حفل «الأوسكار» هذا العام... كثير من الترتر قليل من البريق

والمجوهرات الرفيعة تُنقذ الموقف

تعرضت إيما ستون لموقف حرج بسبب انزلاق سحاب الفستان (رويترز)
تعرضت إيما ستون لموقف حرج بسبب انزلاق سحاب الفستان (رويترز)
TT

حفل «الأوسكار» هذا العام... كثير من الترتر قليل من البريق

تعرضت إيما ستون لموقف حرج بسبب انزلاق سحاب الفستان (رويترز)
تعرضت إيما ستون لموقف حرج بسبب انزلاق سحاب الفستان (رويترز)

فساتين كثيرة طرزت بالكامل بالترتر واختالت بها نجمات السينما أمام الكاميرات. كان الهدف منها إما أن تضفي البريق أو تسرقه. لكنها لم تحقق أياً من هذين الهدفين. بالرغم من لمعانها لم تُبهر أو تُلهم. نقطة ضعفها أنها افتقدت الابتكار وتلك الجرأة المحسوبة في الاختيار التي كنا دائماً ننتظرها، أولاً في حفل توزيع جوائز الـ«غولدن غلوب» وثانياً في حفل توزيع جوائز «الأوسكار» الذي يليه من حيث التوقيت. هذا العام، ومهما حاول البعض إقناعنا، جاءت الصورة باهتة والكثير من التصاميم أقل من عادية، فضلاً عن كونها غير متقنة الصُنع والتنفيذ. ليس أدل على هذا من الفستان الذي ظهرت به الممثلة إيما ستون. كان من المفروض أن يجعلها نجمة النجمات؛ كونه من دار «لوي فويتون» التي اقتحمت مجال أزياء المساء والسهرة منذ سنوات فقط. لكنه في المقابل عرضها لموقف محرج عندما علق سحاب فستانها وانزلق وهي تتوجه لتسلم جائزتها.

حتى أمس قريب، كان هذا الحفل أهم وأكبر عرض أزياء سنوي بالنسبة لعشاق الموضة وبيوت الأزياء على حد سواء. هذه الأخيرة ترصد له ميزانيات لا يستهان بها، أحياناً بتفصيل فساتين على المقاس للنجمات وأحياناً بتقديم اقتراحات من تشكيلاتها الجاهزة على أمل أن يخترن واحداً منها يكون له مفعول السحر على اسم الدار وحرفيتها. ففي زمن أصبحت فيه النجمات مؤثرات تغذي إطلالاتهن وأخبارهن «السوشيال ميديا»، كان من الطبيعي أن يتهافت الكل عليهن، سواء لتصدر أغلفة المجلات البراقة أو لخلق محتوى يمكن تداوله بسهولة لجلب أكبر عدد من المتابعات. بالنسبة لبيوت الأزياء، فإنها تخصص حالياً جزءاً كبيراً من الميزانية التي كانت ترصدها سابقاً للإعلانات التقليدية في المجلات البراقة والتلفزيونات، وتعتمد فيها على عارضات أزياء ومصورين عالميين، لهؤلاء النجمات لكسب ودهن وربط علاقات مبنية على الإفادة والاستفادة بينهما.

إميلي بلانت في فستان من «سكاباريللي» ومجوهرات من «تيفاني آند كو» (رويترز)

الممثلة البريطانية إميلي بلانت مثلاً، وبموجب علاقتها بدار «تيفاني آند كو» للمجوهرات، ظهرت في الحفل بعقد مكون من 700 ماسة. لإبرازه اختارت فستاناً من «سكاباريللي» من دون أكمام وأكتاف ترتفع، أو بالأحرى تعوم فوق الكتف بسنتيمترين تقريباً. كان أيضاً من البديهي أن تظهر نجمة دعايات عطور دار «ديور» تشارليز ثيرون بإطلالة من تصميم مصممة الدار ماريا غراتزيا تشيوري، وهو ما كان.

أما الممثلة إيما ستون، فيُشاع أنها تتلقى نحو مليوني دولار سنوياً من «لويس فويتون» للظهور بتصاميمها في المناسبات المهمة. وإذا كان مقولة: «أي دعاية مهما كانت أفضل من لا دعاية»، فإنها هذه المرة أثارت ضجة وحركة في وسائل التواصل الاجتماعي ليس لعدم أناقة التصميم فحسب، بل لتعريضه لها إلى الموقف الحرج وهي تتوجه لتسلم جائزتها كأحسن ممثلة.

الممثلة دافين جوي راندولف في فستان من دار «لويس فويتون» كان مخيباً للآمال (أ.ب)

الممثلة دافين جوي راندولف، الحائزة جائزة أفضل ممثلة مساندة عن فيلم «المستمرون» هي الأخرى اختارت إطلالة بلون سماوي مغطى بالترتر مع أكمام بالونية من الريش من دار «لويس فويتون»، وهي الأخرى لم تكن موفقة.

لم يقتصر هذا الفشل في الإبهار على «لوي فويتون»؛ شمل حتى جورجيو أرماني الذي يعد إلى جانب المصممين اللبنانيين العالميين، ملك السجاد الأحمر. لم تحبس تصاميمه الأنفاس كما قبل، رغم أن عددها وصل إلى أكثر من 30 تقريباً. لكن ما يحسب لها أنها كانت على الأقل أنيقة ومنفذة بشكل راقٍ يعكس أسلوبه وتفانيه في إتقان التفاصيل النهائية.

أ.ف.روكويل في قطع مجوهرات من دار «بوشرون» (بوشرون)

المجوهرات في المقابل حققت ما لم تُحققه الأزياء من بريق. جاءت بجودة عالية، كما وُظفت بشكل راقٍ غطى على بساطة الأزياء وأضفى عليها قيمة افتقدتها في جوانب مهمة مثل التفصيل وتلك اللمسات النهائية التي خلّفت الانطباع كما لو كانت مرتجلة وتم تنفيذها في آخر لحظة. العقد الذي تزينت به إميلي بلانت، مثلاً، صممته دار «تيفاني آند كو» على شكل أوراق الشجر، نسقته مع قرطين من الألماس والذهب عيار 18 قيراطاً، والسوار الذي زينت به المغنية دوا ليبا معصمها كان من البلاتين والذهب عيار 18 قيراطاً مرصعاً بالياقوت البرتقالي، وهو أيضاً من «تيفاني آند كو».

«بوشرون» أيضاً ساهمت في رش الكثير من البريق على المناسبة بتعاونها مع عدد من النجمات من أمثال غريتا جيرويج، وهايلي ستاينفلد، وأوليفيا وايلد، ودايان كروغر، ورشيدة جونز، وجون سمولز، ولويزا جيكوبسون.

هند صبري في فستان من المخمل الأسود من تصميم نيكولا جبران ومجوهرات من دار «بياجيه»

أما هند صبري التي حضرت حفل «الأوسكار» في فستان كلاسيكي طويل باللون الأسود تخللته خيوط تلمع من اللون نفسه، من تصميم اللبناني نيكولا جبران، فتألقت في قلادة وأقراط أذن وسوار من «بياجيه».


مقالات ذات صلة

الأميرة نورة الفيصل تضخ «آسبري لندن» بالحيوية

لمسات الموضة اكتسب الريش هذه المرة مرونة وديناميكية شبابية (آسبري لندن)

الأميرة نورة الفيصل تضخ «آسبري لندن» بالحيوية

تأمل «آسبري» أن تحقق لها هذه المجوهرات نفس النجاح المبهر الذي حققته كبسولة الحقائب في العام الماضي. كانت الأسرع مبيعاً في تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة الأسلوب الخاص يمكن اكتسابه مع الوقت والممارسة... لكنه في الغالب يولد مع الشخص (رويترز)

أسرار «الأناقة الراقية»... تميز دون تكلف أو تكاليف

«الأناقة دون جهد» ليست مجرد صفة مميزة؛ بل تجسيد لأناقة تنبع من الشخص بطريقة طبيعية وغير متكلفة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة بعد خمس سنوات مديرة إبداعية في الدار غادرت فيرجيني فيار «شانيل» بهدوء (أ.ف.ب)

من سيخلف فيرجيني فيار في دار «شانيل»؟

مساء يوم الأربعاء، أعلنت دار الأزياء الفرنسية شانيل مغادرة مديرتها الفنية فيرجيني فيار. كما تبوأت هذا المنصب منذ خمس سنوات بهدوء، غادرته بهدوء.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أزياء طاقم طيران الرياض سيكون أول ما سيراه المسافرون لهذا كان مهماً أن تُسند هذه المهمة لمصمم من وزن وثقافة محمد آشي (آشي)

محمد آشي... مصمم طاقم «طيران الرياض» الجديد

استعداداً لإطلاق أولى رحلاته التجارية رسمياً في عام 2025، كشفت شركة «طيران الرياض»، الناقل الجوي الوطني الجديد، عن اختياره مصمم الأزياء محمد آشي لتصميم أزياء…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة لا ينسى المصمم أن يعيد الفضل إلى الأنامل الناعمة التي أشرفت على تنفيذ كل صغيرة وكبيرة (فالنتينو)

«فالنتينو» تودّع بييرباولو بيكيولي وتستقبل أليساندرو ميكيلي في غضون أسبوع

أشاد غارافاني فالنتينو مؤسس دار «فالنتينو» ببييرباولو بنشره في تغريدة يشكره فيها أنه احترم إرثه وتاريخه ولم يحاول تغييرهما بدافع الأنا المتضخمة.

جميلة حلفيشي (لندن)

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
TT

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)

عشر سنوات فقط مرت على إطلاق علامة «بيوريفيكايشن غارسيا» حقيبتها الأيقونية «أوريغامي». بتصميمها الهندسي وشكلها ثلاثي الأبعاد لفتت الأنظار منذ أول ظهور لها. واحتفالاً بمكانتها وسنواتها العشر، تعاونت العلامة الإسبانية مؤخرا، مع أربع مُبدعات في الفنون البلاستيكية لترجمتها حسب رؤيتهن الفنية وأسلوبهن، لكن بلغة تعكس قِيم الدار الجوهرية. هذه القيم تتلخص في الألوان اللافتة والخطوط البسيطة التي لا تفتقر إلى الابتكار، أو تبتعد عن فن قديم لا يزال يُلهم المصممين في شتى المجالات، قائم على طيّ الورق من دون استخدام المقص أو الغراء، ألا وهو «الأوريغامي». فن ياباني تكون فيه البداية دائماً قاعدة مربّعة أو مكعّبة.

المكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميم الحقيبة إلى جانب جلد النابا الناعم والمرن (بيوريفكايشن غارسيا)

ولأن يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، صادف اليوم العالمي لفن «الأوريغامي»، فإنه كان فرصة ذهبية لتسليط الضوء على حقيبة وُلدت من رحم هذا الفن ولا تزال تتنفس منه تفاصيلها.

فالمكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميمها؛ إذ تبدأ العملية باختيار جلد النابا تحديداً لنعومته، وبالتالي سهولة طيّه ومرونته في الحفاظ على شكله. بعد تمديد الجلد، يتم تحديد النمط وإضافة دعامات مثلثة للحفاظ على هيكله، لتُضاف بعد ذلك المُسنّنات يدوياً لخلق حركة انسيابية على الجلد.

للاحتفال بميلاد الحقيبة العاشر وفن «الأوريغامي» في الوقت ذاته، منحت «Purificacion Garcia» أربع مُبدعات، وهن: ألبا غالوتشا وكلارا سيبريان وصوفي أغويو وسارة أوريارتي، حرية ترجمتها حسب رؤية كل واحدة منهن، مع الحفاظ على أساسياتها.

ألبا غالوتشا، وهي ممثلة وعارضة أزياء وفنانة، تعتمد على الأنسجة والخزف كوسيلة للتعبير عن نفسها، وتستقي إلهامها من الحياة اليومية، والاحتفال بتضاريس الجسد. استوحَت الحقيبة التي ابتكرتها من عشقها للأنماط والهياكل والبناء. تقول: «حرصت على الجمع بين ما يُعجبني في شكل هذه الحقيبة وما يستهويني في جسم الإنسان، لأبتكر تصميماً فريداً يعكس هذَين المفهومَين بشكلٍ أنا راضية عنه تماماً».

حرصت ألبا على الجمع بين تضاريس الجسد وأنماط وهياكل البناء (بيوريفكايشن غارسيا)

أما كلارا سيبريان، فرسّامة تحبّ العمل على مواضيع مستوحاة من جوانب الحياة اليومية ويمكن للجميع فهمها والتماسها. تقول عن تجربتها: «أنا وفيّة لأكسسواراتي، فأنا أحمل الحقيبة نفسها منذ 5 سنوات. وعندما طُلب مني ابتكار نسختي الخاصة من هذه الحقيبة، تبادرت فكرة إلى ذهني على الفور، وهي إضفاء لمستي الشخصية على حقيبة (Origami) لتحاكي الحقيبة التي أحملها عادةً بتصميمٍ بسيطٍ تتخلّله نقشة مزيّنة بمربّعات».

من جهتها، تستمد سارة أوريارتي، وهي فنانة متخصصة في تنسيق الأزهار والمديرة الإبداعية في «Cordero Atelier»، إلهامها من الطبيعة، ولهذا كان من الطبيعي أن تُجسّد في نسختها من حقيبة «أوريغامي»، السلام والهدوء والجمال. تشرح: «لقد ركّزت على تقنية (الأوريغامي) التي أقدّرها وأحترمها. فكل طيّة لها هدف ودور، وهو ما يعكس أسلوبي في العمل؛ إذ كل خطوة لها أهميتها لتحقيق النتيجة المرجوة. لذلك، يُعتبر الانضباط والصبر ركيزتَين أساسيتَين في هذَين العملَين. وأنا أسعى إلى إيجاد التوازن المثالي بين الجانب التقني والجانب الإبداعي، وهذا ما يلهمني لمواصلة استكشاف الجمال الكامن في البساطة».

كلارا رسّامة... لهذا عبّرت نسختها عن رؤيتها الفنية البسيطة التي أضافت إليها نقشة مزيّنة بمربّعات (بيوريفكايشن غارسيا)

وأخيراً وليس آخراً، كانت نسخة صوفي أغويو، وهي مستكشفة أشكال ومؤسِّسة «Clandestine Ceramique»، التي تشيد فيها كما تقول بـ«تصميم يتداخل فيه العملي بجمال الطبيعة، وبالتالي حرصت على أن تعكس التناغم بين جوهر دار (بيوريفكايشن غارسيا) القائمة على الأشكال الهندسية وأسلوبي الخاص الذي أعتمد فيه على المكوّنات العضوية. بالنتيجة، جاءت الحقيبة بحلّة جديدة وكأنّها تمثال منحوت بأعلى درجات الدقة والعناية».