الأزرق بعيون صنّاع الساعات الفاخرة... «سبور»

بكل درجاته هيمن على «الموانئ» في العقود الأخيرة

ساعة من مجموعة «راديومير» من «بانيراي» يُذكّرنا لونها الداكن بعلاقتها الحميمة بالبحار والمحيطات (بانيراي)
ساعة من مجموعة «راديومير» من «بانيراي» يُذكّرنا لونها الداكن بعلاقتها الحميمة بالبحار والمحيطات (بانيراي)
TT

الأزرق بعيون صنّاع الساعات الفاخرة... «سبور»

ساعة من مجموعة «راديومير» من «بانيراي» يُذكّرنا لونها الداكن بعلاقتها الحميمة بالبحار والمحيطات (بانيراي)
ساعة من مجموعة «راديومير» من «بانيراي» يُذكّرنا لونها الداكن بعلاقتها الحميمة بالبحار والمحيطات (بانيراي)

ربما حان الوقت للتوقف عن وصف اللون الأزرق في موانئ الساعات بالصيحة الجديدة، ووضعه إلى جوار اللونين الأبيض والأسود على قمة الألوان المستخدمة بعالم الساعات. فصناع الساعات احتضنوا هذا اللون بقوة في الآونة الأخيرة، إلى حد أن ظلاله أصبحت لا تغيب عن إصداراتهم مهما كانت تعقيداتها ومعادنها. ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أنه ليس وليد الأمس؛ إذ تعود فكرة إضافة الكوبالت إلى المينا إلى بدايات تاريخ صنع الساعات. الفرق أن دوره كان يقتصر على إدخاله كعنصر مساعد داخل الساعات، لا بصفته لوناً رئيسياً يهمين على الكثير من تفاصيل الساعة.

ساعة «مون بلان 1858 جيوسفير زيرو أكسجين ساوث بول إكسبلوريشن» (مون بلان)

جولة سريعة في عالم الساعات، تؤكد تنامي قوة هذا اللون بكل درجاته، من الأزرق الداكن والنيلي والملكي إلى السماوي اللازوردي والفيروزي.

هذا العام كان لافتاً إقبال بعض صانعي الساعات على الأزرق الثلجي تحديداً، مثل شركة «مون بلان» التي أبرزته في ساعة «مون بلان 1858 جيوسفير زيرو أكسجين ساوث بول إكسبلوريشن» المستلهمة من أقصى نقطة في القطب الجنوبي، و«بيغ كراون» من «أوريس»، و«تترا أزوري» من «نوموز غلاس هوته»، و«بي آر 05 جي إم تي» من «بيل آند روس» وساعة «الباين إيغل إكس إيل كرونو» (Alpine Eagle XL Chrono) من «شوبار»، وتأتي بمينا بلون أزرق مستوحى من قزحية عين النسر ومياه البحر المتوسط الزرقاء اللازوردية المنسابة على حدود المنحدرات الجنوبية لجبال الألب.

ينصح بعض خبراء الأناقة باختيار الأزرق الفاتح للنهار والغامق للمساء (شوبار)

في مجملهم، يبدي عشاق الساعات في عصرنا الحالي شغفاً قوياً تجاه اللون الأزرق، بما يحمله من مظهر رياضي ووقور في آن واحد. ولحسن حظه أن الاقتراحات كثيرة ومتنوعة. «مون بلان» مثلاً لم تقتصر على درجته الثلجية. ساعتها «ستار ليجاسي نيكولا ريوسيك» تلوّن ميناؤها بأزرق غامق تناغم مع علبة من الفولاذ الصلب.

«ستار ليجاسي نيكولا ريوسيك» من «مون بلان» (مونبلان)

من مميزات الأزرق كلون أساسي وبارز، تناغمه مع كل الألوان والمعادن، سواء كانت ذهباً أو بلاتيناً أو فولاذاً أو جلداً. لكن، وفي ظل التنوع الهائل من درجات الأزرق، ينصح بعض خبراء الأناقة بانتقاء الدرجة المناسبة لكل وقت وزمان، مثلاً اختيار الأزرق الفاتح للنهار ودرجاته الغامقة للمساء والنهار على حد سواء.

ومن بين الدور التي جعلت من الأزرق علامة مميزة لها، خلال العقود الأخيرة، «دار تيودور». وتعود بدايات قصة «تيودور» مع الأزرق إلى خمسينات القرن الماضي، عندما حققت الساعات الرياضية المصنوعة من الفولاذ نجاحاً واسع النطاق. حينئذ، سعت «تيودور» لاستعراض التفوق الفني المميز لساعاتها، من خلال إضافة اللون الأزرق الملكي إلى ساعاتها، والذي أصبح بمثابة سمة مميزة لها.

علاقة «تيودور» بالأزرق تعود إلى خمسينات القرن الماضي عندما حققت الساعات الرياضية المصنوعة من الفولاذ نجاحاً واسع النطاق (تيودور)

وعلى مدار الأعوام الخمسين التالية، أصبحت المينا الزرقاء مرادفاً للساعات الرياضية الأنيقة. إلا أنه مع بداية القرن الـ21، نجحت شخصيات شهيرة مؤثرة في تغيير الثقافة السائدة، وجعل ارتداء الساعات المصنوعة من الفولاذ أمراً مقبولاً في المناسبات الرسمية. وبذلك، أصبحت الساعات ذات المينا الزرقاء أكثر قبولاً بكل حالاتها.


مقالات ذات صلة

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

لمسات الموضة الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

يتم إطلاق ساعة «ألباتروس» في 5 إصدارات محدودة؛ كل منها يقتصر على 8 قطع فقط، بألوان: الأزرق، والأحمر، والأخضر، والعنبري، والأسود.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ساعة بحركة «فلايباك» من البلاتين (إم بي & إف)

«شانيل» و«إم بي آند إف» توقّعان شراكة مستقلة

أعلنت «شانيل» و«إم بي آند إف» (MB&F) حديثاً عن توقيع شراكة مهمة بينهما، مؤكّدة مرة أخرى أنها تطمح للمزيد من التميز والتفرد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة قدمت الدار مجموعة متكاملة للرجل والمرأة مفعمة بالأناقة رغم اعتمادها على كلاسيكيات الدار (جيڤنشي)

«جيڤنشي» تُساوي بين الرجل والمرأة

غاب عن دار «جيڤنشي» مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها بعد خروج مصممها السابق، الأميركي ماثيو ويليامز منها منذ سنة تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة عقد «باسيفلورا» مرصع بالألماس والياقوت والزمرد في محاكاة للنباتات المائية (ديفيد موريس)

مجموعة من «ديفيد موريس» تتعدى الصورة السطحية لما هو أعمق

ليس جديداً أن تُلهم المحيطات والبحار عالم الموضة والمجوهرات. فقد ألهمت قبل ذلك الأدب والرسم والموسيقى.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة إطلالات رتيبة تلعب على المضمون اعتمد عليها السياسيون الأميركيون (إ.ب.أ)

حرب الأناقة بين السياسيات والساسة في أميركا

ألوان أزياء الساسة الحاليين متشابهة ومتكررة وكأنهم عقدوا هدنة مع الموضة تنص على ابتعادهم عن كل ما يخض المتعارف عليه أو يُعبِّر عن تفرد شخصي.

جميلة حلفيشي (لندن)

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)
الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)
TT

ساعة طاولة بمراوح جاهزة للإقلاع

الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)
الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم وتأتي بعدة ألوان (إم بي&إف)

استغرق صنعها أكثر من 10 سنوات، وجاءت نتيجة تعاون إبداعي بين شركتين تطمحان إلى اختراق آفاق الاختراعات الفنية -«ليبيه 1839» المتخصصة في صناعة ساعات الحائط والمكاتب، و«إم بي آند إف» للساعات الميكانيكية- شكلاً ومضموناً. لهذا كان من البديهي أن تولد ساعة «ألباتروس» (Albatross) بمواصفات ثورية في عالم الساعات، الأمر الذي احتاج إلى عدد من المكونات يبلغ 1520 مكوناً، وتضمينها وظيفة إعلان الساعات بالدقات؛ وأيضاً آلية تركيب متحرك تتألف من 16 زوجاً من المراوح تنطلق للعمل مع بداية كل ساعة.

مبدعا هذه الساعة ماكسيميليان بوسير مؤسس «إم بي&إف» والمصمم أرنو نيكولاس (إم بي&إف)

هي من بنات أفكار المصمم إريك ماير، الذي استوحاها من منطاد «ألباتروس» المذكور في رواية جول فيرن باسم «Robur the Conquero»، وكما تخيّلها الكاتب الفرنسي، الذي كان مولعاً بالأجسام الطائرة.

تقنيات جديدة

المواصفات التقنية لساعة الطاولة هذه مثيرة للإعجاب؛ فهي تتألف من 1520 مكوناً، وتزن 17 كيلوغراماً، في حين تبلغ 60 سنتيمتراً طولاً، و60 سنتيمتراً ارتفاعاً، و35 سنتيمتراً عرضاً. تبدأ مراوح المنطاد الدوران عندما تدق الساعة معلنة بداية ساعة جديدة؛ إذ يستعد المنطاد للإقلاع بمساعدة 32 مروحة دوّارة تقوم بالدوران لمدة 7 ثوانٍ تقريباً.

يمكن تفعيل أو إيقاف وظائف الرنين والمراوح باستخدام زرين «يعملان حسب الطلب» (إم بي&إف)

داخل المنطاد، توجد آليتا حركة، ونظامان للتعبئة، يقوم أحدهما بتشغيل مؤشرات الزمن والساعة الدقّاقة، بفضل برميليْن منفصليْن، في حين يوفر نظام التعبئة الآخر الطاقة للمراوح، التي يمدها بالطاقة برميل ثالث.

آلية الحركة الأولى تتم تعبئتها يدوياً بواسطة المراوح التي توجد في مقدمة الآلة الطائرة، وذلك بتدوير المراوح في اتجاه عقارب الساعة؛ للتعبئة بالطاقة لتشغيل الساعة الدقّاقة، وبتدويرها عكس عقارب الساعة للتعبئة بالطاقة لتشغيل مؤشرات الزمن.

فيما تقوم المراوح الموجودة على الجهة الخلفية بتعبئة آلية التركيب المتحرك بالطاقة اللازمة لتشغيلها. ومن حيث احتياطي الطاقة، فإن ساعة «ألباتروس» يمكنها أن تعمل لمدة 8 أيام في المتوسط - سواء تم تشغيل وظيفة الرنين أو إيقافها - في حين تعمل آلية التركيب المتحرك لمدة يوم واحد.

صُمّمت بآلية حركة تقوم بتشغيل مؤشرات الزمن والساعة الدقّاقة في حين الأخرى توفر الطاقة اللازمة لتشغيل المراوح (إم بي&إف)

وهذه ليست فقط أول ساعة طاولة «تشير إلى بداية الساعات بواسطة المراوح» يتم تصنيعها على الإطلاق، بل تحتوي أيضاً على نظام ميكانيكي داخلي يسمح لمالكها بتشغيل وظيفة الرنين أو إيقافها، حسب الرغبة؛ ذلك أنه بفضل وجود آليتين للحركة، من الممكن تشغيل المراوح من دون رنين يشير إلى بداية الساعات، والعكس صحيح.

ساعة بمواصفات طائرة

تعمل المراوح بشكل ثنائي، فهي تدور مع بعضها وبسرعة 7 ثوانٍ لنصف دورة، أو 14 ثانية لكل دورة كاملة، بحيث تظل دائماً مرئية، ولا ينتج عن دورانها أي ريح. يقول آرنو نيكولا، الرئيس التنفيذي لشركة «ليبيه»، أنه استمتع بالعمل على هذه التحفة الميكانيكية، قائلاً: «كان علينا القيام بعدة محاولات للعثور على القوة والسرعة المناسبتين للمراوح. تجاربنا الأولية تسببت في حدوث فوضى في ورشة التصنيع؛ فقد كان الأمر أشبه بطائرة مروحية جاهزة للإقلاع!».

يتم إطلاقها في 5 إصدارات محدودة كل منها يقتصر على 8 قطع فقط بألوان الأزرق والأحمر والأخضر والعنبري والأسود (إم بي&إف)

الساعة مصنوعة من مزيج من النحاس والفولاذ والألمنيوم، وتأتي بخيار من 5 ألوان، هي: الأزرق، والأحمر، والأخضر، والعنبري، والأسود؛ كل لون منها يقتصر إصداره على 8 قطع فقط. وقد نُفّذت الأجزاء الملونة باستخدام طلاء ورنيش اللّك نصف الشفاف، الذي يُشبه طلاء المينا إلى حد ما، ما يسمح بمشاهدة التقنيات المختلفة للتشطيبات المنفّذة أسفل هذه الأجزاء. وتوفر تقنية التلوين هذه عمقاً فائقاً، مقارنة بمعالجات الأكسدة التقليدية.