بعد تحقيق بعضهم إشادات لافتة خلال الموسم الرمضاني الماضي، يسعى فنانون مصريون إلى استغلال التفاعل والنجاح عبر التعاقد على تقديم أجزاء جديدة من مسلسلات أدّوا البطولة فيها خلال الفترة المقبلة.
وكان الفنان المصري محمد رمضان آخر من أعلن عن تعاقده على الموسم الثاني من مسلسل «جعفر العمدة»، الذي عُرض موسمه الأول خلال رمضان الماضي. يأتي ذلك بعدما أعلن الفنان حمادة هلال عن تقديم الجزء الرابع من مسلسل «المداح»، كما يعود الفنان محمد هنيدي إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب، بإعلانه تقديم الجزء الثاني من مسلسل «أرض النفاق»، الذي قدّم الجزء الأول منه منذ خمس سنوات.
ومن بين المسلسلات التي تعاقبت أجزاؤها خلال السنوات الأخيرة وحققت تفاعلاً مع الجمهور، مسلسل «اللعبة» بأجزائه الأربعة، ومسلسلات «كلبش»، «في بيتنا روبوت»، «أبو العروسة»، «عايزة أتجوز»، «البحث عن علا»، «ريفو»، «رمضان كريم»، «الاختيار»، «الكبير أوي»، «سلسال الدم»، «حكايات بنات»، «الآنسة فرح».
«شخصياً، لا أفضّل تقديم جزء ثانٍ من الأعمال التي كتبتها، لأنّ ما يُدوَّن في تاريخ الكاتب هو مسلسل واحد فقط حتى وإن قدّمه على 10 أجزاء».
الكاتب المصري أيمن سلامة
ويوضح الكاتب المصري أيمن سلامة أنه ضد تقديم الأجزاء بالمطلق: «إذا كانت الأحداث تحتمل فلا مانع، والأمثلة كثيرة على غرار (ليالي الحلمية)، (المال والبنون)، (رأفت الهجان)... وهو ليس نهجاً مصرياً، بل إنه نهج عالمي أيضاً»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «شخصياً، لا أفضّل تقديم جزء ثانٍ من الأعمال التي كتبتها، لأنّ ما يُدوَّن في تاريخ الكاتب هو مسلسل واحد فقط حتى وإن قدّمه على 10 أجزاء، على سبيل المثال (ليالي الحلمية) للكاتب أسامة أنور عكاشة، إذ دُوِّن في مسيرته عمل واحد فقط، وليس 5 أجزاء».
ويؤكد سلامة أنّ مقولة استثمار النجاح من خلال تقدم جزءٍ ثانٍ، «مسألة سيئة للغاية، بل الصحيح استثمار أحداث درامية لدى الكاتب يستطيع من خلالها تقديم أجزاء أخرى من عمله».
ويرى أنّ نجاح مسلسلات الأجزاء يتوقّف تبعاً لثراء الأحداث والشخصيات: «مسلسلات الأجزاء في علم الدراما هو عدم استطاعة الكاتب عرض فكرته كاملة في عدد محدد من الحلقات، مما يستوجب عليه تقديم عدد آخر لتصل الفكرة العامة من عمله، وعلمياً يُفترض التخطيط لهذا الأمر قبل الشروع في كتابة الحلقة الأولى من الجزء الأول».
من جانبها، ترى الناقدة الفنية حنان شومان، أنّ «أحداث العمل هي الحكم في استكماله من عدمه. فهناك أعمال تسير بمنطق استثمار النجاح الأول، لذلك يكون نصيبها الإخفاق أحياناً، لأنّ المقارنة تقلل من فرص النجاح وتجعل المشاهد أكثر تركيزاً في الأحداث الدرامية ومقارنتها بكل تفاصيل الجزء الأول».
تضيف لـ«الشرق الأوسط»: «رغم استبدال بعض الممثلين عقب اعتياد الناس عليهم في الجزء الأول، فإنّ السيناريو وأحداثه وتغيراته كفيلة بلفت الانتباه بجدارة حتى وإن تغير الممثل، وهذا دليل نجاح كبير».
وتؤكد حنان شومان أنّ «السيناريو هو أساس النجاح والعمود الفقري لأي عمل، شرط أن يكون متشعباً ومليئاً بالأحداث الدرامية وعناصر الجذب»، ذاكرةً مقولة كان يرددها الكاتب أسامة أنور عكاشة: «الشخصيات تجري خلفي لأستكمل أحداثها»، فتتابع: «لكن أسلوب لَيّ ذراع الدراما عنوة والذي نراه حالياً لمجرد الترند أمر مرفوض».