«كلوي» تعلن شيمينا كامالي مديرة إبداعية جديدة

دخلت الدار مبتدئة وتعود إليها مدفوعة بالحب والولاء

شيمينا كامالي (ديفيد سيمز)
شيمينا كامالي (ديفيد سيمز)
TT

«كلوي» تعلن شيمينا كامالي مديرة إبداعية جديدة

شيمينا كامالي (ديفيد سيمز)
شيمينا كامالي (ديفيد سيمز)

لم تطُل تساؤلات متابعي الموضة عمن سيخلف المصممة غابرييلا هيرست كمصممة إبداعية لـ«كلوي». فقد أعلنت الدار أول من أمس شيمينا كامالي خليفة لها. ورغم أن أغلبنا لم يسمع بهذا الاسم من قبل، فإن سيرتها الذاتية غنية تُؤهلها لهذا الدور أكثر من غيرها، وذلك أنها بدأت مسيرتها المهنية في دار «كلوي». أولاً ضمن فريق البريطانية فيبي فيلو، ثم ضمن فريق وايت كيلر في عام 2013، قبل أن تنتقل للعمل مع «سان لوران» في عام 2016 مديرة قسم التصميم بقيادة أنطوني فاكاريللو.

شيمينا كامالي (ديفيد سيمز)

ولدت شيمينا كامالي في عام 1981 بألمانيا ودرست في معهد «سانترال سانت مارتن» الشهير بلندن. كانت من بين الطلبة المتفوقين حيث تخرجت فيه بدرجة شرف في عام 2007، وهو ما فتح لها أبواب دار «كلوي». أما عودتها الحالية مديرة إبداعية، فله دلالات كبيرة تتعدى كونه محطة مهمة في مسيرتها. فهو كما قالت: «أمر طبيعي وشخصي على حد سواء»، مضيفة: «قلبي كان ولا يزال في (كلوي) منذ أن دخلتها أول مرة منذ أكثر من 20 سنة». قالت هذا كمن تُلقي بقول أبو تمام أن «ما الحب إلا للحبيب الأول».

المتوقع من كامالي حالياً أن تقود الدار التي أسستها ابنة الإسكندرية غابي أغينيون في عام 1952 وتملكها حالياً مجموعة «ريشمون» الضخمة، وتنقلها إلى مرحلة جديدة تبني فيها على أسس راسخة وناجحة. فهي ستتسلم من المصممة غابرييلا هيرست إرثاً غنياً. هذه الأخيرة قدمت آخر تشكيلة لها خلال أسبوع باريس لربيع وصيف 2024 بعد ثلاث سنوات فقط، وردَت سبب الانفصال إلى أنها وجدت التوفيق بين علامتها الخاصة في نيويورك وعلامة «كلوي» في باريس صعباً.

غابرييلا هيرست رقصت في آخر عرض قدمته للدار (إ.ب.أ)

رقصت على أنغام السامبا في نهاية عرض زاوجت فيه بين أصولها الأميركية الجنوبية من ناحية حرفية التطريز وبين الرومانسية المتأصلة في جذور الدار في الخطوط والألوان. كل ما في الأجواء كان يُشير فعلاً إلى أن خروجها «حبِي» وباتفاق جميع الأطراف. أرقام المبيعات وارتفاع الإيرادات أيضاً تؤكد الأمر، لا سيما وأن الدار حققت في السنوات الأخيرة نقلة مهمة في جانب «الاستدامة».

الأسلوب الرومانسي الذي أرسته الإسكندرانية غابي أغنيون منذ عام 1952 لم يغب أبداً (أ.ف.ب)

في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2021 أجرت المصممة الأوروغوانية الأصل وريكاردو بيلليني، الرئيس والمدير التنفيذي للدار، لقاءً صحافياً صرَحا فيه بأن إيرادات الدار ارتفعت بنسبة 60 في المائة في عهدها.

تطريزات حرفية وخطوط منسدلة في عرض هيرست الأخير (إ.ب.أ)

لكن كان لا بد من بديل سريع يخلفها، ولم يكن هناك أفضل من كامالي، التي قال عنها بيلليني، إنها «تتمتع بمهارات إبداعية كبيرة فضلاً عن أن علاقتها الطويلة بالدار تجعلها خياراً طبيعياً... فهي تفهم إرثها ورموزها جيداً» متابعاً: «إن حبها للدار وعلاقتها الشخصية بها سيكون لهما تأثير إيجابي على ما ستشهده مستقبلاً».

ستقدم كامالي أول تشكيلة لها من خط «البري فول» في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل في باريس، تليها تشكيلة من خط الأزياء الجاهزة ضمن أسبوع باريس في فبراير (شباط) 2024.

تجدر الإشارة إلى أن عدة مصممين توالوا على الدار بعد تقاعد غابي أغينيون، لعل أهمهم كارل لاغرفيلد الذي تولاها من عامي 1964 إلى 1983 بعدها سلم المشعل للمصممة ستيلا ماكارتني. كانت مصممة صاعدة حديثة التخرج، لكنها كانت في مستوى التحدي. نجاحها شجع الدار الفرنسية على التعاون مع بريطانيات أخريات لم يخيبن ظنها، من مثيلات فيبي فيلو ثم هانا ماغيبون وكلير وايت كيلر قبل أن تتسلم المشعل الأوروغوانية غابرييلا هيرست وأخيراً وليس آخراً الألمانية شيمينا كامالا.


مقالات ذات صلة

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

لمسات الموضة بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بين ماركل وجينر، إلى جانب الجدل الذي تثيرانه بسبب الثقافة التي تُمثلانها ويرفضها البعض ويدعمها البعض الآخر.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.