انفعال عمرو دياب بحفل خاص يجدّد الجدل في «سلوكيات» بعض المشاهير

دفع شاباً خلال إحيائه زفاف شقيقة محمد سامي

الفنان المصري عمرو دياب في أحد حفلاته (فيسبوك)
الفنان المصري عمرو دياب في أحد حفلاته (فيسبوك)
TT

انفعال عمرو دياب بحفل خاص يجدّد الجدل في «سلوكيات» بعض المشاهير

الفنان المصري عمرو دياب في أحد حفلاته (فيسبوك)
الفنان المصري عمرو دياب في أحد حفلاته (فيسبوك)

جدّد الفنان المصري عمرو دياب الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول «سلوكيات» بعض المشاهير في الحفلات والفعاليات الفنية، عقب انتشار فيديو له خلال غنائه في حفل زفاف الفنانة المصرية ريم سامي شقيقة المخرج محمد سامي قبل يومين.

وظهر دياب، الذي تصدر اسمه «الترند» على «غوغل»، الاثنين، في الفيديو الذي انتشر سريعاً عبر «السوشيال ميديا»، وهو يدفع شاباً لمغادرة المسرح، وبدا على وجه دياب علامات ضيق وضجر، ما عدّه بعضٌ من جمهور الفنان المصري الملقب بـ«الهضبة»، «تصرفاً انفعالياً».

لم تكن واقعة دياب خلال حفل الزفاف، الأولى من نوعها، بل تحتفظ ذاكرة الجمهور بكثيرٍ من اللقطات المماثلة، من بينها انتشار فيديو للفنان نفسه وهو يغادر حفل «ليالي سعودية مصرية»، قبل أشهر عدّة، مردداً عبارة عدّها البعض «إهانة من الفنان المصري لسائقه».

الفنان المصري عمرو دياب (فيسبوك)

وسبق أن انفعلت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب على إحدى الفتيات في حفل أحيته أخيراً، بعدما حاولت معجبة الصعود إلى خشبة المسرح، لكنها واجهت معارضة ومنعها «البودي غارد» من الصعود، وعلّقت شيرين حينها على ما حدث قائلة: «ملعون أبو الحب يا شيخة... كرهتيني في الحب»، ورغم أنها سرعان ما تداركت الموقف ودعتها إلى المسرح، فإنها وقتها لم تسلم من الانتقادات.

وتعرّض الفنان العراقي كاظم الساهر لموقف مشابه عندما طلب منه شخص من الحضور في أحد حفلاته مساعدته بطلب يد حبيبته على المسرح، وموقف في حفل آخر عندما قرّرت إحدى الفتيات الصعود لالتقاط صورة «سيلفي» معه على المسرح، ورغم أن كاظم بدا منزعجاً من تصرفها، فإنه خضع لطلبها حتى لا يعكّر صفو الحفل، لكنه تعرض للانتقاد خصوصاً أن الفنان العراقي اشتهر بمناصرة المرأة في أغنياته، لكن الواقعة أظهرت خلاف ذلك.

وتعرض الفنان المصري محمود العسيلي للانتقاد أيضاً عندما أراد أحد المعجبين التقاط صورة معه في أحد حفلاته، لكن العسيلي منعه قائلاً: «حضرتك معاك واسطة أو حاجة جامدة جداً... لو اتصورت معاك لازم أتصور مع كل الناس». كما حدث الأمر نفسه مع الفنانة اللبنانية إليسا عندما أراد شاب تقديم باقة ورد لها على المسرح. وكذلك الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي عندما دفعت شاباً حاول إمساك ذراعها في أحد الحفلات.

وقال الناقد الفني المصري عماد يسري إن «المشاهير كثيراً ما يتعرّضون لمواقف محرجة تضعهم في مأزق في أماكن عدة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «حدوث أخطاء من فريق عمل أي فنان أمرٌ وارد، لكن لا يصح الانفعال بشكل مبالغ فيه».

ويؤكد يسري أن «الواقعة ليست الأولى لـ(الهضبة)»، ووصفه بأنه «فنان كبير، وليس في بداية مشواره الفني، ولا بدّ أن يكون قدوة لغيره في طريقة التعامل، حتى في أسوأ الظروف».

ودعا يسري المشاهير بشكل عام إلى «معرفة الأخطاء التي يتعرضون لها تباعاً وتداركها سريعاً، والتعامل بإنسانية وسرعة بديهة في إدارة ما يحدث مع المحيطين بهم مهما كانت الضغوطات، بدلاً من التصرفات التي قد تجعلهم في مرمى الانتقاد».

«العندليب الأسمر» عبد الحليم حافظ من أحد حفلاته (يوتيوب)

ومن أشهر اللقطات المحفورة في أذهان الجمهور العربي، عندما انفعل «العندليب الأسمر» عبد الحليم حافظ على الجمهور في أحد حفلاته في سبعينات القرن الماضي، أثناء غناء قصيدته الشهيرة «قارئة الفنجان»، بعدما بدأ الجمهور بالتفاعل معه بالصفير الحاد، إلا أنه قال لهم: «على فكرة أنا كمان بعرف أصفر، وبعرف أتكلم بصوت عالٍ»، في محاولة منه للسيطرة على الحضور، وتعرّض حليم لاتهامات بالتعالي والغرور، حسبما كتبت بعض الأقلام حينها، لكنه برّر ذلك بأن «ما حدث كان بسبب تصدّيه لبعض المندسين لإحداث فوضى في الحفل».


مقالات ذات صلة

نجل كمال الطويل: نحتفظ بألحان نادرة تحتاج أصواتاً قوية

خاص الموسيقار المصري الراحل كمال الطويل (الشرق الأوسط)

نجل كمال الطويل: نحتفظ بألحان نادرة تحتاج أصواتاً قوية

قال الملحن زياد الطويل إن والده لم ينل التكريم والتقدير الذي يستحقه حتى الآن

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق ليلة طربية خارجة عن المألوف تنتظر جمهور مهرجانات بيت الدين (الجهة المنظّمة)

«ديوانية حب»... ليالي الأنس في بيت الدين

رغم الأجواء المشحونة في المنطقة، الاستعدادات متواصلة لافتتاح مهرجانات بيت الدين. وقفة مع إحدى محطاته الأساسية «ديوانية حب».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جانب من حفل تترات المسلسلات بالأوبرا المصرية (دار الأوبرا المصرية)

تترات المسلسلات تجذب جمهور الأوبرا المصرية

«باحلم وافتح عينيا/ على جنة للإنسانية/ والناس سوا بيعيشوها/ بطيبة وبصفو نية». كان هذا مفتتح شارة مسلسل «المال والبنون» الذي تم إنتاجه عام 1992.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق الأغاني الشعبية المصرية ضمن الاحتفالية (المتحف القومي للحضارة المصرية)

أغانٍ شعبية من مصر والصين تتحاور في «متحف الحضارة» بالقاهرة

في حوار فني بين التراث المصري والصيني، احتضن المتحف القومي للحضارة المصرية حفلاً موسيقياً تضمن أغاني شعبية، ومقطوعات موسيقية من تراث البلدين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق قمرٌ شاهد على أمسية أعادت ترتيب العلاقة بين القلب والكلمة (الشرق الأوسط)

شربل روحانا ومارانا سعد: فيضُ الموسيقى بالمعنى

الجمال الفنّي لم يكن في الأداء وحده، وإنما في علاقةٍ متينة مع اللغة العربية، وفي اجتهاد لتقديم القصائد إلى جمهور ذواق يدرك قيمة الكلمة.

فاطمة عبد الله (بيروت)

حملة على مواقع التواصل ترفض دخول أحد قيادات «الأفروسنتريك» إلى مصر

كابا كاميني في إحدى زياراته لمصر (صفحته على «فيسبوك»)
كابا كاميني في إحدى زياراته لمصر (صفحته على «فيسبوك»)
TT

حملة على مواقع التواصل ترفض دخول أحد قيادات «الأفروسنتريك» إلى مصر

كابا كاميني في إحدى زياراته لمصر (صفحته على «فيسبوك»)
كابا كاميني في إحدى زياراته لمصر (صفحته على «فيسبوك»)

عادت قضية «الأفروسنتريك» للواجهة مجدداً في مصر، مع انتشار إعلان لأحد قيادات حركة «الأفروسنتريك» ودعاتها المشهورين، يدعي البروفسير كابا كاميني، عن إنتاج فيلم وثائقي حول الأصول الأفريقية للحضارة المصرية القديمة، والإعلان عن قرب زيارته لمصر، وفق متابعين له.

وتصاعدت حملةٌ على وسائل التواصل تشير إلى أن «وجود كابا في مصر غير مرحب به»، وتصدر اسمه «الترند» على «إكس» في مصر، الأربعاء، تحت عنوان «مش عايزين كابا في مصر».

وأعلن «البروفسور كابا»، كما يسمي نفسه على صفحته بـ«فيسبوك»، عن فيلم وثائقي تم إنتاجه بالفعل، ومن المقرر عرضه يوم 20 يونيو (حزيران) الحالي بعنوان «نيجوس إن كيميت»، وترجمتها «الملك في مصر» أو «الملك في الأرض السوداء»، وقُوبل هذا الإعلان بسيل من التعليقات على صفحة الناشط الأميركي مفادها أنه «غير مرحب به في مصر».

ونشرت صاحبة حساب على «إكس» تدعى «جيسي يسري» صورة لكابا وهو يمسك مفتاح الحياة «عنخ» وكتبت معلقةً أن هذا هو «كابا» زعيم «الأفروسنتريك» الذين يقولون إنهم أحفاد المصريين القدماء، وإن المصريين الحاليين دخلاء على مصر. ولفتت إلى أن «كابا» سيأتي إلى مصر الجمعة المقبل 20 يونيو (حزيران) الحالي، وأنه نظم تجمعاً اسمه «زنوج كيميت»، ومن المعروف أن «كيميت» هو اسم قديم لمصر، ويعني «الأرض السوداء»، وطالبت صاحبة التعليق الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والسياحة بأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة، وأن يحرصوا على أن يرافقه مرشدون سياحيون مثقفون وطنيون، لمنع المهازل التي حصلت في زياراته السابقة، وفق تعبيرها.

وعلّق البعض متسائلاً لماذا لا تمنعه وزارة الداخلية من دخول مصر طالما أنه غير مرغوب فيه؟ وتصاعدت تعليقات أخرى ترفض حضوره إلى مصر وتدعو لمنعه من دخولها، في مقابل تعليقات أخرى تدعو لتجاهله وعدم إعطائه قيمة كبيرة لأن الاهتمام به بهذا الشكل يمنحه شهرة.

بينما نشر آخرون ما يفيد بأن المصريين القدماء رسموا الأفارقة على المعابد كأسرى وعبيد مقيدين، رداً على مزاعم «الأفروسنتريك».

وتتكرر بين فترة وأخرى مزاعم من بعض أنصار «الأفروسنتريك» تنسب الحضارة المصرية القديمة إلى الأفارقة السود، وتدعي أن مصر الحديثة تستولي على هذا الإرث وتنسبه إلى غير أصله، وهو ما يصفه عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية، بأنها «ادعاءات تفتقر إلى الأساس العلمي، ولا تستند إلى أي أدلة أثرية، لغوية، أو بيولوجية معتمدة».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحضارة المصرية القديمة نشأت على ضفاف النيل، وتميزت باستقلالها الثقافي والديني واللغوي، ولم تكن حضارة معزولة، بل تفاعلت مع محيطها، مع احتفاظها بهويتها المتفردة، والدراسات العلمية المستندة إلى تحليل المومياوات، والنقوش، والفن الجنائزي، واللغة المصرية القديمة، تؤكد جميعها أن سكان مصر القديمة كانوا من أصول محلية تشكلت تاريخياً داخل وادي النيل، ولا يمكن اختزالهم في تصنيفات عرقية حديثة».

أحد منشورات كابا حول الفيلم الوثائقي (صفحته على «فيسبوك»)

ويدعو عبد البصير إلى التعامل مع مثل هذه الحركات على 3 مستويات، «أولاً المنع إذا ثبت الضرر بالأمن القومي أو التحريض على الكراهية، ثانياً عدم التضخيم الإعلامي لهم حتى لا يحصلوا على شهرة لا يستحقونها، ثالثاً تقوية أدوات المعرفة والدفاع الثقافي الوطني عبر برامج وخطط التوعية المتنوعة».

وتأسست حركة «الأفروسنتريزم» أو «الأفروسنتريك» في ثمانينات القرن العشرين على يد الناشط الأميركي أفريقي الأصل موليفي أسانتي، الذي قدم العديد من الكتب، بل وأنشأ معهداً للأبحاث باسمه يسعى من خلاله لإعادة تقييم وتقدير الثقافة الأفريقية وإثبات مركزيتها في الحضارات القديمة، وفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية.

فيما يشير عالم الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إلى وجود «حرب شرسة من (الأفروسنتريك) على الحضارة المصرية تتعدد أشكالها، تمثلت في عرض شبكة (نتفليكس) فيلم (الملكة كليوباترا) الذي يسيء إلى الحضارة المصرية، ويُظهر الملكة كليوباترا ببشرة سوداء ترويجاً لفكر (الأفروسنتريك) بأن الحضارة المصرية أصلها أفريقي في تحدٍ واضحٍ للرفض المصري من متخصصين وغيرهم لهذا الطرح».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «الدعوات التي تطالب بمنع دخول دعاة هذه الحركة إلى مصر تعتمد على رأي الجهات الأمنية، وإذا لم تتمكن فصراعنا هو صراع هوية ومجابهة الغزو الفكري تعتمد على تعزيز الهوية وبناء الإنسان المصري، وتأكيد عمق وجذور الشخصية المصرية وهو أقوى الأسلحة»، مطالباً بـ«خطة ممنهجة وممولة من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار لمجابهة (الأفروسنتريك) عبر برامج إعلامية موجهة باللغة العربية وعدة لغات لتوضيح حقيقة الهوية والشخصية المصرية عبر العصور، لأن هذه الحركات هدفها الطعن في الهوية».

وسبق أن تصاعدت قضية «الأفروسنتريك» في مصر مع إنتاج شبكة «نتفليكس» فيلماً عن الملكة كليوباترا عام 2023، يظهرها ببشرة سمراء وشعر مجعد، وهو ما اعترضت عليه وزارة السياحة والآثار، ووصفته بـ«تزييف التاريخ» و«المغالطة الصارخة»، ونشرت أدلة تؤكد الملامح اليونانية التي كانت تتمتع بها الملكة البطلمية، صاحبة البشرة البيضاء والملامح الرقيقة، وأكدت الوزارة وقتها بالأدلة وفحوصات الحمض النووي للمومياوات أن «المصريين القدماء لا يحملون ملامح الأفارقة».

جانب من الصور التي نشرها كابا عن الفيلم الوثائقي (صفحته على «فيسبوك»)

ويرى الخبير السياحي والباحث في الحضارة المصرية القديمة، بسام الشماع، أن «(الأفروسنتريك) الذين يدّعون أن الحضارات الأفريقية القديمة التي كانت قائمة جنوب الصحراء تم السطو عليها من المصريين، لم ينجحوا في إثبات ما يدعونه، بل وأرى هناك مبالغة في إعطائهم أكثر من قدرهم»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «من واقع خبرتي كمرشد سياحي أرى مبالغة كبيرة في إعطاء هذه الحركة قيمة، فهم يحاولون منذ نحو 100 سنة أن يرسخوا فكرهم ولكنهم فشلوا، وحين تم إنتاج فيلم (الملكة كليوباترا) السمراء أثبتت الإحصاءات أنه حصل على أقل نسبة مشاهدة في تلك الفترة».

وأشار إلى محاولات أخرى لسرقة الحضارة المصرية أو تزييفها، موضحاً: «هناك محاولات من اليهود للسطو على الحضارة المصرية ومحاولات من الأميركيين والتقنيين لترويج فكرة أن الكائنات الفضائية هي التي صنعت الحضارة المصرية، وهذه الدعاوى هي ما يجب أن نواجهها بالتوعية العلمية المنضبطة».

وأضاف الشماع أن «زمن المنع انتهى، لن نستطيع منع هؤلاء من دخول مصر، بل بالعكس فكرة تصويرهم على أنهم عبيد أو المنع سيجذب التعاطف معهم عالمياً، لذلك يجب أن يتم مواجهتهم بشكل عملي أكثر جدية»، ودعا إلى «إقامة مؤتمر دولي أمام الأهرامات يضم كبار العلماء في الحضارة، ينتهي بتوصيات تنفي كل المزاعم التي تشاع عن الحضارة المصرية القديمة، مثل مزاعم (الأفروسنتريك) أو الكائنات الفضائية أو المزاعم اليهودية حول الحضارة المصرية».