المرقوق: طبق الرياض الدافئ وأساس مائدتها

طرفة البكران تسرد قصة الطبق الذي رافقها منذ الطفولة

TT

المرقوق: طبق الرياض الدافئ وأساس مائدتها

يعد المرقوق أحد أهم الأطباق على المائدة السعودية (الشرق الأوسط)
يعد المرقوق أحد أهم الأطباق على المائدة السعودية (الشرق الأوسط)

يعد المرقوق إحدى الوجبات الشعبية التي أثرت موائد السعوديين منذ عشرات السنين، وخصوصاً في فصل الشتاء نظراً إلى قيمته الغذائية العالية ومكوناته التي يمكن الحصول عليها بسهولة، وطريقة تحضيره البسيطة التي تناقلتها الأجيال، وطوّرتها عبر الأعوام، حتى أصبح بشكله الحالي الذي يعرفه السعوديون اليوم.

المرقوق الذي أخذ اسمه من الخبز الرقيق، وهو مكونه الرئيسي، سجّلته السعودية طبقاً رئيسياً لمدينة الرياض، ضمن حملة أطلقتها مؤخراً «هيئة فنون الطهي» لتحديد طبق خاص بكل منطقة، احتفاء بتنوع الأطباق السعودية، وتعزيز حضورها بالحياة المعاصرة.

تهدف السعودية للاحتفاء بالأطباق السعودية وتعزيز حضورها بالحياة المعاصرة (الشرق الأوسط)

تقول طرفة البكران، وهي متخصصة بطهي الوجبات الشعبية السعودية، إن المرقوق من أولى الوجبات التي تعلمتها في طفولتها، حيث كانت تشاهد والدتها، وهي تحضرها على نحو مستمر، حتى نقلت لها طريقة طهيها بكل مراحلها، وخصوصاً «التنتولة»، وهي الطريقة التي تستخدم لفرد العجينة قبل وضعها في القدر، وتحتاج إلى قدر عالٍ من الخبرة لإتقانها.

وعن طريقة تحضير المرقوق، تقول البكران إن المرحلة الأولى هي تجهيز العجينة وإضافة الملح لها، ثم إراحتها لمدة ساعتين، بعدها يتم تشكيلها على شكل كرات، ويضاف إلى القدر اللحم والبصل والبهارات والفلفل والماء، بعدها يتم طبخ المكونات، ويضاف إليها العجين تدريجياً، ثم تضاف الخضر عليها أخيراً.

طرفة البكران (الشرق الأوسط)

وتكمل البكران، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إن المرقوق قديماً كان يخلو من المكونات التي نعرفها حديثاً، وكان يتكون من الخبز والسمن فقط، ومع تعاقب السنوات بدأ الناس بإضافة اللحم والخضراوات إليه.

وشددت طرفة على أن المرقوق يعد إرثاً وطنياً لا بد من المحافظة عليه، وهو جزء من تاريخ أجدادنا، وتتحتم علينا مسؤولية نقله لأبنائنا وبناتنا ليستمر هذا الطبق المهم على السفرة السعودية.

يعد المرقوق أحد أهم الأطباق على المائدة السعودية (الشرق الأوسط)

وتطمح البكران إلى أن يصل المرقوق إلى العالمية، وتتمنى أن تتاح لها الفرصة لتحضيره للسياح القادمين إلى السعودية بالطريقة التقليدية، مشيرة إلى أنها متأكدة أنه سينال إعجابهم نظراً لأنه طبق لذيذ وغريب عليهم.

يجدر بالذكر أن تسمية المرقوق بالطبق الرئيسي لمنطقة الرياض تأتي ضمن مبادرة «روايات الأطباق الوطنية، وأطباق المناطق»، التي أطلقتها «هيئة فنون الطهي» السعودية، التي وضعت معايير محددة للتسمية، أبرزها القيمة الثقافية والتراثية، والأهمية التاريخية للطبق، إلى جانب التعبير عن جغرافيا المنطقة، والثقافة الغذائية فيه، ومساهمة هذا الطبق في دعم الاقتصاد المحلي.


مقالات ذات صلة

نائب وزير الثقافة الكازاخستاني: بها تتعزّز العلاقات مع العالم الإسلامي

يوميات الشرق نائب وزير الثقافة الكازاخستاني يفجيني كوتشيتوف يؤمن بمَدّ الجسور (الشرق الأوسط)

نائب وزير الثقافة الكازاخستاني: بها تتعزّز العلاقات مع العالم الإسلامي

تعمل كازاخستان على توظيف الدبلوماسية الثقافية لمدّ جسور التواصل مع العالم الإسلامي، مستفيدةً من منصات دولية بارزة، مثل مؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق يهدف الحي الإبداعي في الرياض إلى أن يكون مركزاً يسهم في دعم الاقتصاد الإبداعي بالمملكة (واس)

إطلاق «الحي الإبداعي» في الرياض لتقريب المسافات بين الثقافة والإبداع

أعلن مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض إطلاق مشروع «الحي الإبداعي» بالرياض الذي يهدف إلى أن يكون مركزاً إبداعياً وإعلامياً ويسهم في دعم الاقتصاد الإبداعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تستهدف المنصة تشجيع قطاع التعلم الثقافي السعودي بما يعكس تنوع الثقافة السعودية وثراءها (وزارة الثقافة)

السعودية: مركز تعليمي لتعزيز الأبعاد المعرفية للثقافة والفنون

أطلقت السعودية مركزاً لتعزيز الجوانب المعرفية المرتبطة بالثقافة والفنون، وتوفير مسارات تعليمية للمواهب وللراغبين في تطوير مهاراتهم، من خلال منصة على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يرى في التعرُّف إلى الآخر وتقبّله تعرُّفاً إلى النفس وصَقْلها (صور جعفر عبد الكريم)

جعفر عبد الكريم همُّه حقيقة الإنسان في 3 برامج يُطلقها

تحوم برامج جعفر عبد الكريم الثلاثة حول إشكالية كيفية التعايش رغم الاختلاف والتنوّع؛ وتنضمّ إلى ما سبق أن قدّمه، خصوصاً في «شباب توك» و«جعفر توك».

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق نائب رئيس مجلس الأمناء فيصل بن عبد الرحمن بن معمر (الشرق الأوسط)

«جائزة محمد بن سلمان» ترسّخ الروابط الثقافية والتاريخية السعودية - الصينية

انطلق الحفل الثقافي الاجتماعي للتعريف بجائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية وجمهورية الصين الشعبية، الأربعاء، ‏بدعم من وزير الثقافة السعودي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ماذا سنأكل في عام 2025... وما هي المكونات التي سنتطلع إليها؟

مأكولات جاهزة وصحية (الشرق الاوسط)
مأكولات جاهزة وصحية (الشرق الاوسط)
TT

ماذا سنأكل في عام 2025... وما هي المكونات التي سنتطلع إليها؟

مأكولات جاهزة وصحية (الشرق الاوسط)
مأكولات جاهزة وصحية (الشرق الاوسط)

إذا كنت تريد أن تفهم ما الذي سيكون رائجاً في عالم الطعام العام المقبل، فتجاهل «fridgescaping» (ترتيب الثلاجة بشكل أنيق) وكوكتيلات الإسبرسو الساخنة بالعسل. بدلاً من ذلك، انظر إلى نفسية الأمة.

عندما شعر الأميركيون بالخوف والعزلة خلال فترة إغلاق جائحة كوفيد، تناولوا طعاماً مريحاً وغير صحي. هذا العام، يشعرون بالتعب والقلق بعد فترة من التضخم والغموض السياسي، وتشوقوا إلى الهروب للأطعمة التي يمكن لميزانيتهم تحملها. كانت الرفاهيات الصغيرة مثل شوكولاتة دبي بالفستق المقرمش وكريمة الكافيار من التطلعات الكبيرة.

فيما يلي بعض التوقعات الأكثر احتمالاً التي سوف تؤثر على كيفية تناولنا الطعام في العام المقبل. وإذا كان المنجمون مخطئين، فمن يهتم؟ في عام 2025، كل شيء جائز.

من صلصة «شيبوتلي» الكريمية المكسيكية ذائعة الانتشار وخلطة المايونيز - الكاتشب الحارة من «ريزينغ كين» إلى الإصدارات الأكثر رقياً من صلصة الروميسكو، وصوص الماتشا، والتزاتزيكي، والهوسين، والهريسة، والثومية، سوف تكون الصلصات هاجساً عاماً.

توجه جديد لتناول المشروبات الصحية (الشرق الاوسط)

انسَ لاتيه القرع المُكرمل بالموكا مع ضخّتين من الشراب الإضافي. مشروبات القهوة اللذيذة هي الموجة القادمة. إذ ينقع الطهاة القهوة بمعجون الخرشوف القدسيّ مع الأفوكادو، وينكهون المشروبات بالزنجبيل وعشبة الليمون ورائحة إكليل الجبل المدخن. تضيف المقاهي اليمنية، التي بدأت في ديترويت وانتشرت إلى مدن أخرى كبديل للمقاهي الأخرى في وقت متأخر من الليل، نكهة الهاويج إلى أواني القهوة، وهي مزيج من التوابل الغنية بالهيل والزنجبيل والقرفة. وأجل، بدأت القهوة في الحصول على معاملة الأوماكاسي، حيث يتم تقديم عدة دورات من المشروب للعملاء في تجهيزات مختلفة.

إن الانغماس في دفء الخدمة الجيدة هو ترياق لمشاعر الانفصال والوحدة، التي وصفها الجراح العام فيفيك مورتي كوباء صحي شائع ومتزايد. وهو يقترح تناول الطعام معاً بشكل متكرر كطريقة واحدة لمواجهتها.

كما سوف تستخدم الفنادق والمطاعم الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات لشخصنة الخدمة أكثر فأكثر. ابحث عن خدمة مريحة على المنضدة، وطعام شهي يُقدم في غرف طعام مريحة وقوائم طعام أقصر تجمع بين القيمة واللذة. ستكون المطاعم التي تتصل بالمجتمع وتوفر التوازن بين العمل والحياة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وسوف يلعب التواصل الاجتماعي دوراً أيضاً، مما يسرع الطلب على الفواكه والخضراوات الجديدة أو الأقل شهرة.

الصلصات على رأس المكونات الرائجة حاليا (الشرق الاوسط)

من المتوقع أيضاً أن يستمر البروتين في ارتقائه إلى قمة هرم الشعبية، مدفوعاً جزئياً برواد صالات الألعاب الرياضية الذين يتناولون أدوية إنقاص الوزن «GLP-1»، والذين يحتاجون إلى بروتين إضافي للحفاظ على كتلة العضلات.

بدأ مصنعو الأغذية في تسليط الضوء على محتوى البروتين على عبوات الحبوب والرقائق وغيرها من المنتجات الأخرى. وتشهد وجبات الإفطار التركية الغنية بالبروتين، وعصائر زبدة الفول السوداني والوجبات الخفيفة المصنوعة من اللحوم ارتفاعاً ملحوظاً. حتى اللحوم العضوية يمكن أن تنتشر كذلك، كما قال ستيف يونغ، الشريك الإداري في شركة «مانا تري» للاستثمار المباشر، التي تشمل محفظتها الشركات التي تنتج الجبن القريش والبيض من الدجاج الذي يتم تربيته في المراعي.

انتقلت المشروبات غير الكحولية المميزة بالفعل من ممر العافية إلى المقاهي والمطاعم، حيث يتم تصميم بعضها لتتناسب مع أطباق بعينها.

مع استمرار اتساع عالم الوجبات الجاهزة والتوصيل، تتوسع أيضاً العبوات التي تأتي فيها. سوف ترفع المطاعم مستوى أدائها من خلال عبوات التغليف المدروسة، والمناسبة للتصوير على «إنستغرام»، والتي تلائم مقاطع فيديو «فتح العبوات»، ويمكن أن تكون بمثابة نقطة محورية ممتعة للترفيه في المنزل؛ مثل صندوق الدجاج والكافيار الذي يبلغ سعره 100 دولار والذي بيع هذا العام في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، وصندوق «تريبل تريت» ثلاثي المستويات من بيتزا هت. قال فريمان من شركة «إيه إف أند كومباني»: «العبوة جزء من تجربة الطعام يتم تجاهلها».

سوف يهاجر العجين المتخمر إلى المعكرونة. وسوف تظهر الأطعمة من الشمال الأفريقي، والباستينا الحريرية، وبودينج جوز الهند في قوائم الطعام (على الرغم من أنها ربما لن تكون هي بنفسها)، وسوف يستمر تبسيط ملصقات المكونات.

خدمة «نيويورك تايمز»