأرضية وعلم البراكين» في إيطاليا، الشهر الحالي.
ولم يؤدِّ هذا الأمر إلى إثارة المخاوف من شتاء عالمي - والقضاء على الحياة البرية والمحاصيل في أعقاب ثورانه - بل أثار أيضاً مخاوف بشأن ما لا يقل عن نصف مليون شخص يعيشون في الحقل البركاني، المعروف باسم «الحقول الفلغارية» في اللغة اليونانية، أو «الحقول الحارقة» في اللغة الإنجليزية.
يُذكر أنه، قبل حوالي 39 ألف سنة، كان لبركان «كامبي فليغري» ثوران ضخم، والشتاء الذي أعقب ذلك يعتقد البعض أنه أسهم في انقراض إنسان نياندرتال البدائي، ومع ذلك فإن هذه النظرية موضع خلاف من قِبل الآخرين.
ويقع «كامبي فليغري» في جنوب البلاد، بالقرب من نابولي، وهي منطقة مترامية الأطراف من الكالديرات «الفوهات» البركانية العملاقة، والتي تتكون من منخفضات أرضية كبيرة تتشكل عندما ينفجر البركان وينهار.
يُذكر أنه، في المرة الأخيرة التي انفجر فيها البركان عام 1538، وصلت الصخور المنصهرة والغازات البركانية إلى طبقة الستراتوسفير (الطبقة العليا من الغلاف الجوي)، مما أسفر عن موجات تسونامي هائلة بارتفاع 100 قدم.
وإذا تكرر الثوران مرة أخرى الآن، فإن الكبريت والرماد السام سوف ينتشران في مختلف أنحاء العالم، وربما يستتبع ذلك شتاء عالمي طويل قاتل للحياة البرية والمحاصيل.