رحلة سفاري تجمع أنطوني فاكاريللو بإيف سان لوران

تشكيلة بنكهة الماضي وقوة الحاضر

النظارة الجديدة كما ظهرت في الحملة الترويجية (سان لوران)
النظارة الجديدة كما ظهرت في الحملة الترويجية (سان لوران)
TT

رحلة سفاري تجمع أنطوني فاكاريللو بإيف سان لوران

النظارة الجديدة كما ظهرت في الحملة الترويجية (سان لوران)
النظارة الجديدة كما ظهرت في الحملة الترويجية (سان لوران)

عندما قدّم أنتوني فاكاريللو، مصمم دار «سان لوران»، عرضه على خلفية برج إيفل خلال أسبوع باريس الماضي، كان يستهدف الإبهار واستحضار أمجاد الماضي. اهتم بكل التفاصيل بدءاً من الأزياء والإكسسوارات إلى الموسيقى والسيناريو لهذا الغرض. وبالنتيجة، جاءت الخطوط عصرية والقصات معاصرة. القِصة في المقابل عادت بنا إلى زمن الراحل إيف سان لوران ومدينته المفضلة: مراكش الحمراء بألوانها الترابية والطينية ودفء شمسها. يقول فاكاريللو إنه استمد إلهامه من تشكيلة قدّمها إيف في عام 1967 بعنوان «سفاري»، جعلته متعطِشا للمزيد. عاد إلى أرشيف الدار يفُك أسحاره ورموزه ليعيد لنا بدلات تغلب عليها لمسات ذكورية وسترات السفاري، تماماً كما تصورها الراحل إيف ولوّنها بألوان الرمال والكثبان وأشجار الزيتون وواجهات بيوت مراكش الحمراء.

استلهم أنتوني فاكاريللو أغلب تصاميمه من امرأة اقتحمت مجالات كانت حكراً على الرجل مثل الطيران وغيره (سان لوران)

إذا كان هناك مأخذ واحد عليها فهو اللعب على قطع معينة كرّرها بألوان متنوعة. ما شفع له فيها أن اهتم بأدق تفاصيلها الجمالية، فضلاً عن تفصيلها الذي لا يعلى عليه، وطبعاً الإكسسوارات التي ستكون ورقته الرابحة في هذا الموسم. واحدة منها فقط تكفي لتنقل إطلالة بسيطة مثل «جامبسوت» أو جاكيت بلون ترابي أو فستان من القطن إلى قمة الأناقة.

نظارة «أميليا» بنفحة «فينتاج» خفيفة (سان لوران)

النظارات الشمسية كانت واحدة من مراكز الجذب التي لعب عليها، وأدّت المطلوب منها. في كل إطلالة ظهرت بها العارضات، أكدت أن وظائفها متعددة، من الحماية من أشعة الشمس، وإخفاء عيون أعياها التعب، إلى لفت الأنظار في المناسبات والإغناء عن الماكياج في الأيام العادية. أطلقت عليها الدار اسم «أميليا». قالت إنها استلهمتها من أميليا إيرهارت، أول امرأة تطير منفردة عبر المحيط الأطلسي في عام 1932، وبالتالي أرادتها أن تكون قوية لامرأة واثقة ومستقلة. وهذا ما كان.

تشكيلة «سفاري» التي قدّمها الراحل إيف سان لوران في عام 1967 كانت ملهمة لأنتوني فاكاريللو (سان لوران)

حتى رائحة الـ «فينتاج» التي تفوح منها لم تستطع أن تُغطي على حداثتها. المصمم فسّر هذه القوة قائلاً إنها مثل الأزياء، وباقي تفاصيل العرض مستوحاة من نساء سابقات لزمنهن مثل إميليا إيرهارت، وأدريان بولاند، أول فرنسية تطير فوق جبال الأنديز بين التشيلي والأرجنتين، ورائدات أخريات اخترقن مجالات كانت تُعدّ حكراً على الرجال، مثل قيادة السيارات. كل هذا يفسر نحو 49 قطعة، تشمل قفازات اليد الجلدية وأغطية رأس تأخذ أشكال خوذات الطيران ونظارات كبيرة تأخذنا إلى عالم الطيران أو سباق السيارات.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

إيلي صعب لـ «الشرق الأوسط»: «موسم الرياض» جسّد حلماً عربياً

مطلع العام الحالي، بدأت القصة تنسج خيوطها في لندن، وفي الرياض اكتملت في ليلة استثنائية بعنوان «1001 موسم من إيلي صعب»، تحتفل بمسيرة مصمم أصبح فخر العرب.

جميلة حلفيشي (الرياض)
لمسات الموضة سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

بعد عام تقريباً من التحضيرات، حلّت ليلة 13 نوفمبر (تشرين الثاني). ليلة وعد إيلي صعب أن تكون استثنائية ووفى بالوعد. كانت ليلة التقى فيها الإبداع بكل وفنونه.

جميلة حلفيشي (الرياض)

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
TT

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)

عشر سنوات فقط مرت على إطلاق علامة «بيوريفيكايشن غارسيا» حقيبتها الأيقونية «أوريغامي». بتصميمها الهندسي وشكلها ثلاثي الأبعاد لفتت الأنظار منذ أول ظهور لها. واحتفالاً بمكانتها وسنواتها العشر، تعاونت العلامة الإسبانية مؤخرا، مع أربع مُبدعات في الفنون البلاستيكية لترجمتها حسب رؤيتهن الفنية وأسلوبهن، لكن بلغة تعكس قِيم الدار الجوهرية. هذه القيم تتلخص في الألوان اللافتة والخطوط البسيطة التي لا تفتقر إلى الابتكار، أو تبتعد عن فن قديم لا يزال يُلهم المصممين في شتى المجالات، قائم على طيّ الورق من دون استخدام المقص أو الغراء، ألا وهو «الأوريغامي». فن ياباني تكون فيه البداية دائماً قاعدة مربّعة أو مكعّبة.

المكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميم الحقيبة إلى جانب جلد النابا الناعم والمرن (بيوريفكايشن غارسيا)

ولأن يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، صادف اليوم العالمي لفن «الأوريغامي»، فإنه كان فرصة ذهبية لتسليط الضوء على حقيبة وُلدت من رحم هذا الفن ولا تزال تتنفس منه تفاصيلها.

فالمكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميمها؛ إذ تبدأ العملية باختيار جلد النابا تحديداً لنعومته، وبالتالي سهولة طيّه ومرونته في الحفاظ على شكله. بعد تمديد الجلد، يتم تحديد النمط وإضافة دعامات مثلثة للحفاظ على هيكله، لتُضاف بعد ذلك المُسنّنات يدوياً لخلق حركة انسيابية على الجلد.

للاحتفال بميلاد الحقيبة العاشر وفن «الأوريغامي» في الوقت ذاته، منحت «Purificacion Garcia» أربع مُبدعات، وهن: ألبا غالوتشا وكلارا سيبريان وصوفي أغويو وسارة أوريارتي، حرية ترجمتها حسب رؤية كل واحدة منهن، مع الحفاظ على أساسياتها.

ألبا غالوتشا، وهي ممثلة وعارضة أزياء وفنانة، تعتمد على الأنسجة والخزف كوسيلة للتعبير عن نفسها، وتستقي إلهامها من الحياة اليومية، والاحتفال بتضاريس الجسد. استوحَت الحقيبة التي ابتكرتها من عشقها للأنماط والهياكل والبناء. تقول: «حرصت على الجمع بين ما يُعجبني في شكل هذه الحقيبة وما يستهويني في جسم الإنسان، لأبتكر تصميماً فريداً يعكس هذَين المفهومَين بشكلٍ أنا راضية عنه تماماً».

حرصت ألبا على الجمع بين تضاريس الجسد وأنماط وهياكل البناء (بيوريفكايشن غارسيا)

أما كلارا سيبريان، فرسّامة تحبّ العمل على مواضيع مستوحاة من جوانب الحياة اليومية ويمكن للجميع فهمها والتماسها. تقول عن تجربتها: «أنا وفيّة لأكسسواراتي، فأنا أحمل الحقيبة نفسها منذ 5 سنوات. وعندما طُلب مني ابتكار نسختي الخاصة من هذه الحقيبة، تبادرت فكرة إلى ذهني على الفور، وهي إضفاء لمستي الشخصية على حقيبة (Origami) لتحاكي الحقيبة التي أحملها عادةً بتصميمٍ بسيطٍ تتخلّله نقشة مزيّنة بمربّعات».

من جهتها، تستمد سارة أوريارتي، وهي فنانة متخصصة في تنسيق الأزهار والمديرة الإبداعية في «Cordero Atelier»، إلهامها من الطبيعة، ولهذا كان من الطبيعي أن تُجسّد في نسختها من حقيبة «أوريغامي»، السلام والهدوء والجمال. تشرح: «لقد ركّزت على تقنية (الأوريغامي) التي أقدّرها وأحترمها. فكل طيّة لها هدف ودور، وهو ما يعكس أسلوبي في العمل؛ إذ كل خطوة لها أهميتها لتحقيق النتيجة المرجوة. لذلك، يُعتبر الانضباط والصبر ركيزتَين أساسيتَين في هذَين العملَين. وأنا أسعى إلى إيجاد التوازن المثالي بين الجانب التقني والجانب الإبداعي، وهذا ما يلهمني لمواصلة استكشاف الجمال الكامن في البساطة».

كلارا رسّامة... لهذا عبّرت نسختها عن رؤيتها الفنية البسيطة التي أضافت إليها نقشة مزيّنة بمربّعات (بيوريفكايشن غارسيا)

وأخيراً وليس آخراً، كانت نسخة صوفي أغويو، وهي مستكشفة أشكال ومؤسِّسة «Clandestine Ceramique»، التي تشيد فيها كما تقول بـ«تصميم يتداخل فيه العملي بجمال الطبيعة، وبالتالي حرصت على أن تعكس التناغم بين جوهر دار (بيوريفكايشن غارسيا) القائمة على الأشكال الهندسية وأسلوبي الخاص الذي أعتمد فيه على المكوّنات العضوية. بالنتيجة، جاءت الحقيبة بحلّة جديدة وكأنّها تمثال منحوت بأعلى درجات الدقة والعناية».