تصاميم بنسبة تستوستيرون عالية لربيع وصيف 2025

تصاميم بنسبة تستوستيرون عالية لربيع وصيف 2025
TT

تصاميم بنسبة تستوستيرون عالية لربيع وصيف 2025

تصاميم بنسبة تستوستيرون عالية لربيع وصيف 2025

كم تغيَرت صورة المرأة بين الأمس واليوم، وكم زادت ثقتها ووضوحها في مواجهة المجتمع. مصطلحات مثل الجنس اللطيف والجنس الخشن أصبحت تبدو من الكليشيهات القديمة، في عالم الموضة على الأقل. صحيح أن المرأة لم تصل بعد إلى تلك المرحلة التي تقرِر فيها مصيرها بالمطلق، إلا أنها حالياً تعيش حياتها بعيداً عن إملاءات المجتمع والثقافة الذكورية التي كبَلتها لقرون. فهذه كانت حتى منتصف القرن الماضي، تفرض عليها العيش بازدواجية، لتُخفي إما ميولاً شخصية، أو لفرض نفسها في وظائف وأعمال كان يُنظر إليها أنها تقتصر على الرجل وحده ولا تؤخذ فيها هي على محمل الجد. الدليل؟ أديبات تخفين وراء أسماء مستعارة من ماريان إيفانز التي اشتهرت باسم جورج إليوت، وأمانتين أورو لوسيل التي تخفّت وراء اسم جورج ساند وشارلوت برونتي التي كانت تكتب تحت اسم كوريل بل، وأختها إميلي برونتي وغيرهن كثيرات.

كانت عارضات «سان لوران» يستحضرن صورة إيف نفسه (سان لوران)

من هذا المنظور تغيرت الصورة والثقافة على حد سواء، وهو ما التقطته مجموعة من المصممين في هذا الموسم بدءاً من أنطوني فاكاريللو، مصمم دار «سان لوران» وإيرديم وماثيو بلايزي مصمم دار «بوتيغا فينيتا»، الذي استضاف إيمان خليفة بطلة الملاكمة، وكأنه يريد أن يعيد لها اعتبارها لما تعرَضت له من تنمُر. وطبعاً لا يمكن عدم التطرق هنا لجيورجيو أرماني، الذي منح المرأة أهم أداة لتدخل بها عالم الرجل في الثمانينات، البدلة النسائية أو التايور، والذي لا يزال يطرحها في كل موسم بشكل ولون.

«سان لوران» تستعيد إيف

اللعب على الازدواجية بين الذكورة والأنوثة ليس جديداً على الدار لكن أنطوني فاكاريللو رفع من نسبة هرمون الذكورة هذه المرة (سان لوران)

بالنسبة لأنطوني فاكاريللو، الذي حقن هذه القطعة بجُرعة عالية من هرمون التستوستيرون، فإن العملية كانت طبيعية بحكم جينات الدار التي قدّم فيها الراحل إيف سان لوران، إبداعات يختلط فيها الذكوري بالأنثوي بأسلوب كان ثورة في عصره. في السبعينات مثلا، وعندما قدم «التوكسيدو» للمرأة، اعتبره الرجال غزواً لتصميم يخصهم. قاوموا لكي لا يخرج عن سيطرتهم، إلا أن رغبة المرأة فيه، غلبت. فقد أضفى عليها قوة وأنوثة لم تستشعرهما من قبل. هذه المرأة بالنسبة لفاكاريللو ليست عادية. بالعكس هي ذات شخصية متناقضة ومتمردة، تميل إلى خض المتعارف عليه. وحسب الدار «تميل إلى المخاطر وكل ما يمنحها المتعة غير آبهة بآراء الغير» وهذا ما ترجمه في هذه التشكيلة، من خلال عدد هائل من التايورات بصفوف مزدوجة أو بصف أزرار واحدة، وبأكتاف عريضة تلعب على الجانب الذكوري للمرأة.

كانت عارضات «سان لوران» يستحضرن صورة إيف نفسه (سان لوران)

والحقيقة أنها لم تكن سوى مرآة تعكس صورة إيف نفسه، بالنظر إلى ألوانها وقصاتها والنظارات الطبية ذات الإطارات السميكة وربطات العنق، التي ظهرت بها العارضات، إضافة إلى شعرهن المصفوف إلى الوراء أو المنسدل على الأكتاف.

كان واضحاً أن المصمم لم يستلهم من نساء احتضن البدلة الرجالية والتوكسيدو من مثيلات مارلين ديتريش أو كاثرين هيبورن وغيرهما، بل من صورة إيف سان لوران نفسه. أفليس هذا الأخير من قال: «أنا امرأة سان لوران؟». التقط فاكاريللو هذا التصريح ولعب عليه بأريحية. استحضر أسلوبه الخاص وجعل كل عارضة تبدو وكأنها بطلة تمسك بزمام أمور حياتها وفي الوقت تُذكرنا بالراحل إيف.

منذ أن طرح إيف التوكسيدو والمرأة تتمسك بالأسلوب الذكوري لما يمنحها من أنوثة لا تثير الغرائز (سان لوران)

بيد أنه في قوة هذه الصورة التي رسمها فاكاريللو يكمن ضُعفها أيضاً. جرعتها القوية لا تناسب كل امرأة أو مناسبة. وهذا ما أكده ماثيو بلايزي، مصمم دار «بوتيغا فنيتا» الإيطالية الذي قدم لها هو الآخر مجموعة من البدلات الرجالية، مُعلِقاً أنها خاصة بتلك المناسبات الخاصة جداً، التي ترغب فيها المرأة أن تكشف عن جانبها الجريء.

فاكاريللو وافقه الرأي رغم أنه لم يُعبِر عنه علانية، وذلك بطرحه مجموعة موازية رسمها ببوهيمية، هي أيضاً تُمثِل جانباً من عالم إيف سان لوران وعشقه لألوان مدينة مراكش. تنورات قصيرة وأخرى بكشاكش وأقمشة جاكار مطرزة كلها بألوان تستمد نكهتها من التوابل الدافئة.

إيرديم... قصة قديمة جديدة

في تشكيلة إيرديم اجتمع الذكوري بلمسات أنثوية خفيفة تتجلى أحياناً في الورود والتطريزات (إيرديم)

إيرديم مصمم عودنا على أن يسرد لنا قصصاً وحكايا مقتبسة من التاريخ يُلوِنها بالورود ويطرزها بشتى التفاصيل التي تزيد من إثارتها وتجعلها واقعاً حالماً. لعب هو الآخر في تشكيلته لربيع وصيف 2025 على الازدواجية بين الذكورة والأنوثة من خلال تايورات مفصلة بنعومة، وفساتين تتداخل فيها الرقة بالصرامة. مصدر إلهامه مختلف. يشرح لنا في بيانه الصحافي أنه استلهمها من «بئر الوحدة» The well of Loneliness للكاتبة رادكليف هول. رواية تحكي قصة امرأة عاشت كرجل طوال حياتها. تلبس ملابسه وتتصرف مثله. أتقنت دورها وتعايشت مع وضعها إلى حد أنه لا أحد كشف أمرها.

استعان إيرديم بخياط في سافيل رو للتأكد من كل التفاصيل الدقيقة (إيرديم)

إيرديم لم يكتف بالإيحاءات التي فصلها وطرزها للعصر الحديث، بل كتب أيضاً عنوان الرواية على حاشية البدلة. قال إن من بين الأشياء التي حفَزت فضوله وعلقت في ذهنه بعد قراءة الرواية أن البطلة كانت تُفصل بدلاتها في شارع سافيل رو الشهير بالتفصيل الإنجليزي، الأمر الذي جعله يستعين بالخياط المعروف إدوارد سيكستون للتأكد من أن البدلات مفصلة على أحسن وجه. ومع ذلك لم يتقيد إيرديم تماماً بالأسلوب القديم الذي صورته الرواية. طعَمه بخفة، منحته نعومة. ولأن الرواية نشرت في 1928، فإنه لم ينس أن هذه الفترة شهدت بداية تحرر المرأة من بعض القيود مثل الكورسيهات وظهور تصاميم أكثر اتساعاً تمنحها حرية أكبر للحركة والتعبير عن نفسها. ترجم هذا في فساتين تستحضر تلك الحقبة بخصورها المنخفضة وألوانها الهادئة وتطريزاتها التي تجعلها تبدو مثل لوحات مائية تتماوج مع أي خطوة وحركة.

جيورجيو أرماني يرسم مستقبلاً مثالياً

جيورجيو أرماني كان من أدخل البدلة عالم المرأة اليومي تزامناً مع اقتحامها عالم الرجل في العمل (إمبوريو أرماني)

إذا كان إيف سان لوران أهدى المرأة التوكسيدو، فإن جيورجيو أرماني هو من أهداها بدلة العمل. كان ذلك في سبعينات وثمانينات القرن الماضي عندما اقتحمت أماكن العمل لتتبوأ مناصب مهمة كانت حكراً على الرجل.

قدمها لربيع وصيف 2025، بأسلوب قديم جديد، بمعنى أنه لم يُخضعها لتغيير جذري. فالصورة الرمزية لعارضة مرتدية بدلة رجالية مع ربطة عنق تجسد قوة الأنوثة لأنها «خلاصة ما تم إنجازه من قبل، وفي الوقت نفسه إعلان صريح لما سيأتي». ربطة العنق، مثلاً، قد تؤكد المساواة بين الجنسين، إلا أنها ستكون إحدى صيحات الموضة تُضيف بعض الشقاوة و«خفة الروح» على السترات المفصلة والسراويل الفضفاضة أو سراويل ركوب الخيل.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
TT

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

صناع الموضة وعلى غير عادتهم صامتون بعد فوز دونالد ترمب الساحق. السبب أنهم خائفون من إدلاء آراء صادمة قد تُكلفهم الكثير بالنظر إلى أن الناخب الأميركي هذه المرة كان من كل المستويات والطبقات والأعراق والأعمار. وهنا يُطرح السؤال عما ستكون عليه علاقتهم بميلانيا ترمب، بعد أن عبَّر العديد منهم رفضهم التعامل معها بأي شكل من الأشكال بعد فوز ترمب في عام 2016.

بدت ميلانيا هذه المرة أكثر ثقة وقوة (دي بي آي)

المؤشرات الحالية تقول بأنه من مصلحتهم إعادة النظرة في علاقتهم الرافضة لها. فميلانيا عام 2024 ليست ميلانيا عام 2016. هي الآن أكثر ثقة ورغبة في القيام بدورها كسيدة البيت الأبيض. وهذا يعني أنها تنوي الحصول على كل حقوقها، بما في ذلك غلافها الخاص أسوة بمن سبقنها من سيدات البيت الأبيض.

تجاهُلها في الدورة السابقة كان لافتاً، وفيه بعض التحامل عليها. فصناع الموضة بقيادة عرابة الموضة، أنا وينتور، ورئيسة مجلات «فوغ» على مستوى العالم، كانوا موالين للحزب الديمقراطي ودعموه بكل قواهم وإمكانياتهم. جمعت وينتور التبرعات لحملات كل من باراك أوباما وهيلاري كلينتون ثم كامالا هاريس، ولم تُخف رفضها لما يمثله دونالد ترمب من سياسات شعبوية. شاركها الرأي معظم المصممين الأميركيين، الذين لم يتأخروا عن التعبير عن آرائهم عبر تغريدات أو منشورات أو رسائل مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت ميلانيا هي الضحية التي دفعت الثمن، وذلك بعدم حصولها على حقها في تصدر غلاف مجلة «فوغ» كما جرت العادة مع من سبقنها. ميشيل أوباما مثلاً ظهرت في ثلاثة إصدارات.

أسلوبها لا يتغير... تختار دائماً ما يثير الانتباه وأناقة من الرأس إلى أخمص القدمين

لم ترد ميلانيا حينها، ربما لأنها لم تكن متحمسة كثيراً للعب دورها كسيدة البيت الأبيض وكانت لها أولويات أخرى. تركت هذا الدور لابنة ترمب، إيفانكا، مُبررة الأمر بأنها تريد التفرغ وقضاء معظم أوقاتها مع ابنها الوحيد، بارون، الذي كان صغيراً ويدرس في نيويورك. لكن الصورة التي تداولتها التلفزيونات والصحف بعد إعلان فوز ترمب الأخير، كانت مختلفة تماماً عن مثيلتها في عام 2016. ظهرت فيها ميلانيا أكثر ثقة واستعداداً للقيام بدورها. والأهم من هذا فرض قوتها.

طبعاً إذا تُرك الأمر لأنا وينتور، فإن حصولها على غلاف خاص بها مستبعد، إلا أن الأمر قد يتعدى قوة تأثير أقوى امرأة في عالم الموضة حالياً. فهي هنا تواجه عدداً لا يستهان به من القراء الذين انتخبوا ترمب بدليل النتائج التي أثبتت أنه يتمتع بقاعدة واسعة من كل الطبقات والمستويات.

في كل زياراتها السابقة مع زوجها كانت تظهر في قمة الأناقة رغم رفض الموضة لها

ميلانيا أيضاً لعبت دورها جيداً، وقامت بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة. عكست صورة جديدة تظهر فيها كشخصية مستقلة عن زوجها وسياساته، لا سيما بعد تصريحاتها خلال الحملة الانتخابية بأنها تدعم حق المرأة في الإجهاض، مؤكدة أن هذا قرار يخصها وحدها، ولا يجب أن يخضع لأي تدخل خارجي، وهو ما يتناقض مع موقف زوجها بشأن هذه القضية التي تُعد رئيسية في الانتخابات الأميركية. كتبت أيضاً أنها ملتزمة «باستخدام المنصة ودورها كسيدة أولى من أجل الخير».

أسلوبها لا يروق لكل المصممين لكلاسيكيته واستعراضه للثراء لكنه يعكس شخصيتها (أ.ف.ب)

كانت رسائلها واضحة. أعلنت فيها للعالم أنها ذات كيان مستقل، وأن لها آراء سياسية خاصة قد لا تتوافق بالضرورة مع آراء زوجها، وهو ما سبق وعبرت عنه في مكالمة شخصية مع صديقة تم تسريبها سابقاً بأنها ترفض سياسة زوجها في فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم، وأنها أصيبت بالصدمة عندما علمت بها. وبالفعل تم التراجع عن هذا القرار في يونيو (حزيران) 2018 بعد عاصفة من الجدل.

وحتى إذا لم تُقنع هذه التصريحات أنا وينتور وصناع الموضة، فهي تمنح المصممين نوعاً من الشرعية للتراجع عن تعهداتهم السابقة بعدم التعامل معها. بالنسبة للموالين لدونالد ترمب والحزب الجمهوري، فإن الظلم الذي لحق بميلانيا ترمب بعدم احتفال صناع الموضة بها، لا يغتفر. فهي لا تفتقد لمواصفات سيدة البيت الأبيض، كونها عارضة أزياء سابقة وتتمتع بالجمال وأيضاً بذوق رفيع. ربما لا يعجب ذوقها الكل لميله إلى العلامات الكبيرة والغالية، إلا أنه يعكس شخصية كلاسيكية ومتحفظة.

وحتى إذا لم تنجح أنا وينتور في إقناع المصممين وبيوت الأزياء العالمية، وتبقى على إصرارها عدم منحها غلافها المستحق في مجلة «فوغ»، فإن صوت الناخب المرتفع يصعب تجاهله، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وهذا ما يعود بنا إلى طرح السؤال ما إذا كان من مصلحة صناع الموضة الأميركيين محاباة ميلانيا وجذبها لصفهم. فقوتها هذه المرة واضحة وبالتالي سيكون لها هي الأخرى صوت مسموع في تغيير بعض السياسات، أو على الأقل التخفيف من صرامتها.

إيجابيات وسلبيات

لكن ليس كل صناع الموضة متخوفين أو قلقين من دورة ثانية لترمب. هناك من يغمره التفاؤل بعد سنوات من الركود الاقتصادي الذي أثر بشكل مباشر على قطاع الموضة. فعندما يقوى الاقتصاد الأميركي فإن نتائجه ستشمل كل القطاعات. ربما تتعلق المخاوف أكثر بالتأشيرات وزيادة الضرائب على الواردات من الصين تحديداً. فهذه أكبر مورد للملابس والأنسجة، وكان صناع الموضة في الولايات المتحدة يعتمدون عليها بشكل كبير، وهذا ما جعل البعض يستبق الأمور ويبدأ في تغيير سلاسل الإنتاج، مثل شركة «بوما» التي أعلنت أنها مستعدة لتغيير مورديها لتفادي أي عوائق مستقبلية. الحل الثاني سيكون رفع الأسعار وهو ما يمكن أن يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين بنحو 50 مليار دولار أو أكثر في العام. فتهديدات ترمب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60 في المائة لا بد أن تؤثر على المستهلك العادي، رغم نيات وقناعات ترمب بأن تحجيم دور الصين سيمنح الفرص للصناعة الأميركية المحلية. المشكلة أنه ليس كل المصممين الذين يتعاملون مع الموردين والمصانع في الصين منذ سنوات لهم الإمكانيات للبدء من الصفر.