«البحر الأحمر الدولية»  تكشف عن أضخم دراسة للحفاظ على النظم البيئية للحياة البرية

على مساحة 250 كم من الشريط الساحلي في مناطق وجهتي «البحر الأحمر» و«أمالا» 

كشفت الدراسة على ساحل البحر الأحمر عن العديد من الأصناف المهددة بالانقراض (الشرق الأوسط)
كشفت الدراسة على ساحل البحر الأحمر عن العديد من الأصناف المهددة بالانقراض (الشرق الأوسط)
TT

«البحر الأحمر الدولية»  تكشف عن أضخم دراسة للحفاظ على النظم البيئية للحياة البرية

كشفت الدراسة على ساحل البحر الأحمر عن العديد من الأصناف المهددة بالانقراض (الشرق الأوسط)
كشفت الدراسة على ساحل البحر الأحمر عن العديد من الأصناف المهددة بالانقراض (الشرق الأوسط)

كشفت «البحر الأحمر الدولية»، الشركة المطورة لأكثر المشاريع السياحية المتجددة طموحاً في العالم بوجهتي «البحر الأحمر» و«أمالا»، عن نتائج إحدى أضخم الدراسات البيئية التي تجريها شركة تطوير عقاري حول النظم الإيكولوجية للكائنات الحية، والتي امتدت على مساحة 250 كم من ساحل البحر الأحمر.

وتغطي الدراسة الشاملة الأنواع الحية والنظم الطبيعية على امتداد مناطق الوجهتين الرئيسيتين للشركة (وجهة «البحر الأحمر» الواقعة حول بحيرة الوجه، ووجهة «أمالا» إلى الشمال منها). وأشرف على الدراسة فريق علمي مختص من الشركة بدعم من مجموعات عالمية شريكة لضمان تطبيق أحدث الأساليب والتقنيات في رصد الموارد الطبيعية المهمة.

من جهته، أكَّد جون باغانو، الرئيس التنفيذي لـ«البحر الأحمر الدولية»، على أن القرارات في الشركة تنطلق من وحي القناعات التامة بالدور المحوري لمشاريع التطوير المسؤول والسياحة المتجددة في حماية الموائل الطبيعية للمناطق الساحلية والبحرية.

ونوَّه باغانو بأن «البحر الأحمر الدولية»، تضطلع بدور ريادي في إرساء معايير جديدة في قطاع السياحة المستدامة، من خلال تخطي حدود المحافظة على النظم الطبيعية فقط، إلى استكشاف سبل مبتكرة لتعزيزها من جديد في المناطق التي يتم العمل فيها.

وقال باغانو: «لقد حددنا هدفاً قابلاً للقياس يتمثل في تحقيق زيادة في قيمة التنوع البيولوجي بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2040، وسنستمر بنشر تقارير تفصيلية سنوية لقياس مستوى تقدمنا نحو تحقيق هذا الهدف الطموح. ولذلك وضعنا معياراً عاماً يقيس المؤشرات الحالية للنظم البيئية المحلية لنتتبع من خلاله مدى التقدم المنجز، ونضمن الإحاطة التامة والفهم العميق للتنوع الحيوي المذهل المحيط بمشاريعنا».

هذا، وكشفت الدراسة الاستقصائية التي أجريت خلال عام 2022 على ساحل البحر الأحمر عن العديد من الأصناف المهددة بالانقراض التي تتخذ من المنطقة موئلاً ومنطقة لتكاثرها، وألقت الضوء على أهمية الحماية البيئية ومساعي التجديد التي تقوم بها «البحر الأحمر الدولية» وغيرها في المنطقة.

وقد قام فريق البحث - لبلورة صورة أكثر وضوحاً حول الاتجاهات التي تناولتها الدراسة - باستخدام أفضل التقنيات لمواصلة جمع البيانات المهمة بشكل دائم، مثل تسجيل العديد من المتغيرات الفيزيائية والكيميائية والحيوية في جميع أنحاء المنطقة، إلى جانب بيانات الاستشعار عن بعد (الأقمار الصناعية) لتغطية المساحات الأوسع.

وفي إطار هذه الدراسة، طُوِّرت أيضاً آلية مراقبة دائمة باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي وأجهزة التعقب عبر الأقمار الصناعية لأكثر من 30 زوجاً من صقور الغروب، وذلك لتكوين فهم أفضل حول أنماط تكاثرها وصيدها، بالإضافة إلى استخدام أجهزة التعقب عبر الأقمار الصناعية لرصد العديد من السلاحف صقرية المنقار البحرية التي أعيد تأهيلها مؤخراً، مما يساعدنا على فهم طرق البحث عن طعامها.

أما الدكتور عمر العطاس، المدير التنفيذي لشؤون حماية البيئة وتنميتها في «البحر الأحمر الدولية»، فقد شدد على أن الشركة ترتكز في كل مشاريعها الطموحة على العلم وتعطي الأولوية لصحة البيئات التي يتم العمل فيها.

وأشار العطاس إلى أن الفريق المتمرس من العلماء المحليين والدوليين الذي عمل على الدراسة قد قدَّم دليلاً ملموساً على التزام قيادة المجموعة بجعل السياحة قوةً للخير، وإمكانية اتباع أساليب مسؤولة أكثر في تطوير مشاريع الشركة.

ولا تقتصر نتائج هذه الدراسة على توفير معلومات تدعم قرارات التطوير التي تتخذها «البحر الأحمر الدولية» للحد من أي تأثير سلبي محتمل جرّاء عمليات التطوير على النظم البيئية الطبيعية في المنطقة فحسب، وإنما تؤكد أيضاً على التزام الشركة بإعطاء الأولوية لمصلحة الكوكب والإنسان.

وتشكل هذه الدراسات المعيار الأولي لـ«البحر الأحمر الدولية» لرصد مدى نجاحها في تحقيق التزامها بتحسين البيئات الطبيعية لوجهاتها أكثر مما كانت عليه في السابق. وعدا عن الفوائد التي تحققها على صعيد الممارسات السياحية المستدامة للشركة، تساهم هذه النتائج أيضاً في تقديم رؤى وبيانات مهمة حول أنواع الحياة البرية المهددة بالانقراض للمجتمع العلمي الدولي، مما يعزز جهود المحافظة عليها في جميع أنحاء العالم.


مقالات ذات صلة

فندق «شيراتون القاهرة» يعلن عن افتتاح البرج الشمالي

عالم الاعمال فندق «شيراتون القاهرة» يعلن عن افتتاح البرج الشمالي

فندق «شيراتون القاهرة» يعلن عن افتتاح البرج الشمالي

أعلن فندق «شيراتون القاهرة»، وهو جزء من علامة «ماريوت» الدولية عن إعادة افتتاح البرج الشمالي للفندق.

الاقتصاد أشخاص يجلسون في مقهى بسيدي بو سعيد وهي مقصد سياحي شهير بالقرب من تونس العاصمة (رويترز)

عائدات السياحة التونسية تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياسية

تجاوزت عائدات السياحة التونسية حتى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي 2.2 مليار دولار، وسط توقعات بتسجيل أرقام قياسية في عدد السياح الوافدين إلى البلاد.

«الشرق الأوسط» (تونس)
الاقتصاد أحمد الخطيب متحدثاً للحضور في المنتدى الاستثماري السعودي - الفرنسي بالرياض (الشرق الأوسط)

الخطيب: تطوير الشراكات السعودية - الفرنسية في المنظومة السياحية

قال وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، الثلاثاء، إن السعودية تعمل على تطوير شراكات مع فرنسا لتبادل الخبرات والبيانات.

زينب علي (الرياض)
يوميات الشرق يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يشكل «ميدان الثقافة» الذي أطلقه برنامج جدة التاريخية التابع لوزارة الثقافة السعودية بوابة تربط بين الماضي والحاضر كمعلم حضاري كبير تحتضنه المدينة الساحلية جدة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر»، بما في ذلك كشف الضيوف عن الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
TT

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

أظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية «ديل ميد» في «جامعة تكساس» الأميركية، بالتعاون مع دائرة «لون ستار» المجتمعية للرعاية الصحّية في الولايات المتحدة، أنّ المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من ذوي الدخل المنخفض، من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرة هؤلاء الأشخاص على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

ويقول الباحثون إنّ لتقديم الدعم الحقيقي المُرتكز على التعاطف مع المريض تأثيراً في الصحة يعادل تناول الدواء، مفسّرين ذلك بأنّ المدخل العاطفي هو البوابة إلى تغييرات نمط الحياة التي تعمل على تحسين إدارة المرض؛ وهي المنطقة التي غالباً ما تفشل فيها الرعاية الصحّية التقليدية.

وتشير الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، في دورية «جاما نتورك أوبن»، إلى أنّ هذا النهج يمكن أن يوفّر نموذجاً بسيطاً وفعّالاً لجهة التكلفة لإدارة الحالات المزمنة، خصوصاً المرضى الذين لديهم وصول محدود إلى الخدمات الصحّية والعقلية والدعم التقليدية.

قال المؤلِّف الرئيس للدراسة، الأستاذ المُشارك في قسم صحّة السكان في «ديل ميد»، الدكتور مانيندر كاهلون: «يبدأ هذا النهج الاعتراف بالتحدّيات الحقيقية واليومية للعيش مع مرض السكري».

خلال التجربة السريرية التي استمرت 6 أشهر، قُسِّم 260 مريضاً مصاباً بالسكري بشكل عشوائي إلى مجموعتين: واحدة تتلقّى الرعاية القياسية فقط، والأخرى الرعاية القياسية والمكالمات المنتظمة التي تركز على الاستماع والتعاطف. أجرى أعضاء مدرَّبون هذه المكالمات لتقديم «الدعم الرحيم»؛ مما أتاح للمشاركين مشاركة تجاربهم وتحدّياتهم في العيش مع مرض السكري.

وأفادت النتائج بحدوث تحسُّن في السيطرة على نسبة السكر بالدم، إذ شهد المرضى الذين تلقّوا مكالمات قائمة على التعاطف انخفاضاً متوسّطاً في الهيموغلوبين السكري بنسبة 0.7 في المائة، مقارنةً بعدم حدوث تغيير كبير في المجموعة الضابطة.

كما أظهرت الدراسة حدوث تأثير أكبر للمرضى الذين يعانون أعراض اكتئاب خفيفة أو أكثر شدّة، مع تحسُّن في متوسّط ​​الهيموغلوبين السكري بنسبة 1.1 في المائة. وصنَّف جميع المشاركين تقريباً المكالمات على أنها مفيدة جداً.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لدائرة «لوني ستار» للرعاية الصحّية، جون كالفن: «في وقت يشكّل فيه نقص القوى العاملة تحدّياً لتقديم الرعاية الصحّية، تؤكد هذه الدراسة التأثير السريري العميق الذي يمكن أن يُحدثه الموظفون غير السريريين».

وأوضح: «من خلال توظيف أفراد مجتمعيين عاديين ولكن مدرَّبين، نثبت أنّ التعاطف والاتصال والمشاركة المُتعمدة يمكن أن تؤدّي إلى تحسينات صحّية قابلة للقياس»، مشدّداً على أنه «في عالم الطبّ سريع الخطى بشكل متزايد، الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، يُذكرنا هذا العمل بأنّ الاتصال البشري يظلّ في قلب الرعاية الفعالة. لا يعزّز التعاطف مشاركة المريض فحسب، وإنما يُمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات ذات مغزى نحو نتائج صحّية أفضل».

بالنظر إلى المستقبل، يأمل باحثو الدراسة في استكشاف التأثيرات طويلة المدى للدعم القائم على التعاطف على كلٍّ من السيطرة على مرض السكري والصحّة العقلية على نطاق أوسع. كما يخطّطون لتوسيع نطاق هذا النموذج، بهدف جعل الدعم الشامل والمتعاطف متاحاً بشكل أوسع لمَن هم في حاجة إليه.