«مطرب روبوت»... هل يغيّر شكل الفرق الموسيقية في مصر؟

أثار حديث الفنان المصري عمرو مصطفى عن قدرة «مجسم المطرب الروبوت» على إحياء الحفلات الغنائية، تساؤلات بشأن شكل الفرق الموسيقية في مصر لو تحقق ذلك، خاصة بعدما أعلن عمرو مصطفى عن أول مطرب ذكاء اصطناعي. وكشف عن «المطرب AI». وقال عمرو مصطفى لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفكرة جاءته للحد من استغلال المنتجين للمطربين وصُناع الأغنية وتحكمهم في الصناعة، بعد أن كان دورهم يأتي بعد المطربين في خمسينات وستينات القرن الماضي»، موضحاً أن «أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومحمد فوزي كانوا ينتجون لأنفسهم، ولم يكن أحد يحتكر صوتهم مثلما يحدث الآن».

الفنان عمرو مصطفى (حساب الفنان - «إنستغرام»)

عمرو أشار إلى أنه «يعمل حالياً على أن تكون هناك حفلات غنائية لـ(روبوت) الذكاء الاصطناعي الذي ابتكره». وشرح «أُجهز عدة أغاني لـ(الروبوت)، حيث إنه سيكون آلة قادرة على خدمة الموهوبين في مجال الشعر والتلحين، كما أُجهز حالياً لتقديم (الروبوت) في حفلات غنائية، لكي يرى الجمهور قدرة (الروبوت) على النجاح».

عمرو نفى «تشابه صوت الروبوت مع صوت أي مطرب آخر معروف»، قائلاً إن «صوت (الروبوت) اصطناعي؛ لكنه سيكون جذاباً وقادراً على منافسة المطربين المتواجدين على الساحة الفنية».

من جهته، يرى الموسيقار المصري، هاني شنودة، أن «الذكاء الاصطناعي لن يُشكل أي خطر على المواهب البشرية». وقال شنودة لـ«الشرق الأوسط»، إن «موهبة الإنسان وقدرته على الإبداع، قادرة على التصدي لأي تقدم تكنولوجي أو ذكاء اصطناعي، فاللمسة الإبداعية التي يقدمها المطرب في حفلاته مثلاً، لن تستطيع أي تكنولوجيا الوصول لها، لأن التكنولوجيا في النهاية هي من صُنع الإنسان».

حول قدرة «المطرب الروبوت» على تغيير شكل الغناء والفرق الموسيقية في مصر. قال شنودة: «لا أعتقد أن تلك الأدوات التكنولوجية المتقدمة والمتطورة سيكون لها مكانة في مصر والوطن العربي، لأننا بلدان الطرب الأصيل حتى يومنا هذا، فما زال أغلبية المستمعين المصريين يشاهدون حتى الآن حفلات أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، لعدم قدرة عدد كبير منهم للاستماع للأغاني ذات الآلات الموسيقية الغربية، والإيقاعات السريعة، فهذه الأمور لن تؤثر في منطقتنا العربية؛ بل أرى أنها لن تدوم كثيراً»، على حد قوله.

في حين قال الناقد الفني المصري، فوزي إبراهيم، لـ«الشرق الأوسط»، «لا أعتقد أن (روبوت) الذكاء الاصطناعي الذي استحدثه الفنان عمرو مصطفى سيشكل أي خطورة على الغناء في مصر، لأن الغناء فن إبداعي، وليس اصطناعياً، والجمهور يحب أن يرى ويستمع لشخص مثلهم، يشدو ويغني ويحرك مشاعرهم، وليس مجرد آلة تظهر أمامهم، وأكبر دليل على ذلك حفلات (الهولوغرام) التي انتشرت في فترة ما، وفجأة أصبحت (شحيحة) ولا يقدم عليها أي شخص، لأنها مصطنعة، حتى حينما أحب البعض تطويرها في حفلات (هولوغرام) أم كلثوم، كان يتم التعاقد مع الفنانة مي فاروق كي تشدو خلف مجسم أم كلثوم».

إبراهيم أشار إلى أن «حفلات (الروبوتات) والذكاء الاصطناعي، ستتسبب أيضاً في مشاكل تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، مثلما حدث حينما حاول عمرو مصطفى استغلال صوت أم كلثوم، فدخل في صراع (عنيف) مع المنتج محسن جابر، ثم ورثة أم كلثوم».