36 ساعة في مينوركا الإسبانية

إحدى جزر أرخبيل البليار الإسبانية المتلألئة بمياهها الزرقاء

تنتشر المطاعم على شواطئ مينوركا الجميلة (نيويورك تايمز)
تنتشر المطاعم على شواطئ مينوركا الجميلة (نيويورك تايمز)
TT

36 ساعة في مينوركا الإسبانية

تنتشر المطاعم على شواطئ مينوركا الجميلة (نيويورك تايمز)
تنتشر المطاعم على شواطئ مينوركا الجميلة (نيويورك تايمز)

تتلألأ جزيرة مينوركا، وهي إحدى جزر أرخبيل البليار الإسبانية، بمياهها ذات اللون الأزرق المُخضرّ، التي تحاكي لون مياه الجزر المجاورة الأكثر جذباً للسياح؛ إيبيزا ومايوركا.

وتعد مينوركا محمية طبيعية تابعة لمنظمة «اليونسكو» منذ عام 1993، وتوفر ملاذاً أكثر هدوءاً وحيوية بفضل سكانها الذين عملوا على حماية الجزيرة من تبعات التحضر والتطوير، ومع ذلك، فإن معدل وصول اليخوت الضخمة، وتوافد السياح بأعداد كبيرة، بات آخذاً في الانخفاض، ففي عام 2021، افتتح المعرض الدولي «Hauser & Wirth» مركزاً للفنون بمساحة 16 ألف قدم مربع، بهدف جذب هواة جمع المقتنيات من الأثرياء على جزيرة صغيرة بالقُرب من العاصمة.

تنتشر المطاعم على شواطئ مينوركا الجميلة (نيويورك تايمز)

وعلى الرغم من التهديد المتزايد المتمثل في السياحة المفرطة، فإن مينوركا ما زالت تتمسك بأسلوب الحياة الذي يُطلق عليه اسم «Poc a Poc» أو «شيئاً فشيئاً»، وهو أحد التعابير الكاتالونية المفضلة لسكان، والذي تكون فيه فترة القيلولة طويلة، وساعات العمل قليلة. كما تزخر الجزيرة أيضاً بالإبداع والحياة البرية والتاريخ الغني، وقد أصبحت بعض مبانيها التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ أحد مواقع التراث العالمي لـ«اليونسكو» في العام الماضي.

تشتهر مطاعم مينوركا بتقديم أجود أنواع الأسماك (نيويورك تايمز)

الجمعة... استكشاف العاصمة

في مدينة مهون، عاصمة الجزيرة، التي تضم ميناءً طبيعياً كبيراً، ابدأ بزيارة متحف مينوركا (سعر التذكرة 4 يوروات، أو نحو 4.33 دولار، وتختلف أوقات العمل حسب الموسم)، وتغطي محتويات المتحف الفترة ما بين حضارة «تالايوتيك» التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ إلى قصة «مينوركينا»، وهي شركة لتصنيع الآيس كريم، تأسست عام 1940، ولا تزال تبيع منتجاتها من الحلوى في المتاجر.

وبعد ذلك، قم بزيارة معمل «جين زوريغوار» لتقطير المشروبات، الذي يعود تاريخ وصفاته إلى أوائل القرن الثامن عشر، ويمكنك العثور على مطبوعات لخرائط من القرن الثامن عشر، ونسخ من دليل «أبانت» المحلي للفعاليات الثقافية من «آيلاند موود»، وهو متجر مليء بالهدايا التذكارية التي يُمكنك جلبها من مينوركا.

ويمكنك التجول على طول الشوارع المنحدرة حتى تصل إلى «تياتر برينسيبال دي ماو»، وهو من أقدم دور الأوبرا في إسبانيا، الذي تم بناؤه عام 1829، وهو محاط بمتاجر مثل «لوسيرا» المتخصصة في الخزف الملون المصنوع يدوياً.

تناول العشاء على الواجهة البحرية

قبل العشاء يمكنك القيام بنزهة في «كاليس فونتس»، وهو ميناء خلاب تصطف على جانبيه القوارب التي تتأرجح في المياه الخضراء المتلاطمة، ثم توقف عند متجر «فوستو» لشراء الملابس العصرية ذات الألوان الترابية والخطوط الواضحة.

وهناك عدة خيارات لتناول العشاء، إذ يمكنك الذهاب إلى مطعم «تريبول»، الذي تم تأسيسه منذ عام 1969، ويتميز بتصميم داخلي ريفي ومنطقة جلوس خارجية في الهواء الطلق. ويقدم المطعم المنتجات المحلية، مثل «بلح البحر» الخاص بمدينة مهون في «النبيذ الأبيض» (سعر الطبق 16 يوروات) و«قريدس مينوركا المشوي» (سعر الطبق 35 يورو). في حين يوفر مطعم «سا بونتا»، الأكثر رسمية قليلاً، إطلالات بانورامية على المياه، ويقدم قائمة مدروسة بعناية حسب الموسم، تشمل «كروكيت الباذنجان» (سعر الطبق 9.50 يورو) و«الخبز المصنوع من قمح (زيشا)» وهو نوع قديم من الحبوب التي تتم زراعتها في الجزيرة (سعر الطبق 3.50 يورو).

وللاستمتاع بأجواء صيفية أكثر حيوية، يمكنك المشاركة في أطباق «المحار» (سعر الطبق 5.50 يورو) و«الإسكالوب» (سعر الطبق 20 يورو)، و«شريحة لحم (آلا بلانشا)» من مطعم «بينتاروخا» (سعر الطبق 22 يورو)، (مع ملاحظة أن العديد من الأماكن في مينوركا تعمل بشكل موسمي).

«البايلا» طبق إسبانيا الأشهر (نيويورك تايمز)

السبت... استكشاف المركز التاريخي للجزيرة

تجوّل في «سيوتاديلا»، التي كانت عاصمة مينوركا حتى عام 1722، وهي مدينة مليئة بالمباني الملونة والشوارع المرصوفة بالحصى تُشبه المتاهة والقصور القديمة.

ثم اذهب إلى «كونترامورادا»، وهو طريق تم بناؤه فوق الخندق الذي كان يحيط يوماً ما بالمركز المسور، الذي يعود إلى العصور الوسطى، ولا تزال كاتدرائية مينوركا (سعر التذكرة 7.20 يورو)، التي تم تشييدها وأُعيد ترميمها على مر القرون، تقرع أجراسها لتشير إلى موعد فتح وإغلاق بوابات الجدار.

وتشتهر «سيوتاديلا» بمتاجر الحرفيين، إذ يمكنك زيارة متجر «كارمن كوكون» للمجوهرات المصنوعة يدوياً، أو متجر «كينيريا» لبيع حقائب اليد الجلدية، كما يمكنك شراء بطانية شاطئ من متجر الأدوات المنزلية «سيس أورينيتس»، أو التسوق لشراء فستان من متجر «سينت سيلا»، ثم توجه إلى ساحة «بلازا دي لا ليبرتاد»، وهي ساحة مليئة بأشجار البرتقال، تضم سوقاً للأسماك ومحال الجزارة، وسوقاً للمزارعين، ويمكنك تذوق القهوة في متجر «كان باديت» (سعر الكوب 1.70 يورو)، كما ستجد بعضاً من أفضل أنواع «جبن الماعز» في مينوركا من كشك «كاس فيرريه دي سا فون».

مينوركا واجهة أثرية إسبانية (نيويورك تايمز)

الحصول على قيلولة تحت أشعة الشمس

عادةً ما يتم إغلاق الكثير من المحال التجارية في الجزيرة في الفترة من الساعة 2 إلى 5 مساءً تقريباً، وقد تزيد هذه الفترة أو تنقص ساعة، اعتماداً على اليوم أو الموسم أو رغبة مالك المتجر، ولذلك فهذا هو الوقت المثالي لزيارة شاطئ «ألغايارينس»، لكن لا توجد هناك كراسي للاستلقاء أو أكشاك للمياه أو الطعام؛ لذا أحضر كل ما تريده معك قبل الذهاب إلى هناك.

ومن أجل التنزه في المكان، ابحث عن اللوحة الإرشادية ذات اللونين الأحمر والأبيض بالقرب من موقف السيارات الأقرب إلى الشاطئ، والتي تشير إلى «كامي دي كافايس»، وهو طريق للمشي يبلغ طوله 115 ميلاً يحيط بالجزيرة، وقد تم ترميمه - كان مخصصاً للخيول في السابق، ويعود تاريخه لعدة قرون - بدقة للسماح لممارسي رياضة المشي لمسافات طويلة وسائقي الدراجات الجبلية بتجربة التنوع البيئي للجزيرة بحرية. يمكنك السير لمدة ساعة ونصف (ذهاباً وإياباً) غرباً إلى خليج «كالا موري» الصغير، ثم عد إلى الخلف عندما تصل إلى ساحة انتظار السيارات هناك. (نصيحة: إذا مررت عبر بوابة، فعليك التأكد من إغلاقها دائماً خلفك، وذلك من أجل حماية الحيوانات).

جولة في الكهوف البحرية

اختتم يومك بأجواء حالمة عند مشهد غروب الشمس الرائع، من خلال التجديف في خليج «كالا موري»، الذي يتمتع بمياه مثالية للغطس باللون الأزرق المخضر، وشاطئ صغير ومناطق مناسبة للحصول على حمامات الشمس والسباحة.

وتشمل الرحلة، التي تستغرق ساعتين مع شركة «بادل تور مينوركا» (سعر الرحلة 45 يورو) زيارات إلى الكهوف، وتنتهي بالتزلج بألواح التجديف على البحر الهادئ لمشاهدة غروب الشمس في المحيط، مع احتساء كوب من «البيرة الباردة» (أو الماء). ويتم الترحيب بجميع المستويات، لكن وفرة الأماكن تعتمد على الرياح والموسم، فإذا كانت هناك رياح شديدة، توجه إلى «أولا أولا»، وهو بار يبعد نحو 8 دقائق بالسيارة عن وسط مدينة «سيوتاديلا»، والذي يتمتع بموقع مثالي لمشاهدة غروب الشمس، ويمكنك احتساء مشروب «موخيتو» المصنوع من «النبيذ المحلي» (سعر الكوب 9 يوروات) أو بيرة منعشة مثل بيرة «غراهام بيرس» المخمرة في مينوركا أو «روزا بلانكا» من مايوركا (كلاهما 3.70 يورو).

مينوركا الوادعة على زرقة المتوسط (نيويورك تايمز)

الأحد... ابحث عن الشاطئ الأنسب لك

استرخِ على شاطئ البحر، حيث لا يتوافر سوى عدد قليل من الأماكن المفتوحة أيام الأحد، ولأن جزيرة مينوركا معروفة برياحها القوية، فاحرص على اختيار شاطئ لا يتعرض للعواصف (موقع Windy الإلكتروني والتطبيق الخاص به مفيدان في هذا الصدد)، وفي الشمال، هناك شاطئ كالا بريغوندا الخلاب برماله الذهبية وتكويناته الصخرية المميزة ومياهه الصافية الملائمة للغطس أو السباحة، ويستغرق الوصول إلى الشاطئ السير على الأقدام تحت أشعة الشمس لحوالي 40 دقيقة، إلا إذا ذهبت إلى هناك بواسطة قارب، وفي الجنوب، هناك «كالا ميتجانا»، الذي يقع على بُعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام، وهو شاطئ يتمتع برمال بيضاء مع حواف صخرية لحمامات الشمس، كما يمكنك أيضاً مشاهدة كهوف الدفن الخاصة بالحضارة «التلايوتية» المحفورة في المنحدرات في كاليس كوفيس التي تقع في الجنوب أيضاً، وكذلك الخلجان الموجودة هناك المناسبة للسباحة وحمامات الشمس.

ومن أجل تناول غداء إسباني تقليدي، احجز طاولة في مطعم «مولي ديس راكو» في بلدة «إس ميركادال» في حال كنت متجهاً إلى ميتانغا أو بريغوندا، أو استمتع بالأسماك والخضراوات المحلية في مطعم «الروميرو» في مدينة مهون.

أماكن لتناول الطعام

يقع مطعم «تريبول» الهادئ في ميناء خلاب يقدم المأكولات البحرية المحلية الطازجة.

ويقدم مطعم «سا بونتا» المأكولات الموسمية، مع إطلالة بانورامية على المياه.

هناك مطعم «بينتاروخا» الذي يقع في منطقة حيوية على الواجهة البحرية للاستمتاع بالمأكولات المشوية.

يقدم مقهى «كان باديت» المعجنات والجيلاتي، إضافة إلى بار يتمتع بنوافذ بإطلالات ساحرة.

يطل بار «أولا أولا» على الشاطئ، ويعد مكاناً مثالياً لمشاهدة غروب الشمس.

يقدم مطعم «مولي ديس راكو» المأكولات الإسبانية في بلدة إس ميركادال، وهي بلدة تقع في وسط مينوركا، لكن يوصى بالحجز خلال فترة الذروة.

ومطعم «إل روميرو» الأنيق الذي يقدم الأسماك والخضراوات المحلية.

أماكن الإقامة

- فندق «مينوركا إكسبرمنتال»، وهو فندق موسمي يقع في وسط مزرعة تعود للقرن التاسع عشر، ويضم 43 غرفة، وحوض سباحة كبيراً بطول 85 قدماً، ومطعماً وباراً شهيراً، وتبدأ أسعار الغرف في شهر مايو (أيار) من 216 يورو، أي نحو 234 دولاراً أميركياً.

- فندق «لوكاسالدنت غران»، وهو فندق موسمي آخر يمتد على مساحة 250 فداناً تقريباً، الذي يمكنك خلال الإقامة فيه رؤية الحيوانات أثناء الرعى، وكروم العنب وأشجار الزيتون، كما يمكن لنزلاء الفندق أيضاً التجول في الأراضي على دراجات جبلية مجانية، وتبدأ أسعار الغرف في شهر مايو من 252 يورو.

- فندق «كريستين بيدفور» وهو فندق صغير يتميز بتصميمات داخلية دقيقة، ويوفر المسبح الصغير والحديقة الخضراء فيه متنفساً من حرارة الصيف في الجزيرة، وتبدأ أسعار الغرف في شهر مايو من 215 يورو.

وبالنسبة للإيجارات قصيرة المدة، فإن مهون عاصمة مينوركا، والمنطقة المحيطة بها تكون مناسبة لاستكشاف الجزيرة، على الرغم من أن مدى توافر الحجز يختلف باختلاف الموسم، كما تحظى عربات الكرفان أيضاً بشعبية كبيرة في الجزيرة.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

سفر وسياحة مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

تحلو الجلسة المُطلَّة على مشهد يُبهج النفس ويهدِّئ همَّ الأيام. في بيروت، تتعدَّد الأماكن المشرفة على العاصمة ببحرها ومبانيها وأفقها البعيد حيث تتوارى الشمس

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
سفر وسياحة فيروز حاضرة في ثنايا فندق القاصوف (الشرق الاوسط)

«القاصوف»... صفحات من تاريخ لبنان الذهبي

يُعدُّ فندق «القاصوف» في بلدة ضهور الشوير، من الأقدم في لبنان والشرق الأوسط، شهرته ملأت الدنيا، وشغلت الناس على مدى سنوات طويلة، قبل أن تدمّره الحرب.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة يسمح فقط بحمل الشاحن في حقائب اليد (شاترستوك)

لماذا يمكن أن يُفسد وضع الشواحن المحمولة داخل الحقائب رحلتك؟

من الممكن أن يتسبب الشاحن المحمول (Power Bank) في انطلاق أجهزة الإنذار، ومن ثم خضوعك لفحص إضافي عند نقاط التفتيش الأمنية بالمطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أظهر مقطع الفيديو اهتزاز المقعد (غيتي)

حظر زوجين بدآ شِجاراً مع راكبة صينية بسبب مقعدها المائل

حظرت شركة الطيران الوطنية في هونغ كونغ، «كاثي باسيفيك»، زوجين من رحلاتها بعد شجار بدآه مع مسافرة صينية بسبب مقعدها المائل أمامهما، حسب «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
TT

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في فيينا؟

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)
متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

تتشبث فيينا، عاصمة النمسا، بالتقاليد. استنشق الروائح الخالدة فقط للكستناء المشوية في أسواق عيد الميلاد، التي تنتشر بجميع أنحاء المدينة في شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام.

فيما يخص كثيراً من زوار المدينة، غالباً ما تكون المدينة بمثابة محطة توقف لفترة قصيرة، في إطار جولة سريعة عبر دول وسط أوروبا، ما يترك قليلاً من الوقت لاستكشاف الكثير خارج القلب التاريخي لفيينا، الذي يحمل اسم «الضاحية الأولى».

ومع ذلك، يبقى هناك الكثير مما يُمكِن رؤيته والقيام به داخل ضواحيها الأخرى، بما في ذلك بعض المؤسسات الثقافية المنشأة حديثاً. على سبيل المثال، أعيد افتتاح متحف فيينا، الذي يعد الوجهة الأولى لراغبي التعرف على تاريخ المدينة، هذا الشهر، بعد أعمال تجديد استمرت 3 سنوات، بينما جرت إضافة «بيت شتراوس»، وهو متحف وقاعة حفلات موسيقية أقيم تكريماً لعائلة شتراوس الموسيقية، إلى قائمة مزارات المدينة الثقافية، في أكتوبر (تشرين الأول).

متحف بلفيدير (نيويورك تايمز)

استكشف الألفيات

أعيد افتتاح «متحف فيينا»، الذي يركز على تاريخ المدينة، في 6 ديسمبر، في كارلسبلاتز، ساحة واسعة، بها كنيسة على الطراز الباروكي، مع كثير من الأجنحة الجديدة وتراس كبير، ما يضاعف حجمه السابق تقريباً. ينفرد المتحف بخطوطه المستقيمة والخرسانة البيضاء، التي تميزه عن العجائب الفخمة التي أقامها آل هابسبورغ، السلالة التي حكمت النمسا لأكثر من 600 عام، مثل «متحف بلفيدير لتاريخ الفن». وتتبع المعروضات الجديدة الدائمة بالمتحف، حيث الدخول مجاني، تاريخ فيينا عبر مجموعة متنوعة من الأشياء، بما في ذلك الجدار الخارجي لمتجر اضطر رجل أعمال يهودي إلى تصفيته قبل أن يفرّ من النمسا، بعد ضمّ البلاد إلى ألمانيا النازية.

اللافت أن أهل فيينا العاديين يشكلون محور الاهتمام هنا بقدر ما تشكله النخبة. على سبيل المثال، توجد لوحة لغوستاف كليمت معلقة بالقرب من سرير قابل للطي، يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين كان يستخدمه الخدم.

فيينا عاصمة جميلة صيفا وشتاء (نيويورك تايمز)

جرّب الوجبات الخفيفة اليابانية

بالتأكيد، طبق «شنيتزل» جيد، لكن المشهد العام المرتبط بالطعام في فيينا يقدم أكثر من لحم العجل المخبوز. انظر، على سبيل المثال، إلى «كيكو با»، وهو مطعم ياباني تتميز قائمته بالوجبات الخفيفة اليابانية، التي جرى إعدادها من مكونات نمساوية. من بين أشهر أطباقه «تارتار اللحم البقري» (16.90 يورو، أو نحو 18 دولاراً)، مع قليل من كريمة الخرشوف، وقطع من عشب البحر المجفف المقرمش. كما يحوّل المطعم سمك البحر النيء إلى طبق «سيفيتشي» لذيذ (16.90 يورو). كما يغطي «أودون كاربونارا» الكريمي (15.90 يورو) بالثوم المعمر، الذي يهيمن على أطباق المطبخ النمساوي، ورقائق البونيتو ​​والأعشاب البحرية المجففة.

تناول وجبة خفيفة من «الكيسكراينر»، وهي نقانق محشوة بالجبن (13.90 يورو)، أو فطائر الحنطة السوداء (13.50 يورو).

استمتع بأجواء «غورتل»

على طول قسم طويل من طريق غورتل الدائري، الذي يفصل بين أحياء فيينا الداخلية والخارجية، يمر قطار المترو فوق جسر. وفي الأسفل، بين الأقواس، تتخذ المقاهي موطناً لها. وفي عطلات نهاية الأسبوع، تنتشر الموسيقى الحية في الشارع، جنباً إلى جنب مع رواد الحفلات.

وعلى بعد دقائق سيراً على الأقدام شمالاً يقع «فينستر 99»، مقهى صغير بجدران مزخرفة بالرسومات الغرافيكية، التي غالباً ما تتميز بعروض موسيقى «الروك»، علاوة على كثير من الأماكن الأخرى للرقص أو الاسترخاء.

فيينا مشهورة بخبزها ومخبوزاتها (نيويورك تايمز)

تذوق خبز فيينا

يفتخر النمساويون كثيراً بخبزهم ويعتزون به، ولهم كل الحق في ذلك، فرغيف الخبز البني السميك المحشو بالبذور في فيينا ينافس نظيره من الخبز الفرنسي في باريس. وتقدم بعض المخابز في المدينة، بما في ذلك سلاسل مثل «أوفرل» و«جوزيف بروت» و«فيلزل»، قوائم إفطار كاملة. ويقدم أحد المخابز الصغيرة التابعة لـ«أوفرل»، في الضاحية الثالثة من المدينة، الذي يتميز بتصميم بسيط وعدد من الألوان المحايدة، الإفطار حتى الساعة 6:30 مساءً. وهنا، يشمل إفطار المخبوزات (17.50 يورو) لفائف الخبز والزبدة الحامضة والمربى والجبن من جبال الألب واللحم. أما النسخة النباتية (15.50 يورو) فتحل كرات جبن الماعز محل اللحم.

اشترِ سلعاً معاداً تدويرها

في الضاحية السابعة الأنيقة، تتوافر المعاطف والسترات الصوفية السميكة بكثرة. وتركز سوق أعياد الميلاد في «سبيتلبيرغ»، والممتدة على طول شارع جانبي مرصوف بالحصى، على السلع المعاد تدويرها، خلال عام 2023. داخل خيمة، ستجد منتجات صوف منغولية، كما تضم السوق كشكاً يبيع السكاكين المصنوعة من قطع غيار السيارات. واحرص على وجود نقود معك، لأن بعض الأكشاك لا تقبل البطاقات. كما تضم السوق كثيراً من متاجر التحف والبوتيكات القريبة، بما في ذلك «فولتا فيينا»، المتخصص في السلع المنزلية، ويبيع مزهريات منحوتة وأكواباً وشمعدانات. وهناك متاجر متخصصة في بيع حقائب جلدية ناعمة ومجوهرات ذهبية دقيقة وهدايا غريبة، مثل الشموع على شكل أجساد نسائية، علاوة على «لوف ذي شوب»، الذي يبيع الملابس ذات الألوان الزاهية، بما في ذلك السترات الصوفية المحبوكة وفساتين الحفلات، من الدول الاسكندنافية.

تعرّف على عائلة شتراوس

قد يبدو أن الموسيقى الكلاسيكية قديمة الطراز، لكن قبل 200 عام، كانت أي شيء إلا ذلك. فلم يكن هناك عند أهل فيينا في القرن التاسع عشر شيء يحبون قضاء وقتهم الحرّ فيه أكثر من الرقص على أنغام الفالس الرومانسي أو الرقص السريع المليء بالحيوية. يستخدم منزل شتراوس، وهو متحف وقاعة موسيقية في مبنى جميل يعود للقرن التاسع عشر، التكنولوجيا والصور التاريخية والصوت ببراعة لمشاركة قصة عائلة فيينية ذائعة الشهرة. يعدّ يوهان شتراوس، وابنه يوهان شتراوس الثاني، مؤلف رقصة فالس «الدانوب الأزرق»، من قبل بعض المؤرخين أول نجوم موسيقى البوب في العالم، فقد قاموا بطبع صور لأنفسهم على النوتة الموسيقية، المعروضة في المتحف، وجابوا العالم لإقامة الحفلات الموسيقية والمهرجانات (23 يورو للبالغين).

استمتع بالمناظر على متن قارب

يقع «بادشيف فاين»، وهو قارب به مطعم، راسياً في القناة الطويلة التي تمر عبر وسط فيينا. يمكن من سطح القارب رؤية المباني المهيبة في المركز التاريخي مقابل الجدران المزخرفة بالرسومات الغرافيكية للقناة، ما يُجسد الشعور الفخم لفيينا، وربما غير المُرتب بعض الشيء. صدق أو لا تصدق، يمكنك السباحة في المسبح غير المدفأ على السطح على مدار العام، ولكن إذا لم تكن من عشاق الغطس في المياه الباردة للغاية، فلا تقلق، من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مارس (آذار)، يقدم قارب «بادشيف» عدة ملاءات مجعدة (من 30 إلى 45 يورو لاستئجار ملاءة واحدة لمدة 30 دقيقة) أثناء السباحة.

احتفال حتى الفجر

فيينا ليست برلين عندما يتعلق الأمر بثقافة النوادي الليلية، ولكن هناك بعض الأماكن التي تقترب منها. إذا كنت تبحث عن تجربة الرقص الصاخب حتى الفجر، فإن ملهى «داس فيرك»، على ضفاف قناة الدانوب، هو المكان المناسب لذلك، رغم أنه على عكس بعض النوادي الحصرية في برلين، لا يهتم الراقصون في «داس فيرك» بمظهر ملابسك. هنا، لا يبدأ الحفل قبل الساعة الحادية عشرة مساء، عندما يصبح الجمهور مفتوناً بالدي جي، أو بعروض الأضواء على الجدران المحيطة. إذا أخذت استراحة في الخارج، فتأكد من زيارة المعرض الفني في الهواء الطلق. منذ عدة سنوات، تمت دعوة فناني الشارع من جميع أنحاء العالم لتزيين جدران المباني حول «داس فيرك» بلوحات جدارية كبيرة. وتبلغ تكلفة الدخول من 10 إلى 15 يورو.

رحلة عبر الزمن على فنجان قهوة

تعود ثقافة المقاهي في فيينا إلى القرن السابع عشر. وفي عام 2011، حصلت على تصنيف التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. وترسل كتيبات السفر السياح إلى مقهى «سنترال»، حيث كان «سيغموند فرويد» أحد رواده، ومقهى «لاندتمان»، وهو نقطة لقاء السياسيين. لكن أهل فيينا يميلون إلى تفضيل المقاهي الأرخص والأكثر غباراً والمتهالكة قليلاً، مع النوادل الذين يبدو أنهم يفضلون القيام بأي شيء آخر. جرّب مقهى «روديغرهوف»، الذي تأسس عام 1902، حيث توجد الصحف على حوامل خشبية قديمة الطراز، ووجبة الإفطار بسيطة. سيكلفك المزيج؛ القهوة مع الحليب المبخر والرغوة، مع بيضة ولفافتين مع الزبدة والمربى أو العسل، 7.10 يورو. لا تفوّت الطبق الفييني الكلاسيكي؛ بيضتين مقشرتين مسلوقتين يقدمان في كوب واسع الحواف مع ملعقة. المقهى يقبل الدفع النقدي فقط.

استمتع بدفء الساونا

عندما يكون الطقس بارداً ومخيفاً، لا شيء يضاهي جلسة الساونا وحمام الماء الساخن. يعدّ منتجع «ثيرم فاين» المكان الأمثل للعناية الذاتية في الصباح. قد لا يكون هذا المكان فاخراً بدرجة الخمس نجوم، لكنه نظيف وواسع، ويضم مقهى، ومطعماً، وإطلالات على الحديقة الخارجية، ومناطق هادئة مع شلالات صغيرة. ويوفر المجمع حمامات السباحة والساونا وأحواض الجاكوزي الساخنة. ويقدم المنتجع الصحي خدمات التقشير والتدليك، لكن تأكد من حجز الخدمات مقدماً. تبلغ رسوم الدخول لمدة تصل إلى 3 ساعات 28 يورو، وتكلفة الساونا 12 يورو إضافية. كما تبلغ تكلفة إيجار المنشفة 6 يورو.

أماكن تناول الطعام

رايز: صالة موسيقية وبار حيث يشغل منسقو الأغاني الموسيقى الإلكترونية التجريبية.

فينستر 99: بار شعبي ومتواضع مع أجواء ودية، يستضيف الحفلات الموسيقية ويتميز بسياسة الدفع حسب الرغبة.

أوفرل: مخبز بتصميم بسيط، يقدم مجموعة واسعة من الخبز، وقائمة إفطار طوال اليوم في اثنين من فروعه.

مونتي أوفيليو: بار ومقهى يأخذ ثقافة «الأبيريتيفو» الإيطالية على محمل الجد، مع الجبن واللحوم المستوردة من إيطاليا.

مقهى روديغرهوف: تأسس عام 1902، ويوفر تجربة المقهى الفييني النموذجي، مع إفطار بسيط والقهوة النمساوية.

أماكن الإقامة

روزوود فيينا: فندق فاخر في مبنى من عصر النهضة الكلاسيكية الجديدة، تم تجديده من القرن التاسع عشر، حيث تم ترميم الغرف بشكل بديع مع إشارات تصميمية إلى التاريخ الفييني. يوفر البار في الطابق العلوي إطلالات رائعة على المركز التاريخي.

فندق إنديغو فيينا - ناشماركت: فندق أنيق ومريح من فئة 4 نجوم، يقع على مسافة قصيرة بالمترو من الدائرة الأولى، ويمكن الوصول منه إلى المتاجر والبارات والمطاعم في أحياء المدينة العصرية سيراً على الأقدام.

* خدمة «نيويورك تايمز»