إيزابيل هيبار تشرح في مهرجان فينيسيا السينمائي معنى «لكل زي زمان ومكان»

5 إطلالات مختلفة والمصمّم واحد

ترأس النجمة الفرنسية المخضرمة لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ81 (رويترز)
ترأس النجمة الفرنسية المخضرمة لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ81 (رويترز)
TT

إيزابيل هيبار تشرح في مهرجان فينيسيا السينمائي معنى «لكل زي زمان ومكان»

ترأس النجمة الفرنسية المخضرمة لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ81 (رويترز)
ترأس النجمة الفرنسية المخضرمة لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ81 (رويترز)

ليس غريباً أن تظهر النجمة الفرنسية إيزابيل هوبير Isabelle Huppert خلال مهرجان فينيسيا السينمائي الأخير بـ5 إطلالات، كلها من تصاميم دار «بالنسياغا»، فهي شبه سفيرة من سفرائها الأوفياء منذ عام 2022، لكن أن يتناقض كل زي عن الآخر، وكأن كل واحد من دار أزياء مختلفة، فهذا هو الغريب؛ إذ كان من المتوقع أن تتّسم بنفس الروح والشخصية، وتتكلم نفس اللغة، وخصوصاً أن مصمّماً واحداً وراءها، لكن العكس حصل.

في كل إطلالة كانت كمن تتقمص دوراً مختلفاً؛ فتارةً عادية للغاية، وتارةً «ديفا» من العصر الذهبي للمسرح والسينما، وتارةً أخرى امرأة لكل المواسم تتعدّى أناقتُها القارات والثقافات، لكن في خضم هذه الفوضى البصرية، نجحت بحضورها والكاريزما التي تتمتع بها أن تُمسك بخيوطها وتقدّم لنا درساً ممتعاً لمعنى أن يكون «لكل مناسبة زيها».

ظهرت إيزابيل هوبير بهذا الفستان وكأنها لوحة من الفن الكلاسيكي الإيطالي (إ.ب.أ)

في حفل افتتاح الدورة الـ81 من المهرجان السينمائي، مثلاً، اختارت فستاناً جريئاً من حيث التصميم واللون، تشم من بين ثناياه وأكتافه لمسة كلاسيكية إيطالية استلهمها مصمّم الدار ديمنا من فستان خاص بحفلات الأوبرا. ليس هذا فحسب، بل يستحضر أيضاً صور نجمات المسرح في الخمسينات؛ لونه الأحمر المتوهج زاد من جرعة تفرّده، كذلك القفازات البيضاء والمجوهرات من دار «كارتييه»، كل ما في الإطلالة، بما في ذلك وقفتها أمام المصورين لالتقاط صورها، كانت تصرخ بأنها نجمة غير عادية.

إطلالة «سبور» بكل ما فيها من تفاصيل ظهرت بها النجمة الفرنسية وكأنها تتحرّر من قيود المناسبات الرسمية (رويترز)

وقبل أن نُفيق من حلاوة هذه الصورة وفخامتها، تُفاجئنا هوبير بالنقيض؛ إطلالة رياضية إلى أبعد حد، مأخوذة من القطعة التي طرحتها علامة «جوسي كوتور» في التسعينات، وكانت مكوّنة من بنطلون وكنزة رياضية من المخمل، انتشرت في كل الأوساط انتشار النار في الهشيم، إلى حد أنها أصبحت تجسّد ثقافة قائمة بذاتها. ديمنا مصمّم «بالنسياغا» وكعادته في اللعب على أيقونات شعبية يُعيد تجديدها بتوقيع الدار، طرَحها لنا في تشكيلته لخريف 2024.

وباللون الأحمر اختارتها هوبير ونسقتها مع قبعة «بايزبول» باللون الأسود، يتوسطها لوغو الدار، وحذاء أيضاً أسود مريح، وكأنها تريد أن تؤكد رغبتها في الانطلاق والتخفّف من القيود، أو على الأقل ترتاح من متطلبات السجاد الأحمر، وما تتطلبه من أناقة محسوبة، لكن باستثناء ما تمنحه هذه القطعة من راحة، يمكنها عَدُّها الهفوة الوحيدة من بين كل إطلالات النجمة الفرنسية طوال المهرجان.

إطلالة متكاملة من الرأس إلى القدمين تتجاوز الحدود والثقافات بأناقتها (إ.ب.أ)

بين الفخامة الكلاسيكية والأناقة الـ«سبور»، برزت 3 إطلالات أخرى، كانت الأجمل والأنسب؛ لأنها تخاطب كل نساء العالم، بغضّ النظر عن أذواقهن وأعمارهن وثقافتهن؛ الأولى من تشكيلة الدار لربيع 2025، باللونين الزيتوني والأسود، يتداخلان بشكل يوحي وكأنهما طبعات من الغابة، تتكون من تنورة ببليسيهات وقميص بياقة عالية، وما يشبه الـ«كاب» منساباً، لا يختلف اثنان على أنها في غاية الأناقة ومناسِبة لكل زمان ومكان.

إطلالة للنهار تجمع الـ«سبور» بالأناقة (بالنسياغا)

أما الثانية فأقل رسميةً، تتكون من بنطلون أسود بتصميم مريح نسقته مع «تي - شيرت» أبيض وقطعة بلمسة رياضية بالأسود تتخلّلها تطريزات ماسية تجسّد برج إيفل واسم باريس، هنا أيضاً استعملت نفس الحذاء المريح الذي نسقته مع القطعة الرياضية المستوحاة من «جوسي كوتور».

أثناء حضورها فيلم THE ROOM NEXT DOOR بفستان أنيق مطرّز بالكامل بحبات خرز صغيرة (بالنسياغا)

الإطلالة الثالثة التي ظهرت بها لدى حضورها فيلم، عبارة عن فستان طويل بـ«كاب» ناعم من تشكيلة الدار لشتاء 2024، لكن تم إجراء تغييرات عليه ليأتي على مقاسها، وهو مطرّز بالكامل بحبات خرز صغيرة تداخَل فيها البني مع الأسود لخلْق نقشات مستوحاة من جلد الفهد.

تجدر الإشارة إلى أن علاقة الود بين النجمة الفرنسية و«بالنسياغا» بدأت في عام 2021، حين ظهرت بفستان أسود بأكمام طويلة من تشكيلتها لربيع وصيف 2022، ومنذ ذلك التاريخ العلاقة مستمرة؛ إذ تظهر هوبير في كل المناسبات السينمائية والمحافل، بما في ذلك حفل المتروبوليتان الماضي، بتصاميم تنجح في إثارة الاهتمام، وفي الوقت ذاته إبراز جوانب خفية من شخصيتها، جوانب جريئة وغريبة عوّدَنا عليها ديمنا، ويبدو أنها تفهمَتها وتقبَّلَت كل أوجهها.


مقالات ذات صلة

«هي هَبْ»: التجربة المثالية لعشّاق الأزياء والجمال وأسلوب الحياة

يوميات الشرق «هي هَبْ» سيجمع أشهر روّاد الصناعة العالميين والفنانين والمؤثّرين (الشرق الأوسط)

«هي هَبْ»: التجربة المثالية لعشّاق الأزياء والجمال وأسلوب الحياة

يجمع أشهر روّاد الصناعة العالميين والفنانين والمؤثّرين، إضافة إلى أهمّ دُور الأزياء والعلامات التجارية العالمية، لاكتشاف أحدث توجّهات هذه الصناعة الحيوية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
لمسات الموضة اكتسبت كامالا جمالاً وأناقة زعزعا ثقة غريمها دونالد ترمب بشكل واضح (أ.ب)

جاذبية كامالا هاريس وأناقتها تقلقان دونالد ترمب

الواضح أن كامالا هاريس توصلت إلى الوصفة الناجحة التي راوغت غيرها من السياسيات. وصفة تجمع الثقة بالأناقة، والأنوثة بالقوة. كل هذا من دون أن تهزّ المألوف.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة كريستيانو رونالدو برفقة زوجته جورجينا خلال قرعة دوري أبطال أوروبا الأخيرة (ميسيكا)

كريستيانو رونالدو يسجل أهدافاً من ذهب وألماس في مرمى الموضة

ديفيد بيكهام وكريستيانو رونالدو من جيلين، إلا أن القاسم المشترك بينهما واضح: وسامة وجرأة نابعة من قوة رياضية وقدرة عجيبة على قراءة ثقافة الشارع والتأثير عليها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة قدمت الدار مجموعة متكاملة للرجل والمرأة مفعمة بالأناقة رغم اعتمادها على كلاسيكيات الدار (جيڤنشي)

«جيڤنشي» تُساوي بين الرجل والمرأة

غاب عن دار «جيڤنشي» مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها بعد خروج مصممها السابق، الأميركي ماثيو ويليامز منها منذ سنة تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)

حرب الأناقة بين السياسيات والساسة في أميركا

ألوان أزياء الساسة الحاليين متشابهة ومتكررة وكأنهم عقدوا هدنة مع الموضة تنص على ابتعادهم عن كل ما يخض المتعارف عليه أو يُعبِّر عن تفرد شخصي.

جميلة حلفيشي (لندن)

وأصبح للنظارات أكسسواراتها الثمينة!

TT

وأصبح للنظارات أكسسواراتها الثمينة!

«وأصبح للنظارات أكسسواراتها الخاصة والثمينة»... هذا ما أعلنته كل من مجموعة «مغربي»، الشركة المتخصصة في قطاع البصريات، وعلامة «لاتولييه نوبر» للمجوهرات الرفيعة. أعلنتا حديثاً عن شراكة بينهما، صممت بموجبها تانيا نوبر، وهي من الجيل الثالث، سلاسل تجمع الفخامة بالأناقة لتزيين النظارات.

الفكرة ليست جديدة. فقد ظهرت منذ زمن طويل، لكنها اقتصرت على الجدات والأمهات، وكان الهدف منها وظيفياً لا علاقة له بالزينة أو الموضة، ثم ظهرت بها عارضات أزياء ونجمات مثل بيلا حديد، لتحصل على ختم المباركة من أنيقات العالم وصناع الموضة على حد سواء، وتبدأ عملية تجديدها بإدخال مواد وخامات وألوان متنوعة، مثل المعدن واللؤلؤ والخرز لتصبح واحداً من اتجاهات ربيع 2024.

شركة «مغربي» و«لاتولييه نوبر» ارتقيتا بها إلى مستوى المجوهرات. أطلقتا مجموعتهما الجديدة في بداية الشهر الحالي، وتضمّ 10 سلاسل مصنوعة من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً، ترصعها أحجار كريمة وتلوينات بالمينا، الأمر الذي أضفى على كل واحدة منها لمسةً تضج بالإشراق والمرح.

تضمّ المجموعة 10 سلاسل من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً والأحجار الكريمة والمينا (بلاستيك استوديو)

تقول تانيا نوبر الشريكة في «لاتولييه نوبر»: «أعتقد أن (مغربي) و(لاتولييه نوبر) تشكّلان ثنائيّاً مثاليّاً؛ لأن كلتيهما تتمتع بتاريخ طويل». فمجموعة «مغربي» هي الشركة الرائدة إقليمياً في قطاع البصريات، وتستمد سمعتها ونجاحها في المنطقة من مقاربتها للموضة ودمجها التقنيات المتطورة في صناعة النظارات بالفنّ.

أضفى المينا على كل سلسلة لوناً وروحاً تجمع الرقي بالمرح (بلاستيك استوديو)

من هذا المنظور، كان هذا التعاون بالنسبة لتانيا نوبر مثالياً، حسب قولها؛ لأن «(مغربي) كشركة عربية تشاطرنا نفس الثقافة والطموحات، وهذا ما جعل العمليّة ممتعة من البداية إلى النهاية؛ إذ وضعنا كلّ الأحجار على الطاولة، وانتهى بنا الأمر باختيار ما يناسبهم، أو بالأحرى يمثِّلهم منها». كان لا بد أن تحترم هذه الشراكة ثقافة ومبادئ كل منهما حتى تعكس الرقي المطلوب.