هل راهنت مجلة «فوغ» على الحصان الخاسر؟

تصدُّر جيل بايدن غلافها يلمّ شمل الديمقراطيين والجمهوريين

صورة جيل بايدن اهتزت بعد أن وجهت تحية لزوجها بعد المناظرة كأنها تخاطب طفلاً (أ.ب)
صورة جيل بايدن اهتزت بعد أن وجهت تحية لزوجها بعد المناظرة كأنها تخاطب طفلاً (أ.ب)
TT

هل راهنت مجلة «فوغ» على الحصان الخاسر؟

صورة جيل بايدن اهتزت بعد أن وجهت تحية لزوجها بعد المناظرة كأنها تخاطب طفلاً (أ.ب)
صورة جيل بايدن اهتزت بعد أن وجهت تحية لزوجها بعد المناظرة كأنها تخاطب طفلاً (أ.ب)

جرت العادة أن تظهر سيدات البيت الأبيض على غلاف مجلة «فوغ» النسخة الأميركية. أصبح الأمر تقليداً تتبعه المجلة وتتوقعه كل من تدخل هذا البيت، بالنظر إلى أهمية المجلة ودور أنا وينتور، بوصفها عرَّابة للموضة ومؤثرة عالمية. وفعلاً حصلت كل واحدة منهن على هذا الشرف باستثناء ميلانيا ترمب. قاطعتها المجلة بسبب سياسات زوجها دونالد ترمب وميول أنا وينتور السياسية للحزب الديمقراطي.

غلاف عدد شهر أغسطس من مجلة «فوغ» وتظهر فيه جيل بايدن بتوكسيدو من «رالف لورين» (من «إنستغرام» المجلة)

بيد أن ظهور جيل بايدن على غلاف المجلة للمرة الثالثة و بعد أربعة أيام فقط من مناظرة زوجها الرئيس الأميركي جو بايدن، مع غريمه دونالد ترمب، أثار موجة من الاستغراب والتساؤلات على حد سواء. فالمناظرة سببت الذعر في أوساط عدة بسبب تعثره في الإجابات وعدم تركيزه. التساؤلات انصبّت حول مدى صواب قرار أنا وينتور، وما إذا كانت تراهن هذه المرة على حصان خاسر.

صورة جيل بايدن اهتزت بعد أن وجهت تحية لزوجها بعد المناظرة كأنها تخاطب طفلاً (أ.ب)

فإذا كان أداء الرئيس متواضعاً في أحسن الأحوال ومتعثراً في الغالب، فإن صورة جيل بايدن اهتزت تماماً، بعد أن صعدت إلى استوديو «سي إن إن»، مسرح المناظرة، لتُحيِّي زوجها وتدعمه بكلمات كأنها موجَّهة إلى طفل في مدرسة. الوصف التي أطلقته عليها بعض الأوساط هو «لايدي ماكبايدن»، في إشارة إلى لايدي ماكبث بطلة مسرحية شكسبير المكيافيلية، التي تعشق السلطة وتستميت من أجلها. أما بالنسبة لصورة الغلاف، فما إن نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي للمجلة، وتحديداً على حسابها على موقع «إنستغرام»، حتى بدأت التعليقات السلبية من أنصار ترمب و الديمقراطيين على حد سواء، حيث قال أحدهم إن الدكتورة بايدن تسعى لتحقيق طموحاتها هي وزوجها «على حساب سلامة الأميركيين وسعادتهم». وما زاد الطين بلة، تصريحها بأنها قالت له بعد المناظرة «انظر يا جو، لن ندع 90 دقيقة تحدد السنوات الأربع التي قضيتها رئيساً»، وهذا يعني أنها لن تقبل تنحيه عن الترشح للرئاسة.

عنوان الغلاف «نحن نقرر مستقبلنا»، وهي عبارة قالتها جيل بايدن في إحدى فعاليات الحملة الانتخابية في مينيسوتا في أبريل (نيسان) الماضي، قوبلت هي الأخرى سلباً بتعليقات مفادها أن تقرير المستقبل هو حق من الأميركيين.

قبل المناظرة كانت جيل تمثل صورة امرأة مثقفة وأنيقة داعمة لزوجها ولأسرتها (أ.ف.ب)

قبل اللحظات التي صعدت فيها إلى المسرح وهي تخاطب زوجها: «لقد أديت جيداً يا جو وأجبت عن كل الأسئلة»، كانت صورتها تقتصر على زوجة مثقفة، أنيقة ومفعمة بالحيوية رغم سنواتها المتقدمة. صورة الغلاف الأخير كانت تعكس هذه الصورة، حيث ظهرت فيها بكامل أناقتها وهي تلبس تايوراً أبيض مفصلاً بتصميم التوكسيدو من «رالف لورين».

المعروف أن أغلفة المجلات تُصوَّر قبل فترة طويلة من نشرها، إلا أن نشرها بعد مناظرة أصابت شريحة كبيرة من المتابعين بالذعر، يدعو للتساؤل عمّا إذا كانت الميول السياسية الشخصية أقوى من الموضوعية. هذا على الأقل ما ردده بعض الجمهوريين، الذين ذكرهم الغلاف بالظلم الذي لحق بميلانيا ترمب.

أنا وينتور لم تُخفِ يوماً ميولها السياسية للحزب الديمقراطي (إ.ب.أ)

فالمعروف أن أنا وينتور من أكثر الداعمين للحزب الديمقراطي. لم تُحاول إخفاء الأمر بل أعلنته مرارا، حيث سبق ودعمت هيلاري كلينتون عندما كانت مرشحة ضد ترمب، ومن بعدها جو بايدن. جمعت التبرعات لحملتهما وجنَّدت عالم الموضة لهذه الغاية. عندما فاز ترمب، تجاهلت تقليد المجلة ولم تمنح ميلانيا أي غلاف في «فوغ». وهكذا دفعت ميلانيا ثمن سياسات زوجها ولم يشفع لها جمالها أو رشاقتها أو كونها عارضة أزياء سابقة، في حين تصدرت كل من جيل بايدن ثلاثة أغلفة حتى الآن، وقبلها ميشيل أوباما أيضاً ما لا يقل عن ثلاثة.

المرة الوحيدة التي تصدرت فيها ميلانيا غلاف مجلة «فوغ» كانت في عام 2005، عندما تزوجت دونالد ترمب، أي قبل أن يصبح رئيساً، حيث تابعت المجلة رحلة بحثها عن فستان زفافها. كانت بالنسبة للمجلة مجرد مادة دسمة لعارضة سابقة ستتزوج مليونيراً.


مقالات ذات صلة

​هادي سليمان يغادر «سيلين» ومايكل رايدر مديرها الإبداعي الجديد

لمسات الموضة صورة أرشيفية لهادي سليمان تعود إلى عام 2019 (أ.ف.ب)

​هادي سليمان يغادر «سيلين» ومايكل رايدر مديرها الإبداعي الجديد

أعلنت دار «سيلين» اليوم خبر مغادرة مديرها الإبداعي هادي سليمان بعد ست سنوات. لم يفاجئ الخبر أحداً، فإشاعات قوية كانت تدور في أوساط الموضة منذ مدة مفادها أنه…

لمسات الموضة حافظ أسبوع باريس على مكانته بثقة رغم أنه لم ينج تماماً من تبعات الأزمة الاقتصادية (لويفي)

الإبداع... فن أم صناعة؟

الكثير من المصممين في موقف لا يُحسدون عليه، يستنزفون طاقاتهم في محاولة قراءة أفكار المسؤولين والمستهلكين، مضحين بأفكارهم من أجل البقاء.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة عرض ريتشارد كوين كان مفعماً بالأمل والتفاؤل... وهو ما ترجمه بالورود والألوان الفاتحة (أ.ف.ب)

أسبوع لندن للموضة يسترجع أنفاسه... ببطء

تشعر أحياناً أن مصمميه يتلذذون بالأزمات ويستمدون منها أكسجين الابتكار. هذا العام يحتفل بميلاده الـ40 مؤكداً أن الأزمات لم تقضِ عليه بقدر ما زادته عزماً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)

الأميرة نورة الفيصل تضخ «آسبري لندن» بالحيوية

تأمل «آسبري» أن تحقق لها هذه المجوهرات نفس النجاح المبهر الذي حققته كبسولة الحقائب في العام الماضي. كانت الأسرع مبيعاً في تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة بنطلون الجينز الواسع... كيف تلبسينه على طريقة النجمات؟

بنطلون الجينز الواسع... كيف تلبسينه على طريقة النجمات؟

يجمع الأناقة بروح بوهيمية، لكن للأسف لا يناسب الكل؛ لهذا يحتاج إلى بعض الحيل كي تتمكن صغيرات الحجم تحديداً من الاستمتاع به، مثلهن مثل عارضات الأزياء.

جميلة حلفيشي (لندن)

لمسة الأميرة نورة الفيصل «الميداسية» في دار «آسبري» من جديد

اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)
اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)
TT

لمسة الأميرة نورة الفيصل «الميداسية» في دار «آسبري» من جديد

اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)
اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)

13 قطعة فقط كانت كافية لتبث روحاً عصرية وخفيفة على دار بريطانية عريقة يعود تاريخها إلى أكثر من قرنين. ف «آسبري لندن» كانت ولا تزال تخاطب النخبة من الطبقات الراقية. فهي وجهة العائلة المالكة البريطانية في المناسبات المهمة عبر كل الأجيال. حاولت في السنوات الأخيرة، مثل غيرها من البيوت العريقة، أن تجدد صورتها وتستقطب جيل الشباب. بوادر هذا التجديد بدأت منذ سنوات، لكنها وصلت أوجها في العام الماضي، بتعاونها مع الأميرة نورة الفيصل، مصممة دار «نون»، أولاً من خلال كبسولة حقائب يد، بيعت بالكامل في غضون أيام، وهذه المرة مجموعة مجوهرات. كان هذا التعاون أنجح قرار اتخذته الدار لحد الآن، حسب تصريحها.

عندما اقترحت المصممة الرسمات الأولية تمت الموافقة عليها دون تردد أو تغيير لإبداعها (آسبري)

في فندق «كلاريدجز» بلندن، تم الكشف عن ثمرة هذا التعاون: مجموعة بعنوان «نون وآسبري: فيذرز» Asprey x Nuun: feathers، ضخت فيها المصممة حيوية منعشة ومرونة تتراقص على الألوان والأحجار. والأهم من هذا تميزت بلغة عالمية تخاطب شرائح أكبر من الزبونات. تقول الأميرة نورة وهي تستعرضها أمامي أنها لم تعانِ من أي تدخلات. حصلت على مطلق الحرية في أن تصممها برؤيتها الخاصة بما في ذلك اختيار المعادن والأحجار. تضيف أنها كانت تتوقع عندما اقترحت الرسمات الأولية أن تعود إليها بملاحظات لإجراء تغييرات، لكن العكس حصل. تمت الموافقة عليها كلها من دون تردد أو تغيير. تعترف: «بقدر ما فاجأني الأمر بقدر ما أسعدني. فتاريخ آسبري ملهم وقدراتها الحرفية مشهود لها بها عالمياً».

قلادة معاصرة تلتف على العنق ويمكن تنسيقها بسهولة مع أي زي وفي أي مناسبة (آسبري لندن)

تُشجعني وهي تستعرض المجموعة، على لمسها وتجربتها، فأفاجأ بخفة وزنها رغم ما يظهر من حجمها السخي. تبتسم وتشرح أنها من التيتانيوم، مادة خفيفة جداً أدخلتها لدار «آسبري» لأول مرة. تقول إنها رأت أنه معدن مناسب لتشكيلة كان المراد منها الخفة، شكلاً ووزناً، وهو ما يشير إليه عنوانها: «آسبري x نون فيذر»، تكون موجهة لامرأة عصرية.

الريش بترجمة الأميرة نورة أكثر شقاوة ومرحاً عما عودتنا عليه الدار البريطانية عليه (آسبري لندن)

الريش تصميم ليس جديداً على «آسبري»، فهو يظهر في العديد من إصداراتها، كونه من شعارات النبالة الملكية، يُزيِن شارة شعار نبالة أمير وايلز منذ القرن الرابع عشر.

رغم أن ترجمة الدار البريطانية له لا تفتقد إلى الجمال ولا الحرفية، فإنها تميل إلى الكلاسيكية، وتتوجه إلى شريحة نخبوية. هذا ما أدركته الأميرة نورة واستدركته، إذ ضخَت هذا التصميم الأيقوني بلمسة تجمع أسلوبها الخاص مع جرعة خفيفة من الشقاوة الإبداعية، استعملت فيها تدرجات ألوان تتراقص على التناقض المتناغم، ومواد مثل التيتانيوم تناسب متطلبات امرأة معاصرة لا تريد ما يُثقل حركتها، إضافة إلى ترصيعها بطريقة تلامس البشرة بشكل مباشر.

كان المشروع مثالياً لدمج التأثيرات الكلاسيكية مع مفاهيم أكثر طليعية (آسبري لندن)

فلهذه الأحجار جمالية وطاقة إيجابية يمكن أن يستمدها لابسها منها عندما تبقى مكشوفة. لم تكتف المصممة بهذا، وأضافت أيضاً عناصر خفيفة من الـ«آرت ديكو»، وهو أسلوب يتكرر في أسلوب «نون» ورأت أنه مناسب لمجموعة «نون X آسبري: فيذرز». فبالنسبة لها كان المشروع «مثالياً لدمج التأثيرات الكلاسيكية مع مفاهيم أكثر طليعية». وتتابع: «منذ اللحظة التي تلقيت فيها العرض بإعادة صياغة الريش، وهو أيقونة من أيقونات الدار، كنت أعرف أن علي أن أدفع بالإبداع إلى آفاق جديدة مع الحفاظ على جوهر (آسبري) وإرثها العريق».

أما من الناحية التقنية، فحرصت على أن تكون متحركة ومرنة، وهو ما يظهر جلياً في كل قطعة سواء كانت أقراط أذن أو عقد يلتف حول العنق من الخلف ليبقى مفتوحاً من الأمام كاشفاً على حجرتين كريمتين يواجهان بعضهما بعضاً.

عقد يلتف حول العنق ويبقى مفتوحاً من الأمام كاشفاً عن حجرين كريمين (آسبري لندن)

لعبها على الألوان المتدرجة لخلق إيحاءات طبيعية، وعلى توهج الأحجار مثل الياقوت الوردي والمورغانيت والماس الأصفر وغيرها، كلها عزّزت من تميز المجموعة. بكل تفاصيلها، تُؤذن ببدء عهد جديد في دار «آسبري»: أكثر ديناميكية ومعاصرة، وهذا هو عز الطلب لدار تأمل أن تُحقق لها هذه المجموعة نفس النجاح الذي حققته الكبسولة الحصرية من حقائب اليد التي طرحتها في العام الماضي بالتعاون أيضاً مع المصممة، والتي كما صرحت الدار، بيعت بالكامل في غضون أيام من طرحها لتكون الأسرع مبيعاً في تاريخ الدار الممتد لأكثر من 200 عام.