«ليم» السعودية تُرسّخ عالميتها باللعب على كل الحبال

بعد تعاونها مع مواقع تسوق إلكترونية مهمة... تفتتح محلاً رئيسياً في لندن

لتكون في المستوى العالمي تحرص «ليم» على الجودة في الخامات والدقة في التفاصيل (ليم)
لتكون في المستوى العالمي تحرص «ليم» على الجودة في الخامات والدقة في التفاصيل (ليم)
TT

«ليم» السعودية تُرسّخ عالميتها باللعب على كل الحبال

لتكون في المستوى العالمي تحرص «ليم» على الجودة في الخامات والدقة في التفاصيل (ليم)
لتكون في المستوى العالمي تحرص «ليم» على الجودة في الخامات والدقة في التفاصيل (ليم)

كيف يمكن أن تحوِّل السلبي إلى إيجابي؟ وكيف يمكن أن تقرأ التغيرات وتواكبها بموضوعية وذكاء؟ هذان السؤالان وأسئلة كثيرة أخرى تتداولها صفحات التحفيز الذاتي بكثرة في الآونة الأخيرة، وأجابت عنها «ليم» العلامة التجارية السعودية: «بالهدوء، وعدم التوقف عن العمل، ودراسة سلوكيات المستهلك وتحولات السوق». العلامة التي شهدت ولادتها في المملكة عام 2018، تنبهت سريعاً إلى أن جائحة «كورونا»، التي عصفت بالعالم بعد فترة قصيرة من انطلاقتها، عيّشت الناس في عزلة شبه تامة، لكنها أيضا أنعشت التسوق الإلكتروني، فتوسعت فيها أكثر بالتعاون مع مواقع عالمية مثل «زالاندو» و«سيلفريدجز».

لم تفُتها أيضاً تبعات هذه العُزلة على الصحة النفسية وكيف جعلتنا نتوق للانطلاق وخوض تجارب إنسانية أكثر تفاعلية، بما في ذلك التسوق الفعلي في محلات تفوح من ديكوراتها ومعروضاتها عناصر الأناقة كلها. فكانت ردّة فعلها افتتاح مزيد من المحلات الإسمنتية. كان آخرها في بريطانيا، وتحديداً في مجمع «ويستفيلد وايت سيتي» بلندن في أواخر العام الماضي. وبهذا تكون أول علامة سعودية تفتتح محلاً لها في الديار الغربية.

استراتجيات محبوكة

عمليات التصميم والابتكار يقوم بها فريق كبير موجود في السعودية وأماكن أخرى من العالم (ليم)

مكمن قوّتها أن استراتيجياتها وأهدافها كانت واضحة منذ انطلاقها. لم تُؤمِن بالموجة التي ركبها البعض ممن استبقوا الأمور وتنبأوا بتراجع التسوق الفعلي لحساب الإلكتروني، خصوصاً بعد أن أغلقت محلات كبيرة أبوابها أو قلّصت من عدد فروعها.

في خضم هذا الصراع بين المواقع الالكترونية والمحلات الفعلية، لعبت «ليم» على الحبلين، أولا لإيمانها بقوة التسوق كتجربة تفاعلية، وثانيا لتضمن نجاحها بكل الأشكال. في الحالتين كانت تضع العالمية على رأس قائمة أولوياتها.

يقول مايلز يونغ، المدير الإداري في مجموعة «الهلا» التجارية، وهي الشركة الأم لعلامة «ليم» لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة احتضار التسوق الفعلي، التي روَج لها البعض، أو حتى تراجعه، لم تكن واردة «فهناك دائماً فئات تعشق لمس المنتجات وتجربتها وأخذ رأي بائعة أو صديقة في المحلات قبل شرائها. أما التوسع خارج المملكة السعودية، فكان هدفاً أساسياً منذ ولادة العلامة» وفق قوله. يتابع: «نعم، بدأت (ليم) بوصفها علامةً محليةً في الشرق الأوسط لتعكس ذوق زبونتنا في المنطقة، وهو ما ترجمناه في أزياء أنيقة وراقية تعكس ذوقها وتتماشى مع تطلعاتها. فما نعرفه عن هذه الزبونة أنها تتذوق كل ما هو متميز، ولا تتقيد بالمحلي».

من هذا المنظور، كانت مخاطبة كل الأذواق، شرقية كانت أو غربية، إلى جانب الحرص على أن تكون بأسعار متاحة للجميع، ضمن الاستراتيجيات التي وُضعت. يقول مايلز إن سنوات قليلة مرت على ولادة العلامة في السعودية، لكنها اليوم توجد من خلال أكثر من 9 متاجر، إلى جانب تطبيقات متعددة مفتوحة على العالم. ساعد على انتشارها تنامي الأسلوب المحتشم عالمياً، الذي رفعته شعارا واضحا لها منذ أول تشكيلة طرحتها للسوق. «لا يمكن أن ننسى أن جذورنا راسخة في منطقة الشرق الأوسط»، وفق ما أكده مايلز وهو ما يمنحها نكهتها وتميزها.

من تشكيلة «ليم» لخريف وشتاء 2023 (ليم)

يشرح أيضا أن فريق التصميم والابتكار من جنسيات مختلفة، وموجود في أماكن متفرقة من العالم. وقبل طرح أي تشكيلة جديدة يتم التواصل بينهم عبر «زووم» وغيره من وسائل التواصل للنقاش وتبادل الأفكار. «هذه النقاشات ضرورية حتى يستوفي كل تصميم الشروط التي تتطلبها علامة سعودية لها ثقافتها وفي الوقت ذاته تواكب التغيرات التي تطرأ على توجهات الموضة العالمية وسلوكيات المستهلك». «فالمسألة» وفق مايلز «ليست مجرد أزياء أنيقة مستنسخة، بل تصاميم تعتز بجيناتها السعودية، وهذا يعني أن الثقافة الشرقية ستبقى جزءاً أساسياً في عملية الابتكار والتصميم».

لا ينكر مايلز أن ما سهّل نجاح العلامة «أن زبونات المنطقة يتمتعن بأسلوب عالمي يمكن لأي امرأة في العالم أن تتبناه بسهولة من دون أن تقع في فخ التقليدي أو التراثي». رأي تؤكده أرقام المبيعات التي تُسجّلها «ليم» خارج السعودية كذلك. فالتصاميم الطويلة والألوان الدافئة شدّت الانتباه على مواقع التسوق الإلكترونية، وحققت إقبالاً لا يستهان به. ربما تبقى التشكيلات التي يتم تصميمها خصيصاً لشهر رمضان الأكثر ارتباطاً بالمنطقة؛ لأنها تستلهم خطوطها من العباءات والقفاطين. وحتى هذه يتم التعامل معها بشكل يبتعد عن التراثي.

تصاميم في غاية الأناقة وبأسعار متاحة للأغلبية (ليم)

مَن يتابع تطور هذه العلامة وأسلوبها، وربما حتى استراتيجياتها، لا يُلام إن راودته فكرة مقارنتها بمحلات «زارا» التي انطلقت محلية من إسبانيا لتدخل خزانة كل امرأة، بغض النظر عن سنها وثقافتها وأسلوبها. تبدو «ليم» كأنها بُنيت على الأسس والمبادئ نفسها. فمثلها تطرح تصاميم عصرية تواكب توجهات الموضة بشكل موسمي.

مثلها أيضاً تخاطب الأذواق كلها وتُطرح بأسعار معقولة، وهذا كله من دون أن تتنازل عن جودة الأقمشة والمواد الأخرى، وطبعاً عُنصر الحشمة من خلال الطول والأكمام والياقات. وما إذا كانت عمليات الإنتاج تتم في الخارج لكون البنية التحتية في المملكة العربية السعودية ليست جاهزة بعد لمشروع ضخم وعالمي يوازي سقف الطموحات لتحقيق الأهداف المرسومة، يجيب مايلز بسرعة أن «السبب لا يتعلق بالبنية التحتية بقدر ما هو لتسهيل عمليات الشحن والتوزيع في المقام الأول».

فصناعة الموضة بالمملكة شهدت قفزات مدهشة لا يمكن تجاهلها، لكن النموذج الذي تقوم عليه العلامة هي العمل مع فريق عالمي في المجالات كلها، وهو ما يشرحه مايلز يونغ، قائلاً إنه «بتعاوننا مع شركاء عالميين للإنتاج والتنفيذ والتوزيع خارج المملكة، نضمن الجودة؛ لأن قوانينهم تطالبهم بمستوى مُعيّن، عليهم الالتزام به». وبهذا تضمن كسب الثقة والحضور العالمي، لا سيما أن ما تم تحقيقه حتى الآن نقطة في بحر، بالنظر إلى ما تتمتع به المنطقة من إمكانات هائلة تحتاج فقط إلى خطة تسويقية ذكية وخطوط لا تعرف بزمان أو مكان.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

لم تستغرق كاترانتزو طويلاً لتتأكد أن حمامات كاراكالا وزهرة الكالا بشكلها العجيب نبعان يمكن أن تنهل منهما.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في توديع جمهورها بلاس فيغاس أبدعت أديل غناء وإطلالة (كلوي)

المغنية أديل تُودّع لاس فيغاس بفستان من «كلوي»

اختتمت نجمة البوب البريطانية أديل سلسلة حفلاتها الموسيقية في لاس فيغاس، نيفادا، بالدموع. كانت آخِر ليلة لها على خشبة مسرح «الكولوسيوم» بقصر سيزار في لاس فيغاس،…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
TT

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

بعد عام تقريباً من التحضيرات، حلت ليلة 13 نوفمبر (تشرين الثاني). ليلة وعد إيلي صعب أن تكون استثنائية ووفى بالوعد. كانت ليلة التقى فيها الإبداع بكل وفنونه، وتنافس فيها بريق النجوم من أمثال مونيكا بيلوتشي، وسيلين ديون، وجينفر لوبيز، وهالي بيري ويسرا، وغيرهن مع لمعان الترتر والخرز واللؤلؤ. 300 قطعة مطرزة أو مرصعة بالأحجار، يبدو أن المصمم تعمد اختيارها ليرسل رسالة إلى عالم الموضة أن ما بدأه منذ 45 عاماً وكان صادماً لهم، أصبح مدرسة ومنهجاً يقلدونه لينالوا رضا النساء في الشرق الأوسط.

من عرض إيلي صعب في الرياض (رويترز)

لقاء الموضة بالموسيقى

كان من المتوقع أن تكون ليلة خاصة بالموضة، فهذه أولاً وأخيراً ليلة خاصة بإيلي صعب، لكنها تعدت ذلك بكثير، أبهجت الأرواح وغذَّت الحواس وأشبعت الفضول، حيث تخللتها عروض فنية ووصلات موسيقية راقصة لسيلين ديون، وجينفر لوبيز، ونانسي عجرم، وعمرو دياب وكاميلا كابيلو. غنت لوبيز ورقصت وكأنها شابة في العشرينات، ثم نانسي عجرم وعمرو دياب، واختتمت سيلين ديون الفعالية بثلاث أغنيات من أشهر أغانيها وهي تتفاعل مع الحضور بحماس. لم تقف وعكتها الصحية التي لا تزال آثارها ظاهرة عليها مبرراً لعدم المشاركة في الاحتفال بمصمم تُكنّ له كل الحب والاحترام. فإيلي صعب صديق قبل أن يكون مصمم أزياء تتعامل معه، كما قالت. يؤكد إيلي الأمر في لقاء جانبي، قائلاً: «إنها علاقة عمرها 25 عاماً».

وهذا ما جعل الحفل أشبه بأغنية حب.

هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه الذي ارتدته عام 2002 (خاص)

هالي بيري التي ظهرت في أول العرض بالفستان الأيقوني الذي ظهرت به في عام 2002 وهي تتسلم جائزة الأوسكار بوصفها أول ممثلة سمراء، دمعت عيناها قبل العرض، وهي تعترف بأن هذه أول مرة لها في الرياض وأول مرة تقابل فيها المصمم، رغم أنها تتعامل معه منذ عقود. وأضافت أنه لم يكن من الممكن ألا تحضر المناسبة؛ نظراً للعلاقة التي تربطهما ببعض ولو عن بُعد.

يؤكد إيلي عمق هذه العلاقة الإنسانية قائلاً: «علاقتي بهالي بيري لم تبدأ في عام 2002، بل في عام 1994، حين كانت ممثلة صاعدة لا يعرفها المصممون». وأضاف ضاحكاً: «لا أنكر أن ظهورها بذلك الفستان شكَّل نقلة مهمة في مسيرتي. ويمكنني القول إنه كان فستاناً جلب الحظ لنا نحن الاثنين. فيما يخصني، فإن ظهورها به وسَّع قاعدة جمهوري لتشمل الإنسان العادي؛ إذ إنها أدخلتني ثقافة الشارع بعد أن كنت معروفاً بين النخبة أكثر». غني عن القول أن كل النجمات المشاركات من سيلين وجينفر لوبيز إلى نانسي عجرم من زبوناته المخلصات. 80 في المائة من الأزياء التي كانت تظهر بها سيلين ديون مثلاً في حفلات لاس فيغاس من تصميمه.

عرض مطرَّز بالحب والترتر

بدأ عرض الأزياء بدخول هالي بيري وهي تلبس فستان الأوسكار الأيقوني نفسه. لم يتغير تأثيره. لا يزال أنيقاً ومبتكراً وكأنه من الموسم الحالي. تلته مجموعة تقدر بـ300 قطعة، أكثر من 70 في المائة منها جديدة لخريف وشتاء 2025 ونسبة أخرى من الأرشيف، لكنها كلها كانت تلمع تطريزاً وترصيعاً إما بالترتر والخرز أو اللؤلؤ. فالتطريز لغة أتقنها جيداً وباعها للعالم. استهجنها المصممون في البداية، وهو ما كان يمكن أن يُحبط أي مصمم صاعد يحلم بأن يحفر لنفسه مكانة بين الكبار، إلا أنه ظل صامداً ومتحدياً. هذا التحدي كان واضحاً في اختياراته لليلته «1001 موسم من إيلي صعب» أيضاً بالنظر إلى كمية البريق فيها.

ساهمت في تنسيق العرض كارين روتفيلد، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الفرنسية سابقاً، والمعروفة بنظرتها الفنية الجريئة. كان واضحاً أنها تُقدّر أهمية ما كان مطلوباً منها. فهذه احتفالية يجب أن تعكس نجاحات مسيرة عمرها 45 عاماً لمصمم وضع صناعة الموضة العربية على الخريطة العالمية. اختير لها عنوان «1001 موسم من إيلي صعب» لتستعرض قوة المصمم الإبداعية والسردية. قال إنه استوحى تفاصيلها من عالم ألف ليلة وليلة. لكن حرص أن تكون اندماجاً بين التراث العربي والابتكار العصري. فكل تصميم كانت له قصة أو يسجل لمرحلة كان لها أثر على مسيرته، وبالتالي فإن تقسيم العرض إلى مجموعات متنوعة لم يكن لمجرد إعطاء كل نجمة مساحة للغناء والأداء. كل واحدة منهم عبَّرت عن امرأة تصورها إيلي في مرحلة من المراحل.

جينفر لوبيز أضفت الشباب والحيوية على العرض (خاص)

جينفر لوبيز التي ظهرت بمجموعة من أزيائه وهي ترقص وتقفز وكأنها شابة في العشرينات، كانت تمثل اهتمامه بمنح المرأة حرية الحركة، بينما كانت نانسي عجرم بفستانها الكلاسيكي المرصع بالكامل، تعبّر عن جذور المصمم اللبناني وفهمه لذوق المرأة العربية ككل، ورغبتها في أزياء مبهرة.

أما المغنية كاميلا كابيلو فجسدت شابة في مقتبل العمر ونجح في استقطابها بتقديمه أزياء مطعَّمة ببعض الجرأة تعكس ذوق بنات جيلها من دون أن تخرج عن النص الذي كتبه لوالدتها. كانت سيلين ديون، مسك الختام، وجسَّدت الأيقونة التي تمثل جانبه الإبداعي وتلك الأزياء التي لا تعترف بزمان أو مكان.

حب للرياض

بعد انتهاء العرض، وركض الضيوف إلى الكواليس لتقديم التحية والتبريكات، تتوقع أن يبدو منهكاً، لكنه كان عكس ذلك تماماً. يوزع الابتسامات على الجميع، يكرر لكل من يسأله أن أكثر ما أسعده، إلى جانب ما شعر به من حب الحضور والنجوم له، أنه أثبت للعالم «أن المنطقة العربية قادرة على التميز والإبداع، وأن ما تم تقديمه كان في المستوى الذي نحلم به جميعاً ونستحقه».

وأضاف: «أنا ممتن لهذه الفرصة التي أتاحت لي أن أبرهن للعالم أن منطقتنا خصبة ومعطاءة، وفي الوقت ذاته أن أعبّر عن حبي للرياض. فأنا لم أنس أبداً فضل زبونات السعودية عليّ عندما كنت مصمماً مبتدئاً لا يعرفني أحد. كان إمكانهن التعامل مع أي مصمم عالمي، لكن ثقتهن في كانت دافعاً قوياً لاستمراري».

سيلين ديون أداء مبهر وأناقة متألقة (خاص)

أسأله إن كان يخطر بباله وهو في البدايات، في عام 1982، أن يصبح هو نفسه أيقونة وقدوة، أو يحلم بأنه سيدخل كتب الموضة بوصفه أول مصمم من المنطقة يضع صناعة الموضة العربية على خريطة الموضة العالمية؟ لا يجيب بالكلام، لكن نظرة السعادة التي كانت تزغرد في عيونه كانت أبلغ من أي جواب، وعندما أقول له إنه مصمم محظوظ بالنظر إلى حب الناس له، يضحك ويقول من دون تردد نعم أشعر فعلاً أني محظوظ.