كشري التحرير يصل إلى لندنhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%85%D8%B0%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA/4447176-%D9%83%D8%B4%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86
كشري التحرير من أشهر المطاعم في القاهرة (إنستغرام)
لطبق الكشري المصري نكهته الخاصة، فهو مهرجان كامل متكامل من الكربوهيدرات التي تمزج ما بين المعكرونة والأرز والعدس والحمص، لكن طعمه يستحق كل سعرة حرارية فيه، خصوصاً إذا كانت طريقة تحضيره صحيحة، وتتبع الخطوات التقليدية اللازمة، وتقديمه يكون مع الصلصة والـ«دَقّة» بكل ما تتمتع به من دغدغة للسان والذائقة.
من زار القاهرة لا بد أنه قام بتذوق الكشري في مطاعم «كشري التحرير» التي تعد من أشهر الأماكن التي تقدم طبق مصر الأول ومحبوب الذواقة من جميع الطبقات الاجتماعية، واليوم وصل هذا الطبق إلى لندن مع افتتاح أول فرع لكشري التحرير في العاصمة البريطانية، وتحديداً في شارع «إدجوير رود» Edgware Road الملقب بشارع العرب في وسط المدينة.
عند زاوية من زوايا الشارع الطويل الذي يبدأ من «ماربل آرتش» لينتهي في أقصى نقطة في شمال غربي لندن تنتشر المطاعم العربية، ولم يكن ينقصها إلا الكشري (على أصوله) وهذا ما كان ينتظره المصريون قبل غيرهم من العرب المقيمين في العاصمة والسياح الذين يقصدونها سنوياً.
صيت المطعم سبق الافتتاح بعدما تداول المصريون الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، ما جعله أشبه بحدث الموسم، خصوصاً أن هذا الطبق لا يباع بلندن بالطريقة التقليدية والنكهة الأصلية.
ديكور المطعم بسيط جداً، ويرتكز على أسلوب الأكل السريع أو الـ Fast Food، وممكن الجلوس إلى طاولات عادية أو إلى طاولات عالية، ويقدم المطعم الكشري في أطباق بلاستيكية تحمل اسم المطعم، أما بالنسبة للصلصة فيختار الزبون ما يريده والكمية التي يفضلها، فواجهة المطبخ مفتوحة، يقوم أحد العاملين بغرف الأرز والمكونات الأخرى من حاويات كبيرة وبعدها يغطيها بالبصل المقرمش، وبالنسبة للصلصات فهي جاهزة وموجودة على الطاولات ليختار الزبون الكمية المناسبة له، لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن الصلصة الحريفة الحمراء قوية بعض الشيء؛ لذا لزم التحذير بعدم إضافة الكثير منها.
الأطباق متوافرة بعدة أحجام، الحجم الأكبر King Size بسعر 14 جنيهاً إسترلينياً والحجم الكبير Large بسعر 12 جنيهاً والـTop بـ9 جنيهات والتحرير بسعر 7 جنيهات.
معظم آراء الذين جربوا كشري التحرير في لندن إيجابية، لكن الغالبية رأت أن السعر عالي بعض الشيء لطبق بسيط بمكونات رخيصة وكمية قليلة نوعاً ما، «الشرق الأوسط» زارت المطعم، وجربت الطبق بحجمه الصغير وكانت الكمية كافية، أما بالنسبة للمذاق فهو جيد لكنه ليس كالذي تتذوقه في فرع المطعم بالقاهرة، لكن الحق يقال لأنه لا تجوز مقارنة الأسعار في كشري التحرير بمصر بتلك التي تجدها في الفرع الجديد بلندن، والسبب هو أن موقع المطعم في العاصمة البريطانية سعره مرتفع جداً، والإيجارات واليد العاملة في العاصمة البريطانية مرتفعة جداً، وهذا ما يبرر ارتفاع أسعار الطعام في المطاعم؛ لأنها تعكس غلاء المعيشة العاصف بالبلاد بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، ولأسباب اقتصادية أخرى تعاني منها بقية دول العالم.
كشري التحرير اسم رائد، وافتتح أول فرع له في مصر في عام 1963، ويعد من أهم عناوين بيع الطبق الأشهر في البلاد الذي يقال إن فكرته مستوحاة من طبق هندي يحمل اسم «كيشدي» وتعني «الأرز المخفي»، وكان ابن بطوطة قد ذكر الكشري في كتابه «رحلة»، ووصفه بالطبق الذي لا يتخلى عنه الهنود الذين يتناولونه يومياً، في كل مكان وزمان بما فيه وجبة الفطور، ومن المرجح أن الطبق وصل إلى مصر خلال فترة التبادل التجاري ما بين الجنود المصريين والهنود، ووفق المعلومات التاريخية فإن المصريين لم يعرفوا الكشري إلا بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى أي بعد وصول الجنود الهنود برفقة القوات البريطانية التي فرضت كحماية لمصر عام 1914.
بيير هيرميه لـ«الشرق الأوسط»: العرب يتمتعون بالروح الكريمة للضيافة
الشيف الفرنسي بيير هيرميه (الشرق الأوسط)
بيير هيرميه Pierre Herme، اسم فرنسي لامع في عالم تصنيع الحلوى، يتمتع بكثير من الألقاب - على رأسها «مايسترو الماكارون»، و«ملك وبيكاسو الحلوى» - وهذه الألقاب تصبُّ جميعها في خانة التقدير لواحد من أهم الطهاة الفرنسيين المتخصصين في صناعة الحلوى وتحديداً «الماكارون» التي يقارنها البعض بحقيبة يد من تصميم دار «لوي فيتون» التي تعدّ بمثابة حلم يتوق إليه كثيرون.
بيير هيرميه، حائز لقب «أفضل طاهي حلويات في العالم» عام 2016، ويمتلك خبرةً احترافيةً جعلت منه فناناً مبدعاً في إعداد «الماكارون» الفرنسيّة بأشكالٍ وأحجامٍ غير مسبوقة ومذاقاتٍ مبتكرة.
تنتشر محلات بيير هيرميه في باريس، وغالباً ما تكون زيارتها على جدول السياح وزوار المدينة؛ لأن هيرميه بمثابة معلم من نوع خاص، وهو ينتمي إلى الجيل الرابع في عائلته المعروفة بتصنيع الحلوى.
سافر كثيراً، واكتسب كثيراً من رحلاته حول العالم، ليحط رحاله اليوم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ويفتتح فرعاً جديداً لعلامة «بيير هيرميه» في جزيرة المارية، وتحديداً في فندق «روزوود»، جالباً معه إبداعاته الأسطورية في إعداد الماكارون، وجمع في فرعه الجديد الذي أطلق عليه اسم «المجلس» ألق النكهات الباريسية الراقية مع الثقافة العربية الأصيلة وكرم الضيافة.
وفي مقابلة أجرتها «الشرق الأوسط» مع الطاهي بيير هيرميه استهل كلامه بوصف الحلوى الجيدة بأنها تأسر الحواس بدءاً بالعين، وتجذبك إليها، ولكن الاختبار الحقيقي يكمن في العواطف التي تثيرها. وتابع أن الحلوى الرائعة لا ينبغي أن تطغى على الحلاوة، بل على نكهة التوازن بطريقة تجلب ما أسماها «متعة التذوق». إنها تتعلق بالمتعة الخالصة لتناول شيء يجعلك تشعر بالتميز.
وعند سؤاله عمّن قد يكون اليوم لو لم يكن منحدراً من عائلة شهيرة بتصنيع المعجنات والحلوى أباً عن جد، أجاب: «لقد كنت دائماً مفتوناً بالعمارة، وذلك بفضل عمي، الذي كان مهندساً معمارياً. وحتى اليوم، أنا معجب بالطريقة التي ينشئ بها المهندسون المعماريون مساحات يعيش ويعمل فيها الناس. بالنسبة لي هذا شيء مدهش! أحب أن أعتقد بأنني أصمم (هندسة التذوق)؛ الطريقة التي تجتمع بها التركيبات وطبقات التذوق المختلفة». وعن الذي تعلمه من غاستون لينوتر، يقول إنه تعلم كل شيء! «لقد علمني غاستون لينوتر ما تعنيه الجودة حقاً، ومدى أهمية الاهتمام بالتفاصيل، وكيف يلعب التنظيم دوراً رئيسياً في تحقيق نتائج متسقة» برأيه، فالأمر لا يتعلق فقط باختيار أفضل المكونات، بل يتعلق بالأدوات المناسبة والقياسات والعمليات الصحيحة. وهذا هو ما يسعى إليه كل يوم من أجل تحقيق المستوى نفسه من التميز في المعجنات التي يصنعها كلها، في مختلف أنحاء العالم.
حصل هيرميه على كثير من الأوسمة، ولكن ما اللقب الأقرب لقلبه؟ ملك الماكارون أم بيكاسو المعجنات؟ «أفضّل أن أكون معروفاً باسم بيير هيرميه، صانع المعجنات (يضحك). هذه الألقاب أطلقها عليَّ الآخرون، وليست مني. بالنسبة لي، فإن المهم هو التركيز على خلق أفضل تجربة ممكنة للأشخاص الذين يزورون متاجري. وقد تم منحي لقب (بيكاسو المعجنات) في مقال عام 1994... إنه شيء مفرح، ولكن بالنسبة لي، يظل التركيز منصباً على إبداعاتي». ويرى هيرميه أن التحدي الأكبر في إعداد الحلويات يكمن في الاهتمام بالتفاصيل. فيقول: «كل شيء يكمن في التفاصيل: القياسات الدقيقة، والتوقيت الدقيق. عندما أصنع الحلويات، يتم توثيق كل جزء من الوصفة حتى أصغر التفاصيل. الهدف ليس فقط أن تصنع أفضل كعكة مرة واحدة، بل أن تجعلها مثالية كل يوم. لا يمكنك تناول التقنية، ولكنك تحتاج إلى التقنية لتقديم التجربة نفسها مراراً وتكراراً. إن خلق التميز الذي يمكن تكراره هو التحدي الحقيقي». المعروف عن هيرميه أنه اختار طوكيو لإقامة أول متجر خاص به فيها... ولكن لماذا؟ «كانت طوكيو فرصة حدثت على نحو غير متوقع. بدأ متجراً بارزاً في فندق (نيو أوتاني)، وبعد النجاح، سألنا الفندق ما إذا كان بإمكاننا البقاء بشكل دائم. لم يكن ذلك خياراً استراتيجياً، بل كان تطوراً طبيعياً. أنا أزور اليابان منذ سنة 1987، حيث أقدم العروض التوضيحية، وأتعرف على الثقافة. لذا، عندما سنحت الفرصة، شعرت بأنها على صواب».
اليوم، افتتح بيير هيرميه فرعه في أبوظبي، والسبب هو أنه أراد توسيع علامته التجارية في الشرق الأوسط، وبرزت أبوظبي مقصداً حيوياً نابضاً بالحياة مع اهتمام كبير بالحلويات. «لاحظنا أن كثيراً من زبائننا في باريس كانوا من أبوظبي. عندما التقينا فريق فندق (روزوود - أبو ظبي)، بمَن في ذلك ريموس باليمارو، المدير الإداري، شعرت بأن العلاقة على ما يرام. لا يمكنك بناء شيء ما فقط من خلال التقنيات والوصفات، بل من خلال العلاقات مع الناس التي تجعل الأمر ينجح. كان لديَّ شعور جيد حول (روزوود - أبو ظبي)، وهو فندق رائع». وشرح بأن الفندق المذكور يجسّد الالتزام نفسه بالفخامة والرقي الذي تلتزم به متاجر بيير هيرميه بباريس. يقع الفندق في جزيرة المارية، ويحتفل بالاهتمام بالتفاصيل، والخدمة الشخصية لخلق تلك اللحظات الخاصة؛ حيث صُمم كل إبداع بعناية لتقديم تجربة استثنائية لجعل كل تجمع جديراً بالذكرى.
ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» عن رأيه في مشهد الحلويات بمنطقة الشرق الأوسط، أجاب هيرميه أن هناك تفضيلاً قوياً لمذاق الحلوى والسكر في هذه المنطقة، لذلك من الطبيعي تقديم حلوياته هناك، ويكمن التحدي في تحقيق التوازن بين هذه الحلاوة وعمق النكهة والقوام، ولكن مع توقيعه الذي يجذب السكان المحليين، على حد تعبيره.
وكان من البديهي سؤال بيير هيرميه عن سر الماكارون التي يحضّرها، والتي يشتهر بها عالمياً، فكان الجواب: «عندما جربت الماكارون لأول مرة في سبعينات القرن الماضي، لم أستمتع بها؛ لأنها كانت حلوة للغاية وتفتقر إلى النكهة. عندما بدأت بصنع وصفاتي الخاصة، ركّزت على تحسين الحشوة لجعل المذاق أكثر وضوحاً. ولهذا السبب يتم تزيين الماكارون بسخاء».
وتابع: «لدينا الماكارون التي تركز على نكهة واحدة ذات عمق شديد، تُسمى (Infiniment) أو مزيج من النكهات، مثل (Ispahan)، وهو مزيج دقيق من الورد، والتوت البري. إلى جانب شهرة بيير هيرميه طاهياً متخصصاً بالحلوى، ذاع صيته أيضاً كونه صاحب أكثر الكتب مبيعاً، فسألناه عمّا إذا كان ينوي نشر كتاب جديد مستوحى من الشرق الأوسط، فأجاب بأنه لا يملك خطة فورية لذلك. ضحك وتابع: «ولكن مَن يدري؟ وقد ركز كتابي الأخير، الذي صدر العام الماضي، على المعجنات النباتية، التي تعدّ اتجاهاً متنامياً ومجالاً رائعاً للاستكشاف. أنا دائماً منفتح على الأفكار الجديدة، لذلك ربما سيكون هناك كتاب مستوحى من نكهات وثقافات الشرق الأوسط».
وعندما سألناه عن نوع التجربة التي يأمل في أن يحظى بها الضيوف عند زيارتهم موقعه الجديد في «روزوود - أبو ظبي»، قال إنه يريد أن يشعر الضيوف بالراحة والترحيب، والأهم من ذلك كله، بالروح الكريمة للضيافة العربية. «لقد قمنا بصياغة قائمة طعام تقدم شيئاً للجميع؛ لتلبية مجموعة واسعة من الأذواق».
وأضاف: «يتمثل هدفنا في خلق بيئة يتمتع فيها الزوار بالطعام والخدمة إلى حد كبير؛ مما يجعلهم حريصين على العودة». وفي نهاية المقابلة تكلم بيير هيرميه عن «المجلس» الذي وصفه بأنه «فريد من نوعه؛ لأنه مصمم لتكملة عمارة (روزوود - أبوظبي). التصميم يتناسب تماماً مع البيئة المحيطة، وهو يختلف تماماً عن محلات هيرميه التجارية الأخرى. إنه مكان مفتوح وجذاب، حيث يمكن للزوار أن يجتمعوا ويتقاسموا الإبداعات الحلوة والمالحة. كما أن التصميم متميز أيضاً، وهو يعكس التصميم المعاصر للمجلس الذي يحتفل بالتراث الغني للصحراء. إنه مزيج جميل بين التقاليد والترف الحديث، ويتوافق تماماً مع علامة (روزوود) التجارية».
يشار إلى أن قائمة الطعام غنية وشاملة، وكفيلة بإشباع رغبة الذوّاقة في تناول الحلويات اللذيذة، وكذلك وجبات الفطور والغداء والعشاء.