سيسيل بانسن تقول إن تشكيلتها للخريف والشتاء الحاليين «عمل فني متكامل»
سيسيل بانسن في آخر العرض (سيسيل بانسن)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
سيسيل بانسن تقول إن تشكيلتها للخريف والشتاء الحاليين «عمل فني متكامل»
سيسيل بانسن في آخر العرض (سيسيل بانسن)
«تتملكني الشجاعة وتزداد ثقتي بحدسي الذي يقودني تلقائياً نحو الإبداع مع اقتراب كل موسم جديد. وهذا ما ألهمني لاستكشاف الألوان من منظور مختلف في تشكيلة الموسم الحالي، إلى جانب إدخال عنصر الإثارة بدمج تدرجات من هذه الألوان في تصاميم معينة». هذا ما قالته المصممة سيسيل بانسن وهي تشرح تفاصيل تشكيلتها لخريف وشتاء 2023.
حملت التشكيلة عنوان «انتايتلد»، وتم عرضها في باريس ضمن «أسبوع الموضة لخريف وشتاء 2024»، وهو ما تقول المصممة إن له أسبابه؛ «فباريس من المدن التي أحبّها جداً، وتعني لي الكثير على المستويين الشخصي والمهني؛ على حد سواء».
للتعبير عن هذه المشاعر الإنسانية والرومانسية التي تنتابها في كل زيارة لعاصمة الأناقة الفرنسية، حرصت على أن يكون مكان العرض حميمياً حتى تُعمّقها. جعلت كراسي الحضور متلاصقة «حتى أُقرِب الحضور بعضهم من بعض»، كما قرّبت هذه الكراسي من منصة العرض، حتى يتمكّن كل واحد منهم من معاينة التفاصيل ويسمع خشخشة الأقمشة بوضوح. أمر نجحت فيه، بدليل أنه حتى صوت الفنانة وكاتبة الأغاني سوكي وهي تصدح بأغانيها في «قصر طوكيو»، مسرح العرض، حجبه صوت الأقمشة عن الأسماع. وتضيف بانسن: «أردت من هذا القُرب أن يعاينوا الأزياء ويلامسوها بوضوح، ويشعروا بحيويتها عبر كل حركة أو خطوة تقوم بها العارضات وهن يتهادين أمامهن».
سيسيل أصبحت تُدرك أن عروض الأزياء بشكلها التقليدي لم تعد تكفي أو تحرك الإثارة بالنسبة لجيل جديد من الزبونات، وبالتالي كان مهماً هنا أن تلعب على الجانب الحسي والتجريبي بخلق أسلوب عرض تفاعلي، سمعي وبصري، من دون أن تنسى الجانب التقليدي لما يمنحه من حميمية.
من يتابع العرض يتأكد أن تشكيلتها لـ«موسم خريف وشتاء 2023» تعكس عالم سيسيل الحالم. فساتين واسعة بقصات مفتوحة عند الأكتاف وكشاكش سخية ساعدت أقمشتها على إضفاء مزيد من الخفة والانطلاق عليها، وكذلك توليفات ألوانها، التي تتباين بين الأزرق السماوي وتدرجات الأصفر من توهج زهرة دوّار الشمس إلى هدوء درجة الليمون، إضافةً إلى تدرجات اللون الوردي من الفاتح والكرزي إلى الأحمر الأرجواني. وفي النتيجة شكّلت هذه الألوان والأشكال لوحة فنية تغذي كل الحواس. وتشير بانسن إلى أنها لم تنس الأبيض والأسود تماماً. فهذه لابد من أن تحضر؛ لأنها تذكرها بجذورها المرتبطة بالثقافة الاسكندنافية.
ضمن التصميمات المبتكرة والألوان المتنوعة، تظهر أقمشة وأساليب تُعبر عن مواصلة العلامة التزامها بالقيم التي تساهم في الحدّ من النفايات. تتعاون هنا مثلاً، وللمرة الأولى مع «نونا سورس»؛ وهي منصة لإعادة بيع الأقمشة المدعومة من مجموعة «موي هينسي لوي فيتون» التي تزوّدها بأجود أنواع الأقمشة من علامات مختلفة. تأخذها سيسيل إلى معملها وتُخضعها لمبدأ التجريب والاختبار مع التركيز على ما يثيره ملمس الأقمشة من مشاعر في نفوس العارضات وهن يُجرّبنها لأول مرة.
إلى جانب الأقمشة المستدامة، المعاد تدويرها، تستعمل سيسيل أيضاً قماش الدينم، الذي تُسخّر فيه كل خبرتها لتطويعه بشكل يزيد من عمليته، وفي الوقت ذاته ترفه، بحيث يدخل مناسبات السهرة والمساء من أوسع الأبواب. فالتشكيلة الحالية تضم مجموعة من التصميمات من هذا القماش باللونين الأسود والأزرق الكلاسيكي، منها سترات مزينّة بكشاكش عند الأكمام وتفاصيل أخرى تمتد على كامل القطع، إضافةً إلى سترات من الصوف واسعة، تم غزل بعضها بأسلوب جرّد الصوف من خشونته وسُمكه وأضفى عليه في المقابل نعومة جعلته يبدو شفافاً في بعض القطع.
الأحذية أيضاً تضمنت مفهومها للاستدامة عبر التعاون مع علامة «أسيكس» للأحذية الرياضية، التي سبق أن تعاونت معها في الموسم الماضي.
بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…
بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات
التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.
ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».
بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.
صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.
كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.
الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.
المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.
المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.
سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»
من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.
موسم الأعياد والحفلات
بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».
دمج بين الفينتاج والبوهو
تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.
مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.
إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.
أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.
رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.