أزياء التزلج... بين عملية الماضي وأناقة الحاضر

«فندي» و«بالنسياغا» ودور أزياء عالمية تغذي رغبات زبائن شباب بشتى الإغراءات

أزياء التزلج... بين عملية الماضي وأناقة الحاضر
TT

أزياء التزلج... بين عملية الماضي وأناقة الحاضر

أزياء التزلج... بين عملية الماضي وأناقة الحاضر

إذا كنت تنوي قضاء عطلتك هذا الشتاء في منتجع للتزلج، وحائراً ماذا تأخذ معك من ملابس وإكسسوارات، فاعلم أن حيرتك لا مبرر لها؛ لأن الكثير من بيوت الأزياء مثل «فندي» و«برادا» و«ديور» و«لويس فويتون» وغيرها يتسابقون لتقديم اقتراحات متنوعة. دار «فندي» مثلاً تطرح كل سنة مجموعة شتوية لعشاق التزلج، ودار «ديور» اقتحمت هذا المجال في عام 2020، في حين تعاونت «برادا» هذا العام مع شركة «أسبينإكس» المتخصصة في ملابس التزلج على الجليد وتسلق الجبال لإنتاج جواكيت «بافر». أما «بالنسياغا»، فدخلت هذا الخط في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لأول مرة.

دخلت «بالنسياغا» هذا الخط في شهر نوفمبر الحالي ولأول مرة (بالنسياغا)

يعود سبب انتعاش هذا المجال إلى تنامي إقبال الشباب على ممارسة أنشطة رياضية ترفع نسبة الأندرينالين لديهم. منهم أيضاً من يبحث عن محتويات جديدة ينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن المشهد حالياً في منتجعات التزلج تشير إلى أن الفرق بين المتزلج في بداية القرن الماضي وبينه اليوم كبير. الأول لم يكن يهمه سوى ممارسة رياضته المفضلة في أفضل الأجواء، وما زال يفضّل شراء ما يلزمه من شركات متخصصة وعريقة، مثل «روسينيول» التي يعود تأسيسها إلى عام 1907، و«بوغنر» إلى عام 1932، و«فوسالب» في عام 1952 و«مونكلير» في عام 1953. الشريحة الأخرى في المقابل تطمع في الحصول على كل شيء: أزياء عملية لا تفتقد إلى أناقة تعكس أسلوبها ومواكبتها الموضة. أما إذا كانت تحمل توقيع البيوت التي ابتكرتها بالبنط العريض فهذا عز الطلب.

«لويس فويتون» قدمت تشكيلة لشتاء 2023 - 2024 بتصاميم رياضية تحمل كل بصماتها الأنيقة (تصوير: إيثان جيمس غرين)

موقع «ديبوب» أكد حجم الإقبال على منتجات التزلج بنشره أن عدد الباحثين عن «سترة التزلج» على الموقع، ارتفع بنسبة 135 في المائة مقارنة بـ2022، كذلك البحث عن سراويل التزلج الذي ارتفع بنسبة 112 في المائة. دراسات أخرى تتوقع أن تصل مبيعات «سترة التزلج» في عام 2031 إلى 2.26 مليار دولار في السنة. موقع «ماتشزفاشن» أيضاً لاحظ ارتفاعاً في مبيعات هذا الجانب بنسبة 35 في المائة بالفترة الأخيرة، كذلك مؤسسة مناطق التزلج الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2021، حيث لاحظت أن منتجعاتها الشتوية، وعددها 358 في الولايات المتحدة وحدها، سجلت أرباحاً تقدر بـ4.3 مليار دولار مقارنة بالسنوات السابقة.

صُناع الموضة يغذون هذا الإقبال ويؤججونه بشتى الإغراءات. أكثر ما يُحسب لها أنها تجتهد للجمع بين الأناقة والعملية الوظيفية، حتى وإن تطلب الأمر تعاونها مع الشركات المتخصصة. فهي تُدرك أنه مهما تنوعت الألوان والتصاميم والنقشات، يبقى الأساس، والذي يتمثل في سترة التزلج والقطعة الواحدة كلاسيكيين. ما يتجدّد هي التقنيات والخامات.

«بالنسياغا» التي دخلت هذا المجال هذا الشهر فقط، أسوة بـ«فندي» و«لويس فويتون» و«مونكلير» وغيرها أبدعت قطعاً تفي بكل الشروط. فهي من ناحية، تراعي متطلبات زبون مخلص لها يُريد التميز بأناقته، ومن ناحية أخرى احتياجات متزلج متمرس، من خلال الأزياء والإكسسوارات على حد سواء، من القبعات وألواح التزلج إلى النظارات الشمسية والأحذية. لم تكتفِ بالجانب الجمالي، وانتبهت إلى الجانب العملي أيضاً. فسراويل الكارغو مثلاً تميّزت بجيوب متعددة وبطبقة مقاومة للتمزق والماء وأنظمة تهوية متطورة ووظائف أخرى.

مجموعة «فندي» لهذا الشتاء تلعب على الأناقة المستدامة (فندي)

دار «فندي» هي الأخرى راعت كل الشروط في مجموعة محدودة أطلقت عليها عنوان FENDI Shadow أرادتها أن تكون مستدامة في الكثير من تفاصيلها. من ناحية الأناقة، تتميز بألوان زاهية، مثل الأزرق، والأرجواني، والوردي، والبرتقالي والأصفر لوّنت مجموعة من بدلات التزلج الواحدة وجاكيت «الأنوراك» الواقي من المطر والثلج والجاكيت بسحاب مع غطاء للرأس من فرو الثعلب. وفي العُمق، تم صنع بعضها من خيوط البوليستر المعاد تدويرها من المخلّفات المستهلكة التي تعيد تجديد النفايات البحرية والبلاستيك. كما تمّ دعم القماش بغشاء يجعل الجاكيت مقاوماً للرياح و الماء وقابلاً للتنفس، إضافة إلى نسيج آخر مصنوع من خيوط الكربون لتنظيم حرارة الجسم، ومقاومة الرطوبة والماء.

«فندي» تتعامل مع أزياء ومنتجات التزلج كتقليد سنوي (فندي)

مراحل تطور ملابس التزلج:

- في العشرينات من القرن الماضي، لم يكن أمام المرأة أي خيارات سوى تنورة طويلة تُنسّقها مع سترة صوفية سميكة. فقط بعد انعقاد أول دورة ألعاب أولمبية شتوية على الإطلاق في فرنسا عام 1924، بدأ مصممون من أمثال لوسيان لولونج، وإجيديو سكايوني، ومادلين فيونيه في إصدار تصاميم تتضمن بدلات ببنطلون وإكسسوارات صوفية دافئة.

- في عام 1936 ابتكرت علامة الأزياء الأمريكية إيدي باور أول سترة من ريش الأوز التي لا تزال المفضلة إلى حد الآن.

- في عام 1947 وُلدت بدلة التزلج المكونة من قطعة واحدة على يد كل من إيميليو بوتشي ومديره الفني ماسيمو جيورجيتي.

- في الخمسينات، وُلدت موضة الـ«بري سكي» أو ما بعد التزلج مع ظهور شريحة من المتزلجين يبحثون عن الأناقة والعملية في كل الأوقات.

- في عام 1952 ابتكرت المصممة الألمانية ماريا بوغنر، التي كانت متزلجة محترفة بنطلون التزلج المطاطي، كان مزيجاً من النايلون والصوف بألوان قوس، وحدّد جسد المرأة بشكل أنثوي.

- كان لابتكار «سبانديكس» في عام 1959 دور أكبر في انتعاش التصاميم المحددة على الجسم. وفي الستينات، ظهرت قلنسوة التزلج والنظارات الشمسية الضخمة أول مرة، تزامناً مع هبوط مركبة «أبولو 11» إلى سطح القمر في عام 1969، وهو ما ظهر تأثيره أيضاً في ألوان النيون التي طرحها أندريه كوريج وبيير كاردان.

- في الثمانينات، ابتكرت «غور تيكس»، مادة صلبة مقاومة للماء؛ ما ساعد على ابتكار ملابس تزلج خفيفة الوزن وتتنفس. ظلت ألوان النيون سائدة حتى التسعينات بعد تأسيس شركات متخصصة مثل «ذي نورث فايس» و«باتاغونيا» طرحتها بتصاميم تجمع الأناقة بثقافة الشارع.

-بعد الألفية، تحولت ملابس التزلج صناعة قائمة بذاتها. أصحبت بيوت أزياء مثل «شانيل» و«فندي» تطرحها بشكل سنوي لزبائنها. في عام 2010 ومع ظهور «إنستغرام» وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، زادت رغبة جيل شاب ويتمتع بإمكانات لا يستهان بها في التعبير عن أسلوب حياته لينتعش هذا المجال أكثر.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

إيلي صعب لـ «الشرق الأوسط»: «موسم الرياض» جسّد حلماً عربياً

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
TT

إيلي صعب لـ «الشرق الأوسط»: «موسم الرياض» جسّد حلماً عربياً

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

مطلع العام الحالي، بدأت القصة تنسج خيوطها في لندن، وفي الرياض اكتملت في ليلة استثنائية بعنوان «1001 موسم من إيلي صعب»، تحتفل بمسيرة مصمم أصبح فخر العرب، كما بالثقافة والموسيقى والترفيه.

في حفل ضخم حضره نجوم السينما والموسيقى من كل أنحاء العالم، وأحياه نجوم مثل سيلين ديون وجينفر لوبيز وكاميلا كابيلو ونانسي عجرم وعمرو دياب، عاش أكثر من 1000 ضيف ساعات ستبقى محفورة في الأذهان؛ لما فيها من إبداع وإبهار تعمّده مصمم الأزياء اللبناني، وكأنه يتحدى به العالم.

ففي بريقها تكمن قوته، وفي أنوثتها الرومانسية أساس مدرسة أرساها منذ 45 عاماً في بيروت، ونشرها في كل أنحاء العالم.

وقال صعب لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما قُدم في (موسم الرياض) جسّد حلمنا جميعاً، ونستحقه بوصفنا عرباً». وأضاف أن سعادته بهذا الحدث تنبع من نجاحه في إثبات أن منطقة الشرق الأوسط معطاءة وقادرة على الإبداع.

أما عرضه الذي ضم نحو 300 قطعة جديدة وأرشيفية، فكان يحمل رسالة حب للمرأة في كل زمان ومكان، وهو ما أكده الفستان الأيقوني الذي تسلمت به هالي بيري جائزة الأوسكار في عام 2002.