رحلة أنجلينا جولي مع «نساء من أجل النحل» تصل إلى اليابان

تمكين المرأة كان الطُّعم الذي استعملته شركة «غيرلان» لكسبها

سافرت أنجلينا إلى اليابان للقاء النساء اللواتي وقع عليهن الاختيار للاستفادة من البرنامج (تصوير: إيان غافان)
سافرت أنجلينا إلى اليابان للقاء النساء اللواتي وقع عليهن الاختيار للاستفادة من البرنامج (تصوير: إيان غافان)
TT

رحلة أنجلينا جولي مع «نساء من أجل النحل» تصل إلى اليابان

سافرت أنجلينا إلى اليابان للقاء النساء اللواتي وقع عليهن الاختيار للاستفادة من البرنامج (تصوير: إيان غافان)
سافرت أنجلينا إلى اليابان للقاء النساء اللواتي وقع عليهن الاختيار للاستفادة من البرنامج (تصوير: إيان غافان)

لا تزال جهود أنجلينا جولي لتمكين المرأة مستمرة. فهي لا تبخل بوقتها وتبذل كل ما في وسعها من طاقة عندما تؤمن بقضية ما. المواقف أكدت أن تمكين المرأة كان دائماً ضمن أولوياتها. لا تدخر جهداً في مد يد العون حتى لو تطلب الأمر قرص النحل.

فمَن منا لا يتذكر تلك الصورة الأيقونية التي نُشرت لها على غلاف مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» في عام 2021؟. ظهرت فيها، ومجموعة من النحل تتجول على وجهها وجسدها بحرية وكأنها تمص رحيقها الطيب بينما هي جامدة لا ترمش لها عين. الصورة لم تكن معدلة بالفوتوشوب وخضعت لها جولي فعلياً بشجاعة. لم تأبه لاحتمالية قرص النحل ما دامت ستؤكد على أهميته في المنظومة البيئية وفي حياتنا.

عندما يتعلق الأمر بتمكين المرأة فإن النجمة لا تتأخر على مد يد العون لدعمها والارتقاء بها (تصوير: كيشيرو ناكاجيما)

علاقتها بالنحل بدأت أول مرة على يد شركة مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة المعروفة، «غيرلان». فالشركة تعتمد عليه بوصفه مكوناً أساسياً في كثير من منتجاتها، لكنها أيضاً تسعى للحفاظ عليه ونقل تربيته لأجيال قادمة، وعلى وجه الخصوص بتأهيل المرأة لتربيته. منذ 4 سنوات، تم إطلاق برنامج مشترك بين الشركة الفرنسية، و«اليونيسكو» بعنوان «نساء من أجل النحل» يتولى تدريب النساء بوصفهن رائدات أعمال بمجال تربية النحل وحاميات لموائله الأصلية. مدة البرنامج 5 سنوات يتم فيها تدريب ودعم 50 سيدة أعمال من مربيات النحل، في 25 محمية اختارتها «اليونيسكو» من كل أنحاء العالم، وخصصت لها «غيرلان» مليوني دولار.

طبيعة البرنامج، وأهدافه وعلاقته بالمرأة، كانت الطُّعم الذي جذب أنجلينا جولي لتكون طرفاً فاعلاً فيه. بل وعرَّابته. فهي تؤمن بأنه عندما تتعلم المرأة مهارة ما، فإن الخير يتضاعف وينتشر أكثر، لأنها تُعلّم غيرها من النساء ورجال من أفراد العائلة بل وحتى أطفالها. في هذا الصدد تُعلّق أنجلينا: «إذا كنت تريد حقاً إنجاز عمل ما ونشره على نطاق واسع، فعليك بالمرأة. ساعدها على تعلمه وفهمه ومن تم حلِ مشكلاته، وكن واثقاً في أن الفائدة ستعم على كل مَن يحيط بها».

سافرت أنجلينا إلى اليابان للقاء النساء اللواتي وقع عليهن الاختيار للاستفادة من البرنامج (تصوير: إيان غافان)

البرنامج، ينتقل جغرافياً من بلد إلى آخر. انطلق بادئ الأمر في جنوب فرنسا، ثم انتقل إلى كمبوديا والمكسيك ورواندا وأخيراً وليس آخراً اليابان، حيث تولى البرنامج مهمة تدريب نحو 105 نساء في بلد لا يزال فيه الذكور يسيطرون على تربية النحل.

في فبراير (شباط) الأخير، سافرت أنجلينا إلى اليابان للقاء النساء اللواتي وقع عليهن الاختيار، بالتعاون مع اثنتين من المنظمات غير الربحية. خلال الرحلة ترأّست جلسة بـ«مدرسة النحل» مع الممثلة اليابانية وسفيرة دار «غيرلان» لدى اليابان، ميري كيريتاني، شرحت فيها أهمية النحل بوصفه عنصراً أساسياً في الحفاظ على التنوع الحيوي الذي هو ركيزة أخرى من ركائز أهداف التنمية المستدامة، وطرق التلقيح السليمة لضمان بقاء أنظمتنا البيئية. وبالفعل، أنجزت 18 سيدة التدريب، ومن المقرر أن تشارك 12 سيدة أخرى في البرنامج على امتداد 2024. العام الذي سيشهد كثيراً من الدورات الهادفة لرفع مستوى الوعي بين الأجيال الشابة حول أهمية حماية النحل بوصفه عنصراً حيوياً في تلقيح النباتات.

ترأست جلسة بـ«مدرسة النحل» شرحت فيها أهميته بوصفه ركيزة للتنمية المستدامة والأنظمة البيئية (تصوير: إيان غافان)

في اليابان تحديداً هناك تحديات أخرى تأخذها «اليونيسكو» و«غيرلان» بعين الاعتبار، ألا وهي شيخوخة السكان. ظاهرة تشكّل خطراً على عدم نقل ثقافة تربية النحل والخبرة الفنية إلى الجيل القادم. من هذا المنظور، فإن دور المرأة حاسم وضروري.

وبالمثل، فإن تراجع أعداد المَزارع يعني عدداً أقل من النباتات، التي توفر بدورها الرحيق لتلقيح النحل. وهنا تأتي أهمية حماية التنوع البيولوجي في جميع أنحاء البلاد، وليس المناطق الريفية فحسب. مع عدم استخدام المبيدات الحشرية التي تضر بحياة النحل.

في اليابان لا تزال تربية النحل مهنة يتحكم فيها الرجال (تصوير: كيشيرو ناكاجيما)

وأعربت أنجلينا عن سعادتها بهذا البرنامج وإيمانها بأهدافه التي تفتح الأبواب للمرأة لكي تصبح فاعلة ومؤثرة في هذه الصناعة. وأشارت إلى أن الأمر ليس ترويجاً لدار «غيرلان» أو مستحضراتها، وإنما هو رغبة منها «في منح كل واحدة من هؤلاء المتدربات المساحة اللازمة ليصبحن محترفات ومستقلات بالاعتماد على أحدث العلوم والأساليب لتربية النحل، وصنع العسل وبيعه».


مقالات ذات صلة

​هادي سليمان يغادر «سيلين» ومايكل رايدر مديرها الإبداعي الجديد

لمسات الموضة صورة أرشيفية لهادي سليمان تعود إلى عام 2019 (أ.ف.ب)

​هادي سليمان يغادر «سيلين» ومايكل رايدر مديرها الإبداعي الجديد

أعلنت دار «سيلين» اليوم خبر مغادرة مديرها الإبداعي هادي سليمان بعد ست سنوات. لم يفاجئ الخبر أحداً، فإشاعات قوية كانت تدور في أوساط الموضة منذ مدة مفادها أنه…

لمسات الموضة حافظ أسبوع باريس على مكانته بثقة رغم أنه لم ينج تماماً من تبعات الأزمة الاقتصادية (لويفي)

الإبداع... فن أم صناعة؟

الكثير من المصممين في موقف لا يُحسدون عليه، يستنزفون طاقاتهم في محاولة قراءة أفكار المسؤولين والمستهلكين، مضحين بأفكارهم من أجل البقاء.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة عرض ريتشارد كوين كان مفعماً بالأمل والتفاؤل... وهو ما ترجمه بالورود والألوان الفاتحة (أ.ف.ب)

أسبوع لندن للموضة يسترجع أنفاسه... ببطء

تشعر أحياناً أن مصمميه يتلذذون بالأزمات ويستمدون منها أكسجين الابتكار. هذا العام يحتفل بميلاده الـ40 مؤكداً أن الأزمات لم تقضِ عليه بقدر ما زادته عزماً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)

الأميرة نورة الفيصل تضخ «آسبري لندن» بالحيوية

تأمل «آسبري» أن تحقق لها هذه المجوهرات نفس النجاح المبهر الذي حققته كبسولة الحقائب في العام الماضي. كانت الأسرع مبيعاً في تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة بنطلون الجينز الواسع... كيف تلبسينه على طريقة النجمات؟

بنطلون الجينز الواسع... كيف تلبسينه على طريقة النجمات؟

يجمع الأناقة بروح بوهيمية، لكن للأسف لا يناسب الكل؛ لهذا يحتاج إلى بعض الحيل كي تتمكن صغيرات الحجم تحديداً من الاستمتاع به، مثلهن مثل عارضات الأزياء.

جميلة حلفيشي (لندن)

بنطلون الجينز الواسع... كيف تلبسينه على طريقة النجمات؟

من تشكيلة دار «كلوي» لخريف 2024 تم تنسيقه مع جاكيت مفصل (كلوي)
من تشكيلة دار «كلوي» لخريف 2024 تم تنسيقه مع جاكيت مفصل (كلوي)
TT

بنطلون الجينز الواسع... كيف تلبسينه على طريقة النجمات؟

من تشكيلة دار «كلوي» لخريف 2024 تم تنسيقه مع جاكيت مفصل (كلوي)
من تشكيلة دار «كلوي» لخريف 2024 تم تنسيقه مع جاكيت مفصل (كلوي)

منذ فترة تعالت أصوات خبراء الأزياء تُردد أن عهد البنطلون الجينز الضيّق ولّى، وحل محله الجينز الواسع. المقصود هنا الواسع بالمعنى الفضفاض المستوحى من حقبة السبعينات. لم يقم المصممون بأي جهد لترويضه، بل بالعكس زادوه انسدالاً وسخاءً، بالعرض والطول.

في المقابل، كان للمرأة رأي آخر. شكَّكت في الأمر، أو على الأقل نظرت إليه بحذر، في حين احتفظت بتصميمه الضيق والمستقيم ولم تستغنِ عنهما حتى الآن. مثل الفستان الأسود الناعم، أو جاكيت التويد المفصل والقميص الأبيض، هذه التصاميم لها حظوة في نفسها، وتتعامل معها بصفتها قطعاً أساسية.

فمنذ أن دخل بنطلون الجينز خزانتها في الخمسينات من القرن الماضي تقريباً، بتصميمه المستقيم والبسيط، وهو يجتهد لكي يُسهِّل حياتها ويمنحها مزيداً من التميز. تارة يُدخل عليه المصممون تقنيات وخامات حديثة تزيد من مرونته وجمالياته، وتارة أخرى يقترحون أفكاراً مبتكرة وأحجاماً جديدة في تصاميمه وطرق تنسيقه؛ كل هذا بهدف منحها الراحة وإطلالة ديناميكية. ولا بأس أيضاً أن يُموِّه عن أي عيوب أو ترهلات تعاني منها. منذ سنوات مثلاً، أدخلت عليه سارة بلايكلي، مبتكرة الـ«سبانكس» التقنيات والمواد نفسها التي تُستخدم في هذه القطعة السحرية، للتخفيف من بروز البطن وخلق مظهر مرتب.

أما فيما يتعلق بالتطريز والترصيع، فحدّث ولا حرج، إلى حد أن الجينز بألوانه الغامقة أصبح مقبولاً في مناسبات السهرة. ولِمَ لا وقد اقتحم منصات عروض الأزياء، بما في ذلك خط الـ«هوت كوتور» بكل ما يتضمنه من رُقي وفخامة؟

شتّان بينه اليوم وبين صورته عندما ابتكره خياط من نيفادا، اسمه جاكوب ديفيس، ومهاجر اسمه ليفايز ستراوس في عام 1873. خرج من كنف البروليتاريا التي ولد فيها، ولم يعد خاصاً بالعمال والمزارعين ورعاة البقر بمجرد أن تبنّاه نجوم هوليوود من أمثال مارلين مونرو وجيمس دين وغيرهما في منتصف القرن الماضي، وضخه المصممون بجرعات برجوازية واضحة. هو الآن من أكثر القطع التي تُوحِّد كل الطبقات والثقافات والأذواق.

بقليل من التنسيق يمكن أن يناسب نزهة أو جولة في الأسواق أو مناسبة خاصة (من موقع ME+EM)

سلبيات وإيجابيات

بيد أنه على الرغم من كل التطويرات والحب الذي تكنّه المرأة للبنطلون الجينز الضيق والمستقيم، فإن ظهور تصميمه الواسع وتصدره الواجهة في المواسم الأخيرة، يثيران بعض التوجس والحذر في نفسها. فهو لا يناسب كل القامات، ويمكن أن يعطي نتيجة عكسية في حال لم تُراعَ فيه فكرة النسبة والتناسب. في الوقت ذاته، أصبح واقعاً لا مفر منه، بعد أن فرضته ظروف جائحة «كورونا»، وما ترتب عنها من إقبال على تصاميم تتسم بروح رياضية، أو مستوحاة من ثقافة الشارع والـ«هيب هوب». ما يشفع له أنه، بالطرق التي يقدمه بها كبار المصممين، يكتسب جاذبية تُغري أكثر مما تُنفر.

وهذا تحديداً الإحساس الذي تُخلفه إطلالات العارضات وهن يتخايلن به على المنصات وفي الحملات الترويجية، وصور النجمات وهن يتجوّلن به في الأسواق أو الشوارع. بكل ما فيه من انسدال، يعبق بحيوية تُعبر عن الانطلاق والانعتاق من أي قيود «تُضيِّق» الحياة. أحياناً تظهر به النساء وهن يمسحن الأرض رغم قاماتهن الممشوقة، الأمر الذي يُعطي الانطباع بأن هذه الصورة مقصودة لتذويب مخاوف من لا يتمتعن بالطول، وتشجيعهن على تبنيه.

لخريف 2024 نسّقته دار «كلوي» مع جاكيت «بوليرو» وإكسسوارات مبتكرة لترتقي به (كلوي)

دار «كلوي» قدمته في تشكيلتها الأخيرة كما في حملتها الترويجية بأسلوبها البوهيمي المعتاد. تميز بالأناقة والعصرية، وقد استعملت فيه مصممة الدار الجديدة، شيمينا كامالا، كل وسائل الإغراء وأدواته، مثل حزام ذهبي مبتكر كُتب عليه اسم الدار، والمتوقع أن يكون عُملتها الرابحة هذا الموسم.

كيف تختارينه؟

يعترف خبراء الموضة بأنه قد لا يناسب الكل، ويحتاج إلى دراية وحذر وثقة، إلا أنه أيضاً عصري يمكن أن يمنح لابسته إطلالة تعكس شخصية تعرف ما تريد، وتُرجح كفة الراحة على أي اعتبارات أخرى. من هذا المنظور، فإن الثقة والذكاء في التنسيق هما كل ما يحتاج إليه هذا التصميم للحصول على التألق المطلوب، حتى في المناسبات الخاصة.

جينيفر لوبيز نسقته مع «تي شيرت» بسيط ومعطف من الفرو وحقيبة «بيكابو» من دار «فندي» (فندي)

الفكرة منه في عام 2024، تتركز على خلق مظهر منطلق، يعكس تطلعات شابة تواقة للحرية والانطلاق، في زمن أصبح مطلوباً من الموضة أن تحقق المعادلة بين الأناقة والراحة. رغم تخوف البعض منه، يمكن القول إنه بقليل من التنسيق، يمكن تجاوز صعوبته والاستفادة من جمالياته:

- ليس من الضروري أن تختاريه واسعاً بشكل مبالغ فيه فقط لأنه موضة. يمكن أن تضربي عصفورين بحجر واحد: أن يكون واسعاً حسب موضة الموسم، لكن بشكل معقول يتماشى مع مقاييس جسمك وطولك.

- لا يختلف اثنان حول أنه كلما كان واسعاً ارتفعت نسبة جُرأته. لكي تبقى الإطلالة ضمن الجرأة الواثقة. يمكن ارتداؤه مع قميص أيضاً واسع وحذاء بكعب عال لخلق بعض التوازن.

- إذا كانت النية مظهراً أنيقاً، فيمكن ارتداؤه مع قميص كلاسيكي أو جاكيت مفصل كما اقترحته دار «كلوي»، بل يمكن أيضاً تحديد الجاكيت بحزام وحذاء عالٍ.

لمظهر «سبور» يمكن الاستعاضة عن الحذاء بـ«سنيكر» رياضي لخلق نوع من التناقض المتناغم بين الـ«سبور» والكلاسيكي.

يمكن تنسيقه مع قطعة أنيقة للتخفيف من عمليته والارتقاء به (موقع زارا)

- تنسيقه مع قميص أبيض يدخله أماكن العمل بسهولة، لأنه ينضوي تحت مفهوم الـ«كاجوال شيك». في المساء، يمكن اعتماده مع قميص أو بلوزة مناسبة، مع إضافة بعض الإكسسوارات لإضفاء بعض البريق. الإكسسوارات والمجوهرات تنجح دائماً في نقل أي إطلالة مهما كانت بسيطة من المكتب إلى دعوة عشاء.

- تنسيقه مع قميص من الحرير أو القطن بتصميم كلاسيكي محدد، يمكن أن يموه على اتساعه، وما يوحي به من رغبة في الراحة والارتخاء. النجمة جينيفر لوبيز مثلاً اختارته بلون باهت، أي درجة مناسبة للنهار أكثر. بمجرد أن نسقته مع حقيبة «بيكابو» الشهيرة من دار «فندي»، ومعطف من الفرو، خلقت تناقضاً متناغماً بين الفخم والعملي.

- إذا كانت النية الحصول على إطلالة قوية، فما عليك سوى تنسيقه مع جاكيت مفصل، إما قصير بتصميم البوليرو وإما طويل يغطي نصف الساق. في هذه الحالة يمكن تنسيق الإطلالة مع حذاء رياضي للنهار لمظهر «سبور» أو بكعب لمظهر «كاجوال شيك».

الرياضية سيرينا ويليامز ببنطلون مستقيم يضيق قليلاً من أسفل مع قميص أبيض (جي دبليو أندرسون)

إذا كان الخوف لا يزال يراودك، فما عليك إلا أن تختاري ما يناسبك ويُشعرك بالراحة والثقة. فمهما قال الخبراء واقترح المصممون، يبقى الخيار الأخير لك، وسواء كان بتصميم ضيق أو مستقيم أو واسع أو فضفاض، فإنه من الكلاسيكيات التي تتعدى كل المواسم.

حقائق

بدأ بروليتارياً وانتهى نخبوياً

من كان يتصور أن يتحول بنطلون ابتكر للعمال والمنقبين عن الذهب إلى عملة ذهبية في يد المصممين؟ ومن كان يتصور أن يصل إعجاب المصمم الراحل إيف سان لوران به إلى حد التصريح بأنه كان يتمنى لو كان من اخترعه؟ كانت هذه شهادة كافية للارتقاء بالجينز إلى مصاف القطع الأيقونية التي لا تعترف بزمن أو مكان.

نظيره ومنافسه الراحل كارل لاغرفيلد ترجم إعجابه الشخصي بإدخاله خط الأزياء الراقية وخط الـ«ميتييه داغ» الذي تستعرض فيه دار «شانيل» خبرات وإمكانات ورشاتها في التطريز والترصيع، وكل ما هو غالٍ ونفيس. قماشه الآن يضاهي أقمشة مترفة مثل الموسلين والحرير والجاكار أهمية في عالم الموضة، لا سيما بعد أن تم دمجه بخامات جديدة وحديثة أضفت عليه مرونة.

تطوره من قطعة عملية وخشنة إلى ما هو عليه حالياً مر بعدة مراحل غيرت تفاصيله وملامحه، لكنها لم تمحُ تماماً صلابته وقوته. في عام 1873، وعندما طرحه ليفي شتراوس بالتعاون مع جاكوب ديفيس، كان موجهاً للمزارعين والعمال، وأيضاً للمنقبين عن الذهب بكاليفورنيا فقط. هؤلاء كانوا يحتاجون إلى قماش صلب وخشن يحميهم من قسوة الطقس والطبيعة. لم يكونا يتوقعان أن يُخلّد اسمهما ويتحول إلى قطعة أيقونية. كل همهما كان جعله يدوم أطول. كانت الفكرة لجاكوب ديفيس، الذي حاول إدخال مسامير معدنية بمناطق معينة في الجينز، لجعله مقاوماً لقسوة الطبيعة. ولأنه كان يفتقد إلى رأس مال، استعان بشتراوس لتنفيذها. رحّب هذا الأخير بالفكرة ودخل شريكاً مع ديفيس.

مع انتعاش صناعة السينما وأفلام الغرب الأميركي ورعاة البقر في ثلاثينات القرن الماضي، أصبح الجينز رفيقاً ملازماً لأبطال السينما. انتقاله إلى جيل شاب كان مسألة وقت فقط. فبمجرد ظهور كل من جيمس دين ومارلين مونرو به، حتى انتشر انتشار النار في الهشيم. أصبح قطعة معتمدة لدى كل شاب وشابة متمردين على التقاليد، قبل أن يتحول إلى قطعة تجمع الأناقة بالراحة.