يشكّل الرقص والغناء محرّكين أساسيَيْن في فيلم «شوغر دادي» المعروض حالياً بالصالات السينمائية في القاهرة والمحافظات، ضمن موسم الصيف، مستميلاً جمهوراً يبحث عن الترفيه والضحك خارج قضايا كبرى أو إشكاليات تتطلّب مجهوداً.
وتشير عبارة «شوغر دادي» (sugar daddy)، إلى علاقة غير رسمية بين رجل غالباً ما يكون في خريف العمر، ناجحاً وثرياً؛ وفتاة تصغره سناً، قوامها تبادل المنفعة.
ورغم تفاوت انتشار هذه الظاهرة في المجتمعات العربية، فإنّ تداول العبارة عبر مواقع التواصل، جعل، كما يبدو، صنّاع الفيلم يختارون هذا الاسم، وإن لم يعبّر تماماً عن فكرة العمل وأحداثه.
الحبكة تقليدية قديمة، تتمثل في وجود أب (بيومي فؤاد) يعاني أزمة منتصف العمر وتظهر عليه أعراض المراهقة المتأخرة، فيسعى إلى جذب اهتمام النساء، مُتعمّداً الظهور أصغر سناً.
يشكو الأب من جفاف حياته العاطفية وإهمال زوجته (ليلى علوي) له، لانغماسها في عملها، فيقرر الزواج من فتاة تصغرها سناً. هنا، يعترض الابنان (حمدي الميرغني ومصطفى غريب) لعمل العروس في الرقص، ويسعيان إلى منع الزواج بأي وسيلة.
المطاعم والحفلات الراقصة والشواطئ والمدن الساحلية، خلفية بصرية مناسبة لمثل هذه الحبكة خصوصاً مع «ثيمة» الرحلة التي يقوم بها أبطال العمل أثناء قضائهم إجازتهم. ويضفي ظهور الفنانَيْن نانسي عجرم وهشام عباس، ضيفَي شرف من خلال تقديمهما أغنيتين منفصلتين، حيوية على العمل.
وفق نقاد، وقع صنّاع الفيلم في العديد من الأخطاء والتناقضات الفنية، مثل ترحيب الأب بأن ترقص زوجته مع صديق (تامر هجرس)، ثم انفعاله ورفضه الأمر في مشهد آخر. ورغم أنّ الزوج هو الذي يشكو انشغال زوجته عنه، تنقلب القاعدة من دون مبرر درامي في النهاية، فنراها تشكو من عدم اهتمامه بها وانشغاله عنها.
ويؤكد الناقد الفني محمد عبد الخالق أنّ «الفيلم يغلب عليه التسرّع والاستسهال والرغبة في تحقيق إيرادات، من دون الاهتمام بتقديم عمل مُحكم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحبكة لتحتمل الإضحاك عبر كوميديا الموقف القائمة على المفارقة، لكن المعالجة المتسرّعة جعلت صنّاع الفيلم يلجأون إلى (إفيهات) مُفتعلة لم تُضحك الجمهور».
وعن تجربة ليلى علوي، يعلّق: «هي فنانة ذكية وصاحبة تاريخ سينمائي طويل، قدّمت بنضوج دور الأم لفنانَيْن شابَيْن».
يتابع: «(شوغر دادي) هو التجربة الثانية لها مع المخرج محمود كريم والمؤلّف لؤي السيد، بعد فيلم (ماما حامل - 2021)، الذي حقق نجاحاً وردود أفعال جيدة. ويجمع المخرج في هذا الفيلم بين أجيال فنية مختلفة، فنجد بيومي فؤاد وليلى علوي، ومن الجيل الذي يليهما تامر هجرس العائد إلى السينما بعد غياب لنحو خمس سنوات، ومن جيل الشباب حمدي الميرغني ومصطفى غريب، بالإضافة إلى الاستعانة بالراقصة جوهرة، التي تقدّم للمرة الأولى مَشاهد تمثيلية مقنعة».