حمى «باربي» تُصيب الديكور المنزلي

بعد الأزياء... الوردي يغزو المطابخ والحمامات والحدائق

جسَّدت بيفرلي غريفيث حبها لللون الوردي في ديكور منزلها عندما اشترته عام 2015
جسَّدت بيفرلي غريفيث حبها لللون الوردي في ديكور منزلها عندما اشترته عام 2015
TT

حمى «باربي» تُصيب الديكور المنزلي

جسَّدت بيفرلي غريفيث حبها لللون الوردي في ديكور منزلها عندما اشترته عام 2015
جسَّدت بيفرلي غريفيث حبها لللون الوردي في ديكور منزلها عندما اشترته عام 2015

كان لا بد أن تصل حمى «باربي» إلى عالم الديكور المنزلي. لكن لم يكن أحد يتوقع أن تصيب البعض بهذا الشكل. فاللون الوردي بكل درجاته، لا سيما النابض بالحياة، انتقل من منصات عرض الأزياء إلى البيوت والمكاتب. أماندا هانسن واحدة من عاشقات درجة الوردي الفاقع تقول: «أعتقد أنني بطبعي كنت دائماً أعشق اللون الوردي. فكل أشيائي. وكل ما أشتريه هو في قليله أو كثيره من طراز باربي. هكذا استحوذ عليّ الأمر منذ الصغر إلى اليوم». عندما تزوجت السيدة هانسن قبل 6 سنوات، جربت تغيير ديكور منزلها الريفي، وقالت: «لم يكن يعكس أسلوبي، وأدركت ذلك، لكنني كنت أحاول أن أتعامل معه بنُضج وعملية. لكن بدأ الأمر يتغيَر في أحد الأيام، وأعتقد أنه كان على الأرجح قبل 3 أو 4 سنوات حين بدأت أرسم الجدران، ثم تطور الأمر إلى ما هو عليه الآن».

صممت أماندا هانسن بيتها بألوان تناسب منزل دمية «باربي دريم هاوس» حتى الحديقة اصطبغت بلونها المفضل

صممت هانسن، وهي مصممة الغرافيك من تاكوما في واشنطن، بيتها بألوان تناسب منزل دمية «باربي دريم هاوس»، من أجهزة منزلية طراز «سميغ» وردية اللون في المطبخ، إلى ورق حائط باللون الزهري الأرجواني في غرفة الطعام، وأطناناً من اللمسات الملونة فيما بينهما. لكن السمة الأكثر أهمية هي «واحة باربي» الخلفية. هنا، قامت هانسن (31 عاماً) بتركيب مسبح وردي اللون في الطابق السفلي، ابتاعته من موقع أمازون مقابل 150 دولاراً تقريباً، وظلَلته بمظلة ورق الموز المطبوع. ورسمت أرضية مربعة باللونين الوردي والأبيض على الفناء الخرساني، وقريباً، سوف تُقيم كابينة وردية مع ستارة خارجية مخططة.

تقول هانسن: «أردت أن أجعل بالم سبرينغز خاصتي تبدو وكأن كل شيء فيها وردي اللون، تماماً كما تبدو عليه باربي، وكأنها ليست فناءً خلفياً صغير هنا في تاكوما». أما «باربيكور: لمسة باربي»، اللوحة المتكونة في المقام الأول من اللون الوردي الصارخ، والتدريجات الزهرية الجريئة مثل الفوشيا والأرجواني، فإنها تشق طريقها إلى الديكورات المنزلية مع الإصدار المرتقب لفيلم «باربي» الذي يحفز المشاعر.

تُظهر المعلومات التي شاركها موقع «بنترست»، خدمة الويب التي تتيح الاحتفاظ بالصور على اللوحات الإلكترونية الافتراضية، أن هناك زيادة بنسبة 1.135 في المائة في عمليات البحث عن «غرفة نوم باربي» من مايو (أيار) 2022 إلى مايو 2023. كما شهدت خدمة الإنترنت أيضاً زيادة في عمليات البحث الأخرى عن الديكور الوردي، بما في ذلك ديكورات الحمامات وخزائن المطابخ.

أدخلت غريفيث اللون الوردي في كل البيت بما في ذلك المطبخ الذي جددته مؤخراً ويحتوي على أجهزة بنفس اللون

وفقاً إلى سواستي سارنا، المدير العالمي لرؤى البيانات في «بنترست». إن مجرد إضفاء اللون الوردي ليس كافياً، فالناس يريدون أن يغمرهم اللون في المنزل أيضاً. يتلاءم اللون الوردي مع الحد الأقصى، الذي شهد عودة ظهوره خلال السنوات الأخيرة كاستجابة للجماليات التي هيمنت على تغذية «إنستغرام» لفترة طويلة بصور ملهمة. وخلال الجائحة، اتجه الناس إلى أنماطهم الشخصية في المنزل، من كرات الديسكو إلى البلاط المصنوع يدوياً.

كانت بيفرلي غريفيث، من ناشفيل، تينيسي، تحب اللون الوردي دوماً وتدمجه في ديكور منزلها عندما اشترته عام 2015. وقالت غريفيث (42 عاماً): «اللون الوردي من الألفية الثالثة لا يكاد يكون وردياً بالقدر الكافي بالنسبة لي». على سبيل المثال، توجد في حمامها ستارة باللون الوردي الساخن، وحوض استحمام وردي، والمطبخ الذي جددته مؤخراً يحتوي على أجهزة بنفس اللون، صبغتها السيدة غريفيث بنفسها.

حتى الحمام لونته بيفرلي غريفيث باللون الوردي

في بداية الجائحة، عندما تركت وظيفتها كنادلة، جلبت غريفيث غرامها باللون الوردي الساخن إلى الباحة الخارجية من منزلها، من خلال رسمة في ثلاثة أماكن حيوية مختلفة. أثار المنزل ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الآن تؤجره للموسيقيين ومبتكري المحتوى الذين يستخدمون تلك المساحة لهذا اليوم. قالت غريفيث: «منذ أن صبغت منزلي باللون الوردي، التقيت أناساً وقرأت تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، يعترفون أنهم كانوا يشعرون بالحرج عندما يقولون إنهم يحبون اللون الوردي في الماضي. لقد شكروني على صراحتي وتعاملي مع هذا اللون بكل ثقة».

غالباً ما يُنظر إلى الوردي على أنه لون أنثوي، ولكنه لم يكن هو الحال دائماً. فقد كان في الأصل من نصيب الصبيان، حيث كان يعتبر نسخة باهتة من اللون الأحمر المستخدم في الأزياء العسكرية. مع الوقت تغير ليُصبح لون الإناث. وقد أثار اللون الوردي الساخن موجات متباينة عندما أطلقت مصممة الأزياء الإيطالية «إلسا شياباريلي» تشكيلة أطلقت عليها «صدمة اللون الوردي»، في منتصف ثلاثينات القرن العشرين.

نينا دوبريف في زي من «فالنيتنو» من الرأس إلى القدمين (فالنتينو)

في الخمسينات من القرن الماضي فقط أصبح اللون المفضل للإناث، فيما تبناه الرجل بتوجس وحذر في الإكسسوارات فقط، مثل القمصان وربطات العنق. وحسب مجلة «لايف ماغازين» فإن 1955 هو العام الذي شهد فيه هذا اللون عزه، بالنسبة للرجل والمرأة على حدٍ سواء. «ففي كل أرجاء الولايات المتحدة»، حسب مقال نُشر فيها «اجتاح الوردي خزانة الرجل بعد أن راقت له درجاته الباستيلية ليظهر في القمصان والبنطلونات والمعاطف، بل حتى في سترة مسائية وأخرى خاصة بممارسة رياضة الغولف».

العارضة الإسبانية نيفيز ألفاريز في زي كامل من «فالنتينو» لدى حضورها مهرجان «كان» السينمائي (فالنتينو)

لموسم خريف وشتاء 2022 - 2023، قدم بيير باولو بيتشولي المدير الإبداعي تشكيلة مبنية بالكامل على درجة جديدة تنبض بالحياة والجرأة كانت ثمرة تعاونه مع شركة «بانتون». كان بدرجة صارخة لكنها تحمل لمسات الدار الإيطالية المفعمة بالشاعرية، مما جعل العين تتقبلها بسهولة وأنيقات العالم يعانقنها من دون خوف.

والآن مع انتشار حمى فيلم «باربي»، تجدر الإشارة إلى أن دمية باربي الأصلية لم تكن ترتدي حتى اللون الوردي عندما ظهرت للمرة الأولى عام 1959، بدلاً من ذلك، كانت ترتدي ثوب السباحة بالأبيض والأسود. قال كيم كولمون، نائب الرئيس، ومدير قسم «باربي» وتصميم دمى الأزياء في شركة ماتيل: «لقد دخل العالم حقاً في ارتباط وردي مع باربي في السبعينات عندما بدأنا نميل باستمرار إلى العبوات الوردية في الغالب كمُعرِف رئيسي للعلامة التجارية». تطورت ظلال باربي الوردية على مر السنين، وفي 2008 صار «باربي بينك» النابض بالحياة لوناً رسمياً من ألوان شركة «بانتون».

اللون الوردي كما ابتكرته دار «فالنتينو» في تشكيلة خريف 2022-2023 كان حاضراً في مهرجان فينيسيا (Valentino/ SGPItalia)

مع انتشار باربي في الأجواء، صارت العلامات التجارية تغتنم اللحظة. في أعقاب تعاون العام الماضي مع شركة «ماتيل» لإحياء الذكرى الستين لمنتج «باربي دريم هاوس»، دخلت شركة «جويبيرد» للأثاث في شراكة مع الشركة الصانعة للألعاب لإنتاج مجموعة أخرى تضم أرائك، وكراسي مميزة بلمحة وردية عميقة من المقرر أن تصدر في يوليو (تموز) الحالي.

أشارت غيفتي ووكر، مديرة التسويق والتوريد في شركة جويبيرد بلوس أنجليس، إلى أن شركتها كانت لديها أريكة وردية تحظى بالشعبية في عام 2016. والآن، عاد هذا اللون إلى الواجهة، بحيث بات الناس يستخدمونه لتجنب الألوان التقليدية المحايدة مثل الرمادي، والبني، والبني الباهت. تقول ووكر: «فيما سبق، كانت تلك الألوان الجريئة تُخصص للوسادات والسجاد، وقطع الديكور المميزة، أما الآن نرى الناس يجعلونها قطعة أساسية في الغرفة».

بالنسبة إلى عارضة الأزياء ياسمين ميتشل فإن الوردي جعلها تتواصل مع الطفلة التي تعيش بداخلها

بالنسبة إلى ياسمين ميتشل، عارضة الأزياء (30 عاماً)، سمح لها التزيين باللون الوردي بالتواصل مع الطفلة التي تعيش بداخلها. عندما انتقلت من دالاس إلى لوس أنجليس عام 2021، صممت غرفة المعيشة حول ذلك اللون. كان أول شيء اشترته لغرفة المعيشة في شقتها هو كرسي مخملي بلون وردي ساخن مع أرجل ذهبية. كانت أضواء المصابيح المحيطة بالنوافذ تشع وهجاً وردياً في المساء.

تقول ياسمين: «أحب التدرجات الوردية الأخرى، لكن اللون الوردي الصارخ له تأثير خاص جداً. إنها شديدة الجذب مثل الكهرباء، كما يجعلني مسرورة للغاية، بل يجعلني أشعر بأنني على قيد الحياة، لهذا أصبحت أطلق العنان للطفلة الصغيرة بداخلي كلي ترشدني إلى ما فيه سعادتي».

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

إيلي صعب لـ «الشرق الأوسط»: «موسم الرياض» جسّد حلماً عربياً

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
TT

إيلي صعب لـ «الشرق الأوسط»: «موسم الرياض» جسّد حلماً عربياً

سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)
سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

مطلع العام الحالي، بدأت القصة تنسج خيوطها في لندن، وفي الرياض اكتملت في ليلة استثنائية بعنوان «1001 موسم من إيلي صعب»، تحتفل بمسيرة مصمم أصبح فخر العرب، كما بالثقافة والموسيقى والترفيه.

في حفل ضخم حضره نجوم السينما والموسيقى من كل أنحاء العالم، وأحياه نجوم مثل سيلين ديون وجينفر لوبيز وكاميلا كابيلو ونانسي عجرم وعمرو دياب، عاش أكثر من 1000 ضيف ساعات ستبقى محفورة في الأذهان؛ لما فيها من إبداع وإبهار تعمّده مصمم الأزياء اللبناني، وكأنه يتحدى به العالم.

ففي بريقها تكمن قوته، وفي أنوثتها الرومانسية أساس مدرسة أرساها منذ 45 عاماً في بيروت، ونشرها في كل أنحاء العالم.

وقال صعب لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما قُدم في (موسم الرياض) جسّد حلمنا جميعاً، ونستحقه بوصفنا عرباً». وأضاف أن سعادته بهذا الحدث تنبع من نجاحه في إثبات أن منطقة الشرق الأوسط معطاءة وقادرة على الإبداع.

أما عرضه الذي ضم نحو 300 قطعة جديدة وأرشيفية، فكان يحمل رسالة حب للمرأة في كل زمان ومكان، وهو ما أكده الفستان الأيقوني الذي تسلمت به هالي بيري جائزة الأوسكار في عام 2002.