مطابخ العالم في «تايست أوف لندن» برعاية «نكهة الثقافة السعودية»

5 أيام من عرس الطعام في حديقة «ريجنتس» بلندن

جلسة عربية تعرف الزوار على المأكولات السعودية (تايست أوف لندن على إنستغرام)
جلسة عربية تعرف الزوار على المأكولات السعودية (تايست أوف لندن على إنستغرام)
TT

مطابخ العالم في «تايست أوف لندن» برعاية «نكهة الثقافة السعودية»

جلسة عربية تعرف الزوار على المأكولات السعودية (تايست أوف لندن على إنستغرام)
جلسة عربية تعرف الزوار على المأكولات السعودية (تايست أوف لندن على إنستغرام)

في كل عام تستقبل حديقة «ريجنت» Regent’s Park مهرجان «تايست أوف لندن» Taste of London الذي يعد من أهم التواريخ المدونة على روزنامة محبي الطعام في الهواء الطلق والباحثين عن نكهات جديدة وهواة الطهي التواقين لتعلم وصفات مبتكرة على يد أهم الطهاة العالميين.

«تايست أوف لندن» يمتد على مدى 5 أيام بدأت من الرابع عشر من يونيو (حزيران) وحتى الأحد الثامن عشر من الشهر نفسه، وهو بمثابة متعة حقيقية لمحبي الأكل والموسيقى والتعرف على ثقافات جديدة، خاصة أن المهرجان برعاية مجموعة من أهم الأسماء في عالم الطعام والمنتجات العالمية، واللافت هذا العام هو مشاركة وزارة الثقافة السعودية الممثلة بـ«تايست أوف سعودي كالتشر» Taste of Saudi Culture التي اختارت هذا المهرجان لتعريف الزوار بالثقافة السعودية التي تفتخر بكرم ضيافة شعبها وروحه المنفتحة ثقافياً، مما يجعل المملكة تنضح بسحر لا يقاوم.

مدخل المهرجان في حديقة «ريجنت» بلندن (تايست أوف لندن على إنستغرام)

وتسعى السعودية من خلال المشاركة بهذا المهرجان إلى تعريف الزوار بثقافة المملكة وما تقدمه من نشاطات، واكتشاف المعالم التاريخية وتذوق ألذ النكهات مثل الجريش واللقيمات والمطبق ومشروبات محلية كثيرة.

والمعروف عن السعودية أنها غنية بالتنوع الجغرافي وفيها أجمل الشواطئ والوديان والجبال والصحاري، وهذا ما يجعل من مشهد ثقافة الطعام فيها أشبه بلوحة فنية تعانق هذا التنوع المتناغم، كما تزخر المملكة بتوفر أكثر من 3 آلاف منتج محلي مثل المانغا وحبوب القهوة وزيت الزيتون المتوفر في مناطق الشمال، بالإضافة إلى الأرز الحساوي في المناطق الشرقية وزهور منطقة الطائف.

مشاركة سعودية تعرف الزائرين على مطبخ البلاد وثقافته (تايست أوف لندن على إنستغرام)

هذا المهرجان مفتوح للجميع ولكن الدخول إليه ليس مجانياً، فتتراوح الأسعار بين 24 و184 جنيهاً إسترلينياً للشخص الواحد، والتذاكر تختلف باختلاف اختيارك لها، فالسعر الأرخص يقتصر على دخولك إلى الحديقة فقط، ويرتفع بحسب رغبتك، فمن الممكن اختيار تذاكر VIP تتضمن تذوق 3 أطباق والجلوس في منطقة مخصصة لهم، ولكن أنصحكم بشراء تذكرة عادية ومن ثم يمكنكم اختيار ما تشاؤون من طعام وشراب في بعض من أهم مطاعم المدينة المشاركة بالمهرجان مثل «نورما» Norma المتخصص بالأكل الإيطالي وتحديداً بوصفات جزيرة صقلية، ويقدم في المهرجان لائحة طعام مخصصة للمناسبة مؤلفة من 3 أطباق هي الخرشوف المقلي والنيوكي بالبيستو والارانتشيني المحشوة بالباستا، ومطعم الطاهي فرانشيسكو ماتزي الإيطالي المتخصص بتقديم مأكولات مدينة كالابريا ويشتهر بتقديم الباستا «كاشو إي بيبي» في قالب من الجبن الذائب، وأفغان كارافان المتخصص بالمأكولات الأفغانية ومطاعم شهيرة كثيرة أخرى.

الفكرة تعتمد على تذوق أكثر من طبق في أكثر من مطعم أو كشك يبيع المأكولات المحلية الخاص ببلده، وأنصح أصحاب الميزانيات الخجولة بالتوجه إلى الأكشاك المخصصة لبيع المنتجات الغذائية لأنها تقدم الكثير من طعامها بعينات صغيرة مجاناً، بهدف تعريف الناس بها، كما تقدم بعض الأكشاك الأخرى عبوات الماء والمشروبات مجاناً أيضاً.

مطعم «نورما» يقدم مأكولات صقلية (الشرق الأوسط)

وفي حال كنت من محبي تذوق الطعام العالمي، فيمكنك التوجه إلى مطاعمك المفضلة واختيار ما تشاء من أطباق حلوة ومالحة، وبعدها تستطيع الجلوس على أرائك جميلة أو داخل خيم أنيقة لتناولها على أنغام الموسيقى الحية.

فحضر معدتك جيداً قبل التوجه إلى المهرجان لأن خيار الأكل لا يعرف أي حدود، إذ ستكون بانتظارك فرصة الاختيار من بين أكثر من 120 طبقاً من بينها أطباق لم يتم تذوقها من قبل مثل فرصة الأكل في «ديم سام تيراس» الصيني الذي يقف خلفه فريق مطعم «تشاي وو» المزمع افتتاحه في متاجر هارودس قريباً.

كما يمكن المشاركة في حصص لتعليم الطهي على يد أهم الطهاة أمثال أليكس ويب وطهاة من مجموعة «بيغ ماما» التي تملك مطاعم «جاكوزي» و«كارلوتا» و«أفي ماريو» وغيرها.

مطابخ عالمية في حديقة واحدة (تايست أوف لندن على إنستغرام)

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان جميل جداً، وهو بالفعل فرصة حقيقية للتمتع بالطعام العالمي في أجواء جميلة جداً، إلا أن المشكلة الوحيدة تكمن هذا العام في تنظيم الدخول إلى الحديقة، فالطابور طويل جداً ولا يفرق بين سعر تذكرة وأخرى، وحتى الأشخاص الذين حجزوا تذاكر VIP يجب عليهم الانتظار في نفس الطابور لوقت طويل، لذا من الأفضل التوجه إلى هناك قبل فترة من الزمن للاستفادة من الوقت المحجوز، كما أن أفضل طريقة للحجز ستكون من خلال موقع www.tasteoflondon.com أو www.tastefestivals.com.


مقالات ذات صلة

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

يوميات الشرق المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

ودّعت المغنية البريطانية جمهورها بالدموع من دون تحديد موعد العودة إلى الغناء والمسرح. وتشير مصادر مقرّبة منها إلى أنها قد تتّجه إلى التمثيل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

يلقي العالم، الجمعة، نظرة أولى على كاتدرائية نوتردام الجديدة، في الوقت الذي يجري فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة تلفزيونية بمناسبة إعادة الافتتاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بدأ البناء في القاعدة الغامضة في عام 1959 (غيتي)

اكتشاف «مدينة سرية» أسفل طبقات الجليد في غرينلاند

أسفل طبقة الجليد السميكة في غرينلاند تقع شبكة من الأنفاق التي كان يُعتقد يوماً ما أنها المكان الأكثر أماناً على الأرض في حال نشوب أي حرب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها

حبس أم خبأت طفلتها في درج لمدة ثلاث سنوات

حكم على سيدة بريطانية خبأت ابنتها الرضيعة في درج أسفل سريرها حتى بلغت الثالثة من عمرها تقريباً بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بينالي أبو ظبي... التوقيع بالفن على المساحات العامة

عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
TT

بينالي أبو ظبي... التوقيع بالفن على المساحات العامة

عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)
عمل الفنانة عزة القبيسي (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

ضمن خطة طموح تهدف إلى إدخال الفن إلى المساحات العامة أطلقت أبوظبي النسخة الافتتاحية من بينالي أبوظبي للفن العام، وتستمر حتى 30 أبريل (نيسان) المقبل. ومع اليوم الأول أتيح للجمهور معاينة كثير من الأعمال التركيبية على الكورنيش، وفي الحدائق، وفي واحة العين وأيضاً ضمن المباني المهمة في أبوظبي، وكأن الأعمال الفنية تضع توقيعها على المساحات العامة لتضفي عليها وهجاً مجتمعياً خاصاً يخرج بها عن صورتها اليومية المعتادة.

«النهر الحضري» للفنان قادر عطية في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

في أثناء المشي على كورنيش أبوظبي والاستمتاع بنسائم البحر والأجواء اللطيفة في هذا الوقت من العام، لا يملك المرء إلا التوقف أمام تشكيلات فنية جاذبة للعين والانتباه. خلال جولة سريعة نزور محطة الحافلات التي بنيت في عام 1986، وتعد واحدة من أقدم المباني في المدينة، وهنا أيضاً نرى الأعمال المختلفة سواء في خارج المحطة أو في داخلها، أما في سوق السجاد فهناك مفاجأة ضخمة صنعها فنان برازيلي، ونسج فيها قصصاً وذكريات لأصحاب المحال المجاورة.

تنقسم مساحات عرض البينالي إلى 8 دروب كما يطلق عليها، تضمنت أعمالاً لأكثر من 70 فناناً من الإمارات، ومن دول مختلفة حول العالم. أما ما يجمع بينها فهو ببساطة المدينة نفسها، فالأعمال تشترك في استكشاف الظروف البيئية للمدينة وأسلوب الحياة المجتمعي والهندسة المعمارية والتخطيط المدني.

توزعت الأعمال على مسافات كبيرة، وهو ما يشجع الزوار على المشي لمسافات لاستكشاف ما يختبئ في طريقهم من أعمال وإعادة اكتشاف معالم المدينة الشهيرة، وللتوصل إلى كل الأعمال المعروضة، فاستخدام السيارة أمر ضروري، ولا سيما لزيارة واحة العين.

رحلة البحث

على كورنيش أبوظبي تنطلق رحلة البحث عن الأعمال الفنية، للتوصل لكل الأعمال يقترح دليل البينالي المشي لمدة ساعة، وفي الأجواء اللطيفة يصبح المشوار ممتعاً. في تتابع نمر أولاً على عمل الفنان أوسكار موريو الذي نفذ لوحة ضخمة يبلغ طولها 80 متراً على مساحة 1 في المائة من كورنيش أبوظبي، لتستكشف التوسع الحضري السريع الذي تشهده المدينة.

«برزخ» للفنان وائل الأعور في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

أما الفنان وائل الأعور فنرى من تنفيذه عمل «برزخ»، وهو مجسم ضخم يبدو لنا عن بعد، وكأنه شبكة من القطع البلاستيكية، يدخل الضوء من فتحاته ليخلق تركيبات مختلفة، ويمنح الزوار فرصة للتمهل داخله. بحسب بطاقة التعريف بالعمل، فالفنان يستجيب للتحديات البيئية المحلية والعالمية عبر استخدام ثلاث مواد، وهي البلاستيك المعاد تدويره وألياف النخيل المستخدمة في العمارة الإماراتية منذ قرون والمحلول الملحي، وهو ناتج ثانوي من عملية تحلية المياه يضر بالنظم البيئية البحرية عند تصريفه في الخليج. يبدو أن العناصر كلها تمثل الماضي واحتمالية مستقبل العمارة في الخليج عبر استخدام الموارد المحلية التي ترمز لها ألياف النخيل والبلاستيك المعاد تدويره، وتعالج القضايا البيئية الآنية مثل تأثير عملية تحلية المياه على البيئة البحرية.

عموماً العمل يستوقف الناظر، ويجذبه لداخله عبر تشكيلة بصرية جميلة، وهكذا يجد الزائر الفرصة للتفكير في المعنى خلف العمل.

عمل الفنانة فرح القاسمي «الحنين إلى الوطن» (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

ليس بعيداً عن عمل الأعور نرى عملاً للفنانة الإماراتية فرح القاسمي التي تقدم تشكيلاً بصرياً خارجاً من أعماق جماليات البحر يحمل عنوان «الحنين إلى الوطن»، ويتكون من محارات ضخمة تنتظم في شكل دائري على منصة مرتفعة مغطاة بالرمال البيضاء، تحتفي الفنانة هنا بمهنة الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وهي مهنة شكلت المشهد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي للإمارات. إضافة إلى الشكل المرتبط بالبحر تضيف الفنانة بعداً جديداً، وهو الصوت، فهي جهزت كل محارة بمكبر صوت تبث جوقة من الأصوات الاصطناعية التي ألفتها من وحي أغنية «توب توب يا بحر» التي تغنيها زوجات الغواصين، بينما ينتظرن عودة الأزواج من رحلات الصيد.

عمل للفنان البرازيلي هنريك أوليفييرا أمام محطة الحافلات (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

نتجه إلى محطة الحافلات الرئيسية، حيث توزعت أعمال عدد من الفنانين. يستوقفنا خارج المحطة مجسم على شكل شجرة متيبسة تفترش مساحة ضخمة من الرصيف الخارجي، وهو للفنان البرازيلي هنريك أوليفييرا وهو معروف باستخدامه للخشب المتآكل، الذي يحصل عليه غالباً من أسوار البناء الحضرية. تجمع ممارسات أوليفيرا بين الرسم والهندسة المعمارية والنحت، ويعمل على تحويل الخشب المهمل والمتداعي إلى أعمال عضوية وديناميكية، مما يعكس تداخل التدهور الحضري مع النمو الطبيعي.

أما زينب الهاشمي، وهي فنانة مفاهيمية إماراتية، فنرى من عملها رصيفاً حجرياً أمام المحطة، للوهلة الأولى لا نميزه فهو منسجم تماماً مع تصميم مباني المحطة وخارجها، ولكن الفنانة التي تعمل على تفكيك المحيط المعروف عبر التركيبات الفنية، استخدمت الشكل المألوف، وأضافت له العشب الأخضر، وكأنه جزء من المحيط العام لأرصفة المحطة، ولكنه ليس كذلك. فالهاشمي عرفت بالدمج بين العناصر الطبيعية والمصطنعة، لتسلط بذلك الضوء على تأثير التدخل البشري على البيئة، وتحث الناظرين على إعادة النظر في علاقتهم بمحيطهم.

فن في الحدائق العامة

في الحدائق العامة تتناثر أعمال الفنانين عبد الله السعدي، وهاشل اللمكي، ولورنس أبو حمدان، وقادر عطية، وخليل رباح، وسيما نصرت، ورامي قشوع × حرفيات الإمارات، وبافل ألتهامر، وناثان كولي، وآذار جابر، وألورا وكالزاديلا.

«بين الأشجار» للفنان خليل رباح في بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر

وفي سوق السجاد يتألق عمل الفنان كريستوفر جوشوا بنتون: «حيث تفرش سجادتي، يكون وطني (2024)»، وهو سجادة نابضة بالحياة مصنوعة من العشب الصناعي. طُوِّر هذا العمل بالتعاون مع أصحاب المحال في سوق السجاد في أبوظبي، وهو مستوحى من قصصهم وتجاربهم. تحولت السجادة فور تركيبها إلى مساحة مجتمعية حيوية تدمج بين الثقافة والفن المحليين وشهدت مرح الأطفال ولقاءات الأصدقاء.

كريستوفر جوشوا بنتون «حيث تفرش سجادتي يكون وطني» (بينالي أبوظبي للفن عام 2025 - 2024 © لانس جربر)

يُشكِّل بينالي إحدى الركائز الثلاث لمبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي أعلنت عنها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في مارس 2023. وتتضمَّن المبادرة تكليفات فنية مباشرة سنوية، ومعرض «منار أبوظبي» الفني الضوئي الذي يُعقَد كلَّ سنتين (استمرت النسخة الأولى من 15 نوفمبر 2023 إلى 30 يناير 2024)، إضافة إلى «بينالي أبوظبي للفن العام».