«ديزني» و«سواروفسكي» تعيدان فيلم «الأسد الملك» بعد 30 عاماً من إصداره

مجسمات تجسد شخصيات أبطاله بحرفية

تحتفل المجموعة بمرور 30 سنة على إصدار فيلم «الأسد الملك» (سواروفسكي)
تحتفل المجموعة بمرور 30 سنة على إصدار فيلم «الأسد الملك» (سواروفسكي)
TT

«ديزني» و«سواروفسكي» تعيدان فيلم «الأسد الملك» بعد 30 عاماً من إصداره

تحتفل المجموعة بمرور 30 سنة على إصدار فيلم «الأسد الملك» (سواروفسكي)
تحتفل المجموعة بمرور 30 سنة على إصدار فيلم «الأسد الملك» (سواروفسكي)

مَن لا يتذكر موفاسا وشبله سمبا، ومجموعة أخرى من الحيوانات المحبوبة من فيلم الرسوم المتحرّكة الشهير «الأسد الملك»؟ شخصيات دخلت القلوب، ولا تزال صورها وموسيقاها راسخة في الذهن، لهذا وبالتزامن مع الذكرى الثلاثين لإصدار هذا الفيلم أول مرة، تعاونت استوديوهات «ديزني» مع شركة «سواروفسكي» لطرح نسخة من الكريستال متعدّد الأوجه تجسد شخصيات الفيلم المحبوبة حتى تكون في متناول الجميع وتبقى للذكرى.

موفاسا الأسد يتألّق المجسّم الكريستالي بلون الذهب (سواروفسكي)

أصدر فيلم «الأسد الملك» في عام 1994، وهو فيلم رسوم متحرّكة ثنائي الأبعاد، حقّق أعلى نسبة أرباح على الإطلاق، إذ لمس قلوب كلّ الأجيال بقصته الشيقة المتمحورة حول مغامرات الأسد موفاسا، وشقاوة شبله سمبا، وولاء أصدقائهما.

على هذا الأساس، صممت «سواروفسكي» شخصيات الفيلم بأعلى مستويات الدقة، مستعملة لوحة من الألوان الذهبية إشارة إلى موطنها، أرض العزَة، الذي تسطع فيه الشمس بشكل شبه دائم.

موفاسا مثلاً، تألق بـ246 جزئية تفصيلية يظهر فيها متعالياً وشامخاً وهو يقف على صخرة العزّة. أمّا عُرفه، فيكفي وحده لكي يلقي الضوء على الحِرفية التي تتمتّع بها دار «سواروفسكي» كما يبرز قدرتها الاستثنائية على تصوير الحركة والحيوية في مجسّم مادي.

مجسم سمبا يجسّد فضوله وشقاوته (سواروفسكي)

أما مجسَم سمبا الكريستالي فيتكون من 376 وجهاً ذهبياً، ونجح أن يجسّد تعابير هذا الشبل وفضوله وشقاوته بطريقة أقرب ما تكون إلى الواقع.

تيمون يظهر في هذا المجسّم جاهزاً للمغامرة والتحدي (سواروفسكي)

مثله، يظهر صديقه تيمون، في مجسّم، وهو يضع يديه على وركيه وكأنه جاهز للمغامرة والتحدي، وقد صُنع من كريستال بحوالي 283 وجهاً متلألئاً.

مجسم بومبا الخنزير المحبوب (سواروفسكي)

أما الصديق الثاني، بومبا، والذي يتميز في الفيلم بشخصية طيبة تأخذ الأمور ببساطة ومن دون أي تعقيدات، فتتجسّد طاقته في مجسّم خنزير محبوب في قطعة كريستالية تحتضن 248 وجهاً.

مجسَمات ديزني الأسد الملك × سواروفسكي

تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تبتكر فيها الشركة مجسّماً لموفاسا. سبق صمَمته في عام 2010، بحلّة تزخر بالتفاصيل وتتّشح بلوحة غنية من الألوان. أمّا روح المغامرة التي يتمتّع بها سمبا، فصُوّرت في مجسّم آسر مصنوع من حبوب كريستال ذهبية وكاملة، في حين يطلّ صديقاه المفضّلان تيمون وبومبا ليكمّلا المجموعة، ويأتيان بوضعيات مُفعمة بالحيوية تعبّر عن فلسفتهما التي مفادها «هاكونا ماتاتا... لا داعي للقلق».


مقالات ذات صلة

«GemGenève»... من التهميش إلى العالمية

لمسات الموضة قطع تاريخية من حقبة الآرت ديكو ولا تزال تُلهم لحد الآن (خاص)

«GemGenève»... من التهميش إلى العالمية

رغم أنها صُممت في حقب قديمة بتقنيات تقليدية فإن الزمن لم ينل من بريقها، بل بالعكس لا تزال تُلهم الحاضر والمستقبل.

جميلة حلفيشي (جنيف)
يوميات الشرق الممثلة الفرنسية جولييت بينوش في كان (أ.ف.ب)

رئيسة لجنة مهرجان «كان» توجه تحية لمصورة فلسطينية قُتلت في غزة

وجهت رئيسة لجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائي الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، الثلاثاء، في افتتاح هذا الحدث، تحية إلى روح المصورة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة انسدال الأقمشة انعكس على الفازات والقطع التي صاغها حرفيو دار «دوم» (تمارا رالف)

مصممة الأزياء تمارا رالف تُروِّض الطبيعة بالكريستال

ماذا يمكن أن نتوقع من لقاء يجمع بين المصممة الأسترالية تمارا رالف التي تعوّدت ترويض الأقمشة، ودار «دوم» الفرنسية المتخصصة في الكريستال والزجاج؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الأبيض والأسود هما الغالبان على هذه التشكيلة للتأكيد على أنها لكل المواسم (زارا)

50 عارضة تحتفل بميلاد «زارا» الخمسين

احتفلت علامة «زارا» مؤخراً بمرور 50 عاماً على تأسيسها، مستعينة بـ50 عارضة أزياء من كل الأعمار والجنسيات والمواصفات لتؤكد أنها تحتضن كل نساء العالم. استعانت…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة الماضي كان خيطاً قوياً ربط العديد من عروض خريف وشتاء 2025-2026

الأحلام المؤجلة توقظ صراعات نفسية وتخلق دراما مسرحية

من بين كل الأفكار الفلسفية ومحاولات الغوص في أعماق الذات، بقي العنصر الأقوى هو الماضي. تكاد تشم رائحته في معظم العروض

جميلة حلفيشي (لندن)

«جيم جنيف»... من رغبة في التحدي ورد الاعتبار إلى العالمية

قطع تاريخية من حقبة الآرت ديكو ولا تزال تُلهم لحد الآن (خاص)
قطع تاريخية من حقبة الآرت ديكو ولا تزال تُلهم لحد الآن (خاص)
TT

«جيم جنيف»... من رغبة في التحدي ورد الاعتبار إلى العالمية

قطع تاريخية من حقبة الآرت ديكو ولا تزال تُلهم لحد الآن (خاص)
قطع تاريخية من حقبة الآرت ديكو ولا تزال تُلهم لحد الآن (خاص)

كانت فكرة إنشاء معرض يجمع صُنّاع المجوهرات وتجار الأحجار الكريمة والفنانين تحت سقف واحد مغامرة جريئة من قبل روني توتا وتوماس فيربر. صديقان جمعهما حب المجوهرات والرغبة في رد الاعتبار للأسماء المستقلة من الصاغة والمصممين والحرفيين على حد سواء.

يروي روني توتا في حديث جانبي مع «الشرق الأوسط» أن ولادة معرض «GemGenève» في عام 2018 لم تكن مجرد فكرة طموح، بل كانت ردة فعل على معاناة وعدم رضا. يقول: «كنت من المشاركين في معرض بازل للساعات والمجوهرات، لكنني كنت دائماً أشعر بأن كوننا متخصصي مجوهرات ومصممين وتجاراً مستقلين، مهمشون فيه، لأنه بصفته معرضاً دولياً ضخماً كان يُركز على الأسماء الكبيرة من بيوت المجوهرات، وللأسف كان ذلك على حسابنا».

ظل الإحباط يتراكم، حتى تحوَّل إلى فكرة، ثم إلى إصرار لتنفيذها. ومع أفول أهمية معرض بازل، وجد روني وتوماس الفرصة سانحة لصياغة رؤيتهما. تصوراه منصة يلتقي فيه التجار مع المصممين لعقد صفقاتهم فيما يخص شراء الأحجار بكل أشكالها وأنواعها، وفي الوقت ذاته يفتح أبوابه للعامة لكي يغوصوا في عالم المجوهرات وتاريخه عبر الزمن.

المؤسسان روني توتا وتوماس فيربرفي افتتاح النسخة التاسعة من «GemGenève» (خاص)

احتفل مؤخراً بنسخته التاسعة، واستقطب نحو 250 عارضاً من جنسيات وتخصصات مختلفة، في حين لم يكن المؤسسان يأملان عند تأسيسه في أكثر من 50 عارضاً.

ما يُحسب له أنه، ومنذ نسخته الأولى، اختار أن يكون ديمقراطياً في روحه ونهجه، محتضناً مختلف الفئات، من صاغة مستقلين إلى هواة اقتناء مبتدئين يسعون للتعمق في هذا العالم وفهم خصائص أحجاره، من الألماس والياقوت والزمرد إلى الأحجار العضوية ذات الأصول النباتية أو الحيوانية، مثل الكهرمان والكوبال والمليت والمرجان وعرق اللؤلؤ، وهي أحجار لا تقل قيمة، لكنها تتطلب دقة ومهارة عاليتين في التعامل معها. وهنا يبرز دور الصاغة والحرفيين الذين يحتضنهم المعرض ليعرضوا فنيّتهم ومهاراتهم في فنون الزخرفة، والنقش، والرسم، والتلوين، والتقطيع وغيرها.

يفتح المعرض الباب للحرفيين والمتخصصين لاستعراض مهاراتهم (خاص)

المجوهرات الـ«فينتاج» والتاريخية

وإذا كانت الأحجار العضوية تحكي قصص الطبيعة، فإن المجوهرات العتيقة، أو ما تُعرف بالـ«فينتاج» أو الـ«ريترو» تحكي قصص الزمن والبشر. تقول ناداج توتا، ابنة المؤسس روني إن «هذه القطع لا تزال مطلوبة، بل في بعض الأحيان تفوق قيمتها ما كانت عليه عند صنعها عندما تكون من خزائن ملكية وتاريخية».

وعلى الرغم من أنها صُممت في حقب قديمة وبتقنيات تقليدية، فإن الزمن لم ينل من بريقها أو جمالها، بل بالعكس لا تزال تُلهم الحاضر والمستقبل، لا سيما في عالم يُعيد فيه الاقتصاد الدائري تعريف الاستهلاك بمفهوم «توريث هذه القطع»، وهو الشعار الذي رفعه مدير المعرض، ماثيو ديكويكلير بقوله إن «الفخامة الحقيقية هي التي تورَّث». وأضاف أن «المجوهرات ليست مجرد زينة، بل ذاكرة، وحكاية، وتاريخ يُمنح حياة جديدة».

قطع تتكلم عن الزمن

قطع تاريخية صُممت في حقب قديمة بتقنيات تقليدية لكن الزمن لم ينل من جمالها (خاص)

وهذا ما يلفت انتباه زائر المعرض بعد دقائق قليلة من بدء جولته؛ أن سحر المجوهرات الـ«فينتاج» لا يشمل جمالها وفنيتها فحسب بل تلك القصص التي تتجسد في تفاصيلها الدقيقة. فكل جوهرة ترتبط بتاريخ، وكل قطعة تسرد حكاية امرأة ألهمت شكلها، أو صانع محترف جرَّب تقنيات وخامات جديدة ليضع بصمته الخاصة عليها. هذا الإبداع هو ما ينعش هذه السوق، ويسهم في نموها منذ بداية الألفية. فهواة اقتناء قطع الـ«فينتاج»، لا يحصلون هنا على مجرد قطعة مجوهرات نفيسة بل على لوحات فنية تزيد قيمتها عندما تكون نتاج مدرسة فنية تجعلها من المجموعات التاريخية. لا تُنكر إيدا فيربر، ابنة المؤسس توماس فيربر، أن شريحة مهمة من الشباب لا تزال تُفضِّل مجوهرات من بيوت عالمية، إلا أن استلهام هذه البيوت من حقبة الآرت ديكو، فتح عيون العديد منهم على جماليات قطع «ريترو»، ومن ثم أسهم في زيادة الاهتمام بها في كل من أوروبا وأميركا وأيضاً في دول آسيوية مثل تايلاند وسنغافورة وإندونيسيا. السوق الصينية في المقابل، لم تبلغ نضجها بعد، وفق رأيها.

عالم الآرت ديكو... حيث تلتقي الحداثة بالتاريخ

ساعة طاولة تاريخية من أرشيف دار «شوميه» (خاص)

هذا الاهتمام بمجوهرات وقطع فنية بطراز الآرت ديكو لم يمر مرور الكرام على منظمي المعرض هذا العام، فالنسخة التاسعة تتزامن مع مرور مائة عام على المعرض الدولي للفنون الزخرفية والصناعية، الذي أطلقت شرارته لأول مرة في باريس عام 1925. خصصوا له معرضاً مُصغَراً، كان بمثابة نافذة على زمن تجرأت فيه الفنون في كل مجالات التصميم على التمرد على القوالب التقليدية.

يقول روبرت لي-بيمبرتون، من شركة «همفري بتلر» المحدودة، ومقرها لندن، إن هذا «الفن نبع إبداعي لا ينضب، فضلاً عن أنه يُسجل تفاصيل حقبة شهدت تحرراً اجتماعياً جمع الابتكار الفني بالتكنولوجيا. في مجال صياغة المجوهرات مثلاً سجّل بداية استخدام البلاتين في التصميم والتصنيع، ما منح الصاغة زخماً وأدوات جديدة».

سوار من طراز الآرت ديكو من مجموعة فيربر (خاص)

هكذا، وتحت عنوان: «الآرت ديكو: إرث الأناقة الخالدة»، جرى عرض قطع نادرة تبرز كيف اندمج الفن مع الصناعات الحديثة في شتى المجالات، سواء كانت على شكل كرسي من الخشب، أو ساعة جيب، أو ساعة طاولة أو فستان من الساتان أو حقيبة يد من المخمل مرصعة بالأحجار أو قطعة مجوهرات نفيسة. كلها قطع نادرة أعارها شركاء ومؤسسات مرموقة، من بينها: متحف جنيف للفنون والتاريخ، ودار «شوميه» للمجوهرات الرفيعة، والمتحف الدولي للساعات، ومؤسسة «عز الدين علايا»، ومؤسسة «بوغوصيان»، ومتحف وحدائق فان بويرن، ومشاغل «ليزون دو كون»، وآخرون.

تقنيات جريئة... مواد غير تقليدية

شهدت العشرينات والثلاثينات تطور التقنيات لتصبح للقطعة الواحدة عدة استخدامات (خاص)

وفي حين تلفتك في هذه القطع الألوان والأشكال والمواد، مثل القش، وقشور البيض، والمينا، واللكر، والبلاتين، تلفتك في المجوهرات التقنيات التي تطوَّرت لتُشكل قفزة نوعية خلال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي. تميّزت بمرونة استثنائية، تجعلها تتكيّف مع أكثر من استخدام: مثلاً هناك مشابك يمكن جمعها لتشكّل بروشاً، و«سوتوار» طويلاً يتحوّل إلى سوار، أو عقد قصير، وحتى التيجان باتت تُرتدى مثل القلائد والعكس.

بدورها تعكس الأزياء التي صممت في تلك الحقبة التحول الاجتماعي الذي شهدته المرأة والموضة عموماً، إذ تخففت التصاميم من قيود الماضي، وأصبحت تُعبِّر عن واقع جديد تُجسِّده في كلاسيكية لم يؤثر عليها الزمن، تنسدل على الجسم بانسيابية مريحة وحقائب السهرة تُحمل باليد أو بسلاسل تحرر يدي المرأة.

تُظهر التصاميم في معرض الآرت ديكو التحرر الاجتماعي والفني الذي شهدته العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي (خاص)

لم تستثنِ هذه الإبداعات الرجل، فهناك كم لا يستهان به من ساعات جيب وعلب سجائر ولوحات فنية، استوحت تصاميمها من حضارات الهند وآسيا ومصر. القاسم المشترك بينها دائماً هو جرأتها الفنية في استخدام خامات لم تكن مألوفة في صناعة المجوهرات والفنون الزخرفية من قبل، ورغبة صناعها ومبدعيها في التميز. ذهبت الرغبة في التجريب والخروج على القوالب التقليدية ببعضهم في تلك الحقبة إلى خوض مجالات جديدة عليهم، مثل الصائغ لاكلوش الذي انتقل من تصميم المجوهرات إلى ابتكار قطع أثاث مميزة.

قطع تاريخية من حقبة الآرت ديكو ولا تزال تُلهم لحد الآن (خاص)

يوضح المعرض أن ما ميّز هذه الحقبة، وجعلها أكثر خصوبة فنياً، أنها امتدت من عام 1910 وحتى أواخر الثلاثينات، ما أتاح ظهور أكثر من طراز واحد لهذا الفن، وتداخل تأثيرات متنوعة، أهمها اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 التي كان لها تأثير بالغ على أعمال العديد من الفنانين والمعماريين والمصممين. ورغم أن الأمر كان أكثر وضوحاً في بريطانيا، فإنه أثَّر على أسلوب مصممين من فرنسا وسويسرا وفنانين من أوروبا الشرقية، حسب ما تؤكده المعروضات. غنيٌّ عن القول إن آسيا كان لها حضور قوي في المعرض. وهي الأخرى لعبت دوراً لا يُستهان به في تشكيل هذه الحقبة، حسب الرسمات المنقوشة بخامات تتضمن كثيراً من الحكايات المثيرة.