وراء سلسلة مطاعم «إم شريف» امرأة لم ترحم حتى نفسها

ميراي حايك صنعتها طفولة قاسية و«طموح بلا حدود»

العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)
العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)
TT

وراء سلسلة مطاعم «إم شريف» امرأة لم ترحم حتى نفسها

العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)
العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)

كانت ميراي حايك امرأة لا تكترث للشهرة. فالسيدة اللبنانية التي أسّست سلسلة مطاعم «إم شريف» الشهيرة، أحبّت المطبخ والإبحار في النكهات. الشغف يوصل بعيداً، إن التزم الاجتهاد والتعب. وهي ممَن كدُّوا للتوسُّع والحفاظ على مشروع العمر. تحضُر في حلقة من برنامج «بصمة» (الشرق ديسكفري) بوجهيها الطَموح وسريع الغضب. ذلك لأنّ مَن يحلمون بالقمم لا يكفّون عن كونهم مزعجين أحياناً، لإلمامهم بالتفاصيل المُعذِّبة.

بدأتْ من التعلُّق بالمطبخ، ومن تململ الزوج وهو يرى انهماكها بملاحقة عملها على الجوال. مازَحَها: «كفّي عن النطق بكلمة فتوش، وتبولة، وحمّص!». شكّل مع الأخ سنداً لامرأة لم تتكئ على أحد. بدأت تقريباً من الصفر. من حيث يكمن الشغف. جعلته مُحرّكها ومُوجِّه أحلامها. بالمصادفة وُلد المطعم تيمّناً بابنها البِكر شريف. جهدٌ كثيف جرَّ سلسلة. واليوم، مطاعم «إم شريف» في العواصم الكبرى.

كلما دعت أصدقاء إلى مائدتها، أحبّوا الأصناف، ونصحوها بافتتاح مطعم. تقول: «منذ سنوات لم أعرف الراحة. هذا الوصول تطلّب العناء المرير».

ميراي حايك صاحبة سلسلة مطاعم «إم شريف» الشهيرة (بصمة)

تعود إلى الطفولة المُطعَّمة بشيء من القسوة. ميراي حايك بهذه الصرامة، لأنها لم تُدلَّل ولم تُفسَد. حصلت على الأشياء حين استحقّتها: «تربّيتُ في منزل جمع العاطفة بالانضباط الصارم. اختراق القواعد كان محالاً. لم أشاهد التلفزيون إلا في أوقات يحدّدها الأهل، ولم أتناول الشوكولاته متى شئت. وكان عليَّ أن أقرأ قبل النوم».

يشتدّ العود حين لا تتوافر الأشياء على طبق من فضة. تفسّر طفولتها قسوةَ الطباع بعد النضج. فهي، إنْ تعلّق الأمر بحلمها، تشتعل وتغضب. لا تتردّد في الاعتراف بأنها لا تملك الوقت لطول البال. فمَن يعرفها، يُدرك أنّ العناية بالتفاصيل تُنهِكها وتُنهِك مَن حولها. يكبُر الحلم، فتتقلّص المساحة لتقبُّل الخطأ. على الأشياء أن تتّخذ موقعها. الثغر والمواظبون على ارتكابها، مكانهم ليس «إم شريف».

هكذا يوحي ظهورها في المطبخ؛ بغضبها وتباهيها بالصرامة كأنه شيء من الكاراكتير الطامح. مثل الطفلة الممنوعة عن مشاهدة التلفزيون خارج العطلة، والتي اشتهت الشوكولاته ومُنعت عن التلذّذ بها إلا في وقت مُحدّد، تكون ميراي حايك سيدة الأعمال. من القسوة التي صنعتها، تصنع «إم شريف» وتجرّ السلسلة نحو التوسُّع ونيل الثقة. عاتبت الأم على مسارات التربية، واليوم تشكرها. أدركت أنّ عدم إفسادها صَقَلها، وما لم تحصل عليه بسهولة، علَّمها الاجتهاد لكسب المُشتهى.

جهدٌ كثيف جرَّ سلسلة مطاعم (حساب إم شريف على فيسبوك)

ظنّت أنّ تخصّصها الجامعي مساعِدةً اجتماعية، هو ما سيبقى للحياة. نشأت في منزل تجيد نساؤه الطبخ، وبهنَّ تأثّرت. «كنَّ يتبارين على أطيب أكلة. عمّتي أحبّت الطبخ ولم تشعر بالتعب خلال وقوفها الطويل في المطبخ. أمضت أيامها في إعداد الكبّة وورق العنب وكل ما يطيب تناوله».

زواجها ثبَّت الشغف، حين وجدت نفسها تُعدّ الأطباق لشريك العمر. يقول مقرّبون منها إنها شديدة الاهتمام بديكور المائدة، ولديها حسّ تذوّق خاص. مازحها أخوها: «ما رأيكِ بافتتاح مطعم؟». وتحوّلت الدعابة مسألة بالغة الجدّية. لمرات أعادت المحاولة كلما قلَّ الرضا عن وصفة، ولم تُخفِ الاعتراف بذرف الدمع. «التجربة الأولى هي الأصعب»، وتعني مطعمها الأول. الخبرة تُهوِّن الصعاب وتُذلّل وعورة الدروب.

لطالما شعرت بأنّ التجربة لن تكتمل ما لم تفتتح مطعماً لبنانياً «يمثّل السِتّ اللبنانية». تجعل من «إم شريف» رسالة وطنية إلى العالم. ملوك ورؤساء ورجال وسيدات أعمال، جلسوا على طاولاته وتناولوا طعاماً أشرفت على إعداده. تتحدّث عن «زبائن أوفياء»، وتترقّب «آراء تُخبرني الحقيقة، عوض أن تمدحني دائماً». من المنتقدين، تقول إنها تُحسِّن، ومن الخطأ تقول إنها تتعلّم.

تعمل ميراي حايك لـ18 ساعة يومياً لأفضل نتيجة (حساب إم شريف على فيسبوك)

تعمل ميراي حايك لـ18 ساعة يومياً: تُشرف، وتُتابع، وتتدخَّل، وتتذوّق، وتُصوِّب، وتتأكد أنّ الأشياء تحت سيطرتها. لا تُخفي طباعها الحادّة وهي تتحدّث مع موظّف، فتضفي جوّ الرهبة على المطبخ. تريد الجميع أن يعمل بالشغف الذي يُحرّكها نحو الأفضل. فإنْ لمحت انطفاء لحماسة أو هدوءاً لأحلام، بيّنت جانبها القاسي. ذلك المُحرِّض على البقاء في القمة، وإن رأى الآخرون فيه تعالياً وعجرفة.

20 فرعاً حول العالم، ومن شارع «مونو» البيروتي الشهير، انتقل مطعم «إم شريف» إلى وسط بيروت، حيث يرتاده باحثون عن تجربة كاملة. يُبيّن حديث ميراي حايك أنها أيضاً مشمولة بالقسوة التي تمارسها على غيرها. «أنتقدُ نفسي بشكل صارم. ولو استطعتُ التذوّق عبر الجوال، لما تردّدتُ»، تقول لتُبيّن الانكباب الكامل والتفاني لعطاء أفضل.

وإنْ ذلّلت الخبرة صعوبات، يبقى الخوف رفيق كل خطوة. هو المُسبِّب للخفقان، رافع الأدرينالين إلى أقصاه، والدافع خلف تكثيف التعب لحصاد وافر. علّمها العمر الرأفة بنفسها بعد جلْد مريع، وأنّ «المشكل مش آخر الدني». تتطلّع اليوم إلى مراياها، وتقول: «أنا حنونة، لكنني قاسية. لا أقبل الخطأ ولا أسمح به».

العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)

نيلها الجوائز لا يغيّر نظرتها تجاه الجائزة الأعظم «أن أراقب الوجوه حول المائدة وألمح السعادة على ملامحها». تتوجّه إلى النساء: «لا تقلن هذا قدري وتُعلنَّ الاستسلام. طاردن شغفكنّ حتى النهاية».


مقالات ذات صلة

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

مذاقات أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

بدقة متناهية يعتمد فيها على المسطرة و«المازورة» والمعايير بالغرامات يعمل الشيف حسين فياض وإذا ما تصفحت صفحته الإلكترونية عبر «إنستغرام»

فيفيان حداد (بيروت )
مذاقات القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

«الحلو إيه» سؤال اعتاد المصريون ترديده بمجرد الانتهاء من سفرة الطعام، فـ«التحلية» جزء أصيل من العادات الغذائية حول العالم، غير أن هذه الأصناف الحلوة شهدت تطورات

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
مذاقات اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)

حكايةُ الكنافة بالشكولاته في دبي نجمة الإنترنت الشهية

تخدع التسمية؛ ففي لبنان مثلاً تعني الكنافة كعكة محشوَّة بجبن تعلوه حلوى أقرب إلى «النمّورة»، وسط كثافة القَطر المتدلّي، عادةً، إلا لمَن يفضِّل الحدّ من الحلاوة

فاطمة عبد الله (بيروت)
مذاقات بيير هيرميه «بيكاسو الحلويات» (الشرق الأوسط)

بيير هيرميه «بيكاسو الحلويات» في أبوظبي

أعلن فندق «روزوود أبوظبي» افتتاح «المجلس من بيير هيرميه»، الذي سيكون الوجهة الفريدة من نوعها في قلب «جزيرة الماريه».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي )
مذاقات حَمْل الإرث من جيل إلى جيل (صور كلود قريطم)

مثلّجات تخطّى عمرها القرن تُحرّك ذاكرة متذوّقيها

تُكمل كلود قريطم طريق جدّها ووالدها مع شقيقتها، مُتجاوزةً تحدّيات لبنان الاقتصادية والأمنية، بالإصرار على الصمود والجودة وأمانة حَمْل الإرث.

فاطمة عبد الله (بيروت)

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)
القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)
TT

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)
القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

«الحلو إيه؟» سؤال اعتاد المصريون ترديده بمجرد الانتهاء من سفرة الطعام، فـ«التحلية» جزء أصيل من العادات الغذائية حول العالم، غير أن هذه الأصناف الحلوة شهدت تطورات متلاحقة، والعقد الماضي كان الأبرز من حيث تغيير البصمة الأصلية لمذاق الحلويات.

وعزا بعض المطلعين على سوق الطعام تغيير ذوق المصريين في «الحلو» إلى «ضيوف» مصر من الجاليات العربية، خاصة السوريين المعروفين بمهارات الطهي، سواء في الحلو أو الحادق، بينما أرجع آخرون الفضل إلى مواقع التواصل التي أشعلت المنافسة وفرضت ثقافة «التريند».

ظلت «التحلية» على الطريقة المصرية تُزينها أصناف محدودة حتى سنوات قريبة، كان الأمر مقتصراً على وصفات يمكن تحضيرها في المنزل، مثل البسبوسة، والكنافة، والجلاش المحشي بالمكسرات، والكيك، وأم علي، حتى الأرز بلبن وسكر، إن خلا المطبخ من مكونات الزبد والدقيق والبيض والسميد.

كشري حلو (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

الوصفات عينها كانت متوفرة لدى محال الحلوى الشهيرة التي لا يزورها إلا ميسورو الحال، وكانت تقدم الغربي أولاً، الممثل في قطع الكيك المُزين بالكريم شانتي والفاكهة الطازجة، وربما طبقات الشوكولاتة، ثم تسللت وصفات الحلوى الشرقية، وباتت منافساً يتقاسم السوق.

تبدل الحال الآن، وظهرت أصناف عدة لا يمكن إدراجها وفقاً للتصنيف الكلاسيكي للحلوى بين «الشرقي والغربي»، وحلّت «تريندات الحلو»، التي كان لضيوف مصر من الجاليات العربية عظيم الأثر في صعودها، حتى بات المصري يتطلع بعد الأكل لصحن القشطوطة أو الكاساتا بالبستاشيو، أما إذا كنت من عشاق المغامرات فعليك بصحن السعادة أو ما يطلق عليه تجارياً «طلب السيروتونين»، وهو طبقات من أنواع حلوى عدة، مثل الأرز بلبن مع البسبوسة والأيس كريم.

وعن تطور ذوق المصريين في الحلويات، ترى ريم عمرو، مستشارة تسويق وصاحبة شركة متخصصة في تطوير العلامات التجارية للحلويات، أن ثقافة «التحلية» لدى المصريين باتت أكثر ارتباطاً بالمتعة بعدما تنوعت الاختيارات، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن «صناعة الحلوى في مصر تعود لأكثر من قرن من الزمان، وثمة علامات كلاسيكية يتخطى عمرها مائة عام، مثل جروبي، وتسيباس، وسيموندس، جميعها كانت محالاً يمتلكها أجانب، لذلك اعتمدوا في البداية الكيك أو الحلوى الغربية فقط».

وأضافت: «تطور بعد ذلك مفهوم الحلواني، وباتت الحلويات الشرقية مثل البسبوسة والكنافة والبقلاوة تظهر كمنافس بفضل الانفتاح الثقافي، خصوصاً مع ظهور علامات تجارية، مثل (العبد) ذات الأصول المصرية الخالصة، وكذلك (عبد الرحيم قويدر) الذي تمتلكه عائلة مصرية منحدرة من أصول سورية، لينقسم مفهوم التحلية لدى المصريين بين الشرقي والغربي».

وتشير مستشارة التسويق إلى أن «لكل موسم حلوى خاصة به، مثل حلوى (المولد النبوي) وكعك العيد وكيك الكريسماس، كل هذا يعكس العلاقة العاطفية المتأصلة في الثقافة المصرية، التي تربط بين تناول الحلو والشعور بالسعادة».

وتلفت إلى أنه «خلال السنوات العشر الماضية تطور ذوق المصريين وباتت تفضيلاتهم تشمل أصنافاً غير مألوفة، وتصاعد التغيير بالتوازي مع استقبال مصر للأشقاء العرب من سوريا وليبيا والعراق، وأخيراً السودان».

وتنوه إلى أن «الوجود السوري كان حاضراً في سوق الحلويات قبل استقبال مصر للسوريين الفارين من الحرب، وخلال العقد الماضي تأصل هذا الحضور بوصفات الكنافة على الفحم والكنافة بالجبن، بالإضافة إلى البقلاوة التركية التي يبرع الطهاة السوريون في تحضيرها».

وقالت: «الحضور السوري في البداية كان يتماشى مع الأصناف الشرقية المعروفة لدى المصريين، غير أنه مع مزيد من الاندماج ظهرت محال مثل (بلبن) الذي رفع شعار التجديد بأطباق حلوى، مثل الطسطوسة المكونة من طبقات الكيك الغارق في الزبدة مع الكنافة والكريمة والقشدة».

القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

عدّت ريم ما يشهده الذوق المصري في «الحلو» تغييراً ناتجاً عن «الانفتاح الثقافي والاندماج المجتمعي». وقالت: «مع هذا الاتجاه تأصل مفهوم المقهى الذي يقدم حلوى أكثر عصرية، مثل الكاب كيك والوافل والبراونيز والدوناتس والمافن، وارتبطت هذه الثقافة أكثر بجيل الشباب».

ثقافة «التريند»

كما تعزو ريم تنوع مذاقات الحلو لدى المصريين إلى «التريند»، وقالت إن «السوشيال ميديا ساهمت في اشتعال المنافسة بين صنّاع الحلوى، ولم تعد السوق مقتصرة على الأسماء الرنانة، بينما دخل المنافس العربي والهواة، كما اتسعت السوق واحتضنت رغبات الشباب بأفكار غير تقليدية».

وأضافت أن «حالة الزخم هذه لحقت بها أفكار جاذبة، بعضها يعود إلى ثقافة المحافظات المصرية، مثل المدلعة التي تعود أصولها إلى طنطا، ثم ظهرت حلوى المقلوبة والمدلوقة والشرقانة والغرقانة والمكشكشة والمدحرجة والمكسوفة والمكشوفة، وصولاً إلى الهايصة واللايصة».

وترى خبيرة التسويق «أن كل هذه الاتجاهات ما هي إلا طرق لجذب انتباه المستهلك، لأن جميعها تتكون من طبقات الحلوى التقليدية مثل البسبوسة مع طبقات القشدة والكنافة وتوليفات أخرى تأخذ اسماً غير مألوف بهدف الجذب فقط، ولا يمكن تسميتها بصفة التجديد».

وتقول الطاهية المصرية ملك ذكري، مؤسسة علامة «كيكة»، إن الاندماج الثقافي بين المطبخ المصري والعربي أثرى سوق الحلوى، وخلق فرصاً واعدة. وأضافت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن ذوق المصريين بات أكثر تقبلاً للاتجاهات العصرية، كما غدا يتوق للتجارب العصرية والذوبان في مذاقات تنتمي لثقافات مختلفة، غير أن الأصالة والجودة هي معيار جذب المصريين أصحاب المزاج والذوق».

وتضيف ذكري أن تطوير مفهوم التحلية تأثر بمنصات التواصل الاجتماعي، وتقول: «عندما يشاهد المستهلك (تريند) يشعر بالرغبة في التجربة بحثاً عن الشعور بالانتماء للمجموعة، وهو سلوك يعزز الثقة بالنفس، غير أن الإقبال المؤقت لا يعني الاستمرارية، لا أعني بحديثي أن التطور مرفوض ويؤثر على هوية المطبخ المصري، بينما أعني أن ثمة اتجاهات تصعد وتنتشر بوتيرة متسارعة ثم تختفي نهائياً، الرهان هنا هو الجودة وتقديم مذاق مبتكر يبقى في الخيال ويدفع صاحبه لتكرار التجربة».

وتضرب ذكري مثالاً بحلوى «الكروكي»، وهي مزيج من طبقات الكرواسون مع الكوكيز، وتقول: «المزج بين رقائق الكرواسون والقوام الهش المقرمش للكوكيز أضاف تجربة لاقت استحسان المستهلك، لذلك اعتمدها عدد من صناع الحلوى، سواء في المحال الشهيرة أو أصحاب المشروعات الصغيرة».