احتفاء رسمي بمرور 118 عاماً على إنشاء «مصر الجديدة»

مهرجان يستعيد تاريخ الحي الذي أسّسه البارون إمبان

قصر البارون إمبان في مصر الجديدة (شاترستوك)
قصر البارون إمبان في مصر الجديدة (شاترستوك)
TT

احتفاء رسمي بمرور 118 عاماً على إنشاء «مصر الجديدة»

قصر البارون إمبان في مصر الجديدة (شاترستوك)
قصر البارون إمبان في مصر الجديدة (شاترستوك)

على مدار أسبوع، احتفت مؤسّسات رسمية بمرور 118 عاماً على إنشاء حي «مصر الجديدة»، أحد أشهر أحياء القاهرة. وتحت عنوان «أسبوع مصر الجديدة»، نظّمت وزارتا السياحة والاتصالات مهرجاناً فنياً وثقافياً في «قصر غرناطة»؛ لاستعادة محطات من تاريخ الحي الذي أسّسه البارون البلجيكي إمبان.

ويعود تاريخ إنشاء حي «مصر الجديدة» إلى عام 1905، عندما وُقِّع عقد تأسيس شركة «واحات عين شمس» المعروفة حالياً باسم «شركة مصر الجديدة»؛ بهدف تنفيذ خط سكة حديد يربط منطقة وسط القاهرة بالمدينة الجديدة، التي بدأ البارون البلجيكي إدوارد لويس جوزيف إمبان إنشاءها على مساحة 25 كيلومتراً مربعاً، وأطلق عليها اسم «هليوبوليس».

وقال وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، في كلمته خلال ختام مهرجان «أسبوع مصر الجديدة»، مساء الخميس، إنّ «حي مصر الجديدة سطع في صحراء القاهرة، ليقدّم تجربة عمرانية فريدة تنبض بالحياة، وتحتضن عديداً من الأماكن المميزة التي تخطف الأنظار من قصور ومبانٍ وأحياء وحدائق وأماكن للعبادة، مما يمثل انصهاراً للفنون المعمارية المختلفة في هذا الحي الفريد»، لافتاً إلى ما تتمتع به القاهرة من مقومات سياحية، وصفها بـ«الفريدة التي تؤهلها لتكون واحدة من أعظم المدن السياحية حول العالم».

حي مصر الجديدة (شاترستوك)

وأضاف أنّ «قصر البارون إمبان يعتبر أحد أهم المباني الأثرية الموجودة في حي مصر الجديدة، ويُعد قبلة للزائرين، ومنطقة جذب سياحي للقاهرة».

وعام 2020، افتتحت الحكومة المصرية القصر بعد ترميمه وتطويره، وتحويله إلى متحف يروي تاريخ حي «مصر الجديدة». ويعود تاريخ القصر إلى عام 1911، حيث بناه البارون وسط شارع صلاح سالم، واستوحى المصمّم المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل، فكرة القصر المقام على مساحة تبلغ 12.5 ألف متر مربع، من معبد «أنكور وات» في كمبوديا ومعابد «أوريسا» الهندوسية. ظل القصر مقراً لسكن البارون، إلى أن بيعت مقتنياته في مزاد مع بداية الخمسينات من القرن الماضي، وتعرّض للإهمال حتى نُقلت ملكيته إلى وزارة الثقافة المصرية عام 2007. وبعد سنوات، وضعت الحكومة مشروعاً لترميمه.

وإحياءً لتاريخ الحي العريق، نظمت مؤسسة «تراث هليوبوليس» مهرجان «أسبوع مصر الجديدة»، تحت رعاية مؤسسات رسمية. ويهدف المهرجان إلى «وضع مصر الجديدة على خريطة الجولات السياحية»، وفق مسؤولين في وزارة السياحة والآثار.

وتضمن عدداً من الندوات والحلقات النقاشية عن تاريخ مصر الجديدة، وكيفية إحياء المناطق والمباني التراثية واستغلالها سياحياً، إضافة إلى معارض للفن التشكيلي تروي تاريخ الحي وتوثّق عمارته.

ورأى وزير السياحة والآثار أنّ هذه الأنشطة «تسهم في إلقاء الضوء على الأماكن التراثية والسياحية والتاريخية في مصر»، مشيراً إلى أنّ «الفترة الماضية شهدت مؤشرات إيجابية في حركة السياحة الوافدة إلى مصر، تزامنت مع تطوير البنية التحتية لعدد من المناطق السياحية».

وزير السياحة والآثار المصري في كلمته خلال حفل ختام «أسبوع مصر الجديدة» (وزارة السياحة والآثار)

وتسعى مصر إلى اجتذاب 30 مليون سائح أجنبي بحلول عام 2028، عبر تنفيذ «الاستراتيجية الوطنية للسياحة»، التي تعتمد على تطوير الطيران، وتحسين جودة الخدمة السياحية.

وكان وزير السياحة والآثار أشار في تصريحات سابقة إلى «نمو الحركة السياحية الوافدة للبلاد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي بنسبة 43 في المائة، مقارنة بالفترة عينها من عام 2022»، لافتاً إلى أنّ التوقعات تشير إلى أن معدل الزيارات السياحية سيصل إلى 15 مليوناً في نهاية العام الحالي.

حقائق

1905

تاريخ إنشاء حي «مصر الجديدة»... بدأ البارون البلجيكي إدوارد لويس جوزيف إمبان إنشاءها على مساحة 25 كيلومتراً مربعاً، وأطلق عليها اسم «هليوبوليس».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أثرية بالدلتا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، عن اكتشاف «ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة» أثرية تعود لعصر الدولة الحديثة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استقبال للتابوت بعد ترميمه (جامعة سوانزي)

تابوت مصري قديم يحظى بحياة جديدة في بريطانيا

حظي تابوت مصري قديم بحياة جديدة في بريطانيا بعد فترة من أعمال الترميم وإعادته إلى «مركز مصر» (متحف للآثار المصرية) بجامعة «سوانزي» في ويلز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بعض النقوش في المرصد الفلكي المُكتَشف (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف «أول وأكبر» مرصد فلكي في كفر الشيخ

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، اكتشاف «أول وأكبر مرصد فلكي» في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر)، يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

عمرٌ من ذهب... «أنغامي» تحتفي بفيروز

تمتدّ احتفاليّة منصة «أنغامي» الموسيقية بعيد ميلاد فيروز أسبوعاً كاملاً (أنغامي)
تمتدّ احتفاليّة منصة «أنغامي» الموسيقية بعيد ميلاد فيروز أسبوعاً كاملاً (أنغامي)
TT

عمرٌ من ذهب... «أنغامي» تحتفي بفيروز

تمتدّ احتفاليّة منصة «أنغامي» الموسيقية بعيد ميلاد فيروز أسبوعاً كاملاً (أنغامي)
تمتدّ احتفاليّة منصة «أنغامي» الموسيقية بعيد ميلاد فيروز أسبوعاً كاملاً (أنغامي)

بكّرت منصة «أنغامي» للبث الموسيقي باحتفاليّة ذكرى ميلاد السيّدة فيروز، فأطلقت مجموعة من التحديثات على التطبيق، إلى جانب منشورات خاصة بالمناسبة عبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تمتد الفعاليات أسبوعاً تحت شعار «فيروز... عمرٌ من ذهب».

يحرص مدير تنسيق الموسيقى العربية في «أنغامي»، فادي مدوّر، على التوضيح لـ«الشرق الأوسط»، بأن «كل يوم وعلى مدار 24 ساعة، يشكّل بحدّ ذاته تكريماً لفيروز على (أنغامي)»، أي أن حضورها المميز على المنصة لا يقتصر على نهار ميلادها المصادف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) فحسب.

ارتدت صفحة فيروز على «أنغامي» حلّة العيد، فجرى استحداث قوائم موسيقية «تُظهر تنوّع وغِنى مكتبة فيروز الموسيقية من البدايات وحتى آخر ما غنت»، وفق قول مدوّر. من خلال تلك المبادرة، تسعى المنصة إلى إبراز عظمة فيروز بكونها فنانة عابرة للأزمنة والأمكنة.

«صباح ومسا... خلّي العالم يسمع»، عبارة تختصر علاقة «أنغامي» بفيروز، بما أن محتواها متوفّر على التطبيق على مدار الساعة بفضل خاصية الاستماع عند الطلب، وهو غير مرتبط بفقرة صباحية كما هي الحال على الإذاعات.

عن شعار «فيروز... عمرٌ من ذهب»، يشرح مدوّر أنّ «فيروز كما الذهب، لا عمرَ افتراضياً لها». حتى أرقام متابعيها والاستماعات لأغانيها على المنصة، ليست افتراضيّة وهي «بعيدة عن عالم التقديرات والتوقّعات». لفيروز ما يقارب 10 ملايين متابع على «أنغامي»، أما عدد الاستماعات إلى أغانيها فقد شارف على المليار. وبذلك، فهي من بين الفنانين الأكثر استماعاً على المنصة.

تشكّل صفحة فيروز، بالتحديثات التي أُدخلت عليها، ما يشبه الموسوعة التي تضم أعمالها منذ كانت شابة يافعة خلف مذياع الإذاعة اللبنانية وحتى آخر ألبوم صدر لها عام 2017. من الاستوديو، إلى مسارح العالم، مروراً بالشاشة الصغيرة وصولاً إلى السينما، سيكتشف المستخدم قوائم موسيقية ذات عناوين وتصاميم وألوان جذّابة. ومن بين تلك القوائم التي تضيء على نواحٍ غير متداولة كثيراً، «فيروز، السنوات الأولى»، «فيروز والجاز»، «فيروز تغنّي العمالقة»، وغيرها.

تبقى مفاجأة تلك الصفحة مجموعةٌ من الأغاني الأجنبية المنقولة عن أعمال للأخوين رحباني وفيروز، ومن بين تلك الأغاني النسخة الفرنسية من «حبيتك بالصيف»، وأغنية «أعطني الناي وغنّي» بصوت التينور الإيطالي تينو فافازا، إضافةً إلى الكثير من الأغاني التركية المقتبسة عن «الفيروزيّات»، من بينها «كان عنا طاحون»، و«طريق النحل»، و«وينن».

لقد استلزم تجهيز تلك الصفحة وإلباسها حلّةً تليق بعيد السيّدة فيروز ساعاتٍ وساعاتٍ من التوثيق، والبحث عن تسجيلاتٍ تجاوزَ عمرُ بعضِها العقود السبع.

قاربَ فريق «أنغامي» الثروة الفنية الفيروزيّة من خلال أربع زوايا، فاختار الإضاءة على المدن العربية التي كرّمتها فيروز بصوتها، كما توقّف عند عظماء الموسيقى والكلمة الذين تعاملت معهم «خارج مظلّة الأخوين رحباني»، أما الزاوية الثالثة فخُصصت لأعمالها المسرحيّة والسينمائية، كذلك جرى تكريس جزء من البحث للعلاقة الفنية التي جمعت فيروز بابنها زياد الرحباني.

حملت فيروز المدن العربية بصوتها فغنّت بيروت، ودمشق، والقدس، ومكّة، وإسكندريّة، وبغداد، فكادت لا تغيب أي بقعة جغرافية من العالم العربي عن أغانيها. وهذا ما توثّقه قائمة «فيروز تغنّي الدول والمدن» على «أنغامي».

أكان عبر القوائم الموسيقية المُعدّة خصيصاً للمناسبة أو من خلال المنشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، باستطاعة متابعي «أنغامي» أن يطّلعوا على هويّات الشعراء والملحّنين الذين شاركوا فيروز رحلتها الإبداعية. فإلى جانب الإرث الخالد الذي صنعته مع الأخوين رحباني، غنّت فيروز كلمات عظماء أمثال جبران خليل جبران، وسعيد عقل، وأحمد شوقي، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ونزار قباني، وجوزيف حرب، وطلال حيدر، وغيرهم. أما نغماً، فهي شبكت صوتها بألحان سيّد درويش، ومحمد عبد الوهاب، وفيلمون وهبه، وزكي ناصيف، وغيرهم.

تلقي قائمة «فيروز والسينما» الضوء على الأغاني التي قدّمتها في أفلامها «سفر برلك»، و«بنت الحارس»، و«بياع الخواتم». كما تضيء فقرة أخرى على مسرحياتها، من «جبال الصوان»، و«ناطورة المفاتيح»، و«بترا»، وصولاً إلى «ميس الريم»، و«الشخص»، و«صح النوم».

كما اختارت «أنغامي» تخصيص زاوية للعمل الذي جمع بين فيروز وابنها زياد الرحباني، عبر قائمة «فيروز تغنّي زياد» والتي تضمّ الأغنيات التي ألّفها لها. ويتحدّث مدوّر في هذا الإطار عن الدور الذي لعبه الرحباني الابن في «إقناع والدته بالانتقال من ضفة الكلاسيكيات والفلكلور اللبناني إلى ضفة الجاز الغربي وموسيقى البوب، فجعل الأسطورة تتوجّه إلى الحبيب قائلةً: مش كاين هيك تكون، وضاق خلقي، أو أن تسأله ببساطة: كيفك إنت».

تعمّد فريق «أنغامي» اختيار ألوان وتصاميم تحاكي الشباب، انطلاقاً من قناعة لديه بأن واجب المنصة تعريف الجيل العربي الصاعد، والذي يشكّل غالبية مستخدمي «أنغامي»، على أيقونة فنية بحجم فيروز.