بعد رحلة استغرقت نحو 16 ساعة منذ نجاح إطلاق مركبة «دراغون» التي تحمل على متنها أول رائدة فضاء سعودية وعربية، وأول رائد فضاء سعودي يصل إلى المحطة الدولية، وصلت الرحلة التي كانت محط ترقب العالم في أول مهمة علمية سعودية نحو الفضاء، وانضم طاقمها إلى زملائهم على متن المحطة الدولية، للشروع في أداء مهامهم العلمية والبحثية وخدمة البشرية.
ووصلت رحلة المهمة الفضائية «Ax-2» بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية، وأظهرت اللقطات المباشرة إجراءات المرحلة الأخيرة والقياسات النهائية لطاقم المركبة، المكون من 4 رواد فضاء؛ هم ريانة برناوي، وعلي القرني من السعودية، والأميركيَّان بيجي ويتسون وجون شوفنر، ولحظات عبور الطاقم إلى المحطة الدولية، واستقبال طاقمها لزملائهم المنضمين حديثاً من مركبة «دراغون» والحفاوة بوصولهم.
وأبدى رائدا الفضاء السعوديان سرورهما بتحقيق الوصول الناجح إلى المحطة الدولية، والتحضير لبدء المهمة العلمية، حاملين آمال السعوديين ومتطلعين لنفع البشرية بنتائج التجارب والأبحاث العلمية التي يستعدان لإجرائها خلال المهمة الفضائية التاريخية.
نعيش حلماً لم يكن وارداً لولا دعم القيادة السعودية وتشجيع الأمير محمد بن سلمان الذي دعم رحلة ومهمة نمثّل من خلالها كل السعوديين والعرب.
رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي
وعبّر رائد الفضاء السعودي علي القرني عن سروره بنجاح الوصول إلى المحطة الدولية والانضمام إلى طاقمها، وقال في كلمة بالعربية على متن المحطة الدولية فيما يحيط به طاقم المحطة محتفين بوصولهم، عن فخره بتمثيل السعودية في هذه المهمة التاريخية التي تعكس اهتمام المملكة بقطاع الفضاء، مضيفاً: «وصلنا إلى هنا الآن، وسنقوم بتجارب علمية، ونعود بنتائج تنتفع بها البشرية».
من جهتها، قالت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي إنها تشعر وكأنها تمثل كل السعوديين في هذه المهمة التي بدأت بوادر نجاحها مع وصول طاقم المركبة إلى المحطة الدولية بعد 10 أشهر من التجهيز والتدريب للمهمة، وقالت: «نحن نعيش حلماً لم يكن وارداً لولا دعم القيادة السعودية وتشجيع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الذي دعم رحلة ومهمة نمثل من خلالها كل السعوديين والعرب، وتفتح الطريق للمزيد من الاكتشافات التي تخدم العلم وتنفع البشرية».
ومن المزمع أن ينخرط رائدا الفضاء السعوديان بعد نجاح وصولهما والتحاقهما بمحطة الفضاء الدولية، في إنجاز المهمة العلمية وإجراء 14 بحثاً واختباراً علمياً سعودياً في مجالات علمية متعددة، على مدى 8 أيام من عمر المهمة الفضائية التي أطلقتها السعودية لاستكشاف الفضاء والعمل على الأبحاث العلمية في خدمة العلم والبشرية.
إطلاق ناجح ومهمة علمية للتاريخ
وفي مشهد تاريخي، التحمت بنجاح مركبة «دراغون» بمحطة الفضاء الدولية ISS، ودخل الرائدان السعوديان إلى محطة الفضاء الدولية على متن المركبة التي انطلقت يوم الاثنين، في الساعة 12:35 صباحاً بتوقيت السعودية، من مركز كيندي للفضاء في ولاية فلوريدا الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، من خلال صاروخ «فالكون 9»، ضمن طاقم مهمة «AX-2».
وأظهر البث المباشر للرحلة نحو الفضاء، اللحظات الأولى للمركبة وهي ترتفع من برج الإطلاق، بينما تهدر محركاتها مطلقة سُحباً من الدخان وكرة نارية حمراء لمعت في السماء، وأظهرت صور مباشرة من داخل المركبة، أعضاء الفريق أثناء الرحلة وهم يختبرون انعدام الجاذبية، بين كل مرحلة وأخرى، بينما انفصلت أجزاء المركبة بنجاح خلال مرحلتين، وسط تصفيق أعضاء الفريق الأرضي لوكالة «ناسا» وهم يتابعون المركبة في اتجاهها نحو الفضاء وفق ما خطط لها.
أول مركبة لنقل البشر خارج الأرض أوتوماتيكياً
وفي البث الذي نقلته العديد من الفضائيات العربية والدولية وتداولته باهتمام وترقب مواقع التواصل الاجتماعي، انطلقت رحلة رائدي الفضاء السعوديين إلى المحطة الدولية في رحلة تستغرق نحو 16 ساعة، حتى التحمت مركبة «دراغون»، وهي أول مركبة خاصة لنقل البشر خارج الأرض أوتوماتيكياً، بالمحطة الدولية.
ولقرابة 8 أيام على متن المحطة الدولية، سينخرط رائدا الفضاء السعوديان في إجراء 14 بحثاً واختباراً علمياً سعودياً في مجالات عدة؛ طبية حول الدماغ والأعصاب، وبيئية تتعلق بالجاذبية والاستمطار، قبل أن تنتهي المهمة، وتعود الرحلة في مسار العودة والهبوط إلى الأرض الذي يستغرق بين 6 و30 ساعة حسب موقع المحطة الدولية حينذاك.
وقبل بدء العدّ التنازلي لعملية إطلاق المركبة، ظهر رائدا الفضاء السعوديان خلال استعدادهما للمهمة، وأثناء صعودهما على متن المركبة لبدء المرحلة الأخيرة قبل عملية الإطلاق، بعد أن ودّعا عائلاتهما الموجودة في فلوريدا لمساندتهما، كما نقل نائب رئيس المجلس الأعلى للفضاء الوزير عبد الله السواحة، تحيات ولي العهد السعودي رئيس المجلس الأعلى للفضاء الأمير محمد بن سلمان إلى الرائدين السعوديين قبل لحظات من انطلاق رحلتهما التاريخية، وقدم لهما الدعم والتشجيع قبل البدء بالمهمة.
وتابع العالم والسعوديون رحلة صعود ريانة برناوي وعلي القرني إلى الفضاء، من خلال النقل المباشر والمتابعة المثابرة التي قدمتها وسائل الإعلام العربية لمشاهد وتفاصيل الرحلة الفضائية والمهمة العلمية التاريخية، فيما فتحت معارض «السعودية نحو الفضاء» أبوابها بالتزامن مع انطلاق المهمة العلمية لرائدي الفضاء السعوديين في المحطة الدولية، في الرياض وجدة والظهران، كما نقل البث المباشر لحظات إطلاق الرحلة الفضائية عبر الشاشات في الأماكن العامة لمدن سعودية مختلفة لمواكبة الحدث وتحقيق التحفيز المأمول منه في صناعة جيل متطلع لعلوم الفضاء، وإلهام الشباب السعودي والعربي.
وكثفت السعودية، مؤخراً، من اهتمامها بقطاع الفضاء، وأطلقت برنامجاً وطنياً لتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية، والمشاركة في إجراء التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بقطاع الفضاء، وعززت تعاونها مع الجهات الدولية ذات العلاقة، وتحقيق تقدم كبير في خطط السعودية لاستكشاف الفضاء والعمل على الأبحاث العلمية في الجاذبية الصغرى لخدمة العلم والبشرية.