«جوائز الضيافة 2023» تدرج المطبخ الإيطالي على قائمة التراث الثقافي لليونيسكو

خلال حفل كبير أقيم في لندن

ستيفانو بوتورتي (الى اليسار) مع أحد الفائزين بجوائز الضيافة لهذا العام (الشرق الاوسط)
ستيفانو بوتورتي (الى اليسار) مع أحد الفائزين بجوائز الضيافة لهذا العام (الشرق الاوسط)
TT

«جوائز الضيافة 2023» تدرج المطبخ الإيطالي على قائمة التراث الثقافي لليونيسكو

ستيفانو بوتورتي (الى اليسار) مع أحد الفائزين بجوائز الضيافة لهذا العام (الشرق الاوسط)
ستيفانو بوتورتي (الى اليسار) مع أحد الفائزين بجوائز الضيافة لهذا العام (الشرق الاوسط)

في حفل كبير أُقيم في مبنى «Law Society» في منطقة شانسري لاين في لندن، تم توزيع جوائز «الضيافة» لأسماء لمعت في العاصمة البريطانية في مجال الطهي والضيافة والمطاعم.

في أجواء ملؤها الفخافة، بدءاً من تصميم المبنى التاريخي، أشرف دومينيكو بيلانتوني القنصل الإيطالي العام لدى المملكة المتحدة على إعلان أسماء الفائزين بجوائز الضيافة، خلال عشاء إيطالي فاخر قام بتصميم أطباقه وتنفيذها كل من الشيف آرون برايس، والشيف أليساندرو فيردنيلي، برعاية القنصلية العامة لإيطاليا في لندن الداعمة لـ«جوائز الضيافة في المملكة المتحدة 2023».

ويمثل هذا الحدث افتتاح النسخة الثامنة من «أسبوع المطبخ الإيطالي في العالم».

تم إدارج المطبخ الايطالي الى قائمة اليونسكو خلال حفل توزيع جوائز الضيافة (الشرق الاوسط)

تم إنشاء «أسبوع المطبخ الإيطالي في العالم» في عام 2016 من قبل وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية. خلال دوراته السبع الماضية، تم تنظيم أكثر من 9500 حدث في أكثر من 100 دولة من خلال الشبكة الدبلوماسية والقنصلية الإيطالية، ووكالات التجارة الإيطالية، ومجلس السياحة الإيطالي، وغرف التجارة. نسخة 2023 من «أسبوع المطبخ الإيطالي في العالم» ركزت على موضوع «تناول الطعام الإيطالي: الرفاهية مع الذوق». ويهدف الموضوع إلى لفت الانتباه إلى الولاء، واستخدام المنتجات الإيطالية ذات الجودة العالية.

الشيف ميكيلي الحائز على جائزة افضل صانع بيتزا في لندن (الشرق الاوسط)

والفكرة من وراء هذا الحفل تكمن في الاحتفال، وعرض تقاليد الطهي الإيطالية الغنية والمتنوعة، مع التركيز على المزيج المتناغم من الرفاهية والنكهات الرائعة للمطبخ الإيطالي.

تم تصميم هذه المبادرة السنوية خصيصاً؛ لتعزيز ورفع مستوى قطاع الأغذية الزراعية الإيطالي، مع تعزيز الاعتراف العالمي بتراث إيطاليا في مجال الأغذية.

بالتزامن مع جوائز الضيافة في المملكة المتحدة 2023، اغتنمت القنصلية العامة الفرصة لإدراج المطبخ الإيطالي على قائمة التراث الثقافي لليونيسكو.

وقال ستيفانو بوتورتي، رئيس اتحاد المملكة المتحدة: «إن جوائز الضيافة في المملكة المتحدة تتجاوز مجرد حدث. إنها لوحتنا التي نرسم بها قصص التفاني والمرونة والابتكار التي تمثل شريان الحياة لصناعتنا».

وأضاف بوتورتي: «جوائز الضيافة 2023 هي احتفال حقيقي بخبرة الطهي العالمية والتميز المهني، ونحن فخورون بمشاركتنا فيها».

من حفل توزيع جوائز الضيافة 2023 الذي أقيم في لندن (الشرق الاوسط)

أما قائمة الفائزين فقد أتت على الشكل التالي:

أفضل طاهٍ (ذكر): الشيف أندريا مورا.

أفضل طاهٍ (أنثى): بيب لايسي.

أفضل طاهٍ صاعد: سانتياغو لاسترا.

أفضل صاحب مطعم: روبرتو كوستا.

أفضل مدير فندق: لوكا فيرجيليو (مدير فنددق «ذا دورتشستر»).

أفضل فكرة مطعم: مامالو.

أفضل فريق تسويق في مجال الضيافة: مجموعة «سان كارلو».

جائزة تقدير على جهود الضيافة: جورجيو لوكاتيلي (صاحب مطعم «سان كارلو»).

أفضل صانع بيتزا في لندن: ميكيلي باسكاريلا (مطعم نابولي أون ذا رود في منطقة تشيزيك).

أفضل كونسييرج: جون أندورز.

أفضل مطعم عالمي: «كافيه رويال».

أفضل كتاب طهي: الكاتب جوزيبي ديل أنو.

أفضل آيس كريم: جيلوبو Gelupo.

أفضل مسيرة عمل مؤثرة: ستيوارت جونسون.


مقالات ذات صلة

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

مذاقات البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات مبنى «آر إتش» من تصميم المهندس المعماري البريطاني السير جون سوان (الشرق الأوسط)

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

سحر الريف الإنجليزي لا يقاوم، وذلك بشهادة كل من زار القرى الجميلة في إنجلترا. قد لا تكون بريطانيا شهيرة بمطبخها ولكنها غنية بالمطاعم العالمية فيها

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات طبق الكشري المصري (شاترستوك)

مبارزة «سوشيالية» على لقب أفضل طبق كشري في مصر

يبدو أن انتشار وشهرة محلات الكشري المصرية، وافتتاح فروع لها في دول عربية، زادا حدة التنافس بينها على لقب «أفضل طبق كشري».

محمد الكفراوي (القاهرة ) محمد الكفراوي (القاهرة)
مذاقات مطعم "مافرو" المطل على البحر والبقايا البركانية (الشرق الاوسط)

«مافرو»... رسالة حب إلى جمال المناظر الطبيعية البركانية في سانتوريني

توجد في جزيرة سانتوريني اليونانية عناوين لا تُحصى ولا تُعدّ من المطاعم اليونانية، ولكن هناك مطعم لا يشبه غيره

جوسلين إيليا (سانتوريني- اليونان)
مذاقات حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

نصائح الطهاة لاستخدام مشتقات جوز الهند في الطهي

حين تقرّر استخدام جوز الهند في الطهي، فإنك ستجده في أشكال مختلفة؛ إما طازجاً، مجفّفاً، أو حليباً، أو كريمة، وثمرة كاملة أو مبشورة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
TT

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات، في حين عُرف بالاعتماد على مذاق المكونات الأساسية، مع لمسة محدودة لم تتخطَّ صنفين أو ثلاثة من التوابل.

غير أن الوضع تبدّل الآن، وباتت الأكلات المصرية غارقة في توليفات التوابل، فدخل السماق والزعتر البري والكاري والبابريكا على الوصفات التقليدية. وعلى مدار سنوات عدة قريبة تطوّر المطبخ المصري، وبات أكثر زخماً من حيث النكهات، ليطرح السؤال عن مدى تأثره أو تأثيره في الجاليات التي توجد بالبلاد.

ويرى خبراء الطهي، أن معادلة التوابل لدى المصريين اختلفت بفضل الاندماج الثقافي وتأثير الجاليات العربية التي دفعتهم ظروف الحروب لدخول مصر والاستقرار بها، أيضاً منصات التواصل الاجتماعي التي أزاحت الحدود، ودفعت بمفهوم «المطبخ العالمي»، فنتج خليط من النكهات والثقافات استقبلته المائدة المصرية بانفتاح.

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

ورأت الطاهية المصرية أسماء فوزي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المطبخ المصري الآن «بات مزيجاً من ثقافات عربية»، وقالت: «عندما بدأت أتعلَّم الطهي من والدتي وجدتي، كانت توليفة التوابل الأشهر تشمل الملح والفلفل، وفي وصفات شديدة الخصوصية قد نستعين بالكمون والحبّهان على أقصى تقدير، أما الكزبرة المجففة فكانت حاضرة في طبق (الملوخية) فقط».

لكنها أشارت إلى أنه قبل سنوات معدودة لاحظت تغييراً واضحاً في تعاطي المطبخ المصري التوابل، و«بدأتُ للمرة الأولى أستعين بنكهات من شتى بقاع الأرض لتقديم مطبخ عصري منفتح على الآخر».

التوابل والأعشاب المصرية مرت برحلة مثيرة عبر قرون من التاريخ والثقافة، واشتهر المطبخ المصري قديماً بمجموعة من الكنوز العطرية، تشمل الكمون بنكهته العميقة التي ارتبطت بطبق «الكشري»، والكزبرة، تلك الأوراق الخضراء المجففة التي تضيف لطبق «الملوخية» نكهته الفريدة، كما عرف الشبت ذو النكهة العشبية المميزة الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بوصفات التمليح (التخليل) والسلطات.

يتفق محمود عادل، بائع بأحد محال التوابل الشهيرة في مصر، يسمى «حاج عرفة»، مع القول بأن المطبخ المصري تحوّل من محدودية النكهات إلى الزخم والانفتاح، ويقول: «المصريون باتوا يميلون إلى إضافة النكهات، وأصبح أنواع مثل السماق، والأوريجانو، والبابريكا، والكاري، والكركم، وورق الغار، وجوزة الطيب والزعتر البري، مطالب متكررة للزبائن». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة انفتاح على المطابخ العالمية بسبب منصات التواصل الاجتماعي انعكس على سوق التوابل، وهو ما يعتبره (اتجاهاً إيجابياً)».

ويرى عادل أن «متجر التوابل الآن أصبح أكثر تنوعاً، وطلبات الزبائن تخطت الحدود المعروفة، وظهرت وصفات تعكس الاندماج بين المطابخ، مثل الهندي الذي تسبب في رواج الكركم وأنواع المساحيق الحارة، فضلاً عن الزعفران»، منوهاً كذلك إلى المطبخ السوري، أو الشامي عموماً، الذي حضر على المائدة المصرية بوصفات اعتمدت نكهات الزعتر والسماق ودبس الرمان، ووضعت ورق الغار في أطباق غير معتادة.

وتعتقد الطاهية أسماء فوزي، أن سبب زخم التوابل وتنوعها الآن في مصر، يرجع إلى «الجاليات العربية التي دخلت البلاد عقب (ثورة) 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، أي قبل أكثر من عقد». وتقول: «بصمة المطبخ السوري بمصر كانت واضحة، فالجالية السورية اندمجت سريعاً، وقدمت مهارات الطهي من خلال المطاعم و(المدونين)، وانعكس ذلك على اختيارات التوابل، وبات ملاحظاً إضافة توليفات التوابل السوري، مثل السبع بهارات لوصفات مصرية تقليدية».

بهارات متنوعة (صفحة محال رجب العطار على «فيسبوك»)

كما أشارت إلى أن «المطبخ العراقي ظهر، ولكن على نحو محدود، وكذلك الليبي»، وتقول: «ما أتوقعه قريباً هو رواج التوابل السودانية، مع تزايد أعدادهم في مصر بعد الحرب، لا سيما أن المطبخ السوداني يشتهر بالتوابل والنكهات».

انفتاح أم أزمة هوية؟

كلما انعكست مظاهر الانفتاح الثقافي على المطبخ المصري، ازدادت معه مخاوف الهوية، وفي هذا الصدد تقول سميرة عبد القادر، باحثة في التراث المصري، ومؤسسة مبادرة «توثيق المطبخ المصري»: «إنه (المطبخ المصري) لم يعتمد في أصوله على النكهات المُعززة بالتوابل المختلطة»، وترى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تفرّد المطبخ المصري القديم يرجع إلى اعتداله في إضافة التوابل... «هذا لا يعني إهماله لسحر مذاق البهارات والتوابل، غير أنه كانت له معادلة شديدة الدقة، كما أن علاقة المصري بالتوابل ذهبت قديماً إلى ما هو أبعد من فنون الطهي».

وأرجعت الباحثة في التراث المصري زيادة الاهتمام بالتوابل إلى (المؤثرين) وطُهاة «السوشيال ميديا»، وتقول: «المطبخ المصري لا يعتمد على التوابل بهذا القدر، في حين هناك عوامل كانت وراء هذا الزخم، أهمها (المؤثرون) و(مدونو) الطعام؛ غير أن إضافة التوابل بهذا الشكل ربما تُفقد المطبخ المصري هويته».

ولفتت إلى أن «المطبخ المصري القديم اعتمد على الملح والفلفل والكمون فقط، أما بقية التوابل فكانت تستخدم لأغراض مثل العلاج والتحنيط؛ وفي العصور الوسطى شهد بعض الاندماج بعد فتح قنوات التواصل مع الدول المحيطة، ولكن على نحو محدود لا يُقارن بالزخم الحالي».