محمد آشي يحكي تفاصيل رحلة روحانية تتشابك فيها الظلمة بالنور

لخريف وشتاء 2024... قدّم تشكيلة تتراقص على السريالية والواقعية

تيمة الظلمة والنور ظهرت في إطلالات هندسية وأخرى مفصلة   (آشي استوديو)
تيمة الظلمة والنور ظهرت في إطلالات هندسية وأخرى مفصلة (آشي استوديو)
TT

محمد آشي يحكي تفاصيل رحلة روحانية تتشابك فيها الظلمة بالنور

تيمة الظلمة والنور ظهرت في إطلالات هندسية وأخرى مفصلة   (آشي استوديو)
تيمة الظلمة والنور ظهرت في إطلالات هندسية وأخرى مفصلة (آشي استوديو)

محمد آشي، مصمّم آخر قدّم لنا وجهة نظره عن علاقة الظلام بالنور، والواقعي بالسريالي، مع تأثّر ملموس بكريستوبال بالنسياغا. تفنّن أيضاً في تحويل الخامات والأنسجة إلى منحوتات، لكن خلافاً لغيره، حقق في هذا الأسبوع الخاص بالأزياء الراقية أهدافاً أخرى. ففي مساء نفس اليوم قدّم مجموعة أزياء وإكسسوارات أبدعها لطاقم طيران الرياض، قال إنه استلهمها من الحقبة الذهبية لقطاع الطيران العالمي في خمسينات وستينات القرن الماضي.

مجموعته الخاصة بطاقم طيران الرياض عبارة عن قطع من الكشمير والوشاحات الحريرية والقبعات المستوحاة من خمسينات القرن الماضي (طيران الرياض)

ومع الساعة الـ11:30 صباحاً، ضرب لنا آشي موعداً مع تشكيلته لخريف وشتاء 2024-2025، التي اختلفت من حيث التفاصيل عما قدّمه لطاقم الطيران، وتشابهت معه في أنها حلّقت بنا بين الغيوم وفوق السُّحب، فقد يكون عنوانها «الغيوم المنحوتة» من باب الصدفة، لكن هذا لا يمنع من التخمين أن التحليق كان في باله.

وعند الساعة الـ10:30، بدأ الحضور في الوصول، كانت الأجواء خارج مبنى «مونيه دو باغيه»، الذي لا يبعد سوى بضع دقائق عن متحف اللوفر، يضج بالحركة والحماس. عدد من المؤثّرات والضيفات يلتقطن صوراً بتصاميمه، منحَتنا لمحة بسيطة عما يمكن أن نتوقعه من عرضه، أو هذا ما توهّمناه.

ندخل القاعة فتختلف الأجواء، وتنمحي من الذهن أي فكرة مسبقة تكوّنت لدينا في الخارج، فجأة يختفي نور الشمس، وتحل محله ظلمة لم يُبدّدها سوى ضوء الكاميرات عند التقاط صور نجوم الصف الأول، مثل ميشيل ويليامز، وسادي سينك، وتوم هولندر، وكاليستا فلوكهارات. كانت هذه أول مرة تحضر فيها هذه الأخيرة عروض باريس للموضة على الإطلاق، حيث كانت تتجنب الأضواء، لكنها تحتاج إليها بعد عودتها إلى الساحة الفنية بطلةً لمسرحية سام شيبارد الشهيرة «لعنة الطبقة الجائعة»، التي حازت على جائزة «أوبيي» عام 1977، ويتم إحياؤها في برودواي حالياً.

من جوانب ممشى العرض كان يتسرّب دخان لتعزيز حالة الغموض والإثارة، بينما تناثرت نباتات تولّد الانطباع بأننا انتقلنا إلى كوكب آخر، بينما زيّنت الحائط جدارية فنية متحركة.

قوته في التفصيل لا تخفى في كل قطعة عرضها رغم التفاصيل (آشي استوديو)

يُبدّد محمد آشي هذا الغموض حين يشرح أنه اختار «الغيوم المنحوتة» عنواناً لهذه التشكيلة؛ لكي يُدخلنا إلى عالم سريالي «مفعَم بالمشاعر والتجارب الإنسانية الدافئة»، ويضيف أن فكرته لم تكن أبداً الانفصال التام عن الواقع، بل فقط الابتعاد «بأرواحنا وجوارحنا» عن إيقاع الحياة السريع الذي نعيشه اليوم. من هذا المنظور تخيّل عالماً موازياً أراده أن يكون مثالياً وواقعياً في الوقت ذاته، يعكس ما نعيشه من صراع بين الظلمة والنور.

افتتح العرض بهذه القطعة التي لعب فيها على القوة والنعومة وشكّل فيها الصدر وكأنه درع واقٍ (آشي استوديو)

بدأ العرض، وتوالت الإطلالات تفوح من بين طياتها وثنياتها وعناقيدها المتدلية، أو شراشيبها المنسدلة، فنيةٌ تستعرض قدراته على التفصيل، كما تستكشف خامات وتقنيات ضخّها بجرعات لا بأس بها من الشاعرية. فساتين هندسية عديدة رصّعها بأحجار ذات أحجام مختلفة، وأخرى تميّزت فيها التنورات بثنيات وطيّات لا تعرف بدايتها من نهايتها. أما القطعة التي افتتح بها العرض، فجاءت كأنها درع يحمي صدر صاحبته من عاديات الزمن، وقد جسّدت هذه القطعة كل معاني القوة والنعومة، من خلال شفافية منطقة الصدر وسماكة التنورة. إنه أمر تعمّده آشي في كل التشكيلة؛ لأنه وجّهها وفق قوله: «لامرأة تُدرك تماماً أنها تسير نحو مستقبل مجهول، لكنها مستعدة لمواجهته... بل ولاحتضانه بكل ثقة».

قطعة مصنوعة من شعر الحصان أكدت سريالية العرض وفنية المصمم (آشي استوديو)

في منتصف العرض تقريباً، يُدخلنا هذا العالَم المجهول بقطعة تصيب بالحيرة ما إذا كانت مستوحاة من ملكة أفريقية، أو من محاربة أمازونية، يأخذ فيها شعر الحصان شكلاً عابثاً وفوضوياً يغطّي كل الجسم، باستثناء جزء بسيط يظهر منه كورسيه بنفس اللون. وفي لحظة الاندهاش والاستغراب تلك، تتغير الموسيقى، ويتناهى صوت يشبه القهقهة، وكأن صاحبته تريد أن تحكي قصتها وجموحها للهروب من عبثية الواقع، لكن إذا كانت مهمة عروض الأزياء هي رسم صور تبقى راسخة في الذهن بأي شكل أو وسيلة، فإن محمد آشي نجح في تحقيق الهدف، وهو ما أكّدته الممثلة فلوكهارت بقولها: «كنت مبهورة طوال العرض، لقد كان رائعاً بغموضه ورومانسيته، وبالرغم من سوداويته التي أثارت بعض الخوف».

لكنها لم تنسَ أن تشير إلى أن غالبية القطع كانت رومانسية، ويمكنها أن تظهر بها بسهولة، مثل معطف بيضاوي يحضن الجسم، ويحميه من كل التأثيرات، ومعطف مشابه طرّزه بالكامل، وفستان أسود منحوت بفتحة عنق غير متماثلة مع أكتاف حادة، وهلم جرّا من التفاصيل المبتكرة.

معطف بيضاوي يُبرز شغف المصمم بالأحجام الهندسية الضخمة (آشي استوديو)

إن ميله الواضح للأشكال الهندسية التي تقارب فنون العمارة أو النحت، ذكّرنا بالراحل كريستيان ديور، والفرنسي ستيفان رولان، وغيرهما من المصمّمين، الذين تأثروا بكريستوبال بالنسياغا، أو على الأقل اعترفوا به كأستاذ.

محمد آشي، وبعد أكثر من عشر سنوات على إطلاقه أول تشكيلة له، ورغم توهّج نجمه في ساحة الموضة؛ كونه أول سعودي ينضم إلى فيدرالية الموضة لـ«الهوت كوتور»، فما زال آشي يدين لكريستوبال بالنسياغا بالكثير.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
TT

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها. بيوت الأزياء الكبيرة هي الأخرى تتسابق على حجز مكان رئيسي لها على هذه الواجهات لتسليط الضوء عليها وعلى إبداعاتها. فما لا يختلف عليه اثنان أن هذه الواجهات والزينة، بما في ذلك الأنوار التي تُزين الشوارع والساحات، تعد نقطة جذب سياحي تعتمد عليه لندن كل سنة. عادةً ما تبدأ الحجوزات قبل فترة طويلة.

وبما أن محلات «هارودز» معلمة ووجهة سياحية، فإن فرصة العرض فيها لا تقدر بثمن، وبالتالي فهي لا تمنح الفرصة لأيٍّ كان لاحتلال واجهاتها. لكنَّ «لورو بيانا» ليست أياً كان؛ فهي من أهم بيوت الأزياء العالمية حالياً. تصاميمها المترفة تجذب النظر وتحفز حركة البيع في الوقت ذاته، بدليل أنها من بين بيوت أزياء تعد على أصابع اليد الواحدة لا تزال تحقق الأرباح رغم الأزمة التي ألمَت بكثير من الأسماء الشهيرة.

احتلت «لورو بيانا» كل واجهات محلات «هارودز» بمناسبة الأعياد والاحتفالات (لورو بيانا)

هذا العام، أُتيحت لها الفرصة لتجعل 36 نافذة عرض في «هارودز» ملكها الخاص. لم يكن الأمر سهلاً. بدأت العمل عليه منذ أكثر من عام تقريباً ليأتي بصورة تسلط الضوء على تاريخها وإرثها وأيضاً مهارات حرفييها بشكل جيد، وهو ما مثَّلته «ورشة العجائب» Workshop of Wonders. فكرتُها استعراضُ خبراتهم في غزْل الصوف وأساليبهن الخاصة في المزج بين الحرفية والفن. هنا سيستمتع الناظر بقصة تُسرد من زاوية مدهشة تتبع رحلتهم، من المراعي و طرق عيش الخرفان والغزلان الخرفان وكيفية الحصول على المواد الخام وصولاً إلى المنتج النهائي.

ورشة العجائب

تتميز بديكورات متحرّكة ميكانيكية تُجسّد فكرة مسرح الدمى من خلال الآليات التي تحركها وراء الكواليس. أغلبها من الخشب لتعزيز الطابع اليدوي التقليدي. فهذه الورشة تعكس فكرة مفادها أنّ الطبيعة نفسها ورشة من الجمال والتفرد والكمال.

الجنود المجهولون أو الحرفيون أخذوا نصيبهم من الاحتفال باستعراض مهاراتهم أمام الضيوف (لورو بيانا)

تأتي التصاميم هنا مستوحاة من روح عشرينات القرن الماضي، وهي الحقبة التي أبصرت فيها الدار النور، ممّا يعزز الشعور بالعراقة من خلال استخدام القوام الخشبي والألوان الدافئة الممزوجة بلمسات من الذهب المطفي. تملأ المشهد، دمى مرسومة ومحاطة بسحب من الصوف المنسوج يدوياً. هنا أيضاً يُكشف الستار عن مجتمعات الحرفيين الماهرين Masters of Fibers والأماكن الساحرة حول العالم، حيث يعيش الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال. هنا كل شيء يتأرجح بين الواقع والخيال،

وخلال هذه الفترة، ستفتتح الدار متجرَين جديدَين في «هارودز»؛ الأوّل مخصّص لأزياء الصغار، والآخر للديكور المنزلي، إلى جانب منتجات وتصاميم حصرية تحتفي بتاريخ الدار وبموسم الأعياد.

الواجهة والنوافذ

الجميل في تصميم الواجهات أن التركيز لم يقتصر على عرض تصاميمها بشكل يُغري المتسوقين، بقدر ما جرى التركيز على أخذهم في رحلة ممتعة إلى أماكن بعيدة، لتُعرفهم من أين تُستورد الألياف النادرة قبل أن تتحول إلى رزمٍ قطنية ثم إلى أقمشة فاخرة، يُزيِن بعضها شجرة عيد ميلاد بارتفاع 17 متراً .

... وطبعاً لا تكتمل الإطلالات من دون حقائب تعكس اهتمام الدار بالتفاصيل (لورو بيانا)

صُممت كل نافذة بدقة لتحاكي تحفة فنية تروي مرحلة من تاريخ «لورو بيانا» وقصةً نجمُها الرئيسي أليافٌ وأنسجة خفيفة على شكل رزم تتحرك على حزام ناقل، لتتحوّل إلى قماش من خلال آلية مذهلة، وفي النهاية تتّخذ شكل شجرة عيد ميلاد بطول 17 متراً مزينة بالأقمشة وحلة العيد الفريدة.

نوافذ أخرى، تسرد فصولاً تتناول مواقع ومجتمعات «الحرفيين الماهرين» Masters of Fibers من منغوليا وأستراليا وجبال الأنديز وما بعدها، وصولاً إلى إيطاليا حيث يتم تحويل الألياف والمواد الخام إلى قطع لا تقدر بثمن.

منها ما يحكي قصص صوف الفيكونيا، ونسيج بيبي كشمير، وصوف الملوك وقماش «بيكورا نيراPecora Nera® وغيرها. النوافذ المخصّصة لـصوف الملوك مثلا تركز على عملية البحث عن أفضل المراعي الخضراء لخراف المارينو، وهي عملية تعود بنا إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين وصل القبطان جيمز كوك إلى نيوزيلندا وأستراليا، حاملاً معه خراف المارينو لأول مرة. لدهشة الجميع، وجدت هذه الخراف مكانها المثالي، حيث حظيت بعناية مكثفة على يد المربّين المحليين ومنحتهم هذه الخراف بدورها أجود أنواع الصوف في العالم. أمّا نافذة Pecora Nera® فتروي رؤية وإبداع المزارعة النيوزيلندية فيونا غاردنر التي ركّزت على الخراف ذات اللون الداكن تحديداً. صوفها الثمين يتحوّل إلى ألياف طبيعية لا تحتاج إلى صبغات.

قطع حصرية لـ«هارودز»

احتفالاً بالذكرى المئوية للدار وأسلوبها المتميز بالفخامة الهادئة، تم طرح مجموعة جاهزة للرجال والنساء، حصرياً في «هارودز». كان من الطبيعي أن تستمد إيحاءاتها من الأناقة البريطانية الكلاسيكية مطعَّمة بلمسات مستوحاة من الفروسية وأنماط المربعات، إضافةً إلى اللون الأخضر الأيقوني الخاص بـ«هارودز» و ألوان أخرى مستوحاة من أجواء العيد، مثل الأحمر والأبيض.

لم تستسهل «لورو بيانا» عملية تزيين 36 نافذة وكانت النتيجة مرآة لتاريخها وإرثها (لورو بيانا)

الإطلالات المسائية للمرأة في المقابل تتميز بفساتين طويلة من الحرير المطرّز يدوياً وفساتين محبوكة بقصات عمودية، إلى جانب قمصان ناعمة مصنوعة هي الأخرى من الحرير تم تنسيقها مع سراويل واسعة بسيطة بعيدة عن التكلّف. تضيف أحذية الباليه المسطحة المصنوعة من المخمل الأسود، والصنادل ذات الكعب العالي المطرزة بزهور الشوك الذهبية، لمسة نهائية راقية.

من جهته يتألق رجل «لورو بيانا» في كل المناسبات الرسمية والاحتفالات الموسمية، بفضل التشكيلة الواسعة من البدلات الرسمية.

متجران مؤقتان

سيجد زائر «هارودز» كل ما يطمح إليه من أزياء أو إكسسوارات مصنوعة من أجود أنواع الألياف (لورو بيانا)

بهذه المناسبة خصصت الدار متجرَين مؤقّتَين من وحي الأعياد. الأول في الباب 6، ويشمل عناصر مستوحاة من ورش العمل والأقمشة المطرّزة. تتوسطه طاولة عمل من الجلد مضاءة بمصباح علوي، بالإضافة إلى عجلة صناعية كبيرة تعرض المنتجات الجلدية والإكسسوارات. يمكن للزوّار هنا العثور على تشكيلة حصرية من ربطات العنق والقبّعات المصنوعة من الكشمير الفاخر للأطفال، والصوف، وقماش التويل الحريري بألوان هادئة أو مزيّنة بزخارف تحمل رموز الدب وزهرة الشوك وغيرها. أما للمنزل، فتتوفر تماثيل خشبية للماعز والألباكا، بالإضافة إلى نسخ محشوة منها على قواعد خشبية. وقد جرى تخصيص زاوية خاصة لإدخال اللمسات الشخصية على وشاح Grande Unita الأيقوني، حيث يمكن للعملاء تطريز الأحرف الأولى من أسمائهم.

استلهمت الدار الإيطالية كثيراً من التصاميم من الأجواء البريطانية العريقة... من الأشكال والقطع إلى الألوان (لورو بيانا)

أما المتجر الثاني بباب 9، فخُصّص لفنّ تقديم الهدايا وتجربة حصرية يمكن حجزها لمزيد من المتعة. تبدأ بتعريف الضيوف بعالم الحرف اليدوية، من خلال أشجار الأعياد المغلّفة بالصوف والكشمير، وحيوانات محشوة على شكل الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال، بالإضافة إلى رؤوس أقلام على شكل حيوانات. وتتجلّى بهجة موسم الأعياد في كرة الثلج المصنوعة من الخشب والزجاج التي تضم ماعز الكشمير محاطاً بحبّات الثلج المتطايرة. يستضيف هذا المتجر أيضاً ورشة عمل تُتيح للضيوف اختبار مهاراتهم في الحرف اليدوية أو تعلّم كيفية صنع زينة العيد وتغليف نماذج خشبية بالصوف.

تستمر فعاليّات Workshop of Wonders حتّى الثاني من يناير (كانون الثاني) 2025، وتُشكّل جزءاً مهماً وأساسياً من احتفالات الدار بعيدها المئة حول العالم، وبذكرى تأسيسها عام 1924 على يد بييترو لورو بيانا.