كامالا هاريس تستعد للرئاسة ببدلات رسمية «سياسية»

إطلالات عادية تستهدف إبعاد الموضة عن طاولة النقاش

كونها أول امرأة مرشحة لهذا المنصب يضعها تحت المجهر لهذا تتبنى مظهراً أنيقاً لكن يفتقد لأي إثارة من شأنها أن تثير أي جدل (أ.ف.ب)
كونها أول امرأة مرشحة لهذا المنصب يضعها تحت المجهر لهذا تتبنى مظهراً أنيقاً لكن يفتقد لأي إثارة من شأنها أن تثير أي جدل (أ.ف.ب)
TT

كامالا هاريس تستعد للرئاسة ببدلات رسمية «سياسية»

كونها أول امرأة مرشحة لهذا المنصب يضعها تحت المجهر لهذا تتبنى مظهراً أنيقاً لكن يفتقد لأي إثارة من شأنها أن تثير أي جدل (أ.ف.ب)
كونها أول امرأة مرشحة لهذا المنصب يضعها تحت المجهر لهذا تتبنى مظهراً أنيقاً لكن يفتقد لأي إثارة من شأنها أن تثير أي جدل (أ.ف.ب)

منذ دخول كامالا هاريس إلى دائرة الضوء بصفتها المرشحة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة، وابتسامة واسعة تشي بطاقة إيجابية ترتسم على وجهها، هذا عدا عن تلك الثقة المتزايدة بفضل تدفق سيل من التأييد لها. فجأة، اكتسبت صورتها هالة من الإثارة، باستثناء شيء واحد: أزياؤها.

في محطات حملتها لحد الآن والتي شملت ميلووكي؛ وإنديانابوليس؛ وويلمنغتون بولاية ديلاوير؛ وبيتسفيلد بولاية ماساتشوستس؛ ووسط فلوريدا، اعتمدت هاريس زيا رسمياً عبارة عن بدلات مكونة من جاكيت وبنطلون لا يتغير فيها سوى ألوانها، الأسود والأزرق الداكن والبيج وقليل جداً من الألوان الباستيلية، مثل الأزرق السماوي والوردي. أحياناً تكرر استعمال البدلات نفسها مع تغيير القطع التي تنسقها معها.

اكتسبت منذ ترشحها هالة من الإيجابية تظهر على ابتسامتها وضحكاتها (رويترز)

ظهرت وهي ترتدي قمصاناً حريرية معها، أو «بلوزات» بياقة عالية. كما حرصت على ارتداء لآلئها المميزة وأحذيتها ذات الكعب البالغ 70 ملم من «مانولو بلانيك». وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، كان هذا المظهر المثالي للمسؤولة التنفيذية الثانية في البلاد: جاد، ومحتشم، ورتيب نوعاً ما.

هل يبدو مظهرها رئاسياً؟

سؤال مهم في إطار انتخابات يمكن لهاريس أن تكون فيها الشخصية الأولى على عدة أصعدة: أول رئيسة، وأول رئيسة ملونة، وأول رئيسة من أصل جنوب آسيوي.

في هذا السياق، قالت آشلي أليسون، الرئيسة التنفيذية لشركة «ووترينغ هول ميديا»، ومستشارة حملة بايدن ـ هاريس سابقاً: «مسألة كيفية تقديم نفسك باعتبارك امرأة في منصب قيادي، من شأنها أن تشغل بال كل امرأة تتولى مثل هذا المنصب». وأضافت أن هاريس «تحاول كسر ما قد يكون أكبر وأضخم سقف زجاجي قائم على الإطلاق». ويحمل الأسلوب الذي تحاول عبره إنجاز ذلك، أهمية كبيرة.

اقتصرت ألوانها الباستيلية على الأزرق السماوي والوردي والأبيض (أ.ب)

إن الأمر لا يتعلق حقاً بمقياس موضوعي للأناقة، ولا بالحصول على تأييد مجلة «فوغ» المعنية بالموضة ـ وإن كانت هاريس قد نالت هذا التأييد بالفعل، بل يتعلق الأمر في جوهره بما يقرأه الناخبون فيما ترتديه من أزياء وإكسسوارات وتلك الرسائل التي تريدها أن تصل إليهم. ففي الكثير من الأحيان، تُؤثر هذه الأزياء على مشاعر وآراء الناخبين، إما بالإيجاب أو السلب. ولا شك أن هذا الأمر يزيد عندما تكون المرشحة امرأة.

من جهتها، أطلقت «مؤسسة باربرا لي فاميلي»، مؤسسة غير حزبية وغير ربحية تركز على النساء بمجال السياسة، على هذا العامل اسم «حاجز الخيال». عندما يُطلب من الناس أن يغمضوا أعينهم ويتخيلوا رئيساً، فإن معظمهم يتخيلون ما تعودوا عليه في الماضي: صورة رجل أبيض.

اعتمدت زياً رسمياً سياسياً اعتمدته قبلها هيلاري كلينتون ونانسي بيلوسي وأنجيلا ميركل (نيويورك تايمز)

وقالت أماندا هانتر، المديرة التنفيذية لـ«مؤسسة باربرا لي فاميلي» إن هناك نقطة إيجابية في الموضوع وهو أن «الناخبين لا يمتلكون صورة نمطية لما تبدو عليه المرأة في منصب رئيسة الولايات المتحدة». وهذا ما يفتح الباب أمام كامالا هاريس كي ترسم هذه الصورة كما تشاء.

وهذا ما تُدركه هاريس جيداً، حيث أثبتت أنها قادرة على الانغماس في رمزية الموضة عندما تشاء. ارتدت لحد الآن تصاميم لثلاثة مصممين سود مختلفين في حفل تنصيب الرئيس جو بايدن، وهم كيربي جان رايموند من «باير موس»، وكريستوفر جون روجرز وسيرجيو هدسون. كما ارتدت بدلة بيضاء من «كارولينا هيريرا»، تكريماً للنساء اللواتي سبقنها، في المساء الذي أعلن فيه بايدن فوزه في انتخابات 2020 - وهي المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك خلال الحملة الانتخابية. الواضح أن قرارها بالالتزام ببدلاتها ليس صدفة، وإنما تكتيكي.

تحاول قدر الإمكان دعم مصممين أميركيين أو مقيمين فيها مثل كارولينا هيريرا وغيرها (نيويورك تايمز)

وعبرت هانتر عن اعتقادها بأن هاريس تعلم جيداً أنها ستخضع للتدقيق بسبب مظهرها أكثر من أي مرشح آخر بوصفها امرأة: «لقد خلصنا في دراسة أجريت قبل عامين إلى أن الناخبين لديهم تسامح أقل تجاه الشعر المتطاير والياقة المجعدة للمرشحة إذا كانت امرأة مقارنة بالمرشح الرجل. إنهم يعتبرون ذلك مؤشراً على تفكير مشتت وضبابي».

رغم أن أزياءها عملية وأنيقة فإنها تفتقد إلى تلك الأناقة المثيرة التي تستوقف الناظر وتشده (نيويورك تايمز)

جدير بالذكر هنا أن الاهتمام بالملابس، تاريخياً، من اختصاص السيدة الأولى، التي واجهت اتهامات من قبل البعض، باستغلال صورتها كأداة للدبلوماسية الناعمة.

لسنوات كان الحل ما يمكن تسميته بزي المرأة السياسية، الذي روّجت له شخصيات نسائية قائدة، مثل هيلاري كلينتون ونانسي بيلوسي وأنجيلا ميركل وإليزابيث وارن. والمقصود بهذا الزي النسائي السياسي بدلة رجل بألوان سلطة الفاكهة، مثل حل وسط جرى التوصل إليه لسد الفجوة بين الذكورة والأنوثة، لكن في الآونة الأخيرة شرعت النساء في استغلال الموضة كسلاح محتمل.

نجحت هاريس بقدر الإمكان في إبعاد الموضة عن طاولة النقاش

ومع ذلك، اتخذت هاريس نهجاً مختلفاً. تقول تامي حداد، المنتجة السابقة لبرنامج «فيب» على قناة «إتش بي أو»، ورئيسة شركة «حداد ميديا»: «الشيء الأساسي لأي مرشحة يكمن في مشيتها على المسرح، خصوصاً إذا كانت ترغب في أن تُخلف أي تأثير إيجابي غير صادم. في هذه الحالة تحتاج إلى ملابس جذابة، لكن ليست ملفتة بشكل كبير، وتود أن تبدو مهيمنة، لكن ليس للغاية».

وأضافت: «إذا كنت محل هاريس، فأنت تريد أن ترتدي سترة بأزرار، لكن بالاعتماد على زر واحد فقط. وتريد ارتداء حذاء بكعب، لكن متوسط الارتفاع. تريد أن توحي باهتمامك بالموضة، دون أن تبالغ في الأناقة. وهنا، يساعد ارتداء الملابس غير الرسمية من حين لآخر».

وشرحت أنه: «يصبح الاهتمام أكثر كثافة في الفترة التي تسبق الانتخابات. هل هذا غير عادل؟ نعم، بالطبع». وهذا ما اعترف به باراك أوباما عندما أشار إلى المعايير المزدوجة خلال حملة هيلاري كلينتون قائلاً: «كان عليها أن تفعل كل ما كان علي فعله، باستثناء، مثل جينجر روجرز، ارتداء الكعب العالي. لقد كان عليها أن تستيقظ أبكر مني، لأنها كانت مضطرة إلى تصفيف شعرها. كان عليها، كما تعلمون، التعامل مع كل التوقعات التي فرضت عليها».

تريد من خلال أزيائها أن تظهر هيمنتها ومهنيتها أولاً وأخيراً (رويترز)

لقد نجحت هاريس، بقدر الإمكان، من خلال ارتداء الأزياء نفسها، في إبعاد الموضة عن طاولة النقاش، سعياً نحو التركيز بشكل أفضل على نقاط النقاش الحقيقية. وقد يكون هذا محبطاً لأولئك الذين يريدونها أن تمثل البلاد والنساء، والنساء السود بطريقة أكثر إثارة. لكن من يدري؟ ربما إذا فازت في الانتخابات، ستتغير خزانة ملابسها لتتناسب مع اللحظة. وسيهتم الكثيرون بالتعليق على ملابسها حينذاك بالتأكيد.


مقالات ذات صلة

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

لمسات الموضة ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

اهتمام الملك تشارلز الثالث بالموضة، وبكل ما يتعلق بالبيئة، أمر يعرفه الجميع منذ أن كان ولياً للعهد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

لم تستغرق كاترانتزو طويلاً لتتأكد أن حمامات كاراكالا وزهرة الكالا بشكلها العجيب نبعان يمكن أن تنهل منهما.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في توديع جمهورها بلاس فيغاس أبدعت أديل غناء وإطلالة (كلوي)

المغنية أديل تُودّع لاس فيغاس بفستان من «كلوي»

اختتمت نجمة البوب البريطانية أديل سلسلة حفلاتها الموسيقية في لاس فيغاس، نيفادا، بالدموع. كانت آخِر ليلة لها على خشبة مسرح «الكولوسيوم» بقصر سيزار في لاس فيغاس،…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الرياض تستعد لرحلة في أساطير ألف ليلة مع المصمم العالمي إيلي صعب

إيلي صعب (رويترز)
إيلي صعب (رويترز)
TT

الرياض تستعد لرحلة في أساطير ألف ليلة مع المصمم العالمي إيلي صعب

إيلي صعب (رويترز)
إيلي صعب (رويترز)

حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع لنجوم عرب توافدوا على الرياض لحضور عرض أزياء استثنائي للمصمم اللبناني العالمي إيلي صعب ونشرت صفحة المصمم على «إنستغرام» لقطات من حفل العشاء الذي أقيم الليلة الماضية وحضره العديد من النجوم، منهم النجمة يسرا وكنده علوش وأمينة خليل وسلافة معمار وسيرين عبد النور وهند صبري وماريتا ودانا الحلاني وأندريا طايع، ومن المتوقع أن تغني نانسي عجرم وعمرو دياب وأسماء كبيرة من النجوم العالميين لم تتأكد أسماؤهم بعد، ولكن الجمهور سيشاهد كل التفاصيل عبر البث المباشر للعرض على منصة المصمم على «إنستغرام» وغيرها من المنصات العربية.

ويتوقع الجميع أن يتحول عرض إيلي صعب ضمن موسم الرياض 2024 إلى احتفالية بمسيرة عمرها 45 عاماً لمصمم وضع الموضة العربية على قائمة الخريطة العالمية فاتحاً الأبواب للعديد من المصممين الشباب. بعنوان «1001 موسم من إيلي صعب» خلال موسم الرياض 2024، سيشمل العرض الضخم، عروضاً ترفيهية وموسيقية حية على الهواء. فمنذ أن تم التوقيع على الشراكة بين المصمم ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأزياء، بالتوقيع على مذكرة التعاون، والنية كانت تنظيم حدث يتكلم عنه كل العالم، ويتجاوز كونه مجرد عرض أزياء ضخم إلى ليلة لا تنسى تحتفل بمدينة الرياض بوصفها حاضنة للفنون كما لصناعة الأزياء.

من أحد عروض المصمم العالمي إيلي صعب (رويترز)

من المتوقع أن يبدأ العرض في الساعة 8 مساءً في «ذا ڤينيو»، إحدى المناطق الجديدة في موسم الرياض. وقد تعاون المصمم مع أشهر الخبراء الإبداعيين من جميع أنحاء العالم لتنسيق مجموعة من العروض الفنية وعروض الأداء والموسيقى ليدخل الحضور تجربة غامرة لا مثيل لها. كان واضحاً أنه أراد أن يحتفل العرض بعالم الأزياء، كما برؤية المملكة لتطوير صناعة الأزياء، وتعزيز مكانة الرياض بصفتها وجهة عالمية للفخامة والإبداع واستضافة أكبر الفعاليات التي تجمع بين التراث الأصيل والتوجهات العصرية. كما تساهم الفعالية في تعزيز جهود المملكة في تنويع مصادر الاقتصاد من خلال دعم قطاعي الترفيه والأزياء.

ثم لا ننسى أن لتزامن إطلاق مجموعة إيلي صعب لخريف وشتاء 2025، مع مرور 45 عاماً على بدايته دوراً كبيراً في طريقة تنظيم هذا الحدث، أو بالأحرى تقديمه، وكأنه رحلة عابرة للمواسم، استوحيت تفاصيلها من عالم ألف ليلة وليلة، حيث تعيد تقديم الحكايات وقصص الأساطير بلمسة عصرية تبرز براعته في سرد القصص بلغته الخاصة.