«جايدا»... الأطباق المصرية واللبنانية على ضفاف النيل

حنين العودة لـ«أكل البيت»

«جايدا»... الأطباق المصرية واللبنانية على ضفاف النيل
TT

«جايدا»... الأطباق المصرية واللبنانية على ضفاف النيل

«جايدا»... الأطباق المصرية واللبنانية على ضفاف النيل

ما بين طاجن الأرز المعمّر بالحمام، و«كبة شيش برك»، تمتزج الثقافتان المصرية واللبنانية في مطعم «جايدا» على ضفاف نيل القاهرة، بينما مشهد المياه الهادرة يفتح الشهية ويزيد من متعة الإقبال على تناول الطعام.

يبرز «جايدا»، الكائن بفندق «سوفيتل داون تاون النيل القاهرة»، مستهدفاً استعادة نكهات «أكل البيت» الأصيلة، مقدّماً مزيجاً متكاملاً ومتناغماً من المطبخين المصري واللبناني التقليديين.

يحمل المطعم اسم حجر كريم أخضر اللون، موجود في الطبيعة لكن يصعب العثور عليه، وهو المعنى الذي يمتد إلى كافة تفاصيل المكان.

الأرز المعمر بالحمام من أكثر الأطباق التي تلقى إعجاب زوار "جايدا (المصدر: فندق سوفيتل داون تاون النيل القاهرة)

يقول الشيف محمد سيد لـ«الشرق الأوسط»: «جوهر تجربتنا بالمطعم هو تقديم تجربة طعام تُشبه ما تعدّه الأمهات في المنازل المصرية واللبنانية، وعندما يأكل الزبون طبقاً لدينا، يجب أن يشعر وكأنه يتناول طعام والدته، لذا فجميع الأصناف التي وقع الاختيار عليها في قائمة الطعام، هي تلك التي تُطهى في المنازل بطريقتها التقليدية».

ويرى الشيف أن المطبخين المصري واللبناني مختلفان تماماً، والفارق الأساسي يكمن في طريقة الطهي؛ فالمطبخ المصري يميل إلى الأطعمة «المُسبكة»، بينما يشتهر المطبخ اللبناني بأطباقه الخفيفة التي تعتمد على زيت الزيتون والزبادي. ولكنهما يتشاركان في روح الأصالة والبعد عن التكلّف، وبالتالي يُكمل المطبخان بعضهما البعض، وهو ما ساهم في نجاح فكرة دمجهما في «جايدا».

تركّز القائمة على الأطباق التي تحمل طابعاً أصيلاً، بما يشمل الطواجن والمشاوي والمزات (المقبلات) الباردة والساخنة، وهي متوازنة بين المطبخين، وهدفها تلبية كل رغبات الزائر.

"لبن أومو" من أشهر الطواجن اللبنانية التي يقدمها "جايدا"(المصدر: فندق سوفيتل داون تاون النيل القاهرة)

فمن الجانب المصري، يبرز طاجن الأرز المعمّر بالحمام، وهو طبق تقليدي غني بالنكهات، يُطهى ببطء في الفرن ليمنح متذوّقه تجربة لا تُنسى، كذلك يوجد طاجن ورق العنب بالكوارع، وهو طبق يحمل نكهة غنية.

ومن الطواجن اللبنانية، يقدّم المطعم «لبن أمه» (مكعبات اللحم الضأن مع الزبادي) و«كبة شيش برك»، وهما طبقان تقليديان معروفان في المطبخ اللبناني، كذلك فتة الدجاج، وهي من الأطباق التي تلقى رواجاً كبيراً.

ويضيف الشيف: «نعتمد بشكل كبير على المشاوي المشكلة مثل الكفتة والكباب والشيش طاووق، وأنواع مميزة من الكفتة اللبنانية مثل كفتة الجبن الحلّوم وكفتة الفستق. إلى جانب المزات الباردة والساخنة، وهي عناصر تُشكّل العمود الفقري لقائمة الطعام لدينا، وتمنح الزائر فرصة تذوق تنوّع المطبخين في طبق واحد».

ومن المزَّات الباردة يقدّم المطعم السلطة الخضراء وبابا غنوج والفتوش والتبولة والمحمرة واللبنة والحمص. أما المزات الساخنة فمنها حمص أورما، ومقانق لحم الضأن مع عصير الليمون ودبس الرمان والصنوبر.

ومن أكثر الأطباق التي تلقى إعجاب الزوار، ويرشحها أيضاً الشيف سيد، هو الأرز المعمّر بالحمام، عنه يقول: «نقدمه بطريقة كريمية، حيث تُطهى قطع الحمام المنسّلة وتُخلط بالأرز قبل دخول الطاجن إلى الفرن، وهو طبق ينال رضا جميع الزوار، حتى الزبائن الفرنسيين الذين زارونا مؤخراً أبدوا إعجاباً شديداً بهذا الطاجن».

أما من الجانب اللبناني، فيقول الشيف: «لدينا طبق كبة شيش برك، وهو مزيج بين الكبة والشيش برك التقليدي اللذين يُقدَّمان في لبنان كل منهما على حدة، لكننا جمعناهما في طبق واحد، وهو عجينة محشوة باللحم والصنوبر، تُقلى وتُغمر في صوص الزبادي، وهو ما خلق تجربة جديدة نالت إعجاباً كبيراً».

ويُكمل اللبناني إيلي أبو زخم، مدير الأغذية والمشروبات بالفندق، متحدثاً عن فلسفة «جايدا»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نؤمن بأن أصالة المطبخين المصري واللبناني لا تحتمل التغيير، لذا رؤيتنا تقوم على تقديم الأطباق التقليدية كما هي، دون أي تعديل أو ابتكار يمس مكوناتها الأساسية. بالنسبة لنا، الأرز المعمّر هو الأرز المعمّر، والتبولة هي التبولة، دون إضافات أو تعديلات قد تُشوّه مذاقها الأصيل الذي توارثناه، فنحن نحافظ على هوية أطباقنا لا لنغيّرها».

ويؤكد أن الجودة عنصر أساسي أيضاً في فلسفة عملهم، موضحاً أن «الجودة هي أساس تميزنا، ولا يمكن أن نتنازل عنها تحت أي ظرف، لذا نحرص على استخدام أفضل المكونات. كما نؤمن بأن كل مطبخ يجب أن يقوده طاهٍ من بلده الأصلي، لذلك لدينا طاهٍ لبناني وآخر مصري، لضمان أن كل طبق نقدمه يحمل روح البيت وأصالته، وعملهما سوياً سر نجاحنا».

ويتابع: «نحرص على أن تكون الكميات المقدّمة سخية، فعندما يرى الزبون حجم الطبق، يدرك أنه حصل على قيمة حقيقية مقابل ما دفعه، وهذا ما يميزنا في السوق».

وما يميز «جايدا» أيضاً تصميمه الأنيق وإطلالته الخلّابة على النيل، لذا تُعد ديكورات المطعم انعكاساً لفلسفة المكان، يقول إيلي: «فلسفتنا في التصميم الداخلي تقوم على تحقيق التناغم بين ثلاثة ألوان: الألوان الترابية الدافئة، ودرجات البيج الهادئة، واللمسات الديكورية بوجود النباتات الخضراء. فهذا المزيج يهدف إلى خلق أجواء من الرقي والراحة للعين في آن واحد، ويمنح الزائر شعوراً بالهدوء والاسترخاء، كأنه في منزله».

وأضاف: «لا يقتصر الوجود في (جايدا) على مجرد تقديم الطعام، حيث نسعى إلى تقديم تجربة متكاملة تبدأ من الموسيقى التي تصاحب غروب الشمس، وصولاً إلى أدق التفاصيل مثل تصميم الشوكة والسكين، وشعار المطعم، وحتى طريقة تقديم الأطباق. كل هذه العناصر مجتمعة تخلق تجربة فريدة للزائر، فإذا لم تكن أي من هذه التفاصيل مثالية، فإنها ستؤثر على الزيارة بأكملها».


مقالات ذات صلة

سيمون يميّن مدون طعام اختار الطبيعة اللبنانية مطبخه

مذاقات سيمون يميّن مدون طعام اختار الطبيعة اللبنانية مطبخه

سيمون يميّن مدون طعام اختار الطبيعة اللبنانية مطبخه

منذ أشهر قليلة بدأ سيمون يميّن بحصد نسبة مشاهدات عالية عبر صفحاته الإلكترونية. فهو لحق بظاهرة «بلوغر الطعام» الرائجة على الـ«سوشيال ميديا».

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات وصفات مبتكرة لصندوق طعام الأطفال المدرسي

وصفات مبتكرة لصندوق طعام الأطفال المدرسي

لا تنفد إبداعات الطهاة المصريين حين يتعلَّق الأمر بفطور الأطفال؛ خصوصاً في موسم الدراسة؛ حيث يسعون إلى ابتكار وصفات تجمع بين القيمة الغذائية والمذاق المحبب.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات «روزي» يضع المطبخ البريطاني على خريطة المطاعم في «مايفير»

«روزي» يضع المطبخ البريطاني على خريطة المطاعم في «مايفير»

يُعدّ المطبخ الإنجليزي واحداً من أقدم المطابخ الأوروبية التي حافظت على تقاليدها رغم مرور الزمن وتنوع الثقافات داخل البلاد.

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات كيف تحصل على ألذ صلصة حمراء؟

كيف تحصل على ألذ صلصة حمراء؟

تُعدّ الصلصة الحمراء مكوناً رئيسياً في الكثير من الأطباق الكلاسيكية بالمطبخ المصري،

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات اليقطين ملهم الطهاة... من الحساء إلى الخبز

اليقطين ملهم الطهاة... من الحساء إلى الخبز

مع نسائم الخريف الباردة، يطل اليقطين كضيف «ذهبي» يزيّن الأسواق والمطابخ بروائح دافئة وألوان نابضة بالحياة.

نادية عبد الحليم (القاهرة)

سيمون يميّن مدون طعام اختار الطبيعة اللبنانية مطبخه

اشتهر بلكنته الشمالة وطريقته في الطهي (إنستغرام)
اشتهر بلكنته الشمالة وطريقته في الطهي (إنستغرام)
TT

سيمون يميّن مدون طعام اختار الطبيعة اللبنانية مطبخه

اشتهر بلكنته الشمالة وطريقته في الطهي (إنستغرام)
اشتهر بلكنته الشمالة وطريقته في الطهي (إنستغرام)

منذ أشهر قليلة بدأ سيمون يميّن بحصد نسبة مشاهدات عالية عبر صفحاته الإلكترونية. فهو لحق بظاهرة «بلوغر الطعام» الرائجة على الـ«سوشيال ميديا»، ولكن ليس من باب الـ«ترند»، بل بهدف العودة إلى جذور المطبخ اللبناني. وكذلك لتعريف متابعيه على جمال لبنان وطبيعته. فأحرز المختلف بطريقة تقديم وصفات الطعام. وإضافة إلى شغفه بالطبخ، يستخدم أدوات تقليدية، فتحضر موقدة الحطب والأواني الفخارية والمكونات الطبيعية الطازجة.

ومن خلال أسلوب عفوي بامتياز يتلون بعبارات بالفرنسية وبلكنته الشمالية، يجذب يمّين مشاهديه. فالمحتوى الذي يقدّمه ضمن فيديوهات مصورة قصيرة وسريعة تترك أثرها على متابعيه. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «منذ خمسة أشهر بدأت مشواري هذا. ولكن قبله حققت تجارب عديدة في عالم الطبخ. جلت حول العالم وعملت في جزر السيشيل. هناك تعلمت أصول تحضير وطبخ الأطباق العالية الجودة. كما تخصصت في هذا المجال وحصلت على شهادات عديدة».

موقد الحطب رفيق المدون والطاهي سيمون يمين (إنستغرام)

منذ كان ولداً صغيراً شعر سيمون يمّين بحبّه للطبخ. «كنت أساعد والديّ في مطعم يملكونه في بلدة اهدن مسقط رأسي. فقررت صقل تجربتي هذه بالدراسة والتخصص. وبعدها قررت العودة إلى بلدتي لأبدأ هذا المشوار. لم تكن السوشيال ميديا تهمني. وحتى اليوم لا أطّلع عليها بشكل كثيف. ومن خلال مشاويري مع أهلي إلى الطبيعة حيث كنا نمضي أوقاتاً في تحضير المشاوي وأكلات أخرى، ولدت الفكرة».

يقدّم سيمون في محتواه المصور وصفات أكلات من المطبخ اللبناني الأصيل. وكما المجدرة والبرغل بالبندورة والبرغل بدفين (مع اللحم). كذلك يحضر لائحة طعام طويلة من المتبلات والأطباق الدسمة. ومن يخنة الفاصولياء والمحاشي على أنواعها، ينقل لمتابعيه وصفات بالزيت. يدق فصوص الثوم ويفرم البصل ويضيف إليها الأعشاب البرية مثل الزعتر والشومر والهليون. وبالفخارة أو بأواني معدنية يحضّر الأكلات الشهية. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «أتمسك باستعمال كل ما ذكرته لأن هدفي الإضاءة على مطبخنا الأصيل. فهو يتميز ببساطته وبمكوناته الصحية. كما أعتبره من أكثر المطابخ نظافة. وأعني بذلك لا فلسفة في التقنيات المستخدمة فيه. فهو يرتكز على أسلوب طبخ سهل لا تحضر فيه كثيراً المقالي. أما زيت الزيتون فهو المكوّن الرئيسي الذي ينكّه هذه الأكلات ويضعها في مصاف الطعام اللذيذ».

يعتمد على الطبيعة والمكونات البسيطة (إنستغرام)

يعترف يمّين بأن المطبخ اللبناني تطوّر مع الوقت. «صارت كل منطقة تتميز بأسلوب معين في تحضير الطبق نفسه. وهو ما ولّد نكهات بالجملة في مطبخنا. فأهالي الشمال يحضّرون الكبّة ببهارات معينة، وكذلك أهالي الجنوب وبيروت. وجميعها ألّفت باقة نكهات نفتخر بها».

يتنقل الشيف سيمون يمّين في مختلف مناطق لبنان. وكما في إهدن وعكار وطرابلس يقصد فاريا وبعلبك واليمونة والعيشية وغيرها. ويصور المحتوى الإلكتروني من خلال مناظر طبيعية تشكّل رموزاً معروفة لهذه المناطق. يصطاد السمك مباشرة من جزيرة الأرانب. يقطف الزعتر ويغسله في مياه النهر. ويصنع المعكرونة بالثوم في ظل مغيب الشمس في إهدن، ويصر على استخدام ورق الغار المقطوف من الشجرة مباشرة في الأكلات الدسمة.

ومن الأطباق العريقة التي يقدّمها «مكمورة» المؤلفة من الملفوف والبرغل، و«مجدرة بلوبيا» و«فخارة بيض بالقاورما» و«سحلب عالحطب» وغيرها.

يحضّر وصفات الطعام في الهواء الطلق (إنستغرام)

يرى الشيف يمّين بأن هناك علاقة وطيدة بين الطعام والطبيعة. ولكل منطقة نكهة مميزة. فالأطباق تعكس جمال الطبيعة وخصوصيتها في كل بلدة.

ويستطرد: «هوية المطبخ اللبناني أضعها في الطليعة. وقريباً أبدأ في البحث عن أكلات انقرضت ولم تعد موجودة في مطبخنا. سأفتش عنها لدى ربات المنازل الكبيرات في السن، وعند مؤرخين معروفين لديهم خزان من المعلومات في هذا الشأن. فالمائدة اللبنانية غنيّة بأصناف طعام كثيرة وأتمنى إدراجها جميعاً في المحتوى الذي أقدّمه».

بالنسبة للشيف يمّين فهو يرى بأنه سار عكس التيار بالمحتوى الذي يقدّمه: «من البداية لم أشأ أن يكون المحتوى الذي أقدّمه يشبه أياً غيره. مشيت عكس التيار وعدت إلى بدايات مطبخنا وعراقته، وجمعته بمناظر طبيعية تحكي عن جمال بلدنا. وهو ما طبعه بالجودة والقيمة الثقافية المطلوبة. سعيد بما أقوم به وأستمتع بكل لحظة تصوير. لا أقوم بذلك يومياً لأن هذا العمل يتطلّب عدم التكرار و الهدوء. أعيّن مواعيد وأماكن تصوير فجأة ومن دون تصميم وتخطيط مسبق. وعادة ما يأتيني الوحي حين أركن إلى النوم، فأتخيل المكان والزمان والطبق في لحظات قليلة، وأنفّذ الفكرة في اليوم التالي».

يؤكّد سيمون يمّين بأنه تأثر بأجواء عائلته المشهورة بتحضير الطعام: «كما والدي كذلك هناك عمّتي التي تعلمت منها الكثير. وأكثر ما علق في ذهني منها ومن جدّتي عبارتها الشهيرة (الأكل نفس). وهذا النَفَس كي يبرز في الطبق يجب أن يمتع صاحبه بالهدوء وهو يحضّره، فالعصبية تسرق وهجه وتحوّله إلى شبح. النفس هو واقع يحضر في الحقيقة وليس خيالاً كما يعتقد البعض».


وصفات مبتكرة لصندوق طعام الأطفال المدرسي

وصفات مبتكرة لصندوق طعام الأطفال المدرسي
TT

وصفات مبتكرة لصندوق طعام الأطفال المدرسي

وصفات مبتكرة لصندوق طعام الأطفال المدرسي

لا تنفد إبداعات الطهاة المصريين حين يتعلَّق الأمر بفطور الأطفال؛ خصوصاً في موسم الدراسة؛ حيث يسعون إلى ابتكار وصفات تجمع بين القيمة الغذائية والمذاق المحبب. ومن بين هذه الأفكار المبتكرة: «أومليت الترافل»، و«ساندويتش الموز بزبدة الفول السوداني»، ضمن مجموعة من الأطباق التي تضيف تنوّعاً وشهية إلى خطة الوجبات الأسبوعية للأطفال؛ سواء قبل ذهابهم إلى المدرسة أو ضمن صندوق طعامهم اليومي.

سموثي الموز بالكاكاو لنهارات طفولية مليئة بالنشاط

يقول الشيف علي عبد الحميد: «عندما يكون الأطفال في المدرسة، تصبح لديهم سيطرة أكبر على خياراتهم الغذائية؛ ومن هنا ينبغي إغراؤهم بوجبات لذيذة غنية بالبروتين والألياف، تُبعدهم عن الحلوى والمقرمشات أو الوجبات السريعة غير المفيدة».

ويُلفت إلى أن كثيراً من وصفات الإفطار يمكن أن تتضمن خضراوات، مثل الكوسا والجزر والسبانخ، أو فواكه مثل التوت، ولن يلاحظ الأطفال وجودها، ولكنك ستشعر بالرضا عن منحهم دفعة غذائية رائعة.

يمكن تحضير أنواع مختلفة من الكروساه المحشو للصغار في الصباح

ويرى أنه «من الممكن إضافة بعض هذه الخضراوات المهروسة إلى الفطائر المصنوعة من دقيق اللوز والجبن الكريمي والبيض، وهي ما يحتاج إليها الصغار تماماً»،

كما يشير إلى أن الخبز المحمص بالعسل والزبدة، مع الزبادي والتوت، يُعدُّ وجبة سهلة ومفيدة للأطفال، إضافة إلى البيض المسلوق مع الأفوكادو، كطبق مشبع وغني بالقيمة الغذائية.

وتتكون هذه الوصفة -وفق الشيف عبد الحميد– من 4 بيضات، و8 شرائح من الخبز الأسمر، وحبة أفوكادو مهروسة، وملعقة كبيرة من الثوم المعمر المقطَّع.

شيف عمر شبراوي يرشح وصفات عديدة لإفطار الأطفال (الشرق الأوسط)

ولتحضيرها يُغلى قدر صغير من الماء، ثم يُضاف البيض ويُطهى حتى ينضج، وفي الأثناء تُحمَّص شرائح الخبز الأسمر وتُدهن بالأفوكادو، ثم تُقطَّع كل شريحة إلى 4 قطع وتُوزع على الأطباق، ويُرش فوقها الثوم المعمر المقطع، وتُقدَّم مع كوب العصير المفضل للطفل.

كما يقترح عبد الحميد وصفة «كريب سوزيت»، وهي حلوى فرنسية شهيرة تتكوَّن من الكريب الرقيق المغطى بصلصة البرتقال والزبدة. وتُحضَّر من كوب دقيق، وكوب حليب، وملعقة زبدة مذابة، وبيضتين، ورشَّة فانيليا، وبَشْر برتقال وعصيره.

ويُضرب المزيج في الخلاط حتى يتكوَّن خليط ناعم، ثم يُسكب على طاسة بها زبدة على النار لتُشكل أقراصاً رفيعة، وتُلفّ على هيئة أسطوانات دائرية، مع إمكانية تنويع الحشوات حسب الرغبة. كما يمكن تقديم معجنات مختلفة الحشو تُعلوها حبة البركة لمذاق مميز.

ويشير الشيف المصري إلى أن ساندويتش الموز بزبدة الفول السوداني يُمد الجسم بالبروتين والألياف. وتُحضَّر مكوناته من 500 غرام فول سوداني، وقطعتين من الخبز المحمص أو التوست، وثمرة موز مقطعة، وملعقة من العسل الأبيض.

ولإعدادها يُفرد خليط زبدة الفول السوداني داخل الخبز، وتُضاف قطع الموز والعسل، ويُزيَّن الطبق بالفاكهة المفضلة للطفل.

معجنات خفيفة لشيف علي عبد الحميد (الشرق الأوسط)

«سموثي الكاكاو والموز»

ويمنح سموثي الكاكاو والموز الطفل طاقة كبيرة، ويتكوّن من ثمرة موز مجمدة ومفرومة، ونصف كوب من حليب اللوز، ونصف كوب من زبادي الفانيليا، وملعقة كبيرة من دقيق اللوز، وثلاث ملاعق صغيرة من مسحوق الكاكاو، وثلث كوب من مكعبات الثلج، ونصف موزة إضافية مقطعة إلى شرائح رفيعة، مع كمية من المكسرات.

تُوضع جميع المكونات مع الثلج وثلث كمية المكسرات في الخلاط، وتُخلط حتى يصبح المزيج ناعماً، ثم يُسكب في وعاء التقديم، وتُرتب فوقه شرائح الموز والمكسرات المتبقية.

«أومليت ترافل»

يقول الشيف عمر شبراوي: «يُعدُّ الإفطار وقتاً رائعاً لمنح طفلك فرصة لاستكشاف أنواع مختلفة من الأطعمة، من خلال تقديم حصص صغيرة من مكونات متنوعة»، مضيفاً: «يمكنك أيضاً تجربة ألوان وقوامات مختلفة لإبقاء طفلك منجذباً لأطباقك».

ويقدّم شبراوي أطباقاً مبتكرة، منها «أومليت ترافل» الذي يُحضّر بتشويح البصل في زيت الزيتون مدة دقيقتين مع التقليب، ثم إضافة كمية كبيرة من المشروم وتقليبها دقيقتين إضافيتين.

يُتبل الخليط بالملح والفلفل والزعتر، ويُرفع القليل منه جانباً للتزيين، ثم تُضاف كريمة الطهي حتى تثقل، ويُرفع من النار، لنحصل على صوص مشروم يمكن إضافته إلى أطباق متعددة.

بعد ذلك، توضع الزبدة في طاسة على النار، وبعد ذوبانها يُضاف البيض المخفوق مع الملح والفلفل، ثم يُوزع صوص المشروم، ويُضاف الجبن و«ترافل داست»، ويُغلق الأومليت من الجوانب، ويُضاف على الوجه المشروم الذي تم تركه جانباً مع جبن البارميزان والبقدونس.

ويرى الشيف المصري أن هناك مكونات عندما تُدمج معاً تكتسب مذاقاً خاصاً محبباً للأطفال، مثل الدجاج مع المشروم والكريمة والجبن، وهي حشوة مثالية للفطائر.

ويقترح شبراوي تحضير فطائر الدجاج بهذه الحشوة، بتقطيع صدور الدجاج إلى مكعبات صغيرة وتتبيلها بالملح والفلفل والزعتر، ثم تسويتها بزيت الزيتون على نار عالية.

يُرفع الدجاج جانباً، وفي الطاسة نفسها يُشوَّح البصل أربع دقائق، وتُضاف التوابل نفسها مع البصل الأخضر والمشروم والزبدة والثوم وكريمة الطهي، ثم تُضاف مكعبات الدجاج ورشَّة جوزة الطيب، ويُقلب الخليط جيداً مع البصل المكرمل.

بعدها تُستخدم شرائح من عجينة الفطير، وتُفرد على سطح مرشوش بالدقيق، ويوضع الحشو في المنتصف بعيداً عن الأطراف، وتُضاف جبنة البارميزان ورشَّة ماء وزبدة، ثم تُغلق الفطيرة من الجوانب بشوكة، وتُرَش بالسمسم أو حبة البركة، وتُخبز في فرن بدرجة 200 مئوية حتى تصبح مقرمشة.


«روزي» يضع المطبخ البريطاني على خريطة المطاعم في «مايفير»

"روزي" بديكوره المريح (الشرق الاوسط)
"روزي" بديكوره المريح (الشرق الاوسط)
TT

«روزي» يضع المطبخ البريطاني على خريطة المطاعم في «مايفير»

"روزي" بديكوره المريح (الشرق الاوسط)
"روزي" بديكوره المريح (الشرق الاوسط)

يُعدّ المطبخ الإنجليزي واحداً من أقدم المطابخ الأوروبية التي حافظت على تقاليدها رغم مرور الزمن وتنوع الثقافات داخل البلاد. يتميز ببساطته واعتماده على المكونات الطازجة مثل اللحوم، البطاطس، الخضروات الموسمية، والأسماك. ومن أبرز سماته أنه يركز على إبراز النكهة الطبيعية دون الإفراط في استخدام التوابل أو الصلصات.

جانب من «روزي» (الشرق الأوسط)

ومع تطور الزمن، تأثر المطبخ الإنجليزي بالثقافات العالمية، مما أضاف إليه لمسات جديدة من المأكولات الهندية والمتوسطية والآسيوية، دون أن يفقد جوهره التقليدي القائم على البساطة والجودة.

في قلب لندن الزاخرة بخيارات الطعام والمطاعم التي تعكس تنوعاً ثقافياً فريداً، افتتح مطعم «روزي» (Rosi) أبوابه مع وعد بتقديم تجربة فريدة لمحبي المأكولات البريطانية الأصيلة. هذا المطعم الجديد ليس مجرد وجهة لتناول الطعام، بل هو احتفاء بتراث المطبخ البريطاني الخجول، من أطباق تقليدية تشعركم بروح إنجلترا القديمة إلى لمسات معاصرة تضفي عليها نكهة حيوية وجديدة.

أطباق «روزي» تعبق بالنكهات البريطانية الأصيلة (الشرق الأوسط)

يتميّز «روزي» بموقعه الحيوي في مايفير بلندن وتحديداً داخل فندق «ذا بومونت مايفير» المعروف بأجوائه الدافئة والمرادفة للذوق الإنجليزي، واستطاع «روزي» بديكوراته التي طغى عليها اللون الوردي والطاولات المصنوعة من الرخام باللون نفسه والجداريات المرسومة خصيصاً بنمط عصري ورومانسي جداً أن يمزج ما بين الأصالة والعصرية في الوقت نفسه، وكان التركيز على المكونات المحلية التي تستخدم في الأطباق التي وضعت الطاهية البريطانية ليزا غودوين ألين لمساتها عليها.

تارت ميليونير مايفير (الشرق الأوسط)

نبدأ باسم المطعم الذي تم اختياره تكريماً لروز سعيد، زوجة رجل الأعمال العربي وفيق سعيد مالك فندق «ذا بومونت مايفير» الذي استمر في توجهه العصري والمفعم بالحيوية منذ انضمام المدير العام التنفيذي ستيورات بروكتر الذي يحمل بجعبته خبرة كبيرة في إدارة الفنادق العريقة في لندن والمختصة بإحياء الثقافة البريطانية.

«هاش براون» على طريقة «روزي» (الشرق الأوسط)

تُعد الشيف ليزا غودوين ألين واحدة من أبرز الطهاة في المملكة المتحدة، وتنتمي إلى نخبة صغيرة من الطهاة الحاصلات على «نجمة ميشلان». وساهمت في الحفاظ عليها في مطعم «نورثكوت» (Northcote) لأكثر من عقدين من الزمن. وتتميز بأسلوبها الخاص القائم على التقنية الدقيقة والنكهات الجريئة والثقة الإبداعية. كما تعد القوة الدافعة وراء مهرجان «أوبسشن» (Obsession)، أحد أكثر المهرجانات الذواقة شهرة في المملكة المتحدة.

دجاج ديان مع صلصة خاصة (الشرق الأوسط)

تعمل ليزا جنباً إلى جنب مع الشيف التنفيذي بريندان فايلدز، ورئيس الطهاة التنفيذي الجديد جوزيف روجولسكي، الذي قاد مطبخ مطعم «ذا جيم بيرد» (The Game Bird) في فندق «ذا ستافورد لندن» لمدة ثماني سنوات. وحرص بروكتر على اختيار هذا الفريق ضمن خطته المستمرة لتجديد الفندق.

سلطة سيزار على طريقة «روزي» (الشرق الأوسط)

في مطعم «روزي»، تعيد ليزا تصميم الأطباق الكلاسيكية بأسلوب مرح ومبتكر، لتقدم قائمة مليئة بالحيوية والدفء ولمسة من التفاعل ما بين الزبائن والمطبخ من خلال تقديم فرصة تصميم بعض الأطباق بحسب ذوق كل زبون على الطاولة.

يمكن للضيوف البدء بتناول مقبلات تحمل طابعاً نوستالجياً مثل النقانق والخضروات الطازجة، والمحار. قائمة الطعام كانت مشجعة لأنها تضم أطباقاً مألوفة لأنها مستمدة من المطبخ البريطاني التقليدي، فلم تكن هناك تسميات غريبة أو خلطات لا تتناسب مع العراقة والأصالة.

طبق البط لشخصين (الشرق الأوسط)

من الأطباق الأولية اللذيذة: تارتار لحم البقر المعتّق والروبيان.

أما الأطباق الرئيسية فكانت عبارة عن دجاج دايان المشوي مع الصلصة، وهاش براون، وأصابع سمك جون دوري (هذا الطبق قد تكون تسميته بسيطة ولكنه في الواقع لذيذ جداً ويقدم مع صلصلة رائعة المذاق)، ودجاج كييف، ولمحبي الأسماك يقدم «روزي» السمك المشوي إلى جانب صلصة مبتكرة. الصفة المشتركة ما بين الأطباق هي بث إشارات مفعمة بالحنين إلى الماضي ولكن بروح عصرية. وبما أن المكونات كلها موسمية ومحلية فتم اختيار شرائح اللحم بعناية من أجود الأنواع مثل واغو الإنجليزي ولحم يتم استحضاره من مقاطعة «ليك ديستريكت» الشهيرة بمزارعها.

تارتار اللحم البقري (الشرق الأوسط)

تقديم الحلويات هو عرض بصري، فإذا وقع خيارك على كعكة إسفنجية تأتيك وعليها شعلة من النار تعطي نكهة إضافية للكاسترد، وقد تكون تجربة طلب طبق «السانداي» هي الأجمل والألذ، فيأتيك النادل بورقة كتبت عليها جميع المكونات والإضافات المتوفرة مع قلم، فكل ما يجب أن تقوم به هو اختيار ما تريده لتصميم الحلوى بحسب مذاقك الخاص، كما تقدم الشيف ليزا «تارت المليونير» الشهير على طريقتها الخاصة، تكريماً لموقع المطعم في قلب حي مايفير الفاخر.

حلوى الكرز (الشرق الأوسط)

في النهاية يمكن القول بأن «روزي» يجمع ما بين الطهو والفن والدفء، والأهم هو مزجه القوة بالأنوثة من خلال اختيار الألون الزاهية مثل الوردي، كما أن تجربة الطعام فيه تعيد تعريف الفخامة والأصالة البريطانية. وحسب الشيف ليزا: «الأطباق في (روزي) هي للأكل وليست للتأمل فقط».