بينما طورت العديد من شركات الأدوية الكبرى لقاحات لفيروس «المخلوي التنفسي» لدى البالغين، فإن شركة الأدوية الفرنسية «سانوفي» أعلنت (الجمعة) عن نتائج إيجابية لتجاربها على أول علاج وقائي للرضع يمنع المرض «الشديد» الذي يسببه الفيروس.
و«التنفسي المخلوي» تم اكتشافه عام 1956، إلا أن أعداد إصاباته وشدتها لم تكنا محفزتين لشركات الأدوية للاستثمار في إنتاج علاجات ولقاحات له، مثلما حدث مع «كورونا المستجد»، الذي تم إنتاج لقاح له في 12 شهراً؛ لكن تم إيلاء المزيد من الاهتمام له بعد أن مثلت عدد الإصابات به، إلى جانب «كوفيد - 19» والإنفلونزا، «وباءً ثلاثياً» تسبب في الضغط على المستشفيات في العديد من البلدان خلال الشتاء الماضي بنصف الكرة الشمالي.
ويصيب الفيروس حوالي 9 من كل 10 أطفال في سن الثانية، وهو السبب الأكثر شيوعاً لـ«التهاب القصيبات»، وهي عدوى تنفسية عادة ما تكون خفيفة، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تسبب للرضع مرضاً خطيراً.
وتقول شركة «سانوفي» وشركة «إسترازينكا» البريطانية السويدية، اللتان طورتا بشكل مشترك عقار «نيرسيفيماب»، الذي تم تسويقه باسم «بيفورتوس»، أنه أول علاج للوقاية من المرض الشديد الذي يسببه فيروس «المخلوي التنفسي» عند الرضع.
وكشفت «سانوفي»، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، عن أن تجربة المرحلة الثالثة للعلاج استخدمت بيانات حقيقية من موسم 2022 - 2023، وشملت أكثر من 8 آلاف رضيع أقل من 12 شهراً في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وأظهرت النتائج انخفاضاً بنسبة 83 في المائة في دخول المستشفى للرضع المصابين بأمراض مرتبطة بالفيروس، الذين تلقوا جرعة واحدة من عقار «نيرسيفيماب»، مقارنة بمجموعة التحكم التي لم تتلق العلاج.
وعلى الرغم من أنه ليس لقاحاً، فإن «نيرسيفيماب»، هو علاج مضاد أحادي النسيلة له هدف مماثل، وهو توفير الحماية ضد الفيروس بحقنة واحدة. وقال بيتر أوبنشو، المتخصص في علم المناعة الرئوية في «إمبريال كوليدج لندن»، الباحث المشارك بتجارب العلاج، إن «البيانات تضيف إلى الدليل على أن استخدام الأجسام المضادة أحادية النسيلة طويلة المفعول قد تمنع الإصابة المتوسطة إلى الشديدة من فيروس (المخلوي التنفسي) بعد جرعة واحدة مناسبة». وأضاف أن «هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للأطفال الأكبر سناً».