السعودية تخطط لإطلاق المزيد من المهمات إلى الفضاء

برناوي والقرني يشاركان 12 ألف طالب من 47 مدينة سعودية تجاربهما العلمية والبحثية

TT

السعودية تخطط لإطلاق المزيد من المهمات إلى الفضاء

أطلقت السعودية عدداً من المبادرات لإلهام الأجيال في علوم القطاع (الهيئة السعودية للفضاء)
أطلقت السعودية عدداً من المبادرات لإلهام الأجيال في علوم القطاع (الهيئة السعودية للفضاء)

كشف مستشار في «الهيئة السعودية للفضاء» أن السعودية تخطط لإطلاق المزيد من المهمات لرواد ورائدات فضاء سعوديين في المستقبل، مشيراً إلى أن الإعلان المرتقب للاستراتيجية الوطنية للفضاء سيكشف المزيد من التفاصيل بشأن الخطط المستقبلية للسعودية في قطاع الفضاء.

قال الدكتور هيثم التويجري، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، إن السعودية تعمل، منذ وقت مبكر، على قطاع الفضاء، وأطلقت عدداً من المبادرات لإلهام الأجيال في علوم الفضاء، وتطوير القدرات، وتمكين الكفاءات، وإعداد كوادر وطنية تصنع مستقبل قطاع الفضاء، منوهاً بأن الخطوات تسارعت منذ إنشاء الهيئة، أواخر عام 2018، وهي المخوّلة بتطوير هذا القطاع الحيوي في السعودية.

وأضاف التويجري: «اليوم، نرى آخِر الأحداث بإطلاق برنامج رواد الفضاء، الذي يتحقق، بدعم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بصفته أهم الخطوات المتخَذة حتى الآن، ووصول رائدَي الفضاء السعودييْن ريانة برناوي وعلي القرني إلى محطة الفضاء الدولية، ومشاركة رواد الفضاء هناك في تجارب علمية وبحثية فريدة من نوعها، في مهمة تستمر اثني عشر يوماً، لإجراء 14 تجربة في مجالات طبية وفيزيائية، وسواها».

 

الاستراتيجية الوطنية للفضاء قريباً

وأوضح التويجري أن الخطط المستقبلية ستتضح أكثر عند الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للفضاء، التي تحدد الاتجاهات الرئيسية، مؤكداً أن برنامج «رواد الفضاء» لن يتوقف عند مهمة واحدة فحسب، وإنما سيستمر على مدى السنوات المقبلة، حيث تتطلع السعودية لإطلاق أكثر من مهمة لرواد ورائدات فضاء سعوديين.

الإعلان المرتقب للاستراتيجية الوطنية للفضاء سيكشف المزيد من تفاصيل الخطط المستقبلية للسعودية في قطاع الفضاء (الهيئة السعودية للفضاء)

وبشأن جدول رائدَي الفضاء السعوديين برناوي والقرني، خلال رحلتهما الحالية، قال التويجري إن لكل رائد فضاء على متن المحطة الدولية جدولاً محدداً متعلقاً بأوقات العمل والتجارب والراحة، بالإضافة إلى مشاركة بقية الطاقم عن تفاصيل المحطة والأجهزة المرتبطة بها، للاستفادة من هذه التجربة بشكل كامل، ودعم المزيد من الرحلات المقبلة.

وقال التويجري إن التجارب التي يُجريها رائدا الفضاء السعوديان تجري مشاركتها مع نحو 12 ألف طالب، موزعين في 47 مدينة ومنطقة حول العالم.

وخلال الرحلة، التي وصلت بنجاح على متن «دراغون» والتحمت بالمحطة الدولية، تَواصل رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني، عبر اتصال لا سلكيّ مع مجموعة من الطلاب، وأجريا حواراً تملؤه الدهشة حول طرق العيش في الفضاء، وطبيعة الحياة اليومية على متن المحطة الدولية.

وجرى الاتصال، الأربعاء، باستخدام ترددات هواة الراديو «Amateur Radio»، وذلك خلال مرور محطة الفضاء الدولية فوق المحطة الأرضية بالعاصمة الرياض، في مسعى من «هيئة الفضاء السعودية» لتعظيم أثر التجربة لدى مجتمع الطلاب السعوديين، وإلهام الأجيال الناشئة برحلات الفضاء المأهولة، التي تعكس تفوق الدول وتنافسيتها عالمياً في عدد من المجالات، مثل التقدمين التكنولوجي والهندسي، والبحث العلمي والابتكار، وتحقيق التحفيز المأمول منه في صناعة جيل متطلع لعلوم الفضاء، وإلهام الشباب السعودي والعربي.

يشارك الرائدان السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني تجاربهما مع 12 ألف طالب حول العالم (الهيئة السعودية للفضاء)

 

رحلات سعودية فضائية طويلة وقصيرة المدى

ومنذ توجهت السعودية للاهتمام بقطاع الفضاء، أطلقت حُزماً من المبادرات والخطوات تحت مظلة «الهيئة السعودية للفضاء»، التي انطلقت عام 2018، ضمن برنامج حكومي طَموح لاستكشاف الفضاء، والمشاركة في مهامّ لنفع البشرية وخدمة الأغراض العلمية والبحثية.

ويمثل برنامج السعودية لرواد الفضاء منصة لتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى، تخطط السعودية لإطلاقها والمشاركة في التجارب العلمية، والأبحاث الدولية، والمهامّ المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالمياً، والمساهمة في الأبحاث التي تصب في صالح خدمة البشرية، في عدد من المجالات ذات الأولوية، مثل الصحة، والاستدامة، وتكنولوجيا الفضاء.

واستحوذت المهمة العلمية والرحلة الفضائية لرائدَي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني، على اهتمام وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وشهدت تغطية واسعة من خلال النقل المباشر والمتابعة المثابرة التي قدَّمتها وسائل الإعلام العربية لمشاهد وتفاصيل الرحلة الفضائية والمهمة العلمية التاريخية، لأول رحلات برنامج السعودية لرواد الفضاء، الذي يأتي بوصفه حزمة متكاملة تحت مظلة «رؤية 2030».


مقالات ذات صلة

«سبيس إكس» و«ناسا» تطلقان مهمة «كرو-9» إلى الفضاء الشهر المقبل

علوم صاروخ «فالكون 9» (شركة «سبيس إكس»)

«سبيس إكس» و«ناسا» تطلقان مهمة «كرو-9» إلى الفضاء الشهر المقبل

قالت شركة «سبيس إكس» ووكالة «ناسا»، الجمعة، إنهما تعتزمان إطلاق مهمة «كرو-9» التابعة لـ«ناسا» إلى محطة الفضاء الدولية في موعد لا يتجاوز 18 أغسطس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق هل هناك طريقة لجعل الألماس صلباً؟ (شاتر ستوك)

دراسة: كوكب عطارد به طبقة من الألماس بعمق 18 كيلومتراً

قد يكون عطارد أصغر كواكب المجموعة الشمسية، لكنه يُخفي سراً كبيراً. يشير بحث جديد إلى أن القشرة على سطح كوكب عطارد تُخفي أسفلها طبقة من الألماس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكون لا يبخل بالمفاجآت (أ.ب)

رصدُ كوكب مشتري «آخر» يحتاج إلى قرن ليدور حول نجمه

قُطره تقريباً مثل قُطر المشتري، لكنه يبلغ 6 أضعاف كتلته. كما أنّ غلافه الجوي غنيّ بالهيدروجين مثل المشتري أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم الذهاب إلى الفضاء يغيرك (ناسا)

في زمن السياحة الفضائية... مخاطر صحية خارج عالمنا حتى للزيارات القصيرة

يقال إن الذهاب إلى الفضاء يغيرك، والفكرة هي أن الناس يحصلون على منظور جديد عن رؤية عالمنا من الأعلى يطلق عليه تأثير النظرة العامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم تزايد الأقمار الاصطناعية يهدد مستقبل السفر إلى الفضاء

تزايد الأقمار الاصطناعية يهدد مستقبل السفر إلى الفضاء

تزايد عدد الأقمار الاصطناعية في المدار الأرضي المنخفض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.