هاني شنودة لـ«الشرق الأوسط»: جائزة «الدولة التقديرية» مسك الختام

يؤكد أنّ التكريم الأكبر للفنان هو الآتي من بلده

هاني شنودة (حساب الفنان في فيسبوك)
هاني شنودة (حساب الفنان في فيسبوك)
TT

هاني شنودة لـ«الشرق الأوسط»: جائزة «الدولة التقديرية» مسك الختام

هاني شنودة (حساب الفنان في فيسبوك)
هاني شنودة (حساب الفنان في فيسبوك)

يحفّز حصول الموسيقار المصري هاني شنودة على «جائزة الدولة المصرية التقديرية» في مجال الفنون، على استكماله مهمّته بصناعة موسيقى جديدة تواكب تطوّرات العصر.

ويوضح، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أنه تبلّغ بخبر حصوله على الجائزة من أحد جيرانه، الأمر الذي فاجأه؛ شاكراً كل مَن ساهم في حصوله عليها «على رأسهم مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد، وأيضاً وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والدكتور أحمد شيحا... فهم كانوا سبباً في منحي جائزة رفيعة المستوى توّجت مسيرتي».

ورأى أنها استكمال لسلسلة من التكريمات في المنطقة العربية والعالم، واصفاً إياها بـ«الختام المسك»، لأنها «جاءت بعد تكريم كبير من المملكة العربية السعودية ومن كبار فناني مصر والعالم العربي، وأيضاً بعد تكريمات معنوية في أوروبا والولايات المتحدة التي عزفتُ فيها أخيراً للمرة الأولى مقطوعتي الموسيقية (لونغا 79) المعروفة بـ(موسيقى الكاميرا) في الملعب أثناء استلام الفنان رامي يوسف جائزته خلال حفل (غولدن غلوب)».

ويعزو شنودة سبب سعادته بالتكريم المصري إلى أنه «صناعة وطنية»، قائلاً: «مهما كان حجم التكريمات من دول العالم، ستظلّ جائزتي في بلدي الأهم والأفضل. أنا صناعة مصرية، وأهل بلدي هم مَن منحوني الشهرة والنجاح، لذلك سيظلّ لهم الفضل في أي جائزة أفوز بها».

هاني شنودة يعد لحفلات جديدة (حساب الفنان في فيسبوك)

ويُعرب عن سعادته لتكريمه وهو على قيد الحياة، متابعاً: «لا ينبغي منح الجوائز في وقت محدد من العمر، فالبعض يرى أنها أتت في موعدها، والبعض الآخر يجد أنها تأخرت. بالنسبة إليّ، (وقت ما تيجي تيجي). ما يهمني هو تكريمي وسط أهلي وشعبي».

ويكشف عن حرصه خلال الفترة المقبلة على إحياء مشروعه مع «صندوق التنمية الثقافية المصرية» الذي دشّنه قبل أشهر بعنوان «قافلة السعادة»، ويقول: «يهدف المشروع إلى زيارة بيوت المسنّين والعجزة والأطفال من ذوي الحاجات الخاصة لرسم البسمة على وجوههم. بدأنا على نطاق ضيّق، وزرنا أربع مناطق منها (دار الدكتورة الراحلة عبلة الكحلاوي)، وحالياً أعمل على توسيع المشروع ليشمل كل المحافظات، بالتعاون مع الدكتورة المصرية مؤمنة كامل».

وتطرق شنودة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تنفيذ مشاريع موسيقية وأغنيات ولإحياء تراث الراحلين: «التكنولوجيا تقدّم منذ سنوات أشكالاً متطورة قد تمحي بعض أعمال الإنسان، لكنها لا تستطيع أن تبدع مثل إبداعه. مهما نفّذ الذكاء الاصطناعي مشاريع غنائية وموسيقية، فهو في النهاية آلة توضع لها القوانين والبرمجيات لتعمل، لكن التأليف الموسيقي والفن التشكيلي والنحت هي مسائل إبداعية لن تستطيع أي آلة محاكاتها مهما بلغ معدّل تطوّرها».

هاني شنودة: جائزة الدولة التقديرية توّجت مسيرتي (حساب الفنان في فيسبوك)

ويكشف الموسيقار المصري عن أحدث حفلاته خلال الفترة المقبلة، فهو سيحيي حفلاً كبيراً في منطقة التجمّع الخامس (شرق القاهرة) في 16 يونيو (حزيران) المقبل، برفقة مطربات بينهنّ سيمون ونوران أبو طالب.

يُذكر أنّ «الهيئة العامة للترفيه» السعودية، كانت أقامت حفل تكريم كبيراً لشنودة في مطلع مارس (آذار) الماضي على «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض، شارك فيه أكثر من 150 عازفاً بقيادة المايسترو هاني فرحات، وأحياه عدد كبير من نجوم الغناء المصري والعربي أبرزهم محمد منير وعمرو دياب وأنغام.


مقالات ذات صلة

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

يوميات الشرق تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تُوّج تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلال حفل جوائز «MENA Effie Awards 2024».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر جوائز مهرجان «أثر» للإبداع

تصدّرت وكالة الخدمات الإبداعية والإعلانية (SRMG Labs)، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، مهرجان «أثر» للإبداع، الأكبر من نوعه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية نجومية لاعبي الريال ساهمت في تراجع حظوظ فينيسيوس (أ.ف.ب)

رئيس «فرانس فوتبول»: فرص فينيسيوس في الكرة الذهبية تضررت بسبب لاعبي الريال

أشار رئيس تحرير مجلة «فرانس فوتبول» فينسنت غارسيا إلى أن فرص فينيسيوس جونيور في الفوز بالكرة الذهبية قد تضررت بسبب إنجازات زميليه في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية فينيسيوس جونيور وناديه الريال غاضبان من عدم الفوز بالجائزة (أ.ف.ب)

ريال مدريد مقاطعاً حفل جوائز الكرة الذهبية: لا يحترموننا

قرر ريال مدريد، بطل الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، مقاطعة حفل جوائز الكرة الذهبية الذي تنظمه سنوياً مجلة «فرنس فوتبول» الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وصلتْ إلى هاتف صاحبة السطور رسالة تعلن عودة أمسيات «مترو المدينة». كان كلُّ ما حول المتلقّية هولاً وأحزاناً، فبدا المُرسَل أشبه بشعاع. يبدأ أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، حديثه مع «الشرق الأوسط» بترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها على ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطُل هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إن توقّف النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إن تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة: «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».