فستان زوجة رئيس الوزراء السابق ريتشي سوناك يثير موجة من التهكم والتعليقات السلبية

لهذه الأسباب لم تنجح أكشاتا ميرتي في نيل رضا عالم الموضة غير المشروط

أكشاتا ميرتي تستمتع إلى زوجها وهو يلقي خطاب الوداع خارج 10 داونينغ ستريت (أ.ب)
أكشاتا ميرتي تستمتع إلى زوجها وهو يلقي خطاب الوداع خارج 10 داونينغ ستريت (أ.ب)
TT

فستان زوجة رئيس الوزراء السابق ريتشي سوناك يثير موجة من التهكم والتعليقات السلبية

أكشاتا ميرتي تستمتع إلى زوجها وهو يلقي خطاب الوداع خارج 10 داونينغ ستريت (أ.ب)
أكشاتا ميرتي تستمتع إلى زوجها وهو يلقي خطاب الوداع خارج 10 داونينغ ستريت (أ.ب)

إذا كان الرابع من شهر يوليو (تموز)، يوماً تاريخياً على المستوى السياسي في بريطانيا، فإن الخامس من الشهر نفسه سيبقى مرسوماً في ذاكرة الموضة من خلال فستان مقلم بخطوط العلم البريطاني فشل هو الآخر في الحصول على نقاط إيجابية. ففي الوقت الذي كانت فيه الآذان مصغيةً لرئيس الوزراء السابق ريتشي سوناك وهو يعلن استقالته من رئاسة الوزارة ومن زعامة حزب المحافظين في مؤتمر صحافي من مقر الحكومة في داوننغ ستريت، كانت كل الأنظار مصوبة نحو زوجته، أكشاتا ميرتي.

أكشاتا خلف ريتشي سوناك وهو يعلن استقالته من رئاسة الوزارة ومن زعامة حزب المحافظين في مؤتمر صحافي من مقر الحكومة في داوننغ ستريت (إ.ب.أ)

كانت تقف خلفه على بُعد أمتار، كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات. لم يكن منظرها وهي تقف وحيدة، هو ما أثار الأنظار، بل فستانها. كان من تصميم «أومي نا نا»، وهي ماركة هندية، سعره يُقدر بنحو 510 دولارات. مبلغ بسيط بالنسبة لمليارديرة ابنة ملياردير، وبالتالي لم يتوقف المنتقدون كثيراً عند هذه النقطة، على العكس من تصميمه وألوانه. أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه كان جريئاً بخطوط المتلونة بألوان العلم البريطاني: الأبيض والأحمر والأزرق. سرعان ما انتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات سلبية أقرب إلى التهكم. منهم من قال إنها بخطوطها التي تتجه نحو الأسفل كانت مؤشراً على الضربة القاضية التي تلقاها زوجها من غريمه زعيم حزب العمال، فيما شبهها البعض الآخر بإشارات المرور وغيرها من التعليقات والتشبيهات التي لم تتعرض لها أي من زوجات الرؤساء السابقات من قبلها، رغم أن أغلبهن لم يتمتعن بأناقتها.

لدى حضورها قمة «جي 7» التي حرصت فيها على أن تمثل بريطانيا أحسن تمثيل (أ.ب)

هذه التعليقات تثير أيضاً تساؤلات عن سبب عدم حصولها على الاهتمام نفسه من عالم الموضة، الذي حصلت عليه غيرها. فنحن نذكر الاحتفال بتريزا ماي، رئيسة الحكومة السابقة، وإشادة المجلات البراقة بأسلوبها الذي تغلب عليه الجرأة من حيث ألوانه ونقشاته، وقبلها سامنثا كاميرون، رغم أسلوبها الكلاسيكي المتحفظ. لكنها كانت طرفاً من أطراف الموضة، حيث كانت تعمل مصممة في دار «سميثسون» آنذاك، قبل أن تطلق خط أزياء خاص بها.

أكشاتا ميرتي أيضاً مهتمة بالموضة، وكان لها خط أزياء أطلقته في عام 2007 باسمها «أكشاتا» لم يستمر سوى ثلاث سنوات. في شهر يوليو من عام 2023، حصلت على لقب أكثر النساء أناقة في بريطانيا وتم تشبيهها بجاكلين أوناسيس، ومع ذلك ظلت تجاوب الموضة هادئاً تجاهها، إن لم نقل فاتراً، فما الأسباب؟

1- قد يكون السبب الأول أن التوقيت لم يكن في صالحها، بالنظر إلى أن الفترة التي وصل فيها زوجها ريتشي سوناك إلى الرئاسة، كانت ولا تزال مضطربة اقتصادياً وسياسياً.

2- قد يعود الأمر أيضاً إلى عدم اقتناع عالم الموضة بسياسات ومواقف زوجها كرئيس حكومة. فالموضة ليست مجرد أزياء وإكسسوارات وترف. إنها قراءة لثقافة المجتمعات وانعكاس لما يجري في الشارع... هي أيضاً مشاعر ومواقف إنسانية.

3- بعد وصول زوجها إلى الرئاسة، وحتى قبل ذلك بفترة، بدأت التخلي عن أسلوبها القديم، الذي كانت تظهر فيه بأغلى الأزياء والإكسسوارات، وتبني أسلوب أكثر بساطة حتى تتقرب من الناس أكثر. لم تنجح محاولاتها في إقناع الناس. كل ما يتذكرونه هو ثروة عائلتها.

ظلت وفية لأصولها الهندية ولا تفوت أي مناسبة للاحتفال بالمصممين والحرفيين الهنود (أ.ف.ب)

4- بينما كانت سيدات 10 داونينغ ستريت السابقات يدعمن المصممين البريطانيين بشكل واضح، ظلت هي وفية لجذورها الهندية، وكانت في مناسبات عديدة تختار تصاميم هندية. صحيح أنها كانت تحرص في بعض الأحيان على تنسقها مع تصاميم أوروبية أو بريطانية، إلا أن النكهة الهندية كانت طاغية

5- المعروف عن الموضة، أو بالأحرى الأناقة، أنها أسلوب يولد مع الإنسان كما قالت دايانا فريلاند، أقوى امرأة في عالم الموضة في القرن الماضي: «إن الأناقة فطرية. لا علاقة لها بكونك ترتدي ملابس غالية». وأكشاتا رغم نعومتها ومحاولاتها الجادة في تبني أسلوب يجمع الراقي بالبسيط، افتقدت إلى كاريزما تُلهب خيال المصممين وتُلهمهم كما كان الأمر بالنسبة لمارغريث ثاتشر مثلاً.


مقالات ذات صلة

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

لمسات الموضة الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

على الرغم من عدم فوز أي مغربي أو مغربية بأي جائزة هذا العام، فإن مراكش كانت على رأس الفائزين.

جميلة حلفيشي (مراكش)
لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق من ألف ليلة (المعرض)

معرض عن ليزا بِين أول عارضة أزياء في العالم

قد لا يبدو اسمها مألوفاً للأجيال الجديدة، لكن ليزا فونساغريفس (1911 ـ 1992) كانت واحدة من أيقونات الموضة في النصف الأول من القرن الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
TT

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

في منتصف القرن الماضي، كان فن الـ«آرت ديكو» والقطع المصنعة من البلاتين تُهيمن على مشهد المجوهرات الفاخرة. في خضم هذه الموجة التي اكتسحت الساحة، ظلت دار «بولغري» وفيّة لأسلوبها المتميز بالجرأة، واستعمال الذهب الأصفر والأحجار الكريمة المتوهجة بالألوان.

رغم أن عقداً واحداً يكفي فإن استعمال أكثر لا يؤثر بقدر ما يزيد من الفخامة (بولغري)

في هذه الفترة أيضاً ابتكرت تقنية خاصة بها، أصبحت تعرف بـ«توبوغاس»، وتستمد اسمها من الأنابيب التي كانت تستخدم لنقل الغاز المضغوط في عشرينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة أيضاً بدأ انتشار التصميم الصناعي في أوروبا، ليشمل الأزياء والديكور والمجوهرات والفنون المعمارية وغيرها.

ظهر هذا التصميم أول مرة في سوار ساعة «سيربنتي» الأيقونية (بولغري)

في عام 1948، وُلدت أساور بتصميم انسيابي يتشابك دون استخدام اللحام، تجسَّد في سوار أول ساعة من مجموعتها الأيقونية «سيربنتي». أدى نجاحها إلى توسعها لمجموعات أخرى، مثل «مونيتي» و«بارينتيسي» و«بولغري بولغري».

في مجموعتها الجديدة تلوّنت الأشكال الانسيابية المتموجة والأجسام المتحركة بدرجات دافئة من البرتقالي، جسَّدها المصور والمخرج جوليان فالون في فيلم سلط الضوء على انسيابية شبكات الذهب الأصفر ومرونتها، واستعان فيه براقصين محترفين عبّروا عن سلاستها وانسيابيتها بحركات تعكس اللفات اللولبية اللامتناهية لـ«توبوغاس».

بيد أن هذه التقنية لم تصبح كياناً مهماً لدى «بولغري» حتى السبعينات. فترة أخذت فيها هذه التقنية أشكالاً متعددة، ظهرت أيضاً في منتجات من الذهب الأصفر تُعبر عن الحرفية والفنية الإيطالية.

ظهرت تقنية «توبوغاس» في مجوهرات شملت أساور وساعات وعقوداً (بولغري)

لكن لم يكن هذا كافياً لتدخل المنافسة الفنية التي كانت على أشدّها في تلك الحقبة. استعملتها أيضاً في مجوهرات أخرى مثل «بارينتيسي»، الرمز الهندسي المستوحى من الأرصفة الرومانية. رصَّعتها بالأحجار الكريمة والألماس، وهو ما ظهر في عقد استخدمت فيه «التنزانيت» و«الروبيت» و«التورمالين الأخضر» مُحاطة بإطار من الأحجار الكريمة الصلبة بأشكال هندسية.

بعدها ظهرت هذه التقنية في ساعة «بولغري توبوغاس»، تتميز بسوار توبوغاس الأنبوبي المرن، ونقش الشعار المزدوج على علبة الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر والمستوحى من النقوش الدائرية على النقود الرومانية القديمة. تمازُج الذهب الأصفر والأبيض والوردي، أضفى بريقه على الميناء المطلي باللكر الأسود ومؤشرات الساعة المصنوعة من الألماس.

من تقنية حصرية إلى أيقونة

تزينت بمجوهرات الدار نجمات عالميات فكل ما تقدمه يُعدّ من الأيقونات اللافتة (بولغري)

«بولغري» كشفت عن مجموعتها الجديدة ضمن مشروع «استوديو بولغري»، المنصة متعددة الأغراض التي تستضيف فيها مبدعين معاصرين لتقديم تصوراتهم لأيقوناتها، مثل «بي زيرو1» و«بولغري بولغري» و«بولغري توبوغاس». انطلق هذا المشروع لأول مرة في سيول في مارس (آذار) الماضي، ثم انتقل حديثاً إلى نيويورك؛ حيث تستكشف الرحلة الإرث الإبداعي الذي جسدته هذه المجموعة من خلال سلسلة من أعمال التعاون من وجهات نظر فنية متنوعة.

قوة هذه التقنية تكمن في تحويل المعدن النفيس إلى أسلاك لينة (بولغري)

بين الحداثة والتراث

قدّم الفنان متعدد المواهب، أنتوني توديسكو، الذي انضم إلى المنصة منذ محطتها الأولى ترجمته للأناقة الكلاسيكية بأسلوب امتزج فيه السريالي بالفن الرقمي، الأمر الذي خلق رؤية سردية بصرية تجسد التفاعل بين الحداثة والتراث. منح الخطوط المنسابة بُعداً ميتافيزيقياً، عززته التقنيات التي تتميز بها المجموعة وتحول فيه المعدن النفيس إلى أسلاك لينة.

تطورت هذه التقنية لتشمل قطعاً كثيرة من مجموعات أخرى (بولغري)

ساعده على إبراز فنيته وجمالية التصاميم، الفنان والمصمم الضوئي كريستوفر بودر، الذي حوَّل الحركة اللامتناهية وتدفق اللوالب الذهبية في «بولغري توبوغاس» إلى تجربة بصرية أطلق عليها تسمية «ذا ويف» أو الموجة، وهي عبارة عن منحوتة ضوئية حركية تتألف من 252 ضوءاً يتحرك على شكل أمواج لا نهاية لها، تتكسر وتتراجع في رقصة مستمرة للضوء والظل، لكنها كلها تصبُّ في نتيجة واحدة، وهي تلك المرونة والجمالية الانسيابية التي تتمتع بها المجموعة، وتعكس الثقافة الرومانية التي تشرَّبتها عبر السنين.