«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

ثلاثة أجيال تكسب ذهبية الأناقة

أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)
أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)
TT

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)
أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق الموضة ليدلوا بدلوهم، إما إعجاباً أو انتقاداً. تبدأ الاستعدادات له منذ شهور. يجتهد خبراء الأزياء الذين تتعامل معهم النجمات وتكون لهم علاقات جيدة مع بيوت أزياء عالمية على طرح عدة اقتراحات يتم الاختيار منها، لتعكس الأناقة وفي الوقت تُدخل زبوناتهم قائمة الأكثر جذباً.

هذا العام تألقت العديد من النجمات في فساتين بيوت أزياء عالمية مثل «شانيل» و«بالنسياغا» و«محمد آشي» و«كارولينا هيريرا» و«ديور» وهلم جرا. بعض هذه الإطلالات كان مفعماً بالأناقة وبعضها الآخر عادياً وتقليدياً لم يعكس أي جرأة أو رؤية فنية. تكررت التصاميم نفسها، لتأتي إما بذيل طويل أو تلمع بالخرز والترتر وأحجار الكريستال. بل إن بعض المصممين لم يُنكروا هذا الأمر وأشاروا إلى أنهم في بعض الحالات أعادوا صياغة تصاميم من أرشيفهم.

في خضم هذا الكم من الإطلالات والبريق، برز لنا مرة أخرى وبما لا يقبل الجدل أن القالب غالب، من جهة، وبأن الكاريزما تلعب دوراً مهماً في الارتقاء بالإطلالة مهما كانت عادية ومكررة، من جهة ثانية.

زيندايا في فستان من «لوي فويتون» ومجوهرات من «بولغاري» (إ.ب.أ)

أكبر دليل على هذا الأمر الممثلة زيندايا، البالغة من العمر (28 عاماً). اختارت فستاناً باللون البرتقالي المطفي من «لوي فويتون» نسقته مع مجوهرات من دار «بولغاري» وتسريحة شعر تستحضر ريتا هيوارث. التصميم فخم لكنه «كلاسيكي» وربما لا يعكس سن زيندايا، إلا أنها إضافة إلى جسدها الممشوق الذي يجعلها شماعة مثالية، تتمتع بتلك الكاريزما التي تجعل كل ما تظهر به يتألق في ثانية. حتى لون الفستان لم يكن سهلاً ومع ذلك تناغم مع بشرتها.

أنجلينا جولي في فستان من «ماكوين» يقطر بريقاً وأهداباً (إ.ب.أ)

أنجلينا جولي، البالغة من العمر 49 عاماً نجمة أخرى تتمتع بهذه الكاريزما. فهي تميل إلى الأسلوب البسيط والهادئ، ومع ذلك تحصد الكثير من التغطيات في المجلات وبرامج الموضة. هذا العام، اختارت فستاناً من دار «ماكوين» بسيط في تصميمه، لكنه يقطر بالتطريزات البراقة بينما تتدلى منه أهداب معدنية كان المراد منها منحه حركة وحيوية. من الناحية الفنية لا جديد فيه إلا أن جولي، التي توصلت أخيراً إلى تسوية مع طليقها النجم براد بيت، ارتقت به وإن لم يكن أحسن ما ظهرت به لحد الآن.

ديمي مور في فستان من «أرماني بريفيه» باللون الذهبي وكأنها كانت تتوقع فوزها بالذهبية (رويترز)

ديمي مور الفائزة بجائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم «ذي سبستن»، عكست كل المعتقدات عن المرأة الستينية. ظهرت وكأنها منحوتة في فستان من خط «أرماني بريفيه» باللون الذهبي، ضيق عند الصدر مع ذيل صغير عند الأسفل. كان واضحاً أن سنواتها الـ62 لم تؤثر على رشاقتها أو جمالها. بالعكس، فإنها كان تشع بالنضارة والسعادة وهي تتلقى جائزتها وتصرح بأنها كانت تخشى أن تصبح ممثلة مسنّة: «أنا في حالة صدمة. أمارس هذه المهنة منذ فترة طويلة، منذ أكثر من 45 عاماً، وهذه المرة الأولى التي أفوز بها كممثلة».


مقالات ذات صلة

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

2024... عام التحديات

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

على الرغم من تعقيد الآلات المستعملة لصنعه، فإن نسيجه يستحق العناء، ويتحول إلى قماش ناعم جداً بمجرّد تحويله إلى سروال جينز.

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.